مع تسارع وتيرة هيمنة المدارس على سÙبل التعليم وإخضاعها التام لسوق العمل، والذي لم يعد يعتر٠بغيرها، خرجت الدعوات المتعددة للتمرّد على المدرسة الØديثة ÙÙŠ الوسط الأوروبي والأميركي خلال القرن الماضي، على يد مجموعة من المÙكرين والتربويين من أمثال “كاترين بيكر” Ùˆ”إيÙان إليش” Ùˆ”جون هولت” Ùˆ”باولو Ùيريري”ØŒ وغيرهم، ممن قاموا بنقد المنظومة التعليمية القائمة، أو الدعوة لنقضها بالكلية، كسبيل للخروج عن هيمنة الدولة على وعي المواطن وقÙيَمه، Øسب آراء البعض ممن يتبنون هذا الاتجاه، وكذا Ù„ÙØªØ Ø§Ù„Ø³Ø¹Ø© التعليمية التي تضيّقها المدرسة على الطلاب.
https://midan.aljazeera.net/amp/intellect/sociology/2018/12/22/التعليم-المنزلي-ØÙ„-ممكن-أم-Øلم-بعيد
ÙˆÙÙŠ سياقنا العربي برزت العديد من المبادرات التي سعت لتجاوز المدرسة Ù†ØÙˆ Ø¢Ùاق أوسع، إلا أن Ùهم توغل المدرسة ÙÙŠ المجال العام ÙŠÙعيدنا إلى بدايات القرن التاسع عشر، وتØديدا ÙÙŠ العام 1805Ù…ØŒ Øين كان Ù…Øمد علي باشا على موعد مع كرسي السلطة ÙÙŠ مصر، وكان القÙطر كله على موعد مع التØديث المطّرد على النمط الأوروبي، الجذّاب له آنذاك، Ùطرقت الدولة الØديثة باب مصر من خلال هرمها البيروقراطي، برئاسة الباشا القوللي ÙÙŠ سدة الØكم ÙˆØتى أصغر كاتب ÙÙŠ الهرم السلطوي، مرورا بالجيش المÙعدّ على النظام الÙرنسي، وانتهاء إلى المؤسسة التعليمية التي أخذت ÙÙŠ التبلور ÙˆÙÙ‚ المنظومة الØداثية الغربية ÙÙŠ هيئة المدارس التخصصية، والتي أخذت ÙÙŠ التطور تباعا، ÙÙŠ مصر وباقي الأقطار العربية بعدها، إلى أن بلغت قوامها الØالي المعروÙ[1].
Ù…Øمد علي باشا (مواقع التواصل)
وظلّت العلاقة المتبادلة بين المدرسة الØديثة ودولتها قائمة منذ ذلك الØين، كأداة لتخريج المواطنين على النمط الذي ترتضيه الدولة، كما يرى عالم الاجتماع الÙرنسي “بيير بورديو”[2]ØŒ إلا إنها لم تكن ذات يد ثقيلة ÙÙŠ مجتمعاتنا العربية، بمعنى أنها لم تÙØكم السيطرة النهائية على سÙبل التعليم، Ùبقيت الكتاتيب والمساجد الكبرى، بجانب التعليم المنزلي الخاص، سبلا Øاضرة ÙÙŠ إثراء المواطنين وتعليمهم، كما يذكر الباØØ« أيمن عبد الرØيم، ولعل الراÙعي والعقاد، كأديبين لهما Ø«Ùقلهما، أبرز الأمثلة على ذلك، إذ لم يتجاوز التØصيل المدرسي لأي منهما الشهادة الابتدائية كما هو معروÙ.
Ùبرزت، نتيجة لذلك، Ù…Ùاهيم “اللامدرسية” Ùˆ”التعليم المرن” أو “التعليم المنزلي”ØŒ وما شابهها، كأÙكار تهد٠لÙكّ قولبة الإنسان التي صنعتها المدرسة -كما يتردد عند أصØاب هذا الرأي- والخروج بالإنسان لمساØات أكثر رØابة وسعة مما هو Ùيه، على الجانبين: القيمي والمعرÙÙŠ. Ùما هذا الطرØØŒ وما الآليات التي يتم تطبيقه من خلالها، والنتائج التي طوّرها، والصعوبات التي واجهها ÙÙŠ سبيله Øتى الآن؟
اللامدرسية ÙˆØقيقة التعليم
يمكن التأريخ لنشأة “اللامدرسية” كمÙهوم معاصر مع الكاتب الأميركي “جون هولت” الذي كان أول من استخدم المصطلØØŒ وألّ٠Øوله العديد من الكتب والمطبوعات، من ضمنها مجلة مهتمة باللامدرسية تÙدعى “Growing Without Schooling” أو “تنشئة بدون مدرسة”. وهي الÙلسÙØ© التي تÙنادي، باختصار شديد، “بعدم الاعتماد الكلي على المؤسسات التعليمية ÙÙŠ القيام بمهمة التربية والتثقئ[3].
وبالنظر إلى عملية التعليم ذاتها، Ùإننا نراها، كما ÙÙŠ ÙلسÙØ© الرئيس البوسني الراØÙ„ علي عزت بيغوÙيتش، جانبا إنسانيا ÙŠÙعنى برÙقيّ الإنسان وخدمته على الجانب المعنوي، وإخراجه بصورة متناسقة بين الÙكر والروØØŒ وجانبا تقنيا يهتم باستغلال الإنسان بأÙضل صورة ممكنة لخدمة الرأسمالية الØاكمة. “Ùالتعليم المدرسي ÙÙŠ العالم المتØضّر يعتمد على الÙكر أكثر مما ينبغي، والجانب الإنساني Ùيه أضأل مما ينبغي، Ùمن الممكن جدا أن نتخيل شابا قد مرّ بجميع مراØÙ„ التعليم دون أن ÙŠÙذكر له أهمية أن يكون خيّرا وأمينا”[4].
الرئيس البوسني الراØÙ„ علي عزت بيغوÙيتش (رويترز)
Ùالمرء هنا، Øسب بيغوÙيتش، لا يتعرض للتقويم الإنساني الكاÙÙŠØŒ داخل المنظومة القائمة، إذ لا تهتم بتطوير نماذجه الأخلاقية والÙكرية كما تهد٠لتنمية Øصيلته المعلوماتية. لكن، لأن الإنسان لا ينÙÙƒ عن امتلاك “نماذج ذهنية للعالم، ÙŠØاول إيجاد مكان للمعلومات ÙÙŠ داخلها”[5]ØŒ كان “باولو Ùيريري” يرى أن الإØساس بالعالم المØيط هو جوهر عملية التعليم[6]ØŒ وأن دور المنظومة التعليمية هنا، Øسب “جاك رانسيير”[7]ØŒ يتعلق بتقريب المساÙØ© بين هذا المØيط المبهم وخيال الطالب الذي يسعى لاكتشاÙه، دون قولبته أو السيطرة عليه، أو تغذيته بالمعلومات دون تعزيز معرÙته وسلوكه.
وليتعلّم الطلاب، كما ترى “جريس لولن”[8]ØŒ Ùإنه لا بد من إظهار المعلومات ÙÙŠ (عالم) أو (Ù…Øيط) واقعي يربط بين النظرية العلمية والواقع الذي ÙŠØياه الطÙÙ„ بالÙعل، Ùعالم طلاب الطب هو المستشÙى، وعالم طالب الميكانيكا ÙÙŠ ورش Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø±Ø§Øªâ€¦ وهكذا. أي لا بد من وجود علاقة Ù…Ùهومة بين المعلومات والواقع الداعي لتعلمها، كما يروي أيمن عبد الرØيم طريقة تعليم اللغات ÙÙŠ Ø¥Øدى مدارس التعليم المرن، Øيث تتم ÙÙŠ سياق نشاط لمØاكاة رØلة سياØية إلى البلد المتØدثة بهذه اللغة، Ùيعي الطÙÙ„ الداÙعية لتعلمه وتتلاشى الÙجوة بين ما يتعلمه وما ÙŠØياه ÙÙŠ عالمه… إلى نهاية التطبيقات الشبيهة لهذا المثال.
Ùصول ضيقة
تكمل “جريس لولن” نقدها Ù„Ùكرة المدرسة، من باب Ùصلها بين الواقع والنظرية، Ùترى أن البيت، كعالم أولي للطÙÙ„ØŒ يعلمه بصورة مرنة ما هو أكثر تعقيدا من القراءة والكتابة، كمهارة الكلام التي لم يكن ليتعلمها دون وسط تÙاعلي من مختل٠الأعمار والÙئات، باعتبار أن الإنسان، كما يقول “إدوارد هال”ØŒ “كائن صانع للنماذج بامتياز، وأن هد٠النموذج تمكين مستخدÙمه من التعامل مع تعقيدات الØياة ÙÙŠ جوانبها المختلÙØ©”[9]ØŒ والÙصول الدراسية، مقارنة بالØياة الØقيقية ÙÙŠ قدرتها على صنع النماذج، عوالم Ùقيرة كما تÙعبّر “جريس”.
وكانت موجة الهجوم على المدرسة قد بدأت ÙÙŠ القرن الثامن عشر على يد “جان جاك روسو”ØŒ “الذي رأى أن التعليم النظامي الذي تقدمه معاهد التعليم ÙŠÙÙسد الأطÙال، بما يبثه Ùيهم من قيم اجتماعية هي ÙÙŠ معظمها لا تÙشكّل صÙاء الØياة الاجتماعية من الكذب والغش والنÙاق والاتكالية والمداهنة والخداع”[10]ØŒ لكن تبقى واØدة من أشهر الأطروØات النقدية للنظام المدرسي، ÙÙŠ نهايات القرن الأخير، مسجلة باسم “باولو Ùيريري” ÙÙŠ كتابه “تعليم المقهورين”ØŒ Ùˆ”إيÙان إليش” ÙÙŠ “مجتمع بلا مدارس”ØŒ كأطروØتين على مستوى النظرية والتطبيق.
جان جاك روسو (مواقع التواصل)
وتÙجمَل أطروØØ© “Ùيريري” ÙÙŠ أن النظام التعليمي، بصورته المدرسية، ينØصر ÙÙŠ كثير من الأØيان داخل علاقة بنكية، Ø£Øادية الاتجاه، تقوم Ùيها المدرسة بتكديس المعلومات ÙÙŠ أذهان الدارسين كإيداع الأموال ÙÙŠ البنوك، Ùهو نقد Ù„Ùكرة التعليم الخاطئة ÙÙŠ ذاتها، والتي تمارسها المدرسة بوصÙها أكثر المؤسسات تØقيقا لهذا القصور.
بينما تتلخص نظرية “أليش” ÙÙŠ نقد المدرسة Ù†Ùسها كنظام سلطوي، عن طريق سداسية نقدية، راديكالية، تبدأ من نقد Ùكرة التعليم الإلزامي كمظهر من مظاهر الاعتداء على Øرية الأÙراد، ثم إشكالية التمدرس التي يتسبب Ùيها Øصر التعليم القيّم والØقيقي Ùقط داخل أسوار المدرسة، مما ÙŠÙبرمج عقولنا على الخلط بين التدريس والتعليم، كالخلط القائم بين Ù…Ùهومي المعالجة الطبية والرعاية الصØية على سبيل المثال، Ùيتمّ صر٠النظر عن المسارات والبيئات الأخرى التي يمكن للإنسان التعلم من خلالها كالتعليم الشبكي، والتربية ÙÙŠ الطبيعة، ومعسكرات الكشّاÙØ© وغيرها.
ثم ينتقل “أليش” إلى المØور الثالث ÙÙŠ نقد المنظومة وهو النظام الهرمي الذي ÙŠØكم على الجميع بتراتبية معينة تقتضي أعواما متساوية للØصول على الشهادة النهائية، بما لا يراعي أي Ùروق Ùردية ÙÙŠ قدرات الأÙراد. بالإضاÙØ© إلى أن المدارس الØالية لا تق٠عند تدجين الطلّاب للاستجابة لقيم مجتمع الاستهلاك ÙØسب، بل إنها تØاول أن تجعله مدمنا لهذه القيم وغير قادر على نقدها Ùيما بعد.
علاوة على ذلك، Ùإن “أليش” يرى أن المدرسة تØولت إلى مشروع ربØÙŠ قائم على تسليع القيمة، بدلا من مأسستها، Ù„ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‚ÙŠÙ…Ø© الØقيقية للمدرسة “الربؔ بدلا من “التعليم”ØŒ وهو نتيجة متوقعة -وربما سبب أيضا- لما يسميه “أليش” بـ “تمدرس الوجود”ØŒ Øيث ينقلب Ù…Øيط الإنسان وعالمه الذي يتعلّم Ùيه معاني الØب والصداقة والجمال والمسؤولية إلى مكان واØد اسمه المدرسة، وهو ما ÙŠØصر التجربة الإنسانية ÙÙŠ مكان واØد وتصور واØد وتجربة واØدة[11].
إيÙان إليش (مواقع التواصل)
وكعادة النقد، Ùإن “أليش” لم يسلم من نقد عكسي ÙŠÙÙنّد أطروØته، باعتبارها هدما لبنيان المدرسة الØديثة دون أي بناء بديل يقترØه، هو واللامدرسيون، كبديل للمدرسة، إلا أن عددا من التجارب والدراسات المرصودة Øديثا، بعد سنوات من نقد “أليش”ØŒ قد تبدو Øلا عند البعض، ممن يتبنّون هذا التصور النقدي للمدرسة، من أجل عالم بلا مدارس لا ÙŠÙتقر إلى البديل.
الجدران والطبيعة
ÙÙŠ مقال عن تجربتها، ØªØ´Ø±Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨Ø© “أروى الطويل” أسبابها التي دÙعتها لتعليم ولدها منزليا، ضمن مبادرة “ابن خلدون” للتعليم المنزلي التي تتبنّاها، Ùتقول: “Ø·Ùلي ابن الطبيعة، لديه اØتياج مؤكَّد إلى قضاء ست ساعات ÙÙŠ الطبيعية يوميا بدلا من قضائها بين أربع جدران داخل الص٠يكون Ù…Ùجبَرا Ùيها على السكوت والاستماع Ù„Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù„Ù…”[11].
كما تعدد الأسباب التي دÙعتها لهذا الاختيار بأسباب قريبة من اعتراضات “أليش” على البناء المدرسي، كالسلطة التراتبية، وتضييق الدائرة الاجتماعية ÙˆØ§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…Ø±ÙŠØ© التي يتعامل معها الطÙÙ„ØŒ مما يقلل من Ùرصه ÙÙŠ التعامل المبكر مع خبرات أكثر، بالإضاÙØ© إلى Øاجة Ø·Ùلها، والأطÙال بالتبعية، إلى أن “يرى العالم الØقيقي بالقدر Ù†Ùسه الذي ÙŠØتاج Ùيه إلى أن يراه بين دÙتي كتاب”[12].
وهو ما يتناغم، بصورة أو بأخرى، مع نظرية “كين روبنسون”[13] القائلة بأن الطلاب يتعلّمون بصورة Ø£Ùضل بالسرعات والوسائل التي ÙŠÙضّلونها؛ لأن كل Ø·ÙÙ„ متÙرد بذاته وآماله ومواهبه، وكذا مخاوÙÙ‡ ومشاعره، لذا كان إشراكهم ÙÙŠ عملية التعليم كأÙراد، وليس كأرقام بين الجموع، هو جوهر رÙع مستوى التØصيل الدراسي لديهم، “ولم يكن “روبنسون” يشير ÙÙŠ كتابه إلى التعليم المنزلي بشكل مباشر، لأنه لم يكن بØاجة إلى ذلك، Ùلا يوجد نوع آخر من التعليم أكثر اهتماما بالÙروق الÙردية والتخصيص”[14].
Ùالمدارس، Øسب “كريس ويلر”[15]ØŒ تبذل قصارى جهدها لتخطيط دروسها بما يتناسب مع تنوع الطلاب، ولكن ينتهي الأمر بالمعلمين إلى التدريس بما يناسب الطالب المتوسط؛ لأن العدد المتوÙر من الطلاب أكبر من إمكانية تغيير سرعة Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ø¨Øيث تناسب كل طالب منهم، ÙˆÙÙŠ المقابل نجد أن تطويع سرعة ونوع التعليم ليناسب الطالب هو أمر مدمج وتلقائي ÙÙŠ التعليم المنزلي.
وتقول “أليسون ديÙيس”ØŒ وهي أم من “ويليامز تاون” بولاية “نيوجيرسي” الأميركية، ÙÙŠ Øوار لها مع موقع “بيزنس إنسايدر” إن نجلها “لووك” عانى ÙÙŠ صÙÙ‡ الأول مع القراءة، ÙˆØتى ÙÙŠ الص٠الثاني لم يكن يستمتع بها وإنما يراها Ù…Ùربكة، وإن المعلمين، ÙÙŠ أي مدرسة أخرى، ربما لا يكونون قادرين على قضاء الوقت المناسب لمساعدة ولدها ÙÙŠ أن ÙŠØµØ¨Ø Ù‚Ø§Ø±Ø¦Ø§ Ø£Ùضل، نظرا لتواÙر عدد كبير من أقرانه ÙŠØتاجون إلى القلق بشأنهم كذلك.
بينما تضي٠“ديÙيس”: “أستطيع أن أقضي ذلك الوقت الإضاÙÙŠ معه، بالإضاÙØ© إلى أن وقت القراءة Ø£ØµØ¨Ø Ø£ÙƒØ«Ø± من كونه دÙعة Ù†ØÙˆ Ù…ØÙˆ الأمية، الأمر كان بمنزلة وقت للترابط بيني وبين “لووك”ØŒ وهو الشيء الذي لا تستطيع المدرسة مناÙستي Ùيه، والآن ÙÙ€”لووك” يلتهم الكتب ÙÙŠ غضون أسبوع أو أقل”ØŒ الأمر الذي تؤيده دراسة “إيان سلاتر”[16]التي وجدت أن المتعلمين منزليا غالبا ما ÙŠÙØرزون درجات ÙÙŠ الاختبارات الأكاديمية ÙÙŠ شريØØ© 86% مهما اختل٠مستوى دخل الوالدين والمستوى العلمي والاعتماد التعليمي لهما ومستوى المتطلبات التعليمية الرسمية.
كما ترى “ديÙيس” أن التعليم اللامدرسي ÙŠØمي الطÙÙ„ من ميكنة عقله ÙˆØصره ÙÙŠ مجموعة من المصادر التي قد تكون أقل من إمكانياته وقدراته على التعلم، وهو ما لا يواجهه عند التعلم المرن، ÙÙŠ منزله أو ما شابهه من بيئات التعليم اللامدرسية، ÙˆÙÙ‚ منهج تربوي وتعليمي، إذ إن الأخير ÙŠØªÙŠØ Ù„Ù‡ØŒ ولوالديه، مجموعة غير Ù…Øدودة من الطرق والمصادر التي ØªØªÙŠØ Ø§Ù„Ùرصة أمام الدارسين لاختيار الطريقة الأكثر تلاؤما مع قدراتهم واØتياجاتهم الشخصية.
بين الواقع والأØلام
على الرغم من انتشار التجربة والاعترا٠بها ÙÙŠ العديد من المجتمعات، Ùإن عددا لا بأس به من الدول المتقدمة ÙÙŠ مؤشرات التعليم العالمية، كألمانيا وهولندا والصين، لا تزال تÙغرّم من لا ÙŠÙدخل أبناءه المدرسة بمبالغ تصل إلى 5000 يورو مع اØتمالية السجن أو سØب Øضانة الأبناء[17]ØŒ ÙÙŠ Øين تÙشير بعض الدراسات، ÙˆÙقا لجريدة “العرب”ØŒ إلى أن بعض البلاد التي ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ù‡Ø°Ø§ النوع من التعليم تØقق مستويات تعليمية أعلى ÙÙŠ جانب التعليم المنزلي، كالولايات المتØدة التي يتجاوز طلاب التعليم المنزلي Ùيها الطلاب النظاميين تÙوقا بنسبة 37%.
كما أن التجربة الأميركية تنÙÙŠ ما قد ÙŠÙتصوّر عن التعليم المنزلي بأنه يدعو للانطواء والعزلة، وإنما، على العكس من ذلك، ÙˆÙجÙد أنه ÙŠØªÙŠØ Ù„Ù„Ø·ÙÙ„ ممارسة Øياته بشكل أكثر Øرية ومشاركة مع الآخرين ÙÙŠ الأنشطة الأسرية والمجتمعية، ÙØسب مقارنة لوزارة التربية والتعليم الأميركية، تذكرها الجريدة أيضا، تبيّن أن 71% من المتخرجين ÙÙŠ الدراسة المنزلية نشطون ÙÙŠ مجتمعهم ÙÙŠ مجال الأعمال الخيرية وأكثر تواصلا مع جيرانهم، ÙÙŠ مقابل 37% من المتخرجين ÙÙŠ الدراسة النظامية، وأن 58.6% من متخرجي المنازل ذكروا أنهم سعيدون جدا ÙÙŠ Øياتهم ÙÙŠ مقابل 27.6% من متخرجي الدراسة النظامية[18].
وقد لاقت التجربة رواجا هائلا ÙÙŠ المجتمع الأميركي، خاصة مع اعترا٠الدولة بها، ÙبØسب وزارة التعليم، Ùإن التعليم المنزلي قد ازداد بنسبة 61.8% خلال السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى قرابة مليوني Ø·ÙÙ„ (4% من النسبة العامة)[19]. أما ÙÙŠ Ù…Øيطنا العربي، ونظرا Ù„Øداثة الطرØØŒ Ùإن الأمر يبدو غير متقبل بصورة واسعة، بمعنى أن الدولة لا تعتر٠به ولا تقبل بالجامعات طلابا خارج نظامها الدراسي، على الرغم من تواÙر السÙبل الØقيقية للتعليم المرن من مؤسسات تÙعطي شهادات موثقة لطلابها، كمدارس التعليم عن بÙعد (Online virtual schools) أو مدارس الغطاء/المظلة (Online umbrella or cover schools) اللتين لا ÙŠÙعترَ٠بشهادتهما ÙÙŠ القبول بالجامعات المصرية على سبيل المثال[20].
هذا Ùضلا عن المناهج الØرة ÙÙŠ التعليم التي لا تعطي من الأصل أي شهادات، إلا أن البعض، Øسب تقرير لموقع “ابن خلدون”ØŒ وهو موقع مرجعي مساعد ÙÙŠ شأن التعليم المنزلي باللغة العربية، يرى التغلب على هذا العائق من خلال “تسجيل أبنائه بمدارس نظامية على أن يتÙÙ‚ مع المدرسة على عدم Øضور أبنائه إلى المدرسة يوميا، وإنما Ùقط الØضور أثناء الامتØانات، وبهذا يجمع بين التعليم المنزلي والØصول على الشهادة المصرية بالوقت Ù†Ùسه”[21]ØŒ وهو قريب مما ÙŠÙ†ØµØ Ø¨Ù‡ “عبد الرØيم” إذ لا يدعو لترك المدرسة بالكلية طالما أن المجتمع ÙŠØتاج لشهادتها، ولكن يدعو لتقليل وقتها مقارنة بالوقت الذي ÙŠØصل عليه الطالب Ùعليًا من التعليم المَرÙÙ†.
لكن، يبقى الأمر ÙÙŠ النهاية مثارا بين المهتمين بمستوى تعليمي جيد لأبنائهم، يراعي إنسانيتهم كما يهد٠لإثرائهم المعرÙÙŠØŒ ويØاÙظ على قيمهم الدينية كما يساعد ÙÙŠ تعزيز إدراكهم للعالم، ويظلّ السؤال عالقا تجيب عنه التجربة بالتدريج: هل التعليم المنزلي يكÙÙ„ الØÙ„ الأمثل لمشكلات التعليم، ÙÙŠ أوطاننا التي يتذيل أغلبها الترتيبات العالمية، أم أن ثمة Øلولا أخرى لهذه المسألة؟
بل إن السؤال يتجاوز مع البعض هذا الØد -كما سبق- للاستÙسار Øول جدوى المدرسة النظامية Ù†Ùسها للإنسان، وهو ما يستلزم إعادة النظر، من Ù‚Ùبل القائمين على المنظومات التعليمية، ÙÙŠ شأن اعتراÙهم بالتعليم المَرÙÙ† اللامدرسي وجعله على قدم واØدة مع التعليم النظامي، من Øيث الØقوق، ما Øقق الغاية المطلوبة من التØصيل المعرÙÙŠ والعلمي المÙقيَّم باختبارات قبول للمرØلة الجامعة، إن كانت تلك هي الغاية Ùعلا وكانت ما تØركهم هي المصلØØ© الØقيقية التي يجنيها الإنسان من وراء الشهادة المدرسية، وليست أسباب الهيمنة السلطوية للدولة.
كلمات Ù…ÙتاØية: تعليم مرن مدرسة طلابمستوى تعليمي سوق العمل دولةسيطرة
 المصادر1خالد Ùهمي، كل رجال الباشا2بيير بورديو، العن٠الرمزي3العالم المتعلم ينقلب على الØاضن الاجتماعي المعرÙÙŠ الأول4علي عزت بيغوÙيتش، الإسلام بين الشرق والغرب5العالم المتعلم ينقلب على الØاضن الاجتماعي المعرÙÙŠ الأول6باولو Ùيريري، تعليم المقهورين7جاك رانسيير، المعلم الجاهل8جريس لولن، التعليم الÙدائي9خالد عاشور، اللامدرسية10العالم المتعلم ينقلب على الØاضن الاجتماعي المعرÙÙŠ الأول11إيÙان إليش.. هل يمكن التÙكير ÙÙŠ مجتمع بلا مدارس؟12أروى الطويل، لماذا قررت أن أعلّم Ø·Ùلي منزلياً؟13كين روبنسون، المدارس الإبداعية: الثورة الشعبية التي تØول التعليم14كريس ويلر، هل التعليم المنزلي الطريق الأÙضل لأطÙالنا؟15المصدر السابق16New Nationwide Study Confirms Homeschool Academic Achievement17عزيزة الرويس، الÙلسÙØ© اللامدرسية: هل نلغي المدرسة؟18العالم المتعلم ينقلب على الØاضن الاجتماعي المعرÙÙŠ الأول19Digest of Education Statistics, 201320طرق التعليم المنزلي، موقع ابن خلدون21المصدر السابق.