[المنظر صي٠2015 من شرÙØ© بيتي بجزيرة الروضة القاهرية]
الروضة جزيرة بها مقياس النيل واقعة بين مصر القديمة والجزيرة، وملخص تاريخها أنها من الجزر القديمة الØادثة قبل الÙØªØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠ ولكن لا يعلم زمن Øدوثها. وبسبب قربها من قاعدة الديار المصرية وطيب هوائها وموقعها ظلت ÙÙŠ كل جيل Ù…Ø·Ù…Ø Ø£Ù†Ø¸Ø§Ø± الملوك والأمراء وذوي اليسار، وتعاقب عليها Øالان Ùكانت تارة تجعل Øصنا للدولة وأخرى متنزها Øاويا للبساتين والدور والمساجد والØمامات كما يأتي.
الØصن القديم والØصن الطولوني:
لما ÙØªØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ على المسلمين مصر وملكوا الØصن الشرقي المعرو٠بقصر الشمع لجأ المقوقس وقومه إلى Øصن كان بهذه الجزيرة، وبعد تمام الÙØªØ Ø®Ø±Ø¨ الأمير عمرو بن العاص بعض أبراجه وأسواره ثم نما عمرانها بعد ذلك Ùكانت ÙÙŠ ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر عامرة بالدور المشرÙØ© على النيل من كل جهة، وكان بها خمسمائة عامل معدة Ù„Øريق يطرأ أو هدم. ÙˆÙÙŠ إمارة Ø£Øمد بن طولون بنى بها Øصناً ليØرز Ùيه Øرمه وماله وذخائره لما بلغه مسير موسى بن بغا من العراق قاصداً مصر ثم أهمل بعد الدولة الطولونية Ùأخذه النيل شيئاً Ùشيئاً.
المختار والروضة:
وكانت بها الصناعة لعمل السÙÙ† الØربية Ùلما تولى Ù…Øمد بن طغج الإخشيد على مصر نقل الصناعة إلى ساØÙ„ الÙسطاط وأنشأ موضعها بستاناً سماه المختار وبنى Ùيه قصراً وأماكن له ولغلمانه، وكان ÙŠÙاخر به أهل العراق، وبقى بعده Ùكان يتنزه Ùيه المعز الÙاطمي وابنه العزيز، ثم ÙÙŠ أيام استيلاء الأÙضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي على وزارة الÙاطميين ÙˆØجره على الخليÙØ© أنشأ ÙÙŠ شمالي الجزيرة مكانا نزها سماه الروضة وبنى Ùيه المناظر البديعة، Ùمن Øينئذ عرÙت الجزيرة كلها بالروضة وكانت تعر٠ÙÙŠ أول الإسلام بالجزيرة وبجزيرة مصر ثم بجزيرة الØصن. هذا قول عامة المؤرخين، وقال ابن المتوج إنما سميت بالروضة لأنه لم يكن بالديار المصرية مثلها. وبعد قتل الأÙضل بنى بها المأمون البطائØÙŠ الوزير منظرة بقيت إلى آخر الدولة الÙاطمية، ويذكر المؤرخون أنه بناها مكان الصناعة بعد أن نقل الصناعة إلى مكانها القديم بالÙسطاط، ولا يخÙÙ‰ أن نقلها أول مرة من الجزيرة كان زمن الإخشيد كما تقدم، ولم نرهم ذكروا أنها أعيدت إليها ولا رأينا منهم من تنبه لذلك غير الإمام السيوطي ÙÙŠ كوكب الروضة Ùإنه علق على هذا الخبر بقوله (وهو يدل على أن الصناعة أعيدت إلى الروضة بعد أن نقلها الإخشيد إلى ساØÙ„ مصر Øتى نقلت ثانيًا).
الهودج:
ولما تولى الآمر بأØكام الله الخلاÙØ© أنشأ بها قصرًا على النيل بجوار البستان المختار سماه الهودج وأسكن به زوجته الغالية البدوية، وسبب ذلك أنه كان مغرما بالجواري العربيات Ùبلغه أن بصعيد مصر جارية من أكمل العرب وأظر٠نسائهم جميلة شاعرة Ùأرسل إلى أهلها وخطبها وتزوجها، Ùلما نقلت إلى القصر انقبضت Ù†Ùسها من Øيطانه واشتاقت إلى ØªØ³Ø±ÙŠØ Ø·Ø±Ùها ÙÙŠ الÙضاء على ما اعتادته Ùبنى لها الهودج على شاطئ النيل بالجزيرة ÙÙŠ شكل غريب وصار يتردد عليه إلى أن قصده رابع ذي القعدة سنة 524 Ùلما بلغ رأس الجسر مما يلي الروضة وثب عليه قوم من النزارية كانوا كامنين له هناك وضربوه بالسكاكين Øتى أثخنوه ÙØمل إلى منظرة اللؤلؤة بشاطئ الخليج وقد مات. قال ابن سعيد وقد أكثر الناس من ذكر الآمر والبدوية وابن عمها Øتى صارت رواياتهم كأØاديث البطال وأل٠ليلة وليلة وما أشبه ذلك. Ùمما روي عنها أنها بقيت متعلقة الخاطر بابن عم لها ربيت معه يعر٠بابن Ù…ÙŠØ§Ø Ùكتبت إليه من قصر الخليÙØ© الآمر:
يا ابن Ù…ÙŠØ§Ø Ø¥Ù„ÙŠÙƒ المشتكى مالك من بعدكم قد ملكا
كنت ÙÙŠ ØÙŠ مطاعا آمرا نائلا ما شئت منكم مدركا
Ùأنا الآن بقصر موصد لا أرى إلا خبيثًا ممسكا
كم تثنينا كأغصان النقا Øيث لا نخشى علينا دركا
وتلاعبنا برملات الØمى Øيثما شاء طليق سلكا
Ùأجابها بقوله:
بنت عمي والتي غذيتها بالهوى Øتى علا واØتبكا
بØت بالشكوى وعندي ضعÙها لو غدا ينÙع منا المشتكى
مالك الأمر إليه يشتكى هالك وهو الذي قد أهلكا
شأن داود غدا ÙÙŠ عصرنا مبديًا بالتيه ما قد ملكا
وبلغت الآمر الأبيات Ùقال لولا أنه أساء الأدب ÙÙŠ البيت الرابع لرددتها إلى Øيه وزوجتها به. قال القرطبي وللناس ÙÙŠ طلب ابن Ù…ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ø®ØªÙائه أخبار تطول. وكان من عرب طيئ ÙÙŠ عصر الأمير طراد بن مهلهل، Ùلما بلغته قصة الآمر مع الغالية قال:
ألا أبلغوا الآمر المصطÙÙ‰ مقال طراد ونعم المقال
قطعت الأليÙين عن ألÙØ© بها سمر الØÙŠ بين الرجال
كذا كان آباؤك الأكرمون سألت Ùقل لي جواب السؤال
Ùقال الآمر لما بلغته الأبيات جواب سؤاله قطع لسانه على Ùضوله وأمر بطلبه ÙÙŠ Ø£Øياء العرب ÙÙر ولم يقدر عليه Ùقالت العرب ما أخسر صÙقة طراد! باع أبيات الØÙŠ بثلاثة أبيات. ÙˆÙÙŠ خطط المقريزي أن الهودج بقي متنزهًا للخلÙاء الÙاطميين بعد الآمر إلى أن خرب وجهل مكانه بالروضة.
قلنا ما أشبه الليلة بالبارØØ© Ùقد وقع لوالي مصر عباس باشا الكبير المتولي سنة 1264 مثل ما وقع للآمر ÙÙŠ بدئه ونهايته؛ Ùانه كان مشغوÙًا بإØدى البدويات أيضا Ùتزوجها وأسكنها قصرا ÙÙŠ ضاØية من القاهرة وصار يتردد عليه Ø®Ùية ثم كانت نهاية أمره أنه قتل غيلة ÙÙŠ قصره بينها سنة 1270. قتله مملوكان من الجركس بإغراء رجال الدولة العثمانية على ما قيل لأنهم آنسوا منه ميلا للخروج عن طاعتهم والاستقلال بمصر، وقد أدركنا الناس ÙÙŠ مصر يلهجون بØديث البدوية ويروون Ùيه روايات شتى، وسمعنا العامة يلوكون أغنية قيلت ÙÙŠ ذلك الزمن أولها “يا Øالي ع البدوية”ØŒ وقليل من أهل مصر الآن من يعر٠هذا الخبر وهو من غريب ما يتÙÙ‚ وقوعه لملكين ÙÙŠ مملكة واØدة.
القلعة الصالØØ©:
ÙˆÙÙŠ أواخر الدولة الأيوبية بنى الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù†Ø¬Ù… الدين أيوب ابن الملك الكامل Ù…Øمد قلعته بهذه الجزيرة وأنشأ بها الدور والقصور وغرس الأشجار وبنى بها جامعًا وعمل لها ستين برجًا وأنÙÙ‚ عليها أموالًا جمة ÙعرÙت بالقلعة الصالØية وبقلعة المقياس وبقلعة الروضة وبقلعة الجزيرة واØتاج بسببها إلى هدم أماكن كثيرة من دور وقصور ومساجد ليدخلها Ùيها وخرب الهودج والمختار، ويقال إنه قطع من الموضع الذي أنشأها Ùيه أل٠نخلة مثمرة كان رطبها يهدى لملوك مصر Ù„Øسن منظره وطيب طعمه، ولما كملت جعلها مقر ملكه وسرير سلطانه وأسكن بها جنوده البØرية وشØنها بالأسلØØ© وآلات الØرب وما ÙŠØتاج إليه من الأقوات خشية Ù…Øاصرة الإÙرنج Ùانهم كانوا Øينئذ عازمين على قصد البلاد المصرية. وكان سور هذه القلعة الشرقي مطلاً على Ùرع النيل الشرقي الذي بين الجزيرة ومصر وكان بها الإيوان الملكي العديم المثال، ÙˆÙيها يقول ابن سعيد الأندلسي: “وكنت أشق ÙÙŠ بعض الليالي بالÙسطاط على ساØلها Ùيزدهيني ضØÙƒ البدر ÙÙŠ وجه النيل أمام سور هذه الجزيرة الدري اللون ولم أنÙصل عن مصر Øتى كمل سور هذه القلعة ÙˆÙÙŠ داخله من الدور السلطانية ما ارتÙعت إليه همة بانيها وهو من أعظم السلاطين همة ÙÙŠ البناء وأبصرت ÙÙŠ هذه الجزيرة إيوانا لجلوسه لم تر عيني مثاله ولا أقدر ما أنÙÙ‚ عليه ÙˆÙيه من صÙØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø°Ù‡Ø¨ والرخام الأبنوسي والكاÙوري والمجزع ما يذهل الأÙكار ويستوق٠الأبصار ويÙضل عما Ø£Øاط به السور أرض طويلة ÙˆÙÙŠ بعضها Øاظر Øظر به على أصنا٠الوØوش التي يتÙرج عليها السلطان وبعدها مروج تنقطع Ùيها مياه النيل Ùينظر بها Ø£Øسن منظر، وقد تÙرجت كثيرًا ÙÙŠ طر٠هذه الجزيرة مما يلي بر القاهرة Ùقطعت Ùيه عشيات مذهبات، لم تزل لأØزان الغربة مذهبات”Ø› انتهى. واستيعاب ما قيل ÙÙŠ Ù…Øاسن هذه القلعة يطول ويخرج بنا عن المقصود.
ولما ملك المعز أيبك التركماني أول ملوك الدولة التركية البØرية أمر بهدم هذه القلعة ليعمر منها مدرسة المعزية واقتدى به ذوو الجاه Ùأخذوا كثيرا من سقوÙها وشبابيكها وغيرها، ثم لما ملك الظاهر بيبرس البندقداري اهتم بإعادتها كما كانت ÙØ£ØµÙ„Ø Ø¨Ø¹Ø¶ ما تهدم منها، ولما تولى المنصور قلاوون نقل منها ما ÙŠØتاج إليه ÙÙŠ بناء البيمارستان والقبة المنصورية، ثم نقل منها ابنه الناصر Ù…Øمد ما اØتاج إليه ÙÙŠ أبنيته Ùدب إليها الخراب إلى أن ذهبت كأن لم تكن؛ قال المقريزي: “وبقي من أبراجها عدة قد انقلب أكثرها وبنى الناس Ùوقها دورهم المطلة على النيل”. قلنا: أما موضعها بالروضة Ùقد ØµØ±Ø Ø§Ø¨Ù† اياس (ج 1 ص 83) أنها بنيت بالقرب من المقياس أي ÙÙŠ الجهة الجنوبية للجزيرة، ونقل الإمام السيوطي ÙÙŠ كوكب الروضة ÙÙŠ كلامه على جامع الريس المعرو٠اليوم بزاوية البسطامي نصوصا من التوقيع الذي كتبه الملك المظÙر بيبرس الجاشنكير لمنشئه، يعلم منها أن هذا المسجد بني موضع برج الطراز Ø£Øد أبراج هذه القلعة. وقال ابن دقماق ÙÙŠ الانتصار: “بناه الرئيس صدقة على أول برج من أبراج قلعة الروضة”. وذكر السيوطي أيضا ÙÙŠ كلامه على جامع المقياس المعرو٠اليوم بجامع عبد الرØمن بن عو٠أن الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¹Ù…Ø±Ù‡ بقلعة الروضة. ونرى ÙÙŠ المصور الملØÙ‚ بهذه المقالة أن كلا المسجدين ÙÙŠ الجهة الجنوبية من الجزيرة. وقد ظهر لنا من هذا ومما استخلصناه من أقوال غيرهم من المؤرخين أن هذه القلعة كانت ÙÙŠ الثلث الجنوبي للجزيرة آخذة من مقياس النيل ÙÙŠ المواضع الشمالية منه إلى زاوية البسطامي الواقعة ÙÙŠ موضع برج الطراز أول برج من أبراجها من الشمال، وأنها كانت مطلة من الشرق والغرب على Ùرعي النيل الصغير والكبير، ومما يدل أيضا على إشراÙها على النيل من الجانبين قول ابن سعيد الأندلسي ÙÙŠ وصÙها: “وركبت مرة هذا النيل أيام الزيادة مع الصاØب Ù…Øيي الدين بن ندا وزير الجزيرة، وصعدنا إلى جهة الصعيد، ثم انØدرنا، واستقبلنا هذه الجزيرة وأبراجها تتلألأ والنيل قد انقسم عليها؛ Ùقلت:
تأمل Ù„Øسن الصالØية إذ بدت وأبراجها مثل النجوم تلالا
وللقلعة الغراء كالبدر طالعا تÙرج صدر الماء عنه هلالا
وواÙÙŠ إليها النيل من بعد غيبة كما زار مشغو٠يروم وصالا
وعانقها من Ùرط شوق Ù„Øسنها Ùمد يمينا Ù†Øوها وشمالا
Ùإنه أبان بتشبيهه ماء النيل بالهلال عن استدارته بطرÙها الجنوبي، ثم أبان عن امتداده ÙÙŠ جانبيها بتشبيهه بمشوق يعانقها باليمين والشمال. وإذا عرÙنا ذلك وعرÙنا Ùيما تقدم أن المختار والهودج كانا مطلين على النيل وأن الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø®Ø±Ø¨Ù‡Ù…Ø§ ليدخلهما ÙÙŠ القلعة كسائر ما خربه من الأماكن، تبين لنا أنهما كانا ÙÙŠ الجهة الجنوبية أيضا. والغالب على الظن أنهما كانا على الÙرع الكبير للنيل الذي بين الجزيرة والجيزة أي ÙÙŠ Ø£Øد المواضع الواقعة بين المقياس وجسر عباس لأن المختار أنشئ موضع الصناعة ويستبعد أن تكون الصناعة على الÙرع الصغير الشرقي.
قصر نجم الدين:
ذكر الÙرنسيس ÙÙŠ كتابهم وص٠مصر -ج15 ص 450Ùˆ465- أنهم أدركوا زمن الاØتلال بقايا قصر بالمقياس ملاصق له من الشرق ومطل على الÙرع الشرقي للنيل يعر٠بقصر السلطان الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù†Ø¬Ù… الدين، ولم يكن باقياً منه وقتئذ غير قاعة كبيرة تتصل بها عدة أماكن أكثرها خرب. وهو بلا ريب من قصور القلعة الصلاØية، ولعل الذي ØÙظه من الدثور عناية الدول ÙÙŠ كل جيل بالمقياس وأبنيته، ولكن يظهر لنا أن الذي أدركوه منه لم يكن من الأبنية الصلاØية القديمة بل كان مما جدده Ùيه السلطان الغوري من القاعات والمساكن. ومما يذكر عن هذا القصر نزول السلطان سليم العثماني به مدة مقامه بمصر؛ Ùإنه لما تم له ÙتØها وصÙا له الوقت بعد قتل السلطان طومان باي، استطاب السكنى بالروضة؛ Ùانتقل إليها ونزل بالمقياس. قال ابن إياس ÙÙŠ Øوادث ربيع الثاني من سنة 923هـ: “ÙˆÙÙŠ يوم الاثنين سادسه أشيع أن ابن عثمان عدى إلى المقياس وكان ÙÙŠ ذلك اليوم Ø±ÙŠØ§Ø Ø¹Ø§ØµÙØ© Ùكاد يغرق، Ùلما سلم من الغرق أقام بالمقياس ونقل وطاقه إلى الروضة ومصر العتيقة، ثم إن أمراءه طردوا السكان الذين بالروضة وبمصر العتيقة وسكنوا ÙÙŠ دورهم؛ ÙØصل للناس الضرر الشامل بسبب ذلك؛ Ùأعجبه المقياس، Ùأقام به مدة أيام”. ثم إنه أنشأ منظرة من خشب Ùوق المقياس جعل إقامته بها، وهي التي سماها ابن إياس بالقصر، Ùقال عنها ÙÙŠ Øوادث جمادى الثانية من هذه السنة: “ÙˆÙيه أشيع أن السلطان سليم شاه أنشأ له قصرًا من خشب بالمقياس من Ùوق القصر الذي أنشأه السلطان الغوري Ùوق بسطة المقياس، وصار يجلس به ÙÙŠ اليوم الØر، وأØضر جماعة من النجارين والبنائين وشرع ÙÙŠ بنائه Øتى Ùرغ منه ÙÙŠ أيسر مدة”. قلنا: ÙˆÙÙŠ هذه المنظرة Øاول “قانصه العادلي” Ø£Øد أمراء الجراكسة قتله انتقاما لطومان باي وقومه؛ ذكر ذلك ابن زنبل الرمال ÙÙŠ تاريخ ÙØªØ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø·Ø§Ù† سليم لمصر، Ùقال معبرًا عن هذه المنظرة بالطيارة: “Ùدبر ÙÙŠ Ù†Ùسه أن يلبس مثل العرب ويأخذ معه جماعة من أهل القوة وينزل إلى مركب ليلا ويسير بها تØت المقياس ويجعل له سلم تسليم ويصعد عليه وينزل إلى داخل المقياس ويقتل السلطان سليمًا ويأخذ بثأر قومه، وما علم أن الØÙŠ ما له قاتل، ثم إنه Ùعل ذلك Øتى وصل إلى الطيارة التي Ùوق المقياس وهي Ù…ØÙ„ السلطان، Ùوجد الØراس مستيقظين”ØŒ…الخ! وعبر عنها الإسØاقي ÙÙŠ تاريخه بالكشك متابعة للأتراك، Ùقال: “وكان مقام السلطان سليم بالروضة، وبنى له كشكًا Ùوق قاعات المقياس وهو مشر٠على بØر النيل والروضة والمقياس، ولما رØÙ„ السلطان سليم منه أقÙÙ„ ومنع من يجلس Ùيه Øرمة لمولانا السلطان سليم”. وروى قطب الدين الØÙ†ÙÙŠ ÙÙŠ تاريخ مكة المسمى بالإعلام، أنه راى بيتين من الشعر كتبهما السلطان سليم بخطه على رخامة بهذا “الكوشك”ØŒ مدة مقامه به، Ùقال: “ورأيت بيتين بالعربي بخطه الشري٠كتبهما ÙÙŠ علو المقياس ÙÙŠ الكوشك الذي أمر ببنائه لما اÙØªØªØ Ù…ØµØ± وسكن الروضة، وقد انمØÙ‰ لطول الزمان مداده، ومال إلى لون البياض سواده، وكان هذا الكوشك Ù…Øترما مقÙلا لا يصل إليه Ø£Øد لعظمة بانيه، ولا يبتذل بالدخول إليه تعظيما لراعيه، Ùلما قدمت مصر ÙÙŠ سنة 943 وكان يوم كسر النيل السعيد، ÙÙتØوا هذا الكوشك لبكلربكي مصر يومئذ خسرو باشا، وكنت مصاØبا لمعلمه مولانا عبد الكريم العجمي، Ùطلع وأطلعني معه ÙÙŠ صØبة خسرو باشا المذكور، Ùرأيت مكتوبا على الرخام الأبيض كتابة Ø®Ùية لا تكاد تظهر إلا بتأمل، هذين البيتين، وهما:
الملك لله من يظÙر بنيل غنى يردده قسرًا ويضمن منه ما أدركا
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة Ùوق التراب لكان الأمر مشتركا
وتØتهما ما صورته: “كتبه سليم بذلك الخط وذلك القلم، ولعمري إن كان هذان البيتان من نظم المرØوم Ùهما غاية ÙÙŠ البداعة، ونهاية التمكن من الصناعة، Ùيدل على تمكنه -رØمه الله!- أيضا ÙÙŠ اللسان العربي، لأنهما من أعلى طبقات الشعر العربي الÙØµÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ù„ÙŠØº المنسجم، وإن كان قد تمثل بهما وهما لغيره Ùهذه أيضا مرتبة عالية ÙÙŠ Øسن التمثيل ولط٠الاستØضار Ù„Ùهم الأشعار العربية والذوق لها، وهذا القدر يستكثر على علماء الروم وعلماء العجم المكبين على علوم العربية Ùضلا عن سلاطينهم المشغولين بضبط الممالك”Ø› انتهى. قلنا: البيتان معروÙان لأبي العلاء المعري ÙÙŠ لزوم ما لا يلزم، وصØØ© العجز ÙÙŠ البيت الأول “يردده قسرا وتضمن Ù†Ùسه الدركا”ØŒ وأما القصر وما يتبعه من الأبنية Ùلم يبق لها أثر، ودخلت كلها ÙÙŠ قصر Øسن باشا المناسترلي ÙˆØديقته.
الجزيرة ÙÙŠ Øكم الأسرة المØمدية العلوية:
ÙÙŠ زمن العزيز Ù…Øمد علي أنشأ ولده العزيز إبراهيم ÙÙŠ خرطوم الجزيرة الشمالي بستانًا كبيرًا جلب له الأشجار الغريبة من البلاد البعيدة وبنى به منظرة عالية ومغارة مجللة بالودع، وقد أدركنا بقايا ذلك. وكان من مزايا هذا البستان اØتواؤه على أنواع كثيرة من الأشجار والنباتات المØتاج إليها ÙÙŠ الطب، ومن طالع كتاب المادة الطبية للرشيدي المسمى “عمدة المØتاج”ØŒ يرى عجبًا مما كان Ùيه من هذه الأنواع، وكان قصد العزيز إبراهيم -رØمه الله!- الاستغناء بها عن جلب العقاقير من البلاد الإÙرنجية بقدر المستطاع.
وقد أنشأ أمراء ذلك العصر وسراته القصور والبساتين الأنيقة بالجزيرة، وكان للخديو إسماعيل بن العزيز إبراهيم قصر بديع ÙÙŠ وسطها على الشاطئ الشرقي تØيط به Øديقة غناء، ثم أهملت من بعدهم وهجرت Ùدب إليها الخراب، وأدركناها جميعًا وهي خاوية على عروشها، وانØØ· شأن الجزيرة إلى أن أنشئت Ùيها الجسور الثلاثة: جسر Ù…Øمد على، وجسر الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ†Ù‡Ø§ وبين مصر القديمة، وجسر عباس بينها وبين الجيزة، Ùعاد إليها الانتعاش وأقبل الناس على البناء بها؛ Ùهدمت قصورها، وبيعت أراضيها قطعًا، وامتلأ الثلث الجنوبي بالدور الصغيرة والكبيرة ولكن على الطراز الإÙرنجي الجديد، وقطع ما كان بها من الشجر والنخل، ÙˆØطمت عروش الكروم؛ Ùعريت من الظلال، وزالت عنها مسØØ© الملاØØ© القديمة بعد أن كانت ببساتينها ÙˆØقولها قرة للعيون ÙˆÙرجة للمØزون.