لذة المنافق ثلاث، لأم عابد تلميذتي المصرية المجتهدة

تَرَى السير في طريق النفاق أمرا غير يسير على سالكه؛ إذ تظل تدفعه شهوته الخفية إلى البحث بكل الطرق عن وسيلة لقضاء وطره منها؛ لينتشي نشوة المنتصر متلذذا بثلاث:

لذة الكذب، لذة الخيانة، لذة الغدر .

ويظن الظان أن السير في طريق النفاق سهل ميسر لصاحبه. لا يعلمون كم من العناء تكبد، وكم من المآسي تحمل؛ لكي لا ينحرف عن طريق نفاقه المستقيم!
ولعل مخالفة الباطن للظاهر أمر غير سهل: أن تكون مضيئا لمن حولك كالكوكب الدري تحمل في داخلك الظلمات الثلاث، أن تعزف بصوتك أعذب الألحان وتسمع في داخلك ضجيج الأموات، أن تجاهد وتحارب كل دعاة الاستقامة علي جنبات طريق النفاق، يجذبونك ويدفعونك لتتخلف عنه، لتغير وجهتك لطريق يكون فيه الكوكب الدري بداخلك يشع نوره من باطنك فيضيء الظلمات، لطريق تكون فيها موسيقى الإيمان تتراقص على أوتار القلب لتخرج من فمك أعذب كلمات الإيمان.
وبرغم كل ذلك يظل المنافق صادق النفاق، برغم الآلام التي يكابدها ووحشة الطريق الذي يسلكه، لا يتنازل قدر أنملة عن مراده، جاعلا إياه نصب عينيه، باذلا في سبيله الجهد والوقت والراحة، يتصبر باللذات الثلاث، يحادث نفسه مصبرا إياها: ما ضرنا لو أن الظلمة داخلنا ويرى غيرنا النور! لو أن الضجيج في أعماقنا ويسمع غيرنا السرور!.

استمري يا نفس على نفاقك؛ فإن له ثلاث لذات، وهي تستحق.

Related posts

Leave a Comment