تطور مقلق لظاهرة خطرة، لعلي محمد فخرو

مثال الكتابة الغائمة!

https://www3.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=17042019&id=8070952c-5499-4214-8b7e-90263046f831

شيئا فشيئا تتبلور ظاهرة سياسية عربية، فكرا وممارسة وتناغما مع شتى مؤامرات أعداء الأمة العربية، لتشكل عائقا خطرا أمام العمل القومى العربى المشترك.
وهى ظاهرة يوجدها وينميها توافر ثلاثة عوامل. العامل الأول هو وجود ثروة ريعية فائضة تتركز فى يد أقلية لا تخضع للمساءلة والمحاسبة، وتستعمل باستخفاف عبثى تبذيرى فى الصراعات السياسية.
العامل الثانى هو تدنى مستوى المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية فى الحكم على الأمور السياسية، الأمر الذى يؤدى إلى عدم إعطاء أهمية كافية للالتزامات الوطنية والقومية العليا المشتركة.
أما العامل الثالث فهو الاستعداد، بقصد أو بدون قصد، للعب دور الوكيل الوظيفى نيابة عن أو فى خدمة هذه الدولة الأجنبية أو تلك الاستعمارية على المستويين الإقليمى والدولى.
تداخل تلك العوامل يجعلها ظاهرة مركبة، غامضة، مليئة بالتناقضات، مغطاة بألف قناع وقناع، تخفى فى كثير من الأحيان أهدافا لا تمت بصلة لأى أهداف وطنية أو قومية أو إنسانية، أهداف تتلخص فى خدمة مستقبل وطموحات هذا المسئول أو أوهام وجهالة تلك المجموعة. إنها، بلا مبالغة، ظاهرة لديها قدرات هائلة على التفنن فى ممارسة المفاجآت الجنونية العنيفة المبتذلة التى، فى جوهرها، تتنكر للانتماء لهذه الأمة ولهوية العروبة ولروح الإسلام.
إنها ظاهرة توجد بنسب متفاوته فى وطننا العربى، لكنها تتمظهر بأجلى صورها فى بعض دول الخليج العربى، حيث توجد جهات أو جماعات قابلة لممارسة هذه الظاهرة، بكل ما فيها من أخطاء ومصائب وفواجع، لأسباب تدعى أنها مبررة وكافية لإدخال مجتمعاتها وأمتها العربية فى أتون جحيم تلك الظاهرة.
المفجع فى الأمر أنه كان من المؤمل ومن الثوابت القومية أن تكون الثروة البترولية والغازية الهائلة لدى البعض مصدر عون وتعاضد مسئول للأمة العربية لمساعدتها فى نهوضها الحضارى وتحقيق التنمية المستدامة. لكن بدلا من ذلك نجح البعض فى جعلها مصدر تغذية لتلك الظاهرة وتفعيلها فى هذا القطر العربى أو ذاك. وبدلا من جعل تلك الثروة ماء رقراقا يطفئ حرائق أرض العرب أحالها البعض إلى حطب يزيد تلك الحرائق اشتعالا.
وهكذا أضاع البعض المليارات على نشر فكر فقهى إسلامى متزمت متخلف تكفيرى عنفى من نتاج أوهام مؤسس تلك المدرسة الفقهية، أو من أكاذيب ذاك الدعى المدرب المدسوس من قبل الاستخبارات الأميركية والصهيونية، والذى نصبته خليفة على المسلمين.
وكنتيجة طبيعية صرف ذلك البعض المليارات على تجييش وتدريب وتسليح وتمويل الإرهابيين من مجانين الخيالات والأوهام والشعارات الدينية التى شوهت روح الدين الإسلامى ومارست باسمه، ما ليس فيه وما يتعارض مع سماحته وعدله، جرائم القتل والاغتصاب وحرق الأرض العربية ومن عليها.
ومن وراء أقنعة مكيافيلية مجسدة للنفاق صرف ذلك البعض المليارات على ادعاءات تلفيقية بأنهم يمارسون تلك الظاهرة من أجل هدف نبيل، وهو نقل هذا القطر العربى أو ذاك إلى واحة الديمقراطية والكرامة الإنسانية. هذا بينما يعرف القاصى والدانى أن تللك الجهات لا تؤمن بالديمقراطية ولا تمارسها.
لكن حاملى لواء تلك الظاهرة انتقلوا الآن إلى تسخير العوامل الثلاثة تلك لممارسة اللعب العبثى بقضية العرب الوجودية المقدسة: الصراع العربى الصهيونى فوق أرض فلسطين.
ويظهر أن الثروات البترولية التى لعبت بتوازن البعض، وتراجع القيم فى الحياة السياسية العربية، والضغوط والابتزازات الخارجية قادت البعض للاعتقاد بأنهم يستطيعون التعامل مع فلسطين وكأنها ضيعة من أملاكهم ومع الشعب الفلسطينى وكأنه جزء من رعايا تابعين لهم ويأتمرون بأوامرهم.
من هنا تحمس هؤلاء لموجات متتالية من شتى أنواع التطبيع مع العدو الصهيونى، بما فيها اللقاءات الحميمة مع عتاة الإجرام الصهيونى لبحث صفقة صهيونية أمريكية وضعها تاجر عقارات يعتقد بأن الأوطان قابلة للبيع والشراء، تماما مثل عقاراته.
وتصل تلك الظاهرة إلى قمة عبثيتها بالمناداة العلنية بضرورة تقديم العرب الضحية ضمانات لتبديد مخاوف الصهيونى المحتل السجان القاتل.. طمأنة كيان يمتلك عشرات القنابل الذرية وكل أنواع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المميتة، وتتوافر فى خدمته القوة العسكرية والسياسية والمالية الأمريكية.
نعم، يمارس أصحاب تلك الظاهرة مثل هذا العمى السياسى المفجع بالنسبة لمأساة قومية وجودية، مأساة فلسطين العربية.
لنطرح الأسئلة التالية: هل ستقود تلك الظاهرة إلى إخراج العرب من ضعفهم وانقساماتهم والدمار الهائل الذى تعيشه بعض أقطارهم؟ بالطبع «لا» إنها لن تفعل.
هل ستبعد تلك الظاهرة التدخلات السافرة فى كل شئونهم، من قبل بعض الدول الإقليمية والكيان الصهيونى والولايات المتحدة الأميركية؟ بالطبع «لا» إنها لن تفعل.
هذه الظاهرة من الفوضى والجهالة والعبث السياسى يجب أن تتوقف، قبل أن تحرق نتائج ممارساتها الأخضر واليابس فى وطن العرب. عند ذاك لن يفيدنا الندم ولا البكائيات.
إن كشف أخطاء ومخاطر تلك الظاهرة الجنونية أصبح مسئولية تاريخية، إذ أن التعامل معها بغمغمة واستحياء سيقود إلى كوارث.

========================
ومع ذلك كانت على المقال هذه التعليقات:
يا سيدى عندك حق فى ما تكتب. المشكلة أعمق من ذلك وبدأت منذ حوالى ثمانية قرون عندما زور الإسلام بواسطة المشايخ وظهر بعد سقوط بغداد وقرطبة قطبى الحضارة العربية الإسلامية(عرب وغير عرب ،مسلمون وغير مسلمين).هناك قرنان من الزمان لم يكن هناك علم وفلسفة فى العالم كله خارج المنطقة العربية الإسلامية كما ذكر جورج سارتون فى كتابه تاريخ العلوم.
زور المشايخ الإسلام وجعلوه عبادات ومظاهر وخرافات وطاعة الحاكم وانصرف الناس عن العلم. نتج عن ذلك الضعف وثم الإستعمار والحكام الدكتاتوريين الذين يقضون على الشعوب. النتيجة هى حال العرب التى ذكرتها

لم يكن جورج سارتون فقط جوستاف لوبون سيزنجرد هونكه لاورا فاغليري .. Ùˆ فؤاد سيزكين قام بعمل متحف في فرانكفورت Ùˆ انا ماري شخيمل Ùˆ من اسبانيا حاليا اميليو جونثالث فيريين لكن معظم المسلمين الأن لا يعرف حضارتهم Ùˆ تاريخهم لأن الاسلام ايمان بالخالق الواحد الي خلق المخلوقات المتعددة Ùˆ ان التعدد جزء من جوهر التوحيد كما ان الايمان بالاخرة بأن الله سيحاسب Ùˆ لا اكراه في الدين Ùˆ لا الدنيا بالأحرى … كما كتب توشوهيكو اسوتزو الياباني ان الاسلام رؤية كونية اخلاقية Ùˆ أضيف من عندي معيارية …. مقاصد القران ثلاثة التوحيد, التزكية, العمران Ùˆ التزكية هى ان يطهر الانسان نفسة اخلاقيا باستمرار في عملية دائمة لدا شرع لنا الله العبادات لتجاوز الشهوات المادية Ùˆ السمو بالانسان روحيا Ùˆ نفسيا Ùˆ من ثم عقليا … فالعبادات هى تهيئة كالاحماء الدي يقوم به الرياضيون قبل المباريات لكن مسلمي اليوم يعتبرون ان العبادة هدف في حد داته لا Ùˆ سيلة Ùˆ كأنهم يقومون بالاحماء دون لعب المبارة المقصد الثالث Ùˆ هو العمران الحضار اعمار الارض بالاخلاق Ùˆ العلم النافع القائم على المنهجية Ùˆ الفكر النقدي التحليلي لا السطحية… انفصال العلم عن الاخلاق التي هى بالضرورة مستمدة من الدين تؤدي الى التدمير للكون Ùˆ الانسان معا ( تلوث بيئي .. حروب عالمية Ùˆ اهلية .. ابادات جماعية) اما الموجود حاليا في أغلب العالمي الاسلامي هو فوضى Ùˆ فساد معرفي Ùˆ أخلاقي كما تفضلت حضرتك الشيوخ الموجودون هم بين علماء تراثيين لا يضيفون جديدا مثل علماء الازهر Ùˆ لا يحلون مشكلات عصرية لأن واقعنا ليس من صنعنا Ùˆ الفقه هو تفاعل بين الوقاع المتغير Ùˆ النص دو المقاصد الكلية الثابت .. يعني موت تام للاجتهاد Ùˆ الفقه الدي يقوم على فهم القدماء في عصور أخرى Ùˆ فق منهجيات Ùˆ افق معرفي تاريخي ضيق… التركيز على فرعيات الاسلام Ùˆ ترك جوهر Ùˆ مقاصد الدين الثلاث الجماعات الاسلامية تخالف التوحيد لانها تعتقد ان الاسلام يحل فيها Ùˆ لها سلطان على البشر لانهم اسلاميون لا مسلمون نسبيون يصيبون Ùˆ يتعثرون Ùˆ يجتهدون … التزكية فساد Ùˆ ظلم في واقعنا المعاصر لا حصر له … العمران لا نشارك في الحضارة Ùˆ لا البحث العلمي لأن العقل أصبح خرافي نقلي اجتراري نتيجة غيان منظومة تعليمية محترمة … غير Ùˆ باء السلفية بنوعيها الدعوي Ùˆ الجهادي Ùˆ كلها مظاهر لمرض قديم حيث الحضارة الاسلام اخدت قرون لتنهار تدريجيا الي ان وصلنا الى قاع القاع Ùˆ الله اعلم …. لقد شرفت بسيادتكم Ùˆ هدا الحوار المعرفي الممتع لي

يا سيدي المشكلة اننا نعاني من انحطاط حضاري Ùˆ جمود فكري من بداية القرن 16 حيث بدأت اوربا حملتها الاستيطانية في احتلال العالم Ùˆ كان بها ثورة فكرية معرفية بينما كان العالم الاسلامي في ركود Ùˆ جمود Ùˆ خمول حتى جاء القرن ال19 Ùˆ هو قرن احتلال العالم العربي Ùˆ الاسلامي ضعفنا Ùˆ تخلفنا الفقهي Ùˆ الفكري Ùˆ المنهجي هو سبب الاحتلال لا العكس .. نحن بلا فكر مستقل Ùˆ لا شخصية ليس لدينا رؤية كيف نبني دولة عصرية تحافظ على هوية بلادنا متعددة الأعراق Ùˆ الاديان دون تغريب او استلاب حضاري ؟؟ اسرائيل هى علامة على انحطاطنا الحضاري Ùˆ ضعفنا ضعفنا هو ما جلب الاحتلال Ùˆ الاسبداد علينا ان نراجع انفسنا بفكر جديد قادر على الخروج من أصل مشكلتنا الانحطاط الحضاري كى تنحل باقي مشاكلنا الفرعية سياسة اقتصاد اجتماع الخ…..

أحييك على هذا التعليق. الأساس هو تزييف الدين بواسطة المشايخ.
لقد عملت مع صديقى روجر جارودى الفليسوف الفرنسى على إنشاء متحف القلعة الحرة فى قرطبة فى الأندلس يبرز الحضارة الإسلامية فى الغرب يوم كان كل أوربى متعلم يفخر بامتلاكه كتاب باللغة العربية.
الإنحطاط الحضارى قديم قدم سقوط قرطبة وبغداد أوقبل ذلك بسنين

تحية لهذا الرجل القومي النبيل الذي يعتبر من القلايل الشرفاء الذين لم تجرفهم الانانية وحب السلطة الى النفاق، بل نطق بما يمليه عليه ضميره العربي النقي من صادق القول تعرية للسياسات المشبوهة الني تخدم في نتائجها العدو الصهيوني.

أثني على تعليق الأخ/محمد الغامدي…نعم رغم المناصب والوضع المادي المريح على المستوى الشخصي، إلا أن ذلك لم يمنع الدكتور علي فخرو من رفع الصوت بتحليل نقدي عميق للواقع العربي مصحوبا بموقف واضح وطني وعروبي رغم كل المحاذير….فالف تحية وتقدير له.

Related posts

Leave a Comment