فصل في التحبب، إلى الأستاذ لأحد أنجب تلامذتي

“يا دين النبي
ايه الكلام الكبير دا
وبعدين تقول لي زومبي
عدوك اللي زومبي
😉😉😉😉😉
أما أنت فأحد من لو رآهم أبو السامي الرافعي لأحبهم
فتح الله عليك
ونفع بك”!

[تعليقتي الواتسية عليه]!

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، تحرصون على مشاعري فتتجنبون ذكر خطئي، ولولا أن ألححتُ لما تعلمتُ ما تعلمتُه أمس، ولا والله لا يضايقني تعليمكم لي، بل أحب ذلك، وأسعى إليه، وما أرسل رأيي في شيء إذا أرسلته إلا طمعا في معرفة تقييمكم له حتى أتعلم، فإن تُركتُ بلا تعليم فلن أكون إلا جاهلا كبيرا، وأنا لا أحب أن أجمع بين كبر الجثة وكبر الجهل، فإن لم يكن يد في كبر الأول فلتساعدوني على ألا يبقى الثاني كبيرا!
ومن إماطتكم بعض الجهل عني ما ذكرتم من هذا الحَوَل الذي حمّلته أعواما طويلة وأنا أجهله أنا وأهلي، ولا والله ما كرهت ذلك. فاشتدوا عليّ قدر ما تستطيعون، ولن تجدوا مني بإذن الله مللا أو غضبا أو ملامة ولو كانت بين جنبات نفسي فقط، لا، لن تكون أبدا بإذن الله!

وكانوا يخطئون فيقولون: يا بخت من بكاني…
والصواب أن يقال: يا بخت من بكى وبكى الناس عليه، ولا ضحك وضحك الناس عليه.
فإن كانوا ولا بد ذاكرين من بكّى صاحبه فليذكروا تعبه في تعليمه.
أما أنتم يا أستاذنا الحبيب فلن تتعبوا، وسأكون بين يديكم كالميت بين يدي مغسله.
وقد تمنيت أن يكون الميت تشبيها صحيحا للجاهل، ولكنني لم أرَ جاهلا إلا رأيت (زُمبيّا= الميت الحي) يتحرك بين الناس؛ يفسد، ويخيف، وينشر (الزُمبيّة).
وأنا معلم، ويثق برأيي كثير من زملائي، وإن أنكروا فإن علمتموني فقد أنقذتموني أنا ومن وثق بي.
فإن صح تشبيه الجاهل بالزُمبي فقد صح أنه لا دم له، ولا إحساس حتى يعلم فيشعر، فلمَ بالله يرفق به من يعلم عنه هذا؟ وإن ثبت أن لهم إحساسا من نوع خاص، فما يُدري المشفق أن العطف الذي يعرفه عطفٌ من وجهة نظرهم، وليس قسوة؟
فإن جُهلت مشاعرهم فليتعلموا أن يكونوا أحياء ليشعروا كما يشعر الأحياء، وساعتها سينسون بلا شك القسوة، ويذكرون أثرها.
وقد والله غيرتم فيّ أكثر مما تظنون، وأكثر مما أعرف، وما تحسن قراءتي إلا بسببكم، وما تحسن كتابتي إلا بسببكم، وقد والله حسنتم أخلاقي وذائقتي، ولا أزال أذكر رفقكم بي يوم سجلت اللامية لأول مرة، ولا أزال أذكر رقة تنبيهكم على أخطائي، ولولا تنبيهكم هذا لما تحسنت قراءتي لها، ولا تعمق فهمي فيها، ولا أزال أعجب: الدكتور صقر في مكانته هذه التي في نفسي لمَ لم يشتد فيقول (محمود، دعك من هذا العبث الفارغ من الخير، واذهب اقرأ وتعلم، ثم حاول ما استطعت دون أن تحسن بنفسك الظن؛ فليس لمثل من أخطأ أخطاءك أن يظن خيرا)؟
ولو قلتم ما هو أقسى من ذلك لقبلته، ولو حملكم الغضب على ما لا يُقبل لقبلته؛ لأن مكانتكم أكبر من هذا كله، وبمرور الأيام يتبين لي صغر نفسي.

Related posts

2 Thoughts to “فصل في التحبب، إلى الأستاذ لأحد أنجب تلامذتي”

  1. غير معروف

    قرأت الرسالة وكأن الدكتور هو من كتبها ..الأسلوب ذاته.

    1. هكذا يتشابه المتحابون!

Leave a Comment