قد نظن أن العالÙÙ… هو من تعمق ÙÙŠ Ùرع أو عدة Ø£Ùرع من Ùروع المعار٠الإنسانية ثم بدأ يثري هذه المعار٠بما هو جديد عن طريق البØØ« العلمي، هذا التعري٠وإن كان صØÙŠØاً إلا أنه لا يغطي الجانب الإنساني ÙÙŠ الموضوع Ùالبيئة الثقاÙية وشخصية الباØØ« تؤثر على طريقته ÙÙŠ البØØ« العلمى، كي٠ذلك؟
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=25062016&id=eab16a95-089e-4053-875c-93c090a8abbc
يمكننا تقسيم الباØثين إلى نوعين أساسيين: النوع الأول هو من ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ Ù„Ùكرة جديدة مبتكرة أو Ùرع جديد من العلوم، مثلاً نيل بور (Niel Bohr) وهو من العلماء الذين ÙتØوا الباب للÙيزياء الذرية (Quantum Physics) وآلان تيورنج (Alan Turing) ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ Ù„Ùرع جديد تماما نسميه اليوم علوم الØاسب، هذا النوع من الباØثين ÙŠÙكر خارج الصندوق (وإن كانت هذه العبارة أصبØت تستخدم اليوم بغزارة Ø£Ùقدتها معناها!)ØŒ هذا النوع من الباØثين عادة ينشر القليل من الأبØاث العلمية بالمقارنة بالنوع الثاني الذي سو٠نذكره الآن ولكن أبØاثهم لها ثقل كبير وتعتبر من الكلاسيكيات (تعبير يطلق على الأبØاث العلمية ذات التأثير الكبير ويظل تأثيرها لمدة زمنية طويلة)ØŒ ولكن نصيØØ© صغيرة للباØثين خاصة الذين يبدأون Øياتهم العلمية: Øتى تÙكر خارج الصندوق يجب أولاً أن تعر٠كل شيء عن الصندوق!
النوع الثاني من الباØثين هو النوع شديد الدقة وهو ذو قدرة كبيرة جدا على العمل بدون ملل أو كلل ودقيق للغاية ÙÙŠ عمله، هذا النوع يأخذ طر٠الخيط من النوع الأول ويØسن Ùيه ويبين كيÙية استخدامه وتØسينه، Ùمثلا النوع الأول ÙŠÙØªØ Ø¨Ø§Ø¨ ما يسمى بالذكاء الصناعي والنوع الثاني يأخذ طر٠الخيط ويبتكر طرقا كثيرة للذكاء الصناعي ويØسن Ùيها ويستخدمها ÙÙŠ شتى مناØÙŠ الØياة، هذا النوع الثاني ينشر عادة الكثير من الأبØاث العلمية وأبØاثه تتØول إلى منتجات نستخدمها ÙÙŠ Øياتنا اليومية (أي تتØول من علم إلى تكنولوجيا).
أرجو من القارئ ألا ÙŠÙهم من كلامي أن النوع الأول لا يعمل بجد أو أن النوع الثاني أقل ذكاء بل كل نوع منهما يعمل عملا شاقا ويتمتع بالذكاء ولكن بطرق مختلÙØ© كل Øسب شخصيته.
وأتمنى أن يبذل كل من يريد أن يدخل معترك الØياة العلمية جهده كي يعر٠إلى أي نوع من الباØثين ينتمي ولا ÙŠØاول أن ÙŠÙدخل Ù†Ùسه ÙÙŠ نوع معين من باب “المنظرة” أو للØصول على جوائز! لأنك لو Øاولت الانتماء لنوع لا يتناسب مع شخصيتك لن ØªÙ†Ø¬Ø ÙˆØ¨Ø§Ù„ØªØ§Ù„ÙŠ لن تØصل على أية جوائز وتكون أيضا قد ضيعت Ùرصتك لإثراء الØياة العلمية لو كنت عملت ÙÙŠ ما يناسب شخصيتك.
أما وقد تكلمنا عن العلماء Ùماذا عن أنواع البØØ« العلمي؟ عندما تعمل ÙÙŠ بØØ« ما Ùأنت تØاول الإجابة على سؤال معين أو ØÙ„ مشكلة معينة، السؤال قد يكون ذي نهاية Ù…ÙتوØØ© (open ended) أو Ù„ØÙ„ مشكلة ملØØ©ØŒ والØÙ„ قد يكون مطلوبا ÙÙŠ أسرع وقت أو يكون طويل الأمد وهذا يعطينا أربع أنواع من الأبØاث.
النوع الأول هو ØÙ„ مشكلة ملØØ© ÙˆÙÙŠ أسرع وقت، مثلا نريد تصميم كمبيوتر يستخدم طاقة أقل بعشر مرات من Ø£Ùضل كمبيوتر Øالي.
النوع الثاني هو ØÙ„ مشكلة ملØØ© ولكن طويلة الأمد، مثلا تقليل تكدس السيارات ÙÙŠ شوارع القاهرة ÙÙŠ وقت الذروة، والØÙ„ هنا طويل الأمد لأنه يعتمد على إيجاد ØÙ„ مبدئي ثم تØسينه تبعا لعدد السيارات ÙÙŠ كل سنة أو عدة أشهر ومناطق الذروة ÙÙŠ القاهرة، وهي أشياء تتغير ÙالØÙ„ يجب أن يتم تØسينه من آن لآخر.
النوع الثالث هو لمشكلة ذات نهاية Ù…ÙتوØØ© ونØتاج الØÙ„ ÙÙŠ أسرع وقت، هنا نتكلم عن المشكلات الكلاسيكية ÙÙŠ العلم مثل كيÙية عمل المخ وعلاقته بالعقل (ما نعرÙÙ‡ قليل ÙÙŠ المضمار Øتى الآن) والØاجة إلى ØÙ„ سريع مرجعه إننا إذا عرÙنا الØÙ„ Ùسنصل إلى علاج الكثير من الأمراض المستعصية وقد نبني أجهزة كمبيوتر أقوى وأÙضل بمراØÙ„ من الموجود Øاليا وهذا يعود بالرÙاهية على المجتمع الإنساني ككل، ومن هذا النوع أيضا إيجاد ØÙ„ لمرض السرطان.
النوع الرابع هو لمشكلة ذات نهاية Ù…ÙتوØØ© وطويلة الأمد مثل الانÙجار الكبير لبداية الكون وماذا Øدث قبله وبعده مباشرة وهل هناك أكوان أخرى، وهذا النوع من الأبØاث يروي عطش الÙضول الإنساني والإجابة عن تلك الأسئلة أو Ù…Øاولة الإجابة عنها قد ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ لعلوم جديدة.
من كل ما سبق بقي أن Ù†Øاول الإجابة عن سؤال مهم: ما الذي تØتاجه مصر ÙÙŠ الوقت الØالي؟ مصر تØتاج شيئين: أولا ØÙ„ المشكلات التي يواجهها الناس بطريقة علمية، وثانيا تØسين صورة مصر العلمية أمام العالم.. بهذا الترتيب، هذا يعني أننا Ù†Øتاج كلا النوعين من الباØثين، ولØÙ„ المشكلات بطريقة علمية Ù†Øتاج النوعين الأول والثاني من الأبØاث، ونØتاج النوع الثالث بمقدار بسيط (يزيد تدريجيا كلما تØسنت الظرو٠المادية) لتØسين الصورة العلمية، أما النوع الرابع Ùلا أعتقد أننا Ù†Øتاجه ÙÙŠ مصر ÙÙŠ الوقت الØالي على الأقل، طبعا هذا رأيي الشخصي وقد ÙŠØتمل الخطأ.