سير العلماء الذين تكلمنا عنهم Øتى الآن والذين سنتكلم عنهم ÙÙŠ المستقبل إن شاء الله قد تعطى انطباعا أن التقدم العلمي ÙŠØدث عن طريق Ø£Ùراد عباقرة استÙادوا من علوم من سبقهم ليدÙعوا بالعلم خطوة للأمام وأن كل واØد من هؤلاء الأشخاص يعمل ÙˆØده ÙˆÙŠÙ‚Ø¯Ø Ø²Ù†Ø§Ø¯ Ùكره Øتى ÙŠØÙ„ المعضلة العلمية التي أمامه، هذا كان صØÙŠØا إلى Øد ما Øتى منتص٠القرن العشرين، وإن كان العلماء Øتى ÙÙŠ ذلك الوقت يتقابلون ÙÙŠ مؤتمرات أو جلسات مناقشة ويتبادلون الرسائل Ùيما بينهم Øول الكثير من الأمور العلمية، ولكن ÙÙŠ عصرنا الØديث تغير ذلك كله Ùالعلم Ø£ØµØ¨Ø Ø£ÙƒØ«Ø± تعقيداً بكثير ويØتاج إمكانيات بشرية ومادية تÙوق إمكانيات Ùرد واØد وهذا يقودنا إلى واØد من أهم الموضوعات ÙÙŠ عصرنا الØديث ÙÙŠ مجال البØØ« العلمي (الØقيقة ÙÙŠ أي مجال!): Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ùريق!
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=18062016&id=af611024-4cf9-46e1-92ec-53eae00c4fa3
أهمية وجود Ùريق علمي ليست Ùقط لوجود الكثير من العمل الذي يستلزم أياد كثيرة لإنجازه ÙÙŠ وقت مناسب بل له أهمية أكبر من ذلك بمراØÙ„: إيجاد نظرة أكثر عمقا للمشكلة ÙˆØلول أكثر ابتكارا، السؤال هنا: لماذا وجود Ùريق يؤدى إلى نتائج Ø£Ùضل من Ùرد واØد؟ عندما تØاول ØÙ„ مشكلة معينة يجب أن تنظر لها من كل جوانبها وكل شخص منا Øسب ثقاÙته وعمق تÙكيره وشخصيته قد يرى جانب واØد منها أو عدة جوانب ولكن من النادر جدا خصوصا ÙÙŠ المشكلات العلمية الØالية شديدة التعقيد أن يستطيع شخص واØد أن يلم بكل جوانب الموضوع، ونÙس الشيء ÙÙŠ إيجاد Øلول، لذلك Ù†Øتاج Ùريق.
هناك عدة عوامل تØدد مدى Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£ÙŠ Ùريق علمي بالإضاÙØ© طبعا إلى براعة كل Ùرد منه ÙÙŠ تخصصه، أولا يجب أن يكون الÙريق مكون من ثقاÙات مختلÙØ© وهذه Ø¥Øدى الأسباب ÙÙŠ قوة الكثير من الÙرق العلمية ÙÙŠ أمريكا Øيث تجد أن أغلب الباØثين من دول وثقاÙات مختلÙØ©ØŒ ولن أكون مبالغا لو قلت أن هذه الÙرق البØثية هي Ø£Øد أهم أسباب قوة أمريكا، والكثير من دول العالم بدأت تعى أهمية الÙرق البØثية متعددة الثقاÙات، الثقاÙات المختلÙØ© تجعل كل شخص ينظر للمشكلة من منظور مختل٠وبالتالى يزيد اØتمال أن يلم الÙريق بكاÙØ© جوانب المشكلة والØلول المبتكرة لها.
العامل الثانى المهم Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ùريق العلمى وهو مرتبط إلى Øد ما بالعامل الأول هو وجود نسب من الرجال والنساء ÙÙŠ الÙريق Ùلكل منهم طريقة تÙكيره وهذا يثري تØليل المشكلة والبØØ« عن الØلول.
بالإضاÙØ© إلى ذلك يجب ألا يكون لأØد أعضاء الÙريق سلطة على الأعضاء الآخرين وإلا أدى ذلك إلى تراجع بعضهم عن إبداء رأيه.
بالإضاÙØ© إلى كل ما سبق لابد طبعا من Ø·Ø±Ø Ø£Ø³Ø¦Ù„Ø© دقيقة جديدا وتجميع الØلول المقترØØ© وتÙنيدها وإدارة كل ذلك بطريقة علمية (علوم الإدارة تطبق أيضا على الÙرق البØثية) ولكن هذه موضوعات أخرى قد نتØدث عنها ÙÙŠ مقالات أخرى.
Ùˆ أهمية الÙريق العلمي متعدد الثقاÙات هناك عدة تجارب تتجاوز الÙرق العلمية ÙÙŠ الجامعات أو مراكز الأبØاث، هناك مثلا مشاريع (Citizen Science) أو “مواطن العلم” Øيث ÙŠØاول المواطنون الهواة أو غير المتخصصين ØÙ„ مشكلة صغيرة تÙعطى لهم عن طريق موقع على الإنترنت وهناك Ùريق علمي يجمع هذه الØلول الصغيرة ليصنع منها ØÙ„ لمشكلة أكبر وأعمق.
وهناك كتاب مهم اسمه (The Wisdom of Crowds) أو “Øكمة الجماهير” هو كتاب نشر ÙÙŠ العام 2005 من تألي٠James Surowiecki ØŒ الكتاب ببساطة يبرز Ùكرة أن ÙÙŠ الظرو٠المواتية ذكاء المجموع (Øتى وإن كان من الهواة أو غير المتخصصين) Ø£Ùضل دائما من ذكاء الÙرد، Ùˆ يدلل على ذلك بالكثير من الأØداث الØقيقية (مثل Øادثة انÙجار مكوك الÙضاء Challenger) ويناقش أقوال العلماء ÙÙŠ هذه الظاهرة، ويØاول الكتاب الإجابة عن أسئلة مثل: ما هي هذه الظرو٠المواتية؟ هل يمكن استخدام Øكمة الجماهير مع أية مشكلة؟ هل هناك صÙات معينة ÙÙŠ من نسألهم؟ كي٠يمكن ضم جميع الإجابات لنصل إلى إجابة واØدة تكون Ø£Ùضل من كل الإجابات؟
ماذا عن الأستاذ الجامعي وطلبته؟ الأستاذ الجامعي له سلطة على طلاب البØØ« عنده وهذا ضد العامل الثالث الذي ذكرناه Ùيما يجب أن يتوÙر ÙÙŠ الÙريق العلمي، ولذلك يجب على الأستاذ الجامعي الذي يرغب ÙÙŠ تكوين Ùريق علمي أن يعامل طلبته كأصدقاء Øتى يتسنى لهم التÙكير النقدي بØرية بل ويجب على الأستاذ الذي يشر٠على عدة طلاب أن يجتمع معهم جميعا على Ùترات متقاربهم Øتى ينمي عندهم Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ùريق ويجعل من كل عضو ÙÙŠ الÙريق يساعد الأعضاء الآخرين بالنقد والØلول المقترØØ©ØŒ وطبعا إذا كانت المشاكل العلمية التي ÙŠØاول كل طالب ÙÙŠ الÙريق Øلها مرتبطة ببعضها يكون هذا Ø£Ùضل Øيث يرى كل طالب أين تقع مشكلته البØثية ÙÙŠ الصورة الكبيرة، هذا لا يتأتى إلا عندما يكون الأستاذ يملك أجندة بØثية متماسكة وليس مجرد مشكلات علمية متناثرة، وأÙضل شيء طبعا أن يكون هناك Ùريق علمي كبير يضم عدة أساتذة وطلبتهم.. النتائج ستكون أقوى وأÙضل بل ومبهرة إذا Ø£Øسن الأساتذة إدارة الÙريق الكبير دون أن ÙŠØرص أي واØد منهم على أن يبرز هو على Øساب الآخرين.
بقي أن نقول أن العلم يتقدم ÙÙŠ عصرنا هذا Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ùريق، وليس أدل على ذلك من الÙريق البØثي ÙÙŠ هارÙارد والذي كان يدرس Ùيروس الإيبولا، هذا الÙريق ولشعوره بأهمية إيجاد ØÙ„ سريع كان يضع نتائجه أول بأول على الإنترنت Øتى يتسنى لأي Ùريق ÙÙŠ العالم التÙكير وإيجاد ØÙ„ Øتى وإن كان قبلهم، هذا الÙريق Ùضل أن ÙŠØاول إنقاذ المرضى على النشر. ولكن مع ذلك نشر هذا الÙريق من هارÙارد بقيادة الدكتورة بارديس سابيتي (Pardis Sabeti) بØثهم بعد ذلك ÙÙŠ مجلة (Science) ويوجد على هذا البØØ« خمسة أسماء توÙوا بÙيروس الإيبولا. ويوجد مقال جميل ÙŠØكي قصة هذا البØØ« ÙÙŠ مجلة النيويوركر (New Yorker) عدد 27 أكتوبر 2014ØŒ من تألي٠Richard Preston بعنوان (The Ebola Wars) أو “Øروب الإيبولا” (ملØوظة صغيرة: اقرأ أي شيء يكتبه Richard Preston Ùهو كاتب بارع للغاية ÙÙŠ الأمور العلمية بالرغم من Øصوله على الدكتوراه ÙÙŠ الأدب الإنجليزي!!).