رسالة بنبردج إلى أشر في تمنيه التفقه باللغة العربية

“في أثناء وجودي في لندن حصلت على كتاب في الفلك مكتوب باللغة العربية، وقد فهمت الجداول التي يضمها الكتاب فهما تاما، ولي رغبة شديدة في معرفة هذه القوانين، وأجد من العسير علي فهم هذه الأمور من دون معرفة العربية، وهو الأمر الذي قررت المضي فيه، وآمل وفق شعار العمل والمثابرة، أن  أستطيع في نهاية المطاف، ترجمة أي كتاب في الرياضيات مكتوب باللغة العربية.

أعرف أنها مهمة صعبة، ولكن تحدوني آمال كبيرة في أن أجد في هذه الصحراء العربية أحجارا أغلى من الذهب، تضيف إلى علوم الرياضيات التي عندي.

وآمل أيضا أن أتغلب على جميع الصعاب، فأمتلئ بالرضا حين أرى بعيني هاتين حقيقة هذا العلم، وألا أكون عرضة لخداع آخرين يظنون أنفسهم قد علموا أسرار اللسان العربي، ولكنهم لا يستطيعون ترجمة حرف واحد من العربية من دون الإحاطة بهذه العلوم الخاصة، أضف إلى ذلك أن كل شخص له غرضه الخاص من دراسة اللغة، وهو في هذه الحالة لا ينسجم مع أغراض الآخرين!

إنما أروي هذا لفخامتكم للتأكيد على فضلكم في هذا المجال، فإذا تفضلتم علي بجميل كرمك أن تجمع لي في أثناء إقامتك من أجل البحث في حلب، وجميع الأمصار الشرقية، عن الكتب السريانية والعربية، وجميع الكتب العربية المتصلة بالرياضيات والجداول التي تثبت تواريخ الأحداث وفق ترتيبها الزمني.

وأكون شاكرا جدا لو جلبت لي معك نسخة من القرآن باللغة العربية، وهو الكتاب الوحيد الذي منه تستطيع أن تظفر بالعربية الصحيحة. فإذا كان معك نسخة في الوقت الراهن، سأكون شاكرا لو أنك أعرتها لي بعض الوقت، لأن النسخ التي معنا محبوسة في المكتبة، ومعها كثير من الكتب العربية التي لا نعرف مكانها في الواقع، أرجو أن تجلب معك كثيرا من الكتب العربية التي لا نعرف مؤلفيها ولا كيف الظفر بها، إذا أنعمت عليّ بالحق في الطمع في عونك ورعايتك”ØŒ 97-98.

Related posts

Leave a Comment