يتساءل البعض عن أهمية تعريب العلوم والترجمة، ويقولون إن لغة العلم ÙÙŠ عصرنا هي الإنجليزية ويجب أن يكون تدريس كاÙØ© العلوم بهذه اللغة لأنها لغة النشر العلمي ÙÙŠ عصرنا الØديث، وهذا صØÙŠØ ØªÙ…Ø§Ù…Ø§ وأتÙÙ‚ معه ولكن السؤال هنا: ما هو عدد الناس الذين سيعملون ÙÙŠ البØØ« العلمى وينشرون أبØاثا؟ ÙÙŠ أمريكا نسبة الØاصلين على درجة الدكتوراه لا تتجاوز 2%! Ùما هي النسبة عندنا ÙÙŠ مصر؟ ومن هؤلاء الØاصلين على الدكتوراه كم منهم سيعمل ÙÙŠ البØØ« العلمي والنشر (أنت قد تØصل على الدكتوراه وتعمل كاستشاري مثلا أو ÙÙŠ مجال الأعمال أو تØصل عليها من باب المنظرة أو للØصول على ترقية!). هذه النسبة القليلة هي من تØتاج أن تتعلم وتتقن الكتابة العلمية بالإنجليزية، طبعا تعلم لغة أخرى Ù…Ùيد ÙÙŠ Ù…Ù†Ø§Ø Ø´ØªÙ‰ من الØياة، لأنها تÙØªØ Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨Ø§ كثيرة لمعرÙØ© ثقاÙØ© الآخرين ولكن هذا موضوع آخر، ما هو الموق٠بالنسبة للسواد الأعظم من الناس التي لا تعر٠لغة أخرى أو لا تتقنها بالقدر الكاÙÙŠ كي تقرأ بها بسهولة؟ Ù†ØÙ† لا نريد من الجميع أن يصبØوا علماء أو باØثين Ùهذا لن يتأتى ولكن نتمنى أن يتقن “الجميع” التÙكير العلمى، التÙكير العلمي يساعدك على اتخاذ القرارات ÙÙŠ Øياتك ويساعدك على تجميع المعلومات بشكل منطقي Ù„Ùهم ما ÙŠØدث Øولك وسط شلالات الأخبار والمعلومات ÙÙŠ Øياتنا، وليس Ø£Ùضل من قراءة الكتب العلمية للتدريب على التÙكير المنطقي، وللأس٠يوجد نقص شديد لهذه النوعية من الكتب ÙÙŠ مكتبتنا العربية، وإن وجدت تكون أغلبها مكتوبة بطريقة جاÙØ© لا تغري بالقراءة، لذلك الترجمة وتعريب العلوم هي الØÙ„ الأمثل لإدخال العلم Øياة الناس.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=23042016&id=31e9b975-6e10-4d64-8f3e-b2fd54d484cd
ÙˆØيث أننا نتكلم عن إدخال العلم Øياة الناس Ùلا أجد مثالا Ø£Ùضل من شخصيتنا اليوم التي أدخلت العلم Øياة الناس بالأبØاث وبالترجمة وبالتدريس وبالمشروعات وبالإدارة!
ولد عام 1815 بمØاÙظة الغربية وكأغلب الناس ÙÙŠ ذلك الوقت بدأ دراسته ÙÙŠ الكÙتاب، ثم تلقى تعليمه الأولي بالإسكندرية، ثم التØÙ‚ بمدرسة الترسانة البØرية وتخرج Ùيها عام 1833ØŒ ثم ساÙر ÙÙŠ بعثة إلى Ùرنسا عام 1850. عندما عاد إلى مصر عÙين مدرسا للرياضيات ÙÙŠ مدرسة المهندسخانة وكانت تقع ببولاق ÙÙŠ ذلك الوقت، وخلال Ùترة تدريسه ترجم عن الÙرنسية أول كتاب باللغة العربية عن علم التÙاضل والتكامل وبعض الكتب الأخرى عن الرياضيات. Ùها هو يدخل العلم Øياة الناس عن طريق التدريس ثم عن طريق الترجمة. إنه Ù…Øمود Ø£Øمد Øمدي. Ùماذا عن عطائه العلمي؟
Ù…Øمود Øمدي هو من أنبغ من أنجبتهم مصر ÙÙŠ علوم الرياضيات والÙلك، درس هذه العلوم دراسة متعمقة ÙÙŠ المراجع الÙرنسية بعد أن أتقن اللغة الÙرنسية، مكث ÙÙŠ Ùرنسا تسع سنوات مع أنه انتهى من دراسته هناك ÙÙŠ أربع سنوات Ùقط، Ùلم؟ أولا اتخذ من مرصد باريس Ù…ØÙ„ إقامة له وذلك Ù„Øبه للعلم ولم يكت٠بذلك بل أدخل بعض التعديلات والتØسينات على أجهزة الرصد وأقرها العلماء الÙرنسيون، ثم بعد انتهاء دراسته زار معظم مراصد أوروبا، قدم Ù…Øمود Øمدي رسالة ÙÙŠ التقاويم الإسرائيلية إلى مجمع العلوم ÙÙŠ بلجيكا وأقرها المجمع، وقدم رسالة أخرى إلى المجمع العلمي الÙرنسي عن المواد المغناطيسية الأرضية ÙÙŠ باريس وأقرها المجمع، ثم نشرت له مجلة للمستشرقين ÙÙŠ أوروبا دراسة Ùلكية عن التقاويم العربية قبل الإسلام وهي دراسة لم يسبقه إليها Ø£Øد، هذا وهو ÙÙŠ أوروبا.
عندما عاد إلى مصر بدأ عطاؤه العلمي يرتبط بمشروعات وطنية.
كلÙÙ‡ سعيد باشا بوضع خريطة Ù…Ùصلة للقطر المصري، Ùوضع ثلاث خرائط Øسبما ÙŠØكي Ù…Øمد شميس، ÙÙŠ كتابه “عظماء من مصر”: خريطة الوجه البØري وخريطة الوجه القبلي وخريطة الإسكندرية، وللخريطة الأخيرة قصة تدل على نبوغ هذا العالم العظيم، Ùقد خطط معالم الإسكندرية القديمة وبذل ÙÙŠ ذلك مجهودات جبارة بمساعدة عدد كبير من العمال والمهندسين ÙÙŠ التنقيب والØÙر، ونستطيع أن نقول بكل Ùخر أن Ù…Øمود Øمدي هو رائد علم جديد يجمع بين الÙلك والآثار، Ùخريطة الإسكندرية القديمة لم يسبقه إليها Ø£Øد Øتى أنها أصبØت مرجعا عند العلماء، وجدير بالذكر أن علماء الØملة الÙرنسية ÙÙŠ كتابهم الشهير “وص٠مصر” لم يصلوا إلى هذه الدقة التي وصل إليها Ù…Øمود Øمدي Øين درسوا الإسكندرية، لأنهم لم يقوموا بأعمال تنقيب كما قام هو، بالإضاÙØ© إلى كل ذلك Ùله أيضا أبØاث علمية (كانت تسمى رسائل آنذاك) عن التنبؤ بارتÙاع النيل وأخرى عن المقاييس والمكاييل بالديار المصرية وأخرى عن عÙمر أهرامات الجيزة، ورسائل أخرى كثيرة تدل على قدراته العلمية ÙÙŠ الرياضيات والÙلك والآثار والجغراÙيا. Ùماذا عن إنجازاته الإدارية؟
عندما عاد Ù…Øمود Øمدي من Ùرنسا Ø£ØµØ¨Ø Ø¹Ø¶ÙˆØ§ ÙÙŠ المعهد العلمي المصري ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø±Ø¦ÙŠØ³Ø§ للجمعية الجغراÙية وناظرا (أي وزيرا) للأشغال العمومية، ثم وكيلا لوزارة المعار٠ثم ناظرا لوزارة المعار٠عام 1884 وظل بها Øتى واÙته المنية عام 1885.
للأس٠لا يعلم الجيل الØالي شيئا عن هذا العالم العظيم ولا ÙŠÙذكر له إلا شارع باسمه وميدان كان Ùيه بيته وقد Ù‡Ùدم البيت الذي كان من الأØرى أن يظل متØÙا ÙŠØوي أدواته وأوراقه، إنه Ù…Øمود Øمدي.. الÙلكي!