ÙÙŠ المقال السابق تØدثنا عن الكتابة العلمية وصÙاتها وأنواع الجمهور الذي يقرأ هذه الكتابة العلمية، ÙÙŠ مقال اليوم نركز على الجمهور Ù†Ùسه وكي٠يقرأ كي ÙŠØقق أقصى استÙادة. لنتوق٠قليلا عند كلمة “استÙادة”ØŒ قبل أن تقرأ أي شيء يجب أن يكون عندك هد٠تريد تØقيقه من ما ستقرأه، هذا الهد٠قد يكون مجرد التسلية وقد يكون معرÙØ© Øقيقة عن Øدث معين أو شخص معين وقد يكون تنمية معلوماتك ÙÙŠ تخصص ما، لكل هد٠منهم طريقة معينة ÙÙŠ القراءة والتØليل (Ùيما عدا القراءة لمجرد التسلية).
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=30072016&id=af8b635d-6df4-4dcf-85a8-7040d5a40207
لنبدأ بالقراءة من أجل معرÙØ© معلومات عن Øدث معين، قد تظن أن مجرد قراءة ما Øدث قد أعطاك المعلومة وهذا غير صØÙŠØØŒ إذا أردت أن تقرأ بطريقة علمية وتÙكر بطريقة نقدية Ùيجب أن تسأل Ù†Ùسك: هل ما Øدث يمكن تصوره؟ يعنى أنه لا يدخل ÙÙŠ عداد المستØيلات، وإذا كان يمكن تصوره Ùهل مصدر المعلومة يعتبر مصدر موثوق Ùيه (مجلة علمية مرموقة مثلا)ØŸ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب عن السؤالين السابقين Ùما الذي يمكن أن يكون قد أدى إلى هذا الØدث ومهد له الطريق؟ ما هي الدلائل التي تؤيد صØØ© هذه المعلومة؟ وما هي تداعيات هذا الØدث؟ ومن هو المستÙيد من هذا الØدث؟ هل يؤثر هذا الØدث على شخصيا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم Ùما هو Ø£Ùضل ما يمكن أن Ø£Ùعله؟ ما هي الدروس المستÙادة من هذا الØدث؟ هل يمكن أن تكوم هذه المعلومة كاذبة Øتى وإن كانت ممكنة التØقيق؟ وإن كان ذلك ممكنا Ùمن له المصلØØ© ÙÙŠ ذلك؟
قد تقول: “ولكن هذا مرهق جدا ويجعل القراءة بطيئة بل ومملة ÙÙŠ بعض الأØيان، هذا قد يكون صØÙŠØا ولكننا اتÙقنا أننا ÙÙŠ هذا النوع من القراءة لا نقرأ للتسلية بل للتعلم ولسنا ÙÙŠ مسابقة لمن يقرأ أكثر ولكن لمن يقرأ أعمق. دعنى أعطيك مثالا عن أهمية هذا النوع من التÙكير العلمي أثناء القراءة، كلنا سمعنا وسنظل نسمع أننا يجب أن نقرأ التاريخ ونتعلم منه لكن هل Ùكرنا ÙÙŠ الكيÙية التي نتعلم منها من التاريخ؟ إنها عن طريق الإجابة عن الأسئلة السابقة وتØرى الدقة ÙÙŠ الإجابة، هناك كتاب مهم نشر ÙÙŠ نهاية الثمانينات من القرن الماضى بعنوان (Thinking in Time: The Use of History for Decision Makers) أو “التÙكير ÙÙŠ الوقت المناسب: استخدام التاريخ ÙÙŠ مساعدة صانعى القرار” لمؤلÙين من جامعة هارÙارد هما ريتشارد نيوستاد وإرنست ماي (Richard E. Neustadt andErnest R. May)ØŒ هذا الكتاب ÙŠØ´Ø±Ø ÙƒÙŠÙ Ù†ØªØ¹Ù„Ù… من التاريخ ونستخدم ذلك ÙÙŠ اتخاذ القرارات، هذا الكتاب وإن كان موجها لصانعي القرار إلا أنه ÙŠØ´Ø±Ø Ø¨Ø¨Ø±Ø§Ø¹Ø© القراءة العلمية للتاريخ والأØداث السياسية.
أما إذا كنت تقرأ لتنمية معلوماتك ÙÙŠ تخصص ما (ويدخل ÙÙŠ ذلك قراءة الأبØاث العلمية للمتخصصين ولكننا لن نناقش ذلك بالتÙصيل ÙÙŠ هذا المقال) Ùأهم شيء أن تعر٠كي٠تضع هذه المعلومة الجديدة ÙÙŠ مكانها الصØÙŠØ ÙˆØ³Ø· المعلومات التي تعرÙها من قبل، التعلم يأتي من تراكم المعلومات بطريقة منطقية ÙÙŠ عقلك وليس مجرد تراكم المعلومات ÙÙŠ عقلك، من أهم الأسئلة التي تسألها: “ما السؤال التي تØاول هذه المعلومة الإجابة عنه؟ ما هي الدلائل على صØØ© المعلومة؟ ما هي النتائج المترتبة على صØØ© هذه المعلومة؟ ما هي الأسئلة التي تثيرها هذه المعلومة الجديدة؟”ØŒ هذا السؤال الأخير مهم جدا ولابد له من إجابة لأنه إذا كانت الإجابة صÙر Ùهذا معناه أنك لم تتعمق بما يكÙÙŠ ÙÙŠ هذه المعلومة، كلما كثرت أسئلتك كلما كنت أكثر عمقا وعلما.. هناك كتاب بعنوان (How to Solve It?) أو “كي٠تØلها” لجورج بوليا (George Polya) أستاذ الرياضيات بجامعة ستانÙورد وهو ÙŠØ´Ø±Ø Ø¨Ø¹Ù…Ù‚ شديد وسهولة شديدة ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت كيÙية التÙكير للوصول إلى ØÙ„ لمشكلة ما، هذا الكتاب وإن كان يتخذ الرياضيات مثالا إلا أنه يمكن تطبيق تعاليمه على أي علم من العلوم، هذا الكتب ظهرت طبعته الأولى عام 1949 وما زال يطبع Øتى الآن لأهميته الكبرى.
درب Ù†Ùسك على هذه الأنواع من القراءة، سيكون الأمر صعبا ÙÙŠ البداية ولكن Ùوائده ستظهر ÙÙŠ زيادة عمق معلوماتك وتØسن تÙكيرك التØليلي والنقدي وتØسن قدرتك على التÙريق بين ما هو علمي وما هو شبه-علمي ولكنه تاÙÙ‡ وغير ذي قيمة.