قد تشعر Ø£Øيانا وأنت تطالع أعمال الكثير من العلماء أن هذا العالم أو ذاك من العباقرة الأÙذاذ الذين لا نستطيع أن نصل إلى مستواهم، أو عندما ترى خطواتهم ÙÙ‰ الØياة تظن أن الأمور كانت ميسرة وسهلة، مثلا ÙˆÙلد لعائلة متيسرة ماديا، إلخ.. الناس متÙاوتة ÙÙ‰ القدرات ولا ننكر ذلك، ولكن أغلب الناس تÙشل ÙÙ‰ تØديد قدراتها أو تقلل من شأن قدراتها نتيجة الÙشل ÙÙ‰ مشروع أو بØØ«ØŒ ولكن الØقيقة غير ذلك، Ùهذا العالم المرموق صاد٠الكثير من البØوث الÙاشلة وذاك Ùشل ÙÙ‰ الØصول على تمويل لمشروعه البØثى أو صاد٠مشاكل ÙÙ‰ Øياته العملية، عادة لا يذكر الناس الÙشل ويذكرون Ùقط Ø§Ù„Ù†Ø§Ø¬Ø Ù…Ù† أعمالهم Øتى ÙŠØاÙظوا على صورتهم وإن كنت أعتقد أن ذكر الÙشل لا يقلل من شأنهم بل يبرز صÙØ© جديدة لهم وهى المثابرة، الكمال لله ÙˆØده ولا Ø£Øد ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø¯Ø§Ø¦Ù…Ø§Ù‹ ÙÙ‰ كل شئ، من يبرز ويØكى الÙشل ÙÙ‰ Øياته وكي٠استÙاد منه لا ÙŠÙيد Ù†Ùسه Ùقط بل ويÙيد الآخرين أيضا، ولهذا السبب Ùالمقال الرئيسي ÙÙ‰ مجلة هارÙارد للأعمال (Harvard Business Review) لهذا الشهر (مايو 2016) هو عن كيÙية التعلم من الÙشل وتمرير التجربة للآخرين وهذه المجلة من المجلات المرموقة جدا ÙÙ‰ العالم ÙÙ‰ عالم الأعمال والإدارة، ولهذا أيضا أقدم البروÙيسور جوهانز هاشوÙر (Johannes Haushofer) على شئ شديد الغرابة هذا الأسبوع من أبريل 2016 وذكرته الكثير من وسائل الإعلام ÙÙ‰ أمريكا، جوهانز هو مدرس علم النÙس والعلاقات العامة ÙÙ‰ جامعة برينستون وهى من الجامعات المرموقة ÙÙ‰ العالم، ونستطيع أن نستنتج أن جوهانز عنده سيرة ذاتية علمية رائعة (CV) Øتى يتمكن من العمل ÙÙ‰ هذه الجامعة العريقة وهذا صØÙŠØØŒ ولكنه وضع أيضا على صÙØته على الإنترنت السيرة الذاتية للÙشل ÙÙ‰ Øياته العلمية: الأبØاث المرÙوضة من المجلات، الÙشل ÙÙ‰ تمويل المشروعات البØثية.. إلخ، ليقول للعالم كله أن قدراتك العلمية القوية لا تأتى إلا بمواجهة مصاعب الØياة والتعلم منها سواء مصاعب علمية أو Øياتية. وعلى سيرة التغلب على مصاعب الØياة Ùشخصيتنا اليوم واجهت الكثير من المشاكل المؤسÙØ© ÙÙ‰ الØياة ولكنها أصبØت أسطورة!
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=30042016&id=652e5297-dbb0-4682-9921-53e9789665b9
Ù…Øمد عبدالرØمن Ø£Øمد درى ÙˆÙلد ÙÙ‰ قرية Ù…Øلة أبوعلى القريبة من طنطا عام 1841ØŒ التØÙ‚ بمدرسة المبتديان وبعد عدة أشهر أغلقها الخديو عباس الأول، وهذه أول مصاعب Ù…Øمد درى Ùانتقل إلى المدرسة التجهيزية بالأزبكية ثم مرة أخرى إلى مدرسة أبي زعبل، بعد أن أتم تعليمه الابتدائى والثانوى أدخل المهندسخانة (كلية الهندسة) على غير رغبته Ùلم يكن هناك مكاتب تنسيق ÙÙ‰ هذا الوقت، وهذه صعوبة أخرى ÙÙ‰ Øياته Ùقد كان يرغب ÙÙ‰ دراسة الطب، وكان ناظر المهندسخانة (أى عميد كلية الهندسة) آنذاك هو على باشا مبارك Ùذهب Ù…Øمد درى إليه ليساعده على الانتقال إلى الطب، وجرت Ù…Øاورة طويلة بين المهندس العظيم والشاب الصغير Øول رغبة هذا الأخير عن دراسة الهندسة، ÙˆÙÙ‰ النهاية اقتنع على مبارك وسعى لنقله إلى مدرسة الطب، وبدأ الشاب الصغير ÙÙ‰ دراسة الطب وأظهر تÙوقاً ÙÙ‰ الامتØانات ولكن… ألغى الوالى سعيد باشا مدرسة الطب وألØÙ‚ طلابها بالجيش، ÙˆÙقد Ù…Øمد درى الطب والهندسة معا!
للتغلب على تلك المشكلة اتخذ الشاب الصغير قرارين، الأول هو دراسة الطب ÙÙ‰ كل ما تصل إليه يداه من كتب والثانى هو تقديم طلب للتعيين ممرضا ÙÙ‰ الجيش، وقد كان، وأخذ ÙÙ‰ أثناء عمله كممرض يتعلم من الأطباء، إذا الدراسة النظرية ÙÙ‰ الكتب والعملية من عمله كممرض (تمرجى). واستمر ذلك Ùترة Øتى ÙØªØ Ø³Ø¹ÙŠØ¯ باشا مدرسة الطب مرة أخرى بعد مساع من كلوت بك Ùعاد إليها Ù…Øمد درى وأتم دراسته Ø¨Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆÙ†Ø¨ÙˆØº Ùائقين، بل وبعد ذلك أرسل الوالى بعثة من مدرسة الطب إلى Ùرنسا للتزود بأØدث ما وصل إليه علم الطب وكان Ù…Øمد درى من أصغر أعضاء هذه البعثة سنا، ÙˆÙÙ‰ عهد إسماعيل باشا أدرك هذا الوالى أن أغلب أعضاء البعثة ذهبوا للنزهة وليس للعلم Ùأعادهم لمصر وترك Ù…Øمد درى بعد أن علم عن نبوغه، استمر Ù…Øمد درى ÙÙ‰ Ùرنسا Øوالى سبع سنوات ونبغ نبوغا Ùائقا ÙÙ‰ الجراØØ©ØŒ ويقول Ø£Øد أساتذته هناك هو البروÙيسور أوغست نيلاتون (Auguste Nélaton): “يجب الالتÙات لدري المصري والعناية بشأنه لأنه قلّ أن يوجد له نظير ÙÙŠ الإقبال على العمل والاستÙادة بما يشاهده”.
نتيجة لهذا النبوغ الÙائق عندما عاد Ù…Øمد درى من Ùرنسا شغل منصب كبير الجراØين ÙÙ‰ مستشÙÙ‰ القصر العينى وأستاذ الجراØØ© الأول بمدرسة الطب وذاع صيته ÙÙ‰ مصر كلها بل ÙˆÙ…Ù†Ø Ù„Ù‚Ø¨ الباشوية، هذا الذى كان ممرضا ÙÙ‰ الجيش!
إذا تجولنا ÙÙ‰ بيته سنلاØظ شيئين أولها أن Ù…Øمد درى كان يقتنى مكتبة علمية نادرة وكان يلجأ إليها زملاءه Ùقد جعل بيته Ù…ÙتوØا لكل من يريد طلب العلم، وأØب هنا أن أقول لشباب العلماء أنكم الأن تقتنون مكتبة أعظم مع وجود الإنترنت، Ùالعلم موجود وعليكم المجهود، وثانى شئ نلاØظه أنه كان يمتلك مجموعة تشريØية قيل إنها لا توجد Øتى ÙÙ‰ كبار مدارس الطب ÙÙ‰ العالم، وهذا يدلنا كي٠كان هذا الشاب الرقيق الØال الذى Ø£ØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ø´Ø§ وطبيب مرموق وتØسنت Øالته المادية يصر٠نقوده!
ÙˆØيث أننا ذكرنا النقود وكي٠كان يصرÙها Ùلابد أن نذكر أن الدكتور Ù…Øمد درى باشا أنشأ مطبعة خاصة لطباعة الكتب الطبية ÙÙ‰ Øارة السقايين بعابدين وهى (المطبعة الدرية لطباعة الكتب الطبية) ولم تنشر إلا كتابا واØدا Ùقط خارج Ùنون الطب عن Øياة على باشا مبارك الذى ساعده ÙÙ‰ الإنتقال إلى مدرسة الطب.
قال عنه على باشا إبراهيم إنه “سيد الجراØين ÙÙŠ زمانه”ØŒ وعلى باشا إبراهيم هو Ù†Ùسه أسطورة وتØدثنا عنه ÙÙ‰ مقال سابق، وقال عنه الشيخ علي أبو يوس٠الأزهري يمدØÙ‡:
لو نلت٠ÙÙŠ الدهر ما أبغيه٠لم ترَني … ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ù…Ù† شئت إلا ناظم الدّÙرّ
أو كنت٠أدلجت٠ÙÙŠ المسرى Ùليس إلى … شيء يكون سوى الكوكب الدري
أو أن ألمت بي الأسقام٠ÙÙŠ زمن٠… لم استطبْ سوى بالماهر الدري
Ùهو الØكيم الذي لم يشك٠ذو مرض٠… إلا ونادى به يا كاش٠الضرÙ
أرجو أن تتذكر هذا العالم العظيم وأنت تسير ÙÙ‰ شارع درى بالعجوزة ÙÙ‰ القاهرة، أو شارع Ù…Øمد دري باشا بلوران بالإسكندرية! وأن تتذكر أن Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ù„Ø§ يأتى إلى على أمواج من المصاعب والÙشل.