ترجمة هادئة لمعاني القرآن يتهم صاحبها بالكفر بالمسيحية واتباع الإسلام

“في العام 1711 نشر سيل ترجمته لمعاني القرآن بالإنجليزية، وكانت أول نسخة موثوق بها بلغة أجنبية. صدر سيل هذه الترجمة بخطاب استهلالي طويل عن التاريخ الباكر للإسلام والعقيدة الإسلامية، وهو خطاب يتميز بموضوعيته ومزاجه الهادئ.

وربما يدين سيل ببعض الدين لترجمة مراتشي للقرآن باللاتينية. وليس من شك في أن سيل استفاد من كتاب لويس مراتشي المعنون بمقال في الرد على ما جاء في القرآن، في المضمون الحقيقي في خطابه وتعليقاته الشارحة، على الرغم من أنه كان يفضل الاستشهاد بما جاء في كتاب اللمع لبوكوك كلما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكان يعترف بفضله كمرجع أساسي. كان سيل يحمل بين الحين والحين على كتاب برايدو حياة محمد، ولكن كتابه كان على النقيض من كتاب برايدو، مثالا بارزا على بدايات التنوير كأفضل ما يكون، وهو في تناوله للإسلام يسترشد بكتاب سابق عليه من تأليف أدريان أوترخت. كانت روح برايدو لا تزال مطلة على المشهد في إنجلترا، تدل عليها تلك الاتهامات السخيفة التي تتهم سيل بالكفر بالمسيحية واتباع الإسلام. اتهم سيل بذلك لأنه لم يهاجم الإسلام ولم يحمل على نبي الإسلام، كعادة علماء عصره. وعلى الرغم من ذلك كانت ترجمته شائعة جدا، وكان الكثيرون يقرؤونها، وطبعت طبعات متعددة، وكانت مصدرا مهما من المصادر التي استعان بها غبون في كتابه أفول الإمبراطورية الرومانية وانهيارها”ØŒ 175-176.

Related posts

Leave a Comment