يسترعى Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¨Ù‡Ø± والشهرة العالمية التى اكتسبها بعض المصريين الذين أقاموا ÙÙ‰ الخارج اهتمامنا ÙÙ‰ مصر، وقد أشار إلى ذلك أخيرا الصديق العزيز أسامة الغزالى Øرب ÙÙ‰ عموده اليومى بصØÙŠÙØ© الأهرام، وطبعا الأمثلة كثيرة تمتد من مجال العلم مثل المرØوم الدكتور Ø£Øمد زويل الذى Øصل على جائزة نوبل ÙÙ‰ الكيمياء، والدكتور مصطÙÙ‰ السيد الأستاذ بجامعة جورجيا، ÙˆÙÙ‰ مجال الطب مثل الدكتور ــ سير ــ مجدى يعقوب، ÙˆÙÙ‰ مجال الهندسة مثل هانى عازر والدكتور هانى النقراشى، بالإضاÙØ© إلى مجال التمثيل السينمائى مثل المرØوم عمر الشريÙØŒ ÙˆÙÙ‰ الوقت الØاضر رامى مالك، ويقال إن هناك ستة مصريين آخرين يشقون طريقهم بثبات ÙÙ‰ هوليوود، وأخيرا ÙÙ‰ مجال الرياضة مثل Ù…Øمد ØµÙ„Ø§Ø Ø£Ùˆ بØسب الشهرة «مو سالا» ÙÙ‰ نادى ليÙربول، والذى اختارته مجلة تايم الأمريكية باعتباره واØدا من مائة شخص كانوا هم الأكثر تأثيرا ÙÙ‰ العالم خلال العام الماضى.
طبعا هناك متÙوقون ÙÙ‰ جميع المجالات ÙÙ‰ مصر، ولهم إسهامات رائعة، ولكنهم لم ÙŠØظوا بمثل هذا الصيت العالمى، أذكر من هؤلاء ÙˆÙÙ‰ مقدمتهم الدكتور Ù…Øمد غنيم Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„ÙƒÙ„Ù‰ الشهير، والدكتور جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، والذى يعود له الÙضل الكبير ÙÙ‰ نجاØنا ÙÙ‰ مواجهة Ùيروس سى، ولعلى أذكر منهم أيضا المرØوم الدكتور عطية عاشور الذى كان رئيسا للجمعية الدولية للجيوÙيزيقا، ولا أنسى بطبيعة الØال المرØوم الدكتور مصطÙÙ‰ مشرÙØ©ØŒ والمرØوم الدكتور Ù…Øمد النادى ÙÙ‰ مجال الطبيعة النووية، والمرØوم الدكتور Ù…Øمد عبدالÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ù‚ØµØ§Øµ العالم الأبرز ÙÙ‰ مجال التصØر الذى كان رئيسا للاتØاد الدولى لصون الطبيعة.
https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=12052019&id=2e57fa86-f687-4a7e-8d7c-7355b1b85c68
الملاØظة المهمة هنا أن النابغين داخل مصر قليلون، وأن شهرة النابغين من المصريين وتÙØªØ Ù…Ø¬Ø§Ù„Ø§Øª نبوغهم يتوقÙان على هجرتهم إلى الخارج. كما أن نبوغ القلة يتناقض تماما مع تردى مستوى التعليم لدينا على جميع مستوياته، وهو ما يجعل مصر تØتل المكانة الدنيا ÙÙ‰ مؤشرات جودة التعليم عندما تقارن بمعظم دول العالم. Ùلماذا ينبغ المصريون ÙÙ‰ الخارج، ويتعثرون ÙÙ‰ الداخل؟ وهل كان يمكن أن ÙŠØقق أمثال زويل ويعقوب والسيد وعازر والنقراشى إنجازاتهم هذه لو كانوا قد استمروا ÙÙ‰ الداخل. طبعا بعضهم، مثل المرØوم زويل خدموا ÙÙ‰ الداخل، ولم يسمع بهم Ø£Øد، ولكن انطلقت عبقريته عندما ذهب للولايات المتØدة. Ùما هو السر ÙÙ‰ هذا التناقض. Ø³ÙˆÙ Ø£Ø·Ø±Ø Ø¨Ø¹Ø¶ الإجابات المØتملة عن هذا السؤال، وبالتركيز على المجال الذى أعرÙÙ‡ وهو أساتذة الجامعات، ولكن بعض اجتهادات هذا المقال يمكن أن تنطبق على مجالات أخرى مثل الÙÙ† والرياضة.
***
وأبدأ بعامل أعتبره ÙÙ‰ مقدمة أسباب السياق المشجع على الإنجاز ÙÙ‰ الخارج وتØديدا ÙÙ‰ دول الغرب، وهو المعيشة الكريمة التى يجب أن تتواÙر للعلماء Øتى يستطيعوا أن يتÙرغوا لنشاطهم البØثى. طبعا لا أتØدث إلا عن الأجر العادل لهم، ولا أبالغ ÙÙ‰ ذلك وإنما أطلب أن يعاملوا بما قدره ماركس كأجر ÙÙ‰ مقابل العمل، وهو أن يمكن الأجر أى عامل من أن يعيد إنتاج ذاته، أى أن يستمر ÙÙ‰ عمله. المرتبات التى ÙŠØصل عليها أساتذة الجامعات ÙÙ‰ مصر لا تمكنهم من التÙرغ لعملهم، ولذلك يضطرون لممارسة أعمال أخرى تمنØهم دخلا إضاÙيا يمكنهم من الوÙاء بضرورات الØياة، ومن هذه الأعمال الانتداب أو الإعارة إلى جامعات خاصة، الهجرة لدول النÙØ· التى لا يتواÙر Ùيها مناخ علمى Ù…ØÙز، أو هجرة العمل الأكاديمى تماما. أقارن ذلك بما أعرÙÙ‡ ÙÙ‰ الجامعات الأمريكية التى خدمت Ùيها. ÙŠØصل الأستاذ ÙÙ‰ جامعة هارÙارد على مرتب Ùيه ما ÙŠÙيض على ما يقتضى إشباع Øاجاته الأساسية مقابل التÙرغ الكامل لأداء وظيÙته ÙÙ‰ التدريس والبØØ« والنشر العلمى، ولا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بأداء عمل آخر إلا ÙÙ‰ Øدود ١٥٪ من وقت العمل وبشرط أن يكون ذلك عملا تطوعيا لا يتقاضى عليه أجرا. هذا هو أسلوب تعامل كلية الØقوق بجامعة هارÙارد مع أساتذتها، ومكانتها العالمية المرموقة معروÙØ© للكاÙØ©ØŒ ولا شك أنها تعود بين أمور أخرى لتÙرغ أساتذتها لعملهم العلمى. أكتب ذلك وأنا أتذكر الرسالة التى تدعو للبكاء والتى كتبها أستاذ بارز ÙÙ‰ جامعة القاهرة خدم الوطن هو الدكتور Ùؤاد رياض الذى كان قاضيا ÙÙ‰ المØكمة الدولية لجرائم الØرب ÙÙ‰ يوغوسلاÙيا السابقة، ولكنه ÙÙ‰ رسالته هذه كان يشكو مر الشكوى من ضآلة ما ÙŠØصل عليه أستاذ الجامعة سواء أثناء خدمته العاملة أو عندما يبلغ سن التقاعد.
طبعا المرتب الذى يكÙÙ„ الØياة الكريمة ÙˆÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ØªÙرغ للقراءة والبØØ« والكتابة والتدريس ليس كل شىء، ولكنه عنصر مهم ÙÙ‰ مجتمع يقوم على الكÙاءة وليس مجتمعا بيروقراطيا. طريق الØصول على المعاملة المتميزة لأساتذة الجامعات والعلماء هو من خلال إثبات الكÙاءة وليس عن طريق الترقى الوظيÙÙ‰ بسبب التقدم ÙÙ‰ السن. الجامعات الأمريكية لا توظ٠لمهام التدريس خريجيها مباشرة بعد تخرجهم أيا كان مستوى تÙوقهم. عليهم أن يثبتوا جدارتهم أولا بالعمل والنشر ÙÙ‰ جامعات أخرى، ثم يتقدموا لنيل شر٠التدريس Ùيها بعد أن تعر٠بهم هذه الجامعات الأخرى. الجامعات الألمانية تذيق خريجيها الأهوال قبل أن تقبل تعيينهم Ùيها. عليهم أن يقوموا بأبØاث، وينشروها، ويكتسبوا خبرة لسنوات طوال قبل أن تعتر٠بهم جديرين بأن ينضموا لهيئة التدريس بها. وليس الباب Ù…ÙتوØا للدخول ÙÙ‰ سلك مراكز الأبØاث ÙÙ‰ أى من البلدين إلا بعد إثبات الجدارة خارج هذه المراكز أولا. قارن ذلك بتعود جامعاتنا أن توظ٠خريجيها النابهين كمعيدين بمجرد Øصولهم على أعلى الدرجات ÙÙ‰ سنواتهم النهائية، وهم يلتØقون بالسلك الجامعى بمجرد Øصولهم على شهادة الدكتوراه دون أن يقوموا بأبØاث إضاÙية أو ÙŠØصلوا على خبرة ÙÙ‰ مجال التدريس أو البØØ«. طبعا شيوع المØسوبية واستغلال النÙوذ لا يجعلنى أثق أن تغيير النظام الØالى ÙÙ‰ تعيين المعيدين والمدرسين الجامعيين سو٠يØدث أثره المنشود ÙÙ‰ رÙع مستويات التدريس والبØØ« العلمى ÙÙ‰ جامعاتنا. كما أن تولى وظائ٠القيادة الجامعية على أى مستوى هو مرتبط بالأقدمية أولا. تولى مثل هذه المناصب ÙÙ‰ الجامعات الأمريكية والألمانية هو لمن يريد ولمن يستطيع ويØظى بمواÙقة زملائه. والكثيرون يهربون من تولى هذه المناصب بسبب أعبائها الإدارية.
***
وثالثا يجب التأكيد على أن المشتغلين بالبØØ« العلمى لا يسعون Ùقط للتمتع بظرو٠Øياة كريمة، وهو تطلع مشروع لكل البشر، أو إثبات تÙوقهم بين أقرانهم عن طريق النشر ÙÙ‰ الدوريات العلمية الجادة والمشاركة ÙÙ‰ المؤتمرات الأكاديمية، ولكنهم ÙŠØرصون أيضا على أن يكون لعملهم صدى خارج قاعات الدراسة ومعامل الأبØاث. المجتمعات التى برز Ùيها هؤلاء المصريون هى مجتمعات تعر٠للعلم قدره، ليس Ùقط بسبب الثقاÙØ© المستنيرة Ùيها، ولكن لأن السمة النÙعية ÙÙ‰ هذه الثقاÙØ© تجعلها Øريصة على الاستÙادة من العلم ÙÙ‰ النهوض بأØوالها ÙÙ‰ جميع المجالات، ÙÙ‰ الصناعة والزراعة والطب والمواصلات والتنظيم الإدارى والتقدم الاقتصادى والتÙوق العسكرى. وليس هناك شعور يعادل سعادة العالم بأن اكتشاÙاته وجدت طريقها لتØسين Ø£Øوال البشر أو إنارتهم، ومن ثم ÙÙضلا عن التقدير الذى يلقاه من زملائه، Ùإنه ÙŠØظى بتقدير مضاع٠من جانب Ø£Ùراد المجتمع. وأذكر أنى التقيت أثناء زيارة لكوريا الجنوبية ببعض العاملين ÙÙ‰ Ø£Øد مراكز أبØاث السياسات التابع للØكومة الكورية، وكنت قد سألتهم لماذا ÙŠÙضلون العمل ÙÙ‰ هذا المركز، وكانت أمامهم Ùرص للعمل ÙÙ‰ واØدة من الشركات الكورية دولية النشاط التى توÙر للعاملين Ùيها مكاÙآت أكثر سخاء، وكانت إجاباتهم أنهم يتلقون التعويض ÙÙ‰ صورة أدبية، لأنهم يدركون أن أبØاثهم تسهم ÙÙ‰ صنع سياسات الØكومة الكورية. قارن ذلك بجهات ومؤسسات تتردد ÙÙ‰ إجراء أبØاث جدوى لمشروعاتها الكبرى خشية أن تؤدى هذه الأبØاث إلى رÙض ثلاثة أرباع هذه المشروعات.
وأخيرا يشعر الباØثون العلميون وأساتذة الجامعات ÙÙ‰ الدول التى يتÙوق Ùيها المصريون بالطمأنينة على Øياتهم ÙˆØريتهم ومستقبلهم لأنهم يعيشون ÙÙ‰ مجتمعات ÙŠØكمها القانون. لا تضييق عليهم ÙÙ‰ البØØ« والنشر والتجمع والسÙر Ùهذه كلها تندرج ضمن الØقوق المدنية المتاØØ© لكل المواطنين. تلك الØقوق التى تشمل Øظر التمييز بسبب الدين أو العرق أو الأصل الاجتماعى أو المذهب السياسى. وهكذا Ø£ØµØ¨Ø ÙƒÙ„ من زويل والسيد المسلمين رئيسين Ù„Ùرق بØثية ÙÙ‰ جامعات مرموقة ÙÙ‰ الولايات المتØدة الأمريكية، بل وكان المرØوم زويل عضوا ÙÙ‰ الÙريق العلمى الاستشارى لرئيس الولايات المتØدة الأمريكية السابق باراك أوباما، واستشارت الØكومة الألمانية كلا من المصريين هانى النقراشى وهانى عازر ÙÙ‰ مشروعات الطاقة وبناء Ù…Øطات السكك الØديد. قارن ذلك بقصة ذلك الطبيب المصرى الأشهر الذى لم تعينه جامعة القاهرة معيدا ÙÙ‰ كليتها للطب لأنه مسيØÙ‰. وقد نسى هو هذه القصة ولم يتردد Ùيما بعد أن يغدق على وطنه الأصلى من علمه وخبرته.
هذا بعض من Ùيض، ولكن لعلى قد شرØت بقدر ما أستطيع ليس Ùقط سر تÙوق المصريين ÙÙ‰ الخارج، ولكن سر تÙوق الخارج علينا.