تمهيد
تتقاسم الموسيقى مع اللغة عديدًا من الأمور المشتركة، وكذلك بينهما العديد من الÙوارق. وارتباط الموسيقى باللغة يعود بنا إلى قضية نشأة كل منهما. ولمّا كانت اللغة[1] مرتبطة بالإنسان منذ ظهوره، Ùإن قضية النشأة تلك تعود بنا إلى Øقب ما قبل التاريخ. على ما يتضمنه ذلك من صعوبات أركيولوجية ومعرÙية. كما أن العلاقة بين اللغة والموسيقى تطلعنا أيضًا على الطريقة التي تطور بها ÙÙ† الموسيقى واستقل عن اللغة وعن كاÙØ© أشكال الÙنون الأخرى، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ùنًا مستقلًا بذاته، وهذه قضية يغÙلها المستمع ÙÙŠ بداية استماعه موسيقى الآلات (الموسيقى الخالصة أو الكلاسيكية) أي تاريخ هذا الÙÙ† ونشأته، والإلمام بالسياق التاريخي الذي تطورت Ùيه الموسيقى بوصÙها Ùنًّا مستقلًا للصوت. وتطلعنا المقاربة اللسانية للموسيقى على الجوانب الثلاثة الرئيسية ÙÙŠ اللسانيات اليوم كما تتبدى ÙÙŠ الموسيقى: الصوت الموسيقيّ، والتركيب الموسيقيّ، والدلالة الموسيقيّة.
1- نشأة الموسيقى
إن بØوث الإثنوموسيقولوجيا Ethnomusicology[2] الذي يطوّع الأدوات الأنثروبولوجية لكي يعود بنا إلى نشأة الموسيقى بوصÙها نشاط إنساني لدى الجماعات البدائية تخبرنا بأن نشأة هذا النشاط كان يعتمد أساسًا على الإيقاع. وهكذا، كانت أسرة الآلات الإيقاعية هي أول الآلات الموسيقية التي اصطنعها البدائيّ. وكانت الموسيقى عند البدائي تعتمد التكرار بصÙØ© أساسية، أي تكرار صوت أو نغمة واØدة أو نغمتان بشكل دوري. وهكذا تأسست اللغة بالأساس؛ تكرار صوت واØد للدلالة على Ù†Ùس المرجع. وهذه سمة أساسية للموسيقى عند الجماعات البدائية. كما أنها Øقيقة نخبرها جميعًا لدى الأطÙال ÙÙŠ سن مبكر جدًا، إذ أن الطÙÙ„ ÙÙŠ بداية مراØÙ„ Øياته يبدي تعلقًا Ùريدًا شطر الأصوات البسيطة المتكررة. كما يعتمد غناء الأم لتهدئة رضيعها على نغمة واØدة أو نغمتين. ولهذا تÙسر الÙونولوجيا[3] مثلا السهولة، والسرعة، التي يكتسب بها الطÙÙ„ الكلمة التي تطلقها اللغة اسمًا لـâ€Ø§Ù„أمâ€. وإن تشابه نطق هذا اللÙظ ÙÙŠ لغات العالم القديمة والØديثة، الميتة والØية، لهي ظاهرة طريÙØ© للغاية؛ ذلك أن كلمة “أم†تتكون من Ùونيمين[4] أو صوتين Ùقط: “ما-ماâ€ØŒ أو ما يشبهها، كما ÙÙŠ اللغات الرومانسية، والجرمانية، والسلاÙية، والعبرية، والصينية، واليابانية، وغيرها. كلها تتشابه ÙÙŠ المقطع الصوتي “ما†للدلالة على الأم. كما يمكن تÙسير ذلك من جهة علم Ù†Ùس الأصوات بأن المقطع الصوتي “ما†يÙنطق مع ÙØªØ Ø§Ù„ÙÙ… كعلامة يوØÙŠ بها الطÙÙ„ للمÙؤوÙÙ„ (الأم ÙÙŠ هذه الØال) بالØاجة إلى الطعام والرعاية.
وبغض النظر عن هذه العملية التأويلية المعقدة، التي قد تبدو بسيطة لأول وهلة، والأساليب التي يبذلها المؤوÙÙ„ أو الأم ÙÙŠ Ùهم دلالات هذا النداء، كما الصعوبات الجمّة المصاØبة للتقريرات التي تبتّ هذا الموضوع، أي التقريرات Øول نشأة الأنشطة الإنسانية ÙÙŠ Øقب ما قبل التاريخ. والتي قد يدّعي بعضها العلمية، Ùهذا أمر لا يعنينا هنا، ولكن ما يعنينا منه هو التشديد على أن اللغة كنظام علامات مسموعة والموسيقى يتقاطعان ÙÙŠ علم الأصوات. وأن بساطة النغم والصوت وتكراريته (أي خاصته التكرارية، ÙÙŠ Øال إذا كان يتميز بها) هي طريقة تÙعد بدائية ÙÙŠ الموسيقى. ذلك لا ينÙÙŠ وجود تكرار أيضًا ÙÙŠ ÙÙ† موسيقى الآلات المتطور، كما ÙÙŠ الكلاسيكية الغربية، لكن المستمع لهذه الموسيقى على دراية بأن عنصر التكرار بها عادةً ما يتخذ طابعًا إنمائيًا مختلÙًا.
ترتبط الموسيقى عند البدائيين كذلك أكثر بالغناء والرقص. وتٌستعمل ÙÙŠ بعض لغات القبائل الأÙريقية على سبيل المثال كلمة واØدة للإشارة إلى كل من الموسيقى والغناء والرقص. كذلك تقترن الموسيقى لدى الجماعات البدائية بالاستعمال الوظيÙيّ للصوت من أجل أداء غرض ما (هذا ما تÙعله اللغة بالضبط ÙÙŠ المستوى التداوليّ) كما الإيØاء بØاجة Ùيسيولوجية، كالبØØ« عن الطعام مثلًا، أو كما ÙÙŠ الإشارات البسيطة التي قد يتطلبها أدنى شكل من أشكال التواصل الاجتماعي البدائي. وهذه كلها أمور بعيدةً عن الÙن٠كل البÙعد.
إنّ عدم اقتران الموسيقى بأداء وظيÙØ© معينة هو Ù…Øكّ اعتبارها Ùنًا له ما له من قيمة جمالية. ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† طلب الطعام أو التعبير عن الØاجة إليه ليس Ùنًا على الإطلاق، على الأقل ليس بالطريقة التي ÙŠÙŽÙهم بها معظمنا إعداده وطهيّه مثلًا. كما من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£ÙŠØ¶Ù‹Ø§ أن خطابنا اليوميّ العاديّ لا يمثل Ùنًا بأي Øال. وأن الØديث عن Ùنّ التواصل وما إلى ذلك لهيَ جميعها استخدامات استعارية للÙظة “Ùنّâ€. بينما يمكن للسانيّ، على صعيد٠مختل٠أتم الاختلاÙØŒ الØديث عمّا يسميه تشومسكي الجانب الإبداعيّ ÙÙŠ استعمال اللغة ومقارنته بØذر بالإبداع الجماليّ مثلًا، ذلك استنادًا إلى لا نهائية اللغة بوصÙها وسيلة للتعبير الذاتي الØر.
والÙارق الأساسي بين اللغة والموسيقى بما هي أصوات أن اللغة عادةً ما تÙستعمل عدة استعمالات، Ùهي وسيلة للتواصل، ومستودعٌ خبريٌ لكل ما يمكننا إصداره من تقريرات٠بشأن الواقع. كما أن للغة جانب جماليّ أيضًا -كما يتبدى ÙÙŠ الأدب- أما الموسيقى تتمثل الجانب الجماليّ ÙˆØده. وإن كان هذا الجانب الجماليّ ÙÙŠ الموسيقى مختلÙًا عن نظيره الجماليّ اللغويّ، كما سنتعرÙØŒ تمام الاختلاÙ.
2- الموسيقى واللغة
ÙÙŠ الغالب، كان ينظر إلى العلاقة المÙترضة التي تجمع الموسيقى باللغة استنادًا إلى جانب٠واضØ٠كل Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ علاقة الموسيقى باللغة: أن الموسيقى واللغة ظاهرتان صوتيتان. ويؤكد المؤرخ والجغراÙيّ اليونانيّ سترابون (Øوالي 63 Ù‚.Ù…) على أن الكلام والغناء كانا الشيء Ù†Ùسه ÙÙŠ الأزمنة القديمة. ولمّا لم يكن ÙÙŠ البدء من موسيقى إلا النغم، ولا من النغم غير ما ÙŠØدثه الكلام من تنوع الصوت، كانت الموسيقى واللغة مرتبطتين بشكل وثيق.
إن هذا الارتباط الوثيق يؤسس مشروعية اÙتراض سبق أن تأمله كثير من الÙلاسÙØ©ØŒ صاغه داروين منذ قرنين ÙÙŠ كتابه “نشأة الإنسانâ€ØŒ كما يردده اليوم الباØثون ÙÙŠ ثنايا بØوث البايوموسيقولوجيا التطوريّة: Ù…Ùاده أن الموسيقى واللغة كانا ÙÙŠ الماضي السØيق الأمر Ù†Ùسه. وأنهما قد تطورا عن سل٠مشترك: “لغة-موسيقية musilanguageâ€. وقد أخذت الموسيقى واللغة ÙÙŠ الانÙصال والتطور عن هذا السل٠اللغويّ-الموسيقيّ كل واØدة بطريق٠مختلÙ٠تمامًا.
إن هذه اللغة-الموسيقية التي تعد شكل بدائي من الأصوات والإيماءات التواصلية والتعبيرية ÙÙŠ شكل ما قبل موسيقيّ-ما قبل لغويّ لهي أقرب إلى الطريقة التي نتواصل بها مع الأطÙال الرضع أو القردة العليا. وأن هذه الإيماءات أو الأصوات البدائية، بعد تاريخ طويل من الانÙصال بين النَظْم النغميّ ÙÙŠ الموسيقى، والنَظْم الكلاميّ ÙÙŠ اللغة المنطوقة، أصبØت تكوّن اليوم أساس كل ما نعرÙÙ‡ من لغات وموسيقى.
ولكن ما هي الØاجة البيولوجية أو السمة التكيÙية لوجود مثل هذه اللغة البدائية؟ هنا تظهر عدة أجوبة: يخبرنا داروين أن السمة التكيÙية للموسيقى، أو اللغة-الموسيقية كانت بداعي التعبير عن العواط٠والتزاوج والانتخاب الطبيعي، واجتذاب الكائنات جنسيًا بعضها لبعض. وربما تكون قد تطورت من أجل تدعيم الرابطة الاجتماعية لجماعة ما. أو ÙÙŠ Øال التعبير عن العواطÙØŒ ذلك أن التعبير عن العواط٠بالصوت، سواء ÙÙŠ اللغة أو الموسيقى، يكون عبر سلسلة من الأصوات التي تكون إما مرتÙعة أو منخÙضة، وإما متسارعة أو متباطئة، ولكل منها إيØاء خاص. كما ÙÙŠ Øالات الصراخ والبكاء والضØÙƒ. ذلك بغية التعبير عن المشاعر كالØب والكره والغضب. هكذا، كانت اللغة عاطÙية قبل أن تغدو منطقية.
ÙŠÙعيد الشعر استثارة هذا السل٠التطوريّ المشترك الموروث بين اللغة والموسيقى. Ùالشعر هو الجانب الموسيقيّ الأجلى من اللغة. ولا عجب ÙÙŠ أن أقدم النصوص الأسطورية والدينية كانت شعرية، Øيث كان يمكن ترتيلها والتغني بها.
إن الÙن، بØسب أدورنو، يتØقق نوعيًا ÙÙŠ انÙصاله عما كان قد صÙدر عنه. ولقد انبثقت موسيقى الآلات من الغناء، وكان الغرض من الآلات مساعدة الصوت البشري، وهي بذلك ظلت مرتبطةً بالغناء أمدًا طويلًا. ذلك Øتى بدأت الموسيقى ÙÙŠ الاستقلال شيئًا Ùشيئًا، وأصبØت Ùنًا مستقلًا عن اللغة يستعمل النغم الخالص بدون كلمات وسيلة للتعبير. أي أن تاريخ الموسيقى كان يتجه شطر الانÙصال عن الكلمة، وتوسيع نطاق القدرة التعبيرية لموسيقى الآلات. ومع ذلك ظلّت الموسيقى قادرة على الارتباط بالكلمة وقتما شاءت، وأن Øضور الأغنية طوال عصور الموسيقى ÙÙŠ جميع الثقاÙات Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¯Ù„ÙŠÙ„ على ذلك.
وبرغم ذلك، ظلّ ينظر إلى الموسيقى بوصÙها Ùنًا تابعًا للشعر. وقد كان هيجل ÙÙŠ العصور الØديثة أبرز من رÙع من مكانة الشعر على Øساب الموسيقى وكاÙØ© الÙنون ÙÙŠ نظريته الجمالية وعن تاريخ الÙنون. وقد Øاول بعد ذلك كراوس ردّ مكانة الموسيقى ومØاولة مساواتها، على الأقل، بالشعر ÙÙŠ المرتبة ذاتها، استنادًا إلى أن كلاهما يعبر عن Øقيقة واØدة. ويعد شوبنهاور بØÙ‚ أول من رÙع من مكانة الموسيقى، وهو الذي رأى بØسب ميتاÙيزيقاه أن الموسيقى هي تمثيل للعالم من Øيث هو إرادة.
هذا التطور ÙÙŠ الطريقة التي نظر بها الÙلاسÙØ© إلى الموسيقى كان يصاØبه تطورٌ هائل ÙÙŠ ÙÙ† موسيقى الآلات، Øيث Øاول الموسيقيون طيلة الوقت على اختلا٠عصورهم ومدارسهم اكتشا٠وسائل مختلÙØ© للتعبير الموسيقي. وقد كان تطور الآلات الموسيقية من الناØية التقنية، لا سيما عقب الثورة الصناعية، عاملًا Øاسمًا ÙÙŠ هذا التطور.
أما اليوم، ÙŠØªØ£Ø±Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¨Ø§Øثون ÙÙŠ اللسانيات وسيمياء الموسيقى بين Ùرضيتين أساسيتين. تكون كل منها بمثابة نقطة انطلاق لتأسيس نظرية لسانية َموسيقية: تÙيد الÙرضية الأولى أن المقاربة اللغويّة الموسيقيّة ØªØªÙŠØ Ù„Ù†Ø§ الكش٠عن الجوانب الثلاث الأساسية للسانيات ÙÙŠ الموسيقى (وهي جوانب لغويّة ÙÙŠ الأساس): الصوت Phonology والتركيب Syntax والدلالة Semantic. وتÙيد الÙرضية الثانية أن لا وجود لمثل هذه الجوانب تمامًا ÙÙŠ الموسيقى، كما هي بمعناها اللسانيّ-اللغويّ، وأن ما نجده ÙÙŠ الموسيقى أمر يختل٠تمامًا، بØيث يمكن تعريÙÙ‡ ÙÙŠ إطار جهاز Ù…Ùاهيميّ آخر، ويمكن كذلك مقاربته بØذر، وعلى سبيل استعاريّ، Ù…Ùع نظيره اللغويّ. ÙˆÙÙŠ ظل قيام الÙرضية الأخيرة، Øتى مع ثبوت Ùرضية وجود سل٠مشترك بين الموسيقى واللغة، تضØÙ‰ اللغة والموسيقى، رغم ذلك، لكل منها نظامه النØويّ الخاص.
3- لغة الموسيقى
إن الÙÙ†ÙŽÙ‘ لغة بصÙØ© عامة. لكن الØديث عن لغة الموسيقى ÙÙŠ هذا الصدد يختل٠عن الØديث عن لغة أي ÙÙ† من الÙنون. يختل٠عن الØديث عن لغة العمارة أو لغة التصوير على سبيل المثال. ذلك أن الموسيقى، كما رأينا، أقرب الÙنون جميعها إلى اللغة. إن الموسيقى ÙÙ† الصوت، واللغة ظاهرة صوتية ÙÙŠ المقام الأول. كما أن للغة خصائص الشكل، Ùهي لها قواعدها التركيبية والنØوية. والأكثر أهمية أن اللغة قادرة على إيصال المعنى. هل الØديث عن الموسيقى كلغة، انطلاقًا من أن كلاهما نظام علامات صوتيّة، يعني أن الموسيقى لها ما للغة من خصائص شكلية تركيبية كالنØو؟ وهذا يدÙعنا إلى السؤال الأهم: هل للموسيقى معنى؟ Ùإذا كان كذلك، Ùما هو، هل عسانا أن نعرÙه؟ وكي٠تتسنى للموسيقى القدرة على Øمل معنى ما؟ ثم ما طبيعة هذا المعنى؟ هل هو ذاتيّ، أم يمكن الØديث عن معان٠موضوعية ÙÙŠ الموسيقى؟
قلنا إن اللغة والموسيقى يشتركان ÙÙŠ عديد من الأمور، ولكن بينهما أيضًا عديد من الÙوارق. والمقاربة اللسانيّة للموسيقى ØªØªÙŠØ Ù„Ù†Ø§ الكش٠بداخلها، كما أردÙنا، عن الجوانب الثلاث الرئيسية ÙÙŠ اللسانيات، واستجلاء علاقاتها بنظائرها ÙÙŠ اللغة.
الصوت الموسيقيّ[5]
تنتظم الأصوات ÙÙŠ الموسيقى لتكوّن تسلسلًا زمنيًّا معينًا. مثلما تنتظم الوØدات الصوتية (الÙونيمات – أو ما يسميه اللسانيون بالصور الأكوستيكية) كمقاطع الØرو٠الهجائية، لتكوّن اللÙظ. هذه الأصوات المÙردة ليس لها معنى ÙÙŠ ذاتها، ÙÙŠ Øين أن الكلمة تكتسب معنى. أي أن الكلمات، وهي الوØدات ذات الدلالة، تبنى من لبنات (عناصر صوتية) تخلو من الدلالة. وهذا ما يسمى بالمبدأ الÙونيميّ ÙÙŠ اللسانيات البنيوية الكلاسيكية.
وبينما تنتظم الأصوات بطريقة معينة لتكوّن مقطعًا Ù„Ùظيًا أو كلمة، والكلمات لتكوّن جملة، والجمل لتكوّن Ùقرة… إلخ، Ù†ØÙˆ مستويات أعلى من التركيب. نرى أن البناء الصوتيّ للموسيقى يختل٠عن البناء الصوتيّ للغة. ÙÙÙŠ الموسيقى تنتظم النغمات (النوتات) لتكوّن Ù„Øنًا، أو جملة Ù„Øنية، والجمل تكوّن قسم، والأقسام تكوّن Øركة، والØركات (ÙÙŠ الأشكال الموسيقية متعددة الØركات، كالسيمÙونية أو الكونشرتو) تكوّن شكلًا موسيقيًّا.
ÙÙŠ الصوت الموسيقيّ تتنوع المقامات Øسب اختلا٠الأنظمة التونالية. وبالتالي تتنوع الطرائق (السلالم الموسيقية) التي ترتبط بها هذه الأصوات بعضها ببعض لتكوّن الجملة الموسيقية أو اللØÙ†. وهو Ùارق أساسي بين اللغة والموسيقى، إذ أن من البديهيّ أننا ÙÙŠ Øديثنا اليوميّ لا نستعمل السلالم والمقامات الموسيقية. كما أن الموسيقى تخلو من الÙونيمات، إذا Ùهمنا الأخيرة على أنها أصغر ÙˆØدات صوتية ÙÙŠ اللغة المنطوقة تدخل ÙÙŠ تركيب المقاطع اللÙظية. وهي بهذا المعنى خاصة صوتية تميز اللغة المنطوقة ÙˆØدها.
التركيب الموسيقيّ[6]
بينما يختص الÙونولوجيا بالمستوى الصوتي، البناء الصوتيّ اللغويّ أو الموسيقيّ، ويقتصر مجاله على تØليل العناصر الصوتية لهذين النظامين، يعني التركيب syntax بمستوى أعلى، Ùهو يعني ÙÙŠ اللغة بالنØÙˆ الذي تتراكب وتنتظم Ùيه الكلمات المÙردة (التي تتأل٠ÙÙŠ المستوى الصوتي من Ùونيمات) بعضها ببعض لتكوّن جملًا، ÙˆÙقرات، ووØدات أكبر. هذا هو المستوى التركيبيّ. ويÙÙرÙد التركيب تØليلاته لعناصر هذا المستوى، كمواقع الأسماء والصÙات والأÙعال من الجمل. ÙˆÙÙŠ ظل هذا التعري٠للتركيب يرى بعض اللسانيون استØالة Ùصل التركيب عن مبØØ« المعنى أو الدلالة semantics بأي Øال. ولكن يظل ÙŠØدث هذا الÙصل إجرائيًا عادةً.
يشير التركيب الموسيقيّ إلى العملية التي تنتظم بها الأصوات/النغمات الموسيقية المÙردة لتكوّن Ù„Øنًا أو جملة، أي تسلسل زمنيّ معين. هذه السمة الزمنية تخص الموسيقى أكثر مما تخص اللغة، ذلك أن ÙÙŠ اللغة لا تكون “الوØدات الأكبر†التي هي نتاج تراكب عناصر كالكلمات زمنية بالضرورة. Ùالكلمات على نقيض النغم، تعكس تصورات (وهذا من Ù…Ù„Ø§Ù…Ø ØµÙ„Ø© التركيب بالدلالة)ØŒ ولا شاهد Øتى الآن على زمنية الأخيرة.
إن التركيب الموسيقيّ يشترك مع نظيره اللغويّ ÙÙŠ وجود تراتبية رأسية لعناصره. ÙˆÙ„Ù†ÙˆØ¶Ø Ù…Ùهوم “التراتبية الرأسية†للمكونات/الوØدات الأولية الذي يعد أساس التشجير[7] ÙÙŠ اللسانيات التوليدية، نضرب مثالًا على ذلك:
إن من الناس أقلهم دراية بمبادئ التركيب وقواعد اللغة العربية يعلم أن الÙاعل هنا (من قام بÙعل القطع) هو الرجل لا الابن. Øتى وإذا كان الÙعل والمÙعول به مؤخرين ÙÙŠ الجملة، أو إذا كانت جملة الÙعلية “قَطَعَ الشجرة†تأتي مباشرة بعد ذكر “الابنâ€ØŒ Ùإذا كانت الكلمات متراصة بجانب بعضها إلا أن كل منها ينتمي إلى بنية تراتبية مختلÙØ©. هذه الخصيصة التركيبية للغة تقوم بمعالجتها عمليات الإدراك المسؤولة عن البناء التراتبي لمكونات الجملة.
“الرجل الذي ضرب ابنه قطع الشجرةâ€
![](https://mana.net/wp-content/uploads/2019/10/music-1024x722.jpg)
هذه المقدرة الإدراكية على التركيب والمعرÙØ© الضمنية بمبادئه، أيّ “البناء التراتبي للأشياء†تتشاركها اللغة مع عديد من الأنشطة الإنسانية الأخرى التي تتضمن Ø£Ùعال النَظم والتركيب والبناء، منها الموسيقى. لكن التركيب الموسيقيّ يختل٠تمامًا عن التركيب اللغويّ وإن كانا يتشاركان Ù†Ùس العمليات الإدراكية. إننا لا نجد ÙÙŠ الموسيقى “أÙعال†أو “Øرو٠جر†أو “جملة اسمية†أو “جملة Ùعلية†موسيقية مثلًا، كما نجد ÙÙŠ التركيب اللغويّ. وأن البØØ« عن المعادل لأي منها ÙÙŠ اللغة الموسيقية أمر لا طائل منه. كما أنه من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† النØÙˆ أو التركيب الموسيقيّ لا يتعامل مع ÙˆØدات أو مقاطع Ù„Ùظية كما ÙÙŠ اللغة، وهذه من الÙوارق الأساسية، بل أن التركيب الموسيقيّ يبØØ« مبادئ وطرائق تركيب النغم ÙˆÙقًا لقواعد التركيب الهارمونيّ والتركيب الإيقاعيّ، والنغم كما أسلÙنا هو الوØدات الأولية ÙÙŠ الموسيقى. هذه الوØدات تختل٠بØكم طبيعتها عن المقطع اللÙظيّ ÙÙŠ اللغة، ولكن من جهة ما Ùهي توازيه، كذلك المبادئ والطرائق التي ينتظم ÙˆÙقًا لها ذلك النغم تختل٠تمامًا عن قواعد النØÙˆ والتركيب ÙÙŠ اللغة، وإن كانا يتشاركان العمليات الإدراكية Ù†Ùسها وبعضًا من الأجزاء المسؤولة عن إجرائها ÙÙŠ تركيب المخ عند الإنسان.
استبدّت ÙÙŠ السبعينيات مسألة القدرة اللغوية للطÙÙ„ والكيÙية التي يخلق بها جملًا جديدة لم يسمعها من قبل بتطبيق عدد قليل نسبيًا من المبادئ على تÙكير تشومسكي، مما كان يمثل Ø£Øد دواÙعه لتأسيس اللسانيات التوليدية. إن هذه الظاهرة لدى الأطÙال ليست Øكرًا على التركيبات اللغوية ÙˆØسب، بل تظهر أيضًا عند الأطÙال ممن يعيشون Øياة موسيقية مبكرة، وبمجموعة قليلة أيضًا من المبادئ يمكنهم خلق عبارات موسيقية جديدة. ذلك أثار اهتمام تلامذة تشومسكي واستهلّ الØديث عن Ù†ØÙˆ توليدي خاص بالموسيقى. وهي نظرية مؤسَسة على الÙرضية الثانية التي أوردناها ÙÙŠ الÙقرة الممهدة لهذه الÙقرة.
الدلالة الموسيقيّة[8]
إننا مع الدلالة نصل إلى مستوى أعلى وأكثر تعقيدًا ÙÙŠ موضوعه وإشكالاته من الصوت والتركيب. إن قضية الدلالة بصÙØ© عامة، بما Ùيها دلالة العمل الموسيقيّ، قديمة قدم الÙكر. كان Ø£Ùلاطون على سبيل المثال ÙŠØرّم بعض المقامات لتأثيرها المÙسد على المستمعين. ÙˆÙÙŠ غضون القرن التاسع عشر ÙÙŠ ألمانيا نشب جدال عقب موت بيتهوÙن، Ùيما يعر٠بـâ€Øرب الرومانسيينâ€[9]ØŒ وهي الÙتنة الكبرى الأولى ÙÙŠ تاريخ الموسيقى. بين المداÙعين عن الموسيقى الخالصة absolute music (الموسيقى غير ذات الموضوع) من جانب، وأنصار الموسيقى البروجرامية programme music (الموسيقى ذات الموضوع) من الجانب الآخر. وكانت الإشكالية الأساسية ÙÙŠ هذا المضمار: “هل ÙÙŠ وسع العمل الموسيقيّ التعبير عن أي دلالة/مضمون؟†إذا كان الأمر كذلك، إذن: “هل ينبغي على الموسيقى التعبير عن معان Ù…Øددة؟â€
إن معنى العمل الموسيقيّ غائم، يستØيل القبض عليه. وتختل٠نظريات المعنى -كما ÙÙŠ اللغة- ÙÙŠ الموسيقى. وتجدر الإشارة إلى إننا ÙˆÙÙŠ سياق المقاربة اللسانية للموسيقى لا ينبغي أن نخلط بين السؤال عن معنى العمل الموسيقي والسؤال عن معنى جملة ما، Ùالدلالة الموسيقية تختل٠تمامًا عن الدلالة اللغوية، ولا يوجد ÙÙŠ الموسيقى معنى أو Ø¥Øالة بالقصد اللغوي والمنطقي لهذين المÙهومين، وبذلك لا وجود لأØكام أو قضايا موسيقية.
إننا Ù†Ùترض أن الموسيقى تقول شيئًا ولكنّا لا ندري ما هو بالضبط. ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ø³Ø¤Ø§Ù„ “ماذا تعني الموسيقى؟†بالقصد اللغوي الدقيق من “المعنىâ€ØŒ سؤالًا لا معنى له. ذلك أن الدلالة الموسيقية musical semantic تختل٠جوهريًا عن الدلالة اللغوية linguistic semantic ذلك Øتى ولو اتÙقت الموسيقى مع اللغة، كما رأينا، ÙÙŠ عدد من الجوانب، Øتى وإذا ثبت أن هناك أصلًا مشتركًا. وقد رأينا كي٠تختل٠الجوانب اللسانية الصوتية والتركيبية ÙÙŠ اللغة عما هي عليه ÙÙŠ الموسيقى، كذلك يختل٠الجانب السيمانطيقي أو الدلاليّ، موضوع هذه الÙقرة. وهو أمر ينبغي التشديد عليه Øتى لا يخلط القارئ بين اللغة والموسيقى، ويØسب أن لسانيات الموسيقى تطابق ÙÙŠ نظرياتها بين الموسيقى واللغة، وأن هذه قد تؤدي وظيÙØ© تلك، أو أن تØÙ„ أي منها Ù…ØÙ„ الأخرى.
إن بيتهوÙÙ† ÙÙŠ سيمÙونيته السادسة عندما يمثل/ÙŠØاكي أصوات العاصÙØ© موسيقيًا ÙÙŠ الØركة الرابعة لا ÙŠÙØيل إلى واقع، ولا يشير إلى شيء؛ إن الموسيقى إذا كانت لغة ÙÙŠ بعض جوانبها، Ùإنها ليست لغة إشارية/مرجعية referential بأي Øال، وذلك بØكم طبيعتها. Ùهي تخلو من شروط الصدق وعلاقات التلازم أو التضمن بالمعنى المنطقي. من المؤكد أن ÙÙŠ وسع الموسيقى المØاكاة، وتوجيه Ùهم المستمع Ù†ØÙˆ Ø£ÙÙ‚ معين، إنما ذلك ليس بالأمر الجوهريّ ÙÙŠ طبيعتها.
إن الاستماع إلى موسيقى بيتهوÙÙ† بوصÙها موسيقى خالصة لهو أمر جوهريّ أكثر من معرÙØ© تأثير Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙŠ خلÙتها الثورة الÙرنسية ÙÙŠ هذه الموسيقى. والأهم ÙÙŠ الموسيقى هو كيÙية الاستماع، عوضًا عن المØاولة الدؤوبة لاستنطاق العمل الموسيقيّ.[10] إن الموسيقى، بØسب أدورنو، تبدو كما لو كانت تترÙع عن “السعي الإنساني الدؤوب -الذي بلا طائل- Ù†ØÙˆ تسمية الأشياء.†رغم ذلك يظل العمل الموسيقيّ يوجه المتلقي Ù†ØÙˆ Ø£ÙÙ‚ معين من المعنى الموسيقي يظل متجاوزًا للكلمة والتشبيه والتخييل اللÙظيين.
ولقد Øاول Ùتغنشتاين المتأخر وص٠ما ÙŠØدث ÙÙŠ مستوى السياق التداولي للمعنى وأجمله ÙÙŠ Ù…Ùهومه عن “ألعاب اللغةâ€. Øيث تنتظم التراكيب اللغوية ÙÙŠ لعبة لغوية معينة لها قواعدها الخاصة ÙÙŠ الاستعمال العاديّ للغة، مما شأنه أن يولد سياقات أرØب من المعنى تبعًا للسياق الاستعماليّ للكلمات. ولقد رأينا ÙÙŠ المستويين الصوتي والتركيبيّ كي٠تتنوع طرائق التركيب والبناء الموسيقيين بشكل شأنه أن يولد انتظامات نغمية ممكنة لا Øصر لها. هذه الإمكانية التداولية للمعنى الموسيقيّ بالضبط ما يسميه ستراÙنسكي بألعاب النغم Le jeux de notes. هل ÙÙŠ وسعنا المقاربة بين Ù…Ùهومين يقع كل منهما ÙÙŠ مجالين مختلÙين تمامًا، كالموسيقى واللغة؟ ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø© على السؤال الأخير أكثر التباسًا عندما نرى Ùتغنشتاين المتأخر يقرر ÙÙŠ “بØوث ÙلسÙية†أن: “Ùهم جملة من اللغة لأقرب إلى Ùهم قطعة موسيقية ممّا يعتقده المرء.â€
وعلى أية Øال، Ùإن مسألة المعنى الموسيقيّ ترتبط أكثر ما ترتبط بماهية العمل الموسيقيّ ذاته. وهي مسألة تØتاج إلى بØØ« مستقل ولا مجال للتوسع بها ÙÙŠ هذا المقام. وبإيجاز٠شديد، إننا إذا Ùرضنا أن العمل الموسيقي موضوعيّ، أي من الممكن أن يوجد دون أن يدركه Ø£Øد، لكان ذلك أشبه بالاعتقاد ÙÙŠ وجود أشباØ. وعلى العكس، إذا قلنا إن وجود العمل الموسيقيّ يعتمد على الذات المستمعة، وأنه لا خبرة موسيقية دون إنسان يخبرها، سنواجَه بالاستنتاج بأن خبرة الإنسان ÙÙŠ هذه الØال خبرة قصدية تتجه شطر موضوع، أي العمل الموسيقيّ، وهذا استدلال دائري.
إن ماهية العمل الموسيقيّ، كما لاØظ أدورنو بØÙ‚ØŒ تستعصي على الردّ إلى مجرد الصوت كشيء ÙÙŠ ذاته أو مجرد العزو إلى الذات المستمعة. ولو صØÙ‘ أن الموسيقى هي مجموع ذبذبات صوتية ÙØسب، وأن انÙعالاتنا تجاه الموسيقى ليست إلا عبارة عن “تشنج عصبي†يØدثه المخ، على Øد تعبير ويليام جيمس، لقلنا استنادًا إلى ذلك أن أجهزة الصوتيات أو الجراموÙون تÙصدÙر “موسيقىâ€. لكن واقع الأمر أن هذه الأجهزة لا تÙصدÙر أي “موسيقىâ€ØŒ بل أنها تÙصدر ÙÙŠ الواقع مجموع أصوات Ù…Ùنظمة ومرتبة ÙˆÙقًا لمخطط ما، لها خصائص شكلية Ù…Øددة، وسمات Ùيزيائية كما ÙÙŠ التردد والطول الموجي.. إلخ.
والأنسب القول بأن هذه الأصوات الÙيزيائية “المنظمة والمرتبة..†ليست موسيقى، وإنما ØªØµØ¨Ø Ù…ÙˆØ³ÙŠÙ‚Ù‰ Øالما يدركها مؤول/مستمع كوØدة جشطالتية. هذا يعني أن العمل الموسيقي ثابت ومتغير، Ùهو ÙÙŠ بعض جوانبه يكون ثابتًا (البنية والتركيب)ØŒ ÙˆÙÙŠ جوانب أخرى -Øيث يكمن الغموض- نراه يعتمد وجوده على الذات المستمعة، Øيث تتبدل دلالاته من شخص إلى شخص، وتتبدل عند الشخص Ù†Ùسه من وقت إلى آخر، ومن Øال إلى Øال. يتساءل Ùتغنشتاين: “ما قيمة سوناتات بيتهوÙن؟ هل هي ÙÙŠ تسلسل النغمات؟ أم مشاعر بيتهوÙÙ† عند تأليÙها؟ أم هي الØال الذهنية عند الاستماع إليها؟†ويجيب: “أيًا كان التÙسير سأرÙضه، ليس لأنه خاطئ.. بل لأنه تÙسيرâ€.
المصادر:
Adorno, Theodore. “Music, Language and Compositionâ€. The Musical Quarterly, Vol. 77, No. 3 (Autumn, 1993), Oxford University Press.
Bernstein, Leonard. The Unanswered Question: Six Talks at Harvard, Harvard University press. 1976.
Brown, Steven. The Origins of Music. Cambridge, MA: MIT Press.
- K. Ogden, I. A. Richards. The Meaning of Meaning. New York: Harvest Book / Harcourt, Brace & World, 1946.
Chomsky, Noam. Cartesian Linguistics, New York: Harper & row, 1966.
Cross, Jonathan (ed). The Cambridge Companion to Stravinsky. Cambridge University Press 2003. p152.
Darwin, C. The Expression of Emotion in Man and Animals. London: Murray.
Darwin, Charles. The Descent of Man, and Selection in Relation to Sex (Vol 1). Cambridge University Press 2009.
Schopenhauer, Arthur, The World as Will and Representation, Cambridge University Press 2010.
Patel, A. D. (2008). Music, Language, and the Brain. Oxford, NY: Oxford University Press.
Lerdahl, Fred and Ray Jackendoff (1983). A generative theory of tonal music. Cambridge, MA: MIT Press.
Srabo. The Geography of Strabo (In Eight Volumes). Translated by: H. L. Jones, A. M. London: William Heinemann; New York, G. P. Putnam’s Sons, Volume I
Wittgenstein, Ludwig. Philosophical Investigations. 2009 fourth edition. Blackwell Publishing Ltd.
[1] اللغة المنطوقة وليست الكتابة، Øيث أن الأخيرة، وهي قوام الØضارة، ظاهرة Øدثت مؤخرًا (Øديثة نسبيًا) قياسًا بعمر الرئيسيات على ظهر الأرض.
[2] علم موسيقى الشعوب/علم الموسيقى المقارَن. نشأ ÙÙŠ البداية باسم Vergleichende Musikwissenschaft ÙÙŠ القرن التاسع عشر Ø¨Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ù…Ù† العالم والمؤل٠الموسيقيّ الألماني جيدو أدلر رائد علم الموسيقى.
[3] علم الأصوات، يتقاطع مع الإنسانيات ÙÙŠ علم الموسيقى وعلوم اللغة، ومع علوم الطبيعة مثل Ùيزياء الصوتيات.
[4] الÙونيم هو أصغر ÙˆØدة صوتية ÙÙŠ جهاز العلامات الصوتي للغة ما. عدد الÙونيمات التي يقدر التركيب الÙيسيولوجي للجهاز الصوتي على إصدارها عند الإنسان Ù…Øدود. ولذلك Ùإن عددها واØد تقريبًا ÙÙŠ جميع اللغات المنطوقة الممكنة.
[5] BACH: https://www.youtube.com/watch?v=IVJD3dL4diY
[6] MOZART: https://www.youtube.com/watch?v=JTc1mDieQI8
[7] أسلوب تØليلي أدخله تشومسكي ÙÙŠ اللسانيات لاستنباط البنية العميقة deep structure لجملة ما بتØليل عناصر البنية السطØية لها surface structure.
[8] BEETHOVEN: https://www.youtube.com/watch?v=dbfa86bTD34
[9] كان أبرز المØاÙظين برامز وشومان ومندلسون، وكان من أبرز الراديكاليين Ùرانز ليست ÙˆÙاجنر.
[10] يميز جلبرت رايل ÙÙŠ كتابه Ù…Ùهوم العقل The Concept of Mind بين “معرÙØ© كي٠knowing how†وâ€Ù…عرÙØ© أن knowing thatâ€. وبما أن الموسيقى لا تقدم قضايا خبرية شأنها شأن أي Ùن، Ùهي ليست “معرÙØ© بأنâ€ØŒ لذا Ù†Øسب أن استماع الموسيقى يقع ÙÙŠ نطاق النوع الأول من تمييز رايل، وأن هذا بالضبط ما يميز المؤدي/المستمع الجيد عمن غيره. أنظر:
Ryle, Gilbert. The Concept of Mind. Routledge (2009). p14.