منذ عدة أسابيع Øضرت Øلقة نقاشية ÙÙŠ الجامعة ضمت أساتذة وطلاب دكتوراه وطلاب مابعد الدكتوراه، كان النقاش الذي استغرق Øوالي الساعة ونص٠هو: كي٠تكون باØØ« عظيم ومدرس عظيم؟ هذا السؤال صعب جداً لذلك كان عدد الØضور كبيراً، طبعاً لا تتوقع مني أن أقول لك وصÙØ© سØرية لأنه لا توجد وصÙØ© سØرية لذلك وإلا “مكنش Øد غلب” كما يقولون، النقاش كان مثمراً ولكنه أثار عندي عدة تساؤلات وأØببت أن أشارك القراء هذه التساؤلات علنا نصل إلى وصÙØ© تساعدنا ÙÙŠ مصر.
https://www3.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=16032019&id=9858d639-fcdc-4786-8bed-c4da32086a39
أولاً ماهو تعري٠المدرس العظيم؟ عندما ترى الأساتذة المØبوبين من الطلبة والتي يذكرهم الطلبة بكل خير Øتى بعد تخرجهم بسنين عديدة وتقرأ أو تسمع ما يقوله الطلاب عنهم سترى أوصاÙاً مثل: كان ÙŠØ´Ø±Ø Ø¨Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø© شيقة، كان يعطي وقتاً كبيراً لطلابه ليستمع إلى مشاكلهم، كان يساعد الطلبة الÙقراء بإعطاهم الكتب أو الملازم مجاناً، وما شابه، إذا تمعنا ÙÙŠ هذه الصÙات سنجدها صÙات “راجل طيب دمث الخلق” ولكن هل هو مدرس عظيم؟ التدريس يشمل ثلاثة عناصر: المادة العلمية وطريقة التدريس والأدوات المستخدمة ÙÙŠ التدريس مثل برامج كمبيوتر للتواصل أو للتصØÙŠØ ÙˆÙ…Ø§ شابه،المدرس العظيم يجب أن تكون مادته العلمية متجددة ويكون متابعاً لأØدث الأبØاث ÙÙŠ المادة التي يدرسها، المدرس العظيم يستخدم Ø£Øدث الطرق ÙÙŠ التدريس وتوصيل المعلومة وليس Ùقط أن يكون “رجل طيب” أو يدرس بطريقة واضØØ© وشيقة مادة علمية قديمة لم تعد تساير التقدم، إذا نظرنا إلى كل تلك الصÙات لوجدنا أنه لكي تكون مدرساً عظيماً يجب أن تبذل الكثير من الجهد والوقت ويكون ذلك مضاعÙاً إذا كنت تدرس أكثر من مادة.
نأتي إلى الباØØ« العظيم: ما هي صÙاته؟ أولاً يجب أن يكون متابعاً لأØدث الأبØاث ÙÙŠ تخصصه ويجب أن يتميز بالÙضول العلمي لأن الÙضول يستتبعه تساؤلات كثيرة وكل تساؤل هو موضوع بØØ«ØŒ يجب أن يتميز بالتÙكير النقدي والأمانة العلمية والقدرة الÙائقة على Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ù„Ø£Ù†Ù‡ ÙŠØتاجها ÙÙŠ كتابة الأبØاث العلمية وإعطاء المØاضرات ÙÙŠ المؤتمرات وماشابه، كما يجب أن تكون عنده صÙات قيادية لقيادة Ùريق بØثي والإشرا٠على الطلاب والقدرة على الØصول على تمويل لأبØاثه العلمية.
إذا نظرنا إلى صÙات المدرس العظيم والباØØ« العظيم سنجد بعض الصÙات المشتركة مثل القدرة على توصيل المعلومة والقدرة على متابعة آخر الأبØاث، لكن التقدم ÙÙŠ التدريس ÙŠØتاج الوقت كله والتقدم ÙÙŠ البØØ« العلمي ÙŠØتاج الوقت كله، قد يمكنك القيام ببعض المهام التي تÙيد الإثنين مثل متابعة آخر التطورات ÙÙŠ مادة علمية تدرسها ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت هي مجال بØثك العلمي ولكن هذا لا ÙŠØدث كثيراً خاصة عندما يكون المطلوب منك تدريس عدة مواد ÙÙŠ الÙصل الدراسي الواØد.
عندما تنظر إلى الجامعات ÙÙŠ أمريكا تجد نوعين: الجامعات البØثية ÙˆÙيها الترقية تعتمد أساساً على البØØ« العلمي لذلك يكون عدد المواد التي تدرسها كأستاذ جامعي هناك مادة أو مادتين ÙÙŠ كل Ùصل دراسي لذلك يعطي الأستاذ 90 بالمائة من وقته للبØØ« العلمي والباقي للتدريس وبعض الأعمال الأخرى من لجان وما شابه، ثم هناك الجامعات التدريسية وهي على العكس من الأولى Ùيكون على الأستاذ أن يعطي 90 بالمائة من وقته للتدريس الذي يكون عادة ثلاث مواد أو أكثر ÙÙŠ الÙصل الدراسي الواØد والباقي للبØØ« العلمي والخدمات الأخرى وعادة تكون تلك الجامعات لمرØلة البكالريوس أو الماجستير وليس الدكتوراه.
كي٠إذا يمكن أن تكون باØثاً عظيماً ومدرساً عظيماً؟ إذا أعطيت 50 بالمائة من وقتك للتدريس ومثله للبØØ« العلمي Ùقد ØªØµØ¨Ø Ù…Ø¯Ø±Ø³Ø§Ù‹ متوسطاً وباØثاً متوسطاً، Ùما الØل؟ لننظر إلى جامعاتنا ÙÙŠ مصر، مطلوب من الأستاذ الجامعي تدريس مادتين أو أكثر ÙÙŠ كل Ùصل دراسي ومطلوب منه أبØاثا من أجل الترقية وقد لا يكون عنده كل الإمكانيات التي ÙŠØتاجها من أجل البØØ« العلمي، كما قلت قبل ذلك مراراً ÙÙŠ مقالات سابقة Ù†ØÙ† ÙÙŠ مصر Øالياً ÙÙŠ أمس الØاجة لتطوير التعليم والإرتقاء بها، Ùليعطي الأستاذ 60 أو 70 بالمائة من وقته ليكون مدرساً عظيماً ويخرج أجيالاً عظيمة ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت ينتج بØثاً علميا أو بØثين ÙÙŠ السنة مع طلبته للدراسات العليا ÙÙŠ مشاكل بØثية ÙŠØتاجها الوطن وبهذا يكون أستاذاً عظيماً لبلده ÙÙŠ التدريس والبØØ« العلمي، ونØب أن نهمس ÙÙŠ أذن لجان الترقية ÙÙŠ جامعاتنا ÙÙŠ مصر: هلا وضعنا التدريس ÙÙŠ مكانه الذي يليق به Ùهو ما Ù†Øتاجه الآن، ثم يأتي البØØ« العلمي ÙÙŠ الجامعات ÙÙŠ المركز الثاني بعد التدريس ÙÙŠ الوقت الØالي، ثم ÙÙŠ المستقبل نضع التدريس والبØØ« العلمي على Ù†Ùس الدرجة ÙÙŠ الأهمية، طبعاً هذا لا ينطبق على المراكز البØثية التي بكون أساس عملها هو البØØ« العلمي مثل المركز القومي للبØوث.
تستطيع أن تكون مدرساً عظيما وباØثاً عظيماً لبلدك … ولكل بلد أولوياتها … وهذه الأولويات تتغير بتغير الظروÙ.