عوض سالم

يقف على منصة المدرج العاشر، عتيق الملامح أجش الصوت متقطعه، يصطنع لنا -طلاب الفرقة الثانية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عام 1984- منهجا طريفا في تيسير علمي العروض والصرف، تزيده طرافةً إتاحتُه لنا أن نناقشه فيه وأن نخالفه، حريصًا من الأريحية على إرث أستاذه علي النجدي ناصف (سيبويه عصره)، الذي ظل يفتخر به طوال حياته. وقد تعلقنا به، وتقربنا منه؛ فقربنا، ورعانا، حتى أطلعَنا على ما تراسل به حين كان يستشفي بباريس من سرطان العظام، هو وأخوه الفلاح الذي لم يتعلم غير القرآن الكريم، فصورتُ عنه قصيدتين أعجبُ ما كان فيهما أن التي لأخيه أفضل من التي له! ثم ضرب الدهر ضرَبانَه، فرأيته فجأة قاعدا عند مدير الكلية غائرًا جسمُه في حُلته ممّا فعله المرض، فكدت لا أعرفه، ثم لم يلبث أن مات ومعه منهجه الطريف الذي لم يكمل تطبيقه، أستاذنا الحبيب الدكتور عوض سالم، رحمه الله، وطيب ثراه!

Related posts

Leave a Comment