مع الدكتور فتحي جمعة، رحمه الله، وطيب ثراه!

مارس عام ١٩٨٦، بمدرج ثمانية (مدرج قسم علم اللغة والدراسات السامية والشرقية)ØŒ من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أواخر احتفال القسم بمنح بعض الطلاب جائزته، كانت هذه الصورة -وفيها من يمين إلى يسار، الدكتور فتحي جمعة، فالدكتور عبد الصبور شاهين، فالدكتور كمال بشر، وخلفهم أحد الضيوف، رحمهم الله وطيب ثراهم!- وقد اشتغل فيها عن الدنيا الدكتور فتحي جمعة، بالطالب القاعد أمامه إلى يمين، الذي ألقى كلمة المكرمين فاهتزَّ له، ثم بعقب الاحتفال أقبل عليه، وجذبه من يده مرتعشَ اليد، إلى حيث أهداه كتابه “من قضايا اللغة العربية”ØŒ الذي سيصير بعد عشرين عاما كتابه “اللغة الباسلة”ØŒ الذي بسط له في الناس من ذكره الحسن!
ثم لم يلبث الدكتور فتحي جمعة أن أسس بهذا الطالب وطائفة من أصحابه، جماعة لغوية رفيعة، احتفز بها الطالب إلى نسج ثلاث مقامات من الولع باللغة العربية، على مثال مقامات الهمذاني والحريري واليازجي، تركها للدكتور فتحي جمعة مكتفيا بثنائه على ما رآها “جوهرته”ØŒ لتصير بعد عشرين عاما كتابه “نديم النحويين”!
ثم كان بينهما بعدئذ ما لا ينكره مبغض ولا يكتمه محب، حتى رحل عنه الأربعاء الماضي (11/12/1439=22/8/2018)!
رحمك الله يا أستاذي، وطيب ثراك، وثبتك، ولقنك حجتك، ونور قبرك، وآنسك فيه برؤية مقامك من الجنة، وأبدلك خيرا مما خلفت، آمين! لقد بذلت في الحق حياتك؛ فبقي بعدك شعارا عليك! عوضنا الله منك من يظل لك أجره، ولم يفتنا بعدك، وجمعنا بك في مستقر رحمته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين Ùˆ”حسن أولئك رفيقا”Ø›
صدق الله العظيم!

Related posts

Leave a Comment