الدكتور سعيد الكملي قمر المغرب المُشرق

ما أعجب هذا الشاب الوسيم القاعد في ثيابه المغربية العتيقة الأنيقة، على كرسي الإمام مالك بن أنس، يشرح للناس موطأه، في مسجد السنة من مدينة الرباط بالمملكة المغربية، بين عشاءَيْ كل جمعة، فينتهز كل فرصة يرد فيها بيت من الشعر العربي القديم، ليستطرد إلى إنشاد قصيدته كلها أو جلها، وشرحها، وذكر أخبار صاحبها، واستحسان ما فيها من ذخائر المجد العربي، حتى إذا ما اكتفى أنشد قول الفرزدق:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وكأن لم يكفنا قيامه بتراث المحدثين والفقهاء والمتكلمين والمفسرين والمؤرخين، فاستزدناه من تراث الأدباء واللغويين والنقاد؛ فقام له خير قيام، في إحاطة فذة، وبديهة حاضرة، وبيان رائع، وفصاحة مدهشة، وظرف، ولطف، لا يتدفق منه ذلك كله، إلا عن إيمان به راسخ، وحماسة له ظاهرة؛ فلا يلبث حتى يتمكن من عقل سامعه وقلبه!
فيا سبحان الذي خلق الدكتور سعيد الكملي!

Related posts

Leave a Comment