ليلة التقدير الكبير

شكر الله للأستاذ خالد الراشدي تلميذي النجيب، إرساله إليَّ أمس (19/2/2012)، هذه الصورة بعد بضع عشرة سنة!
أجل!
هكذا كنت منذ بضع عشرة سنة!
ولم لا!
فالناس سواسية في رحلة الحياة الجبلية الصعبة!
والشبه بيني وبين معتز أخي نسبا وابني رضاعا واضح جدا، وقفة وإشارة!
يومئذ احتفت بي دفعة الأستاذ خالد هذه الجبارة، احتفاء شديدا مقصودا!
كانت دفعة من الشياطين، تعرف ما تفعل وكيف تفعل!
فعبرت عن تقديرها لبعض الأساتذة، وأشارت إلى عدم تقديرها لبعض الأساتذة!
ومن لطائف هذه الليلة أن قال لي أخي الجزائري الحبيب الأستاذ الدكتور حواس بري: أهنئك؛ فهذا التقدير الكبير علامة الاستمرار!
أراد طمأنتي على بقائي في عملي وعدم إقالتي!
فلم ألبث أن استقلت أنا، متعلقا بأحوال لا حِوَلَ عنها، قائلا في خطاب الاستقالة:

اْلأُسْتاذُ الدُّكْتورُ عِصامُ بْنَ عَليٍّ الرَّواسُ
عَميدَ كُلِّيَّةِ اْلآدابِ وَالْعُلومِ الِاجْتِماعيَّةِ
بِجامِعَةِ السُّلْطانِ قابوسَ

اسْتِقالَةٌ

لَقَدْ تَشَرَّفْتُ بِصُحْبَتِكُمْ في خِلالِ عَمَلي بِقِسْمِ اللُّغَةِ الْعَرَبيَّةِ، أُسْتاذًا مُساعِدًا، سِتَّ سَنَواتٍ كُنَّ وادِيًا خَصيبًا نَما فيه روحي، وَأُفُقًا رَحيبًا عَدا فيه عَقْلي، ثُمَّ غَلَبَني الشَّوْقُ إِلى حالي السّابِقَةِ، وَخَشيتُ -إِمّا بَقيتُ بَعْدَ هذا الْفَصْلِ- أَلّا أُحْسِنَ مُراجَعَتَها، وَكَأَنَّني أنا لا أبا مُحَلِّمٍ نفسَه، الْمُرادُ بِقَوْلِهِ في مِثْلِ مَقامي هذا:
فَقَرِّباني بِأَبي أَنْتُما مِنْ مَوْطِني قَبْلَ اصْفِرارِ الْبَنانْ
وَقَبْلَ مَنْعايَ إِلى نِسْوَةٍ أَوْطـانُها حَرّانُ وَالرَّقَّتانْ
وَكَما أَجابَهُ الْأَميرُ إِلى إِقالَتِهِ مِنْ صُحْبَتِهِ وَرَدِّ غُرْبَتِهِ، رَجَوْتُ أَنْ تُجيبوني إِلى إِقالَتي مِنْ وَظيفَتي في أَوَّلِ سِبْتِمْبِرَ الْقادِمِ، حَتّى أَسْتَوْفيَ ما بَقِيَ مِنْ حُقوقِ نَفْسي، وَأُوَفِّيَ ما بَقِيَ مِنْ حُقوقِ غَيْري.
شَكَرَ اللهُ لَكُمْ، وَجَمَعني بِكُمْ عَلى خَيْرَيِ الْأولى وَالْأُخْرى.

الدُّكْتورُ مُحَمَّد جَمال صَقْر
الْأُسْتاذُ الْمُساعِدُ بِقِسْمِ اللُّغَةِ الْعَرَبيَّةِ
(الرَّقْمُ الْجامِعيُّ : 4133)

Related posts

Leave a Comment