أليلتنا بذي حسم أنيري، للمهلهل بن ربيعة

أَلَيْلَتَنَا بِذِي حُسُمٍ أَنِيرِي
لِلْمُهَلْهِلِ بْنِ رَبِيعَةَ
أَلَيْلَتَنَا بِذِي حُسُمٍ أَنِيرِي إِذَا أَنْتِ انْقَضَيْتِ فَلَا تَحُورِي
فَإِنْ يَكُ بِالذَّنَائِبِ طَالَ لَيْلِي فَقَدْ أَبْكِي مِنَ اللَّيْلِ الْقَصِيرِ
وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا لَقَدْ أُنْقِذْتُ مِنْ شَرٍّ كَبِيرِ

كَأَنَّ كَوَاكِبَ الْجَوْزَاءِ عُوذٌ مُعَطَّفَةٌ عَلَى رُبَعٍ كَسِيرِ
كَأَنَّ الْجَدْيَ فِي مَثْنَاةِ رِبْقٍ أَسِيرٌ أَوْ بِمَنْزِلَةِ الْأَسِيرِ
كَأَنَّ النَّجْمَ إِذْ وَلَّى سُحَيْرًا فِصَالٌ جُلْنَ فِي يَوْمٍ مَطِيرِ
كَوَاكِبُهَا زَوَاحِفُ لَاغِبَاتٌ كَأَنَّ سَمَاءَهَا بِيَدَيْ مُدِيرِ
كَوَاكِبُ لَيْلَةٍ طَالَتْ وَغَمَّتْ فَهَذَا الصُّبْحُ رَاغِمَةً فَغُورِي
وَتَسْأَلُنِي بُدَيْلَةُ عَنْ أَبِيهَا وَلَمْ تَعْلَمْ بُدَيْلَةُ مَا ضَمِيرِي
فَلَوْ نُبِشَ الْمَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ فَيُخْبَرَ بِالذَّنَائِبِ أَيُّ زِيرِ
بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ لَقَرَّ عَيْنًا وَكَيْفَ لِقَاءُ مَنْ تَحْتَ الْقُبُورِ
وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ بِوَارِدَاتٍ بُجَيْرًا فِي دَمٍ مِثْلِ الْعَبِيرِ
يَنُوءُ بِصَدْرِهِ وَالرُّمْحُ فِيهِ وَيَخْلِجُهُ خِدَبٌّ كَالْبَعِيرِ
هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَادٍ وَبَعْضُ الْقَتْلِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ
وَهَمَّامَ بْنَ مُرَّةَ قَدْ تَرَكْنَا عَلَيْهِ الْقَشْعَمَيْنِ مِنَ النُّسُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا طُرِدَ الْيَتِيمُ عَنِ الْجَزُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا رَجَفَ الْعِضَاهُ مِنَ الدَّبُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا مَا ضِيمَ جِيرَانُ الْمُجِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا خِيفَ الْمَخُوفُ مِنَ الثُّغُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ غَدَاةَ بَلَابِلِ الْأَمْرِ الْكَبِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الْخُدُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ إِذَا عَلَنَتْ نَجِيَّاتُ الْأُمُورِ
فِدًى لِبَنِي الشَّقِيقَةِ يَوْمَ جَاؤُوا كَأُسْدِ الْغَابِ لَجَّتْ فِي زَئِيرِ
كَأَنَّ رِمَاحَهُمْ أَشْطَانُ بِئْرٍ بَعِيدٍ بَيْنَ جَالَيْهَا جَرُورِ
فَلَا وَأَبِي جَلِيلَةَ مَا أَفَأْنَا مِنَ النَّعَمِ الْمُؤَبَّلِ مِنْ بَعِيرِ
وَلَكِنَّا نَهَكْنَا الْقَوْمَ ضَرْبًا عَلَى الْأَثْبَاجِ مِنْهُمْ وَالنُّحُورِ
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ الْمَرْءِ عَمْرٍو وَجَسَّاسُ بْنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْهِمْ كَأَنَّ الْخَيْلَ تَدْحَضُ فِي غَدِيرِ
كَأَنَّا غُدْوَةً وَبَنِي أَبِينَا بِجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيَا مُدِيرِ
فَلَوْلَا الرِّيحُ أُسْمِعَ أَهْلُ حُجْرٍ صَلِيلَ الْبِيضِ تُقْرَعُ بِالذُّكُورِ

Related posts

Leave a Comment