Øوار بمجلة العربي الكويتية، لصÙر 1428=مارس 2007ØŒ (العدد 58: ص 68،ص73). نبهني على نشره السيد شعبان جادو، بارك الله Ùيه!
• الدكتور Ù…Øمود الربيعي Ø£Øد الرموز النقدية والثقاÙية البارزة،بدأ إسهامه ÙÙŠ مجال النقد الأدبي من منتص٠الستينات بعد عودته من بعثته التعليمية إلى لندن،وقد تنوع مجال إسهامه Ùشمل المقال الأدبي،والبØØ« الأكاديمي، وتألي٠الكتب والترجمة والأØاديث الإذاعية واللقاءات التلÙزيونية،والمشاركة ÙÙŠ لجان المجلس الأعلى للثقاÙØ© والمجالس القومية المتخصصة،Ùضلا عن التدريس الجامعي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وجامعة الجزائر وجامعة الكويت،واستقر به المقام أخيرا ÙÙŠ الجامعة الأمريكية بالقاهرة وأشر٠على عدد من الرسائل العلمية وشارك ÙÙŠ ترقية عدد من أعضاء هيئة التدريس، وشغل بعض المناصب الإدارية بالجامعة. وهو على كل هذا صاØب منهج متميز ÙÙŠ النظر إلى النص الأدبي وصاØب رؤية ÙÙŠ النظر إلى الØياة والأØداث،وقد انعكست هذه الرؤية ÙÙŠ إنتاجه كله سواء أكان ذلك ÙÙŠ كتبه التي جاوزت خمسة عشر كتابا أم ÙÙŠ مقالاته التي أربت على المائة. ويØاوره الدكتور Ù…Øمد Øماسة عبداللطي٠الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية وهو واØد من الذين تلقوا العلم على يد د.الربيعي أثناء Ùترة الدراسة بكلية دار العلوم بالقاهرة.
*بعد أكثر من أربعين سنة ÙÙŠ مجال العمل النقدي والثقاÙÙŠØŒ والتÙرغ الكامل المخلص لهذا المجال،
كي٠ترى صورة المشهد النقدي الآن؟
– أرىâ€Ø§Ù„مشهد النقدي†الآن ينسØب- ÙÙŠ تخاذل إلى مجالات العلوم الإنسانية الأخرى، مخل٠وراءه Ø£Ùضل ما يمتلك من رصيد، وهوالاستغراق ÙÙŠ النص الأدبي، وهو ÙŠÙعل هذا تØت أسماء براقة مثل “النقد الثقاÙÙŠâ€Ùˆâ€ÙˆÙ…تطلبات العولمةâ€ÙˆÙ…ا أشبه، وعندي أنه يخسر بهذا كثيرا، ويسلم Ù†Ùسه دون أن يدري إلى أن يكونâ€Ø®Ø§Ø¯Ù…ا†بدل أن يكونâ€Ø³ÙŠØ¯Ø§â€ وعجبي لمن يتخلى طواعية عن ميدانه الأصيل،ويترك معقله الØصين، ويلهث للØاق بميادين كانت Øتى الأمس خادمة ومساعدة له، وهذا عندي نوع من الاعترا٠بخسران المعركة، وطلب النجاة عن طريق الاتØاق بمعسكر†المنتصر†وÙÙŠ يقيني أن الأيام ستثبت سوء اختيار الناقد الأدبي Øين يجعل من وثيقته الأولى وثيقة ثانية، أي Øين يبدأ من النظرية لا من النص الإبداعي، كما ستثبت خطله Øين يبدأ من اجراءات الÙروع الإنسانية الأخرى بدلا من تطوير أدوات نابعة من مادته الخام ذاتها، أي من الإبداع الأدبي.
إبداع لا قطيعة
*هل ترى أن المباديء النقدية التي قدمها النقاد العرب القدماء يمكن أن تكون إسهاما نقديا معاصرا ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø¨Ù†Ø§Ø¡ عليه ÙÙŠ ضوء مناداة بعضهم بالقطيعة المعرÙية للتراث العربي؟وإلى أي مدى؟
-“القطيعة المعرÙية للتراث العربي†لا، والبناء على ما Ùعله الآمدي والجرجاني، لا ØŒ وإنما المهم الاعترا٠بقيمة ما Ùعله هذان الناقدان وغيرهما، ممن يجري على طريقتهما،وما Ùعلاه هو الشيء الطبيعي،وهو جعل النص الإبداعي نقطة البدء ÙÙŠ النظر- لا الأÙكار المجلوبة من خارجه.وهذا الذي جرى عليه “النقد الجديدâ€ÙÙŠ مقولة “النص – كل النص – ولا شيء غير النصâ€- وأنا أعتقد أن ما Ùعله هذان الناقدان ÙÙŠ الماضي البعيد، وما Ùعله النقاد الجدد ÙÙŠ الماضي القريب هو الشيء الÙطري الطبيعي، ومن ثم Ùهو عين الصواب،ولنأخذ مثالا عمليا من الواقع: إذا تقدم شخص لوظيÙØ©â€Ø·ÙŠØ§Ø±â€Ùإن أول ما يسأل عنه: كم ساعة قضى ÙÙŠ “الهواء†وإذا تقدم شخص لوظيÙة†سبا؆Ùإن أول ما يسأل عنه كم ساعة قضى ÙÙŠâ€Ø§Ù„ماءâ€ØŸ أي كم الدربة التي Øصل عليها عليها مغرقا يديه ÙÙŠ مادة عمله الخام؟ أي أن المهارة إنما تكتسب من خلال العمل من داخل ما سيشتغل به صاØبها Ùيما بعد، وقس على ذلك ما Ù†ØÙ† بصدده تجده صØÙŠØا مائة ÙÙŠ المائة. أما القول بتقليد الناقد العربي الØديث للآمدي والجرجاني- Øذوك النعل بالنعل- Ùغير وارد، وإلا Ùما Ùائدة السنين الأل٠التي مرت من عمر الزمن بينهما وبينه،وأما القول بالقطيعة لهما مع ما تبين من مصداقية ما Ùعلاه، وعدم اعتبارهما،Ùغير وارد ÙÙŠ النظر الصØÙŠØ Ø£ÙŠØ¶Ø§.
* كثير من الذين يقرأون تØليلك النقدي- إن لم يكن كلهم- يعجبون به،يسعدون بقراءته،وخاصة†قراءة الرواية نماذج من نجيب Ù…ØÙوظ†وâ€Ù‚راءة لشعر†ÙÙŠ القصائد القديمة والØديثة،ولكنهم إذا Øاولوا شيئا لم يستطيعوا،Ùلماذا؟ ألم يكن عليك أن تبذل جهدا تنظيريا يعادل جهدك التطبيقي Øتى ينضج المنهج وتسهل السبيل؟ صØÙŠØ Ø£Ù†Ùƒ كتبت مثلا : كي٠أقرأ العمل الأدبي†ولكن قراءك كانوا ÙÙŠ Øاجة إلى عمل أكثر اتساعا بين الاجراءات والخطوات المنتجة.وأن المسألةâ€Ù…وهبةâ€Ù„ا تتيسر لكثير من الناس؟
– أعتر٠بأن إنجازي ÙÙŠ النقد النظري قليل إذا قيس بإنجازي ÙÙŠ النقد التطبيقي، لكني لا أرى ثمة خللا بين الجانبين،ÙالمعرÙØ© النظرية Ù…Øدودة، وتجلياتها التطبيقية غير Ù…Øدودة،وما ينبغي لها أن تكون إلا كذلك.وخذ مثلا أي نظرية ÙÙŠ مجال الÙÙ† أو ÙÙŠ مجال العلم، وانظر كي٠صيغت مرة واØدة(وقد تطور وتعدل ÙÙŠ بعض صيغها، ولكن ذلك أمر Ù…Øدود)،ولكنها إذ توضع موضع التطبيق، ينبغي أن تكون Ùاعلة ÙÙŠ Ù…Ùردات لا متناهية مما يدخل ÙÙŠ مجالها، هكذا يتولد عن النظر المختصر نماذج واسعة من التطبيق العملي، وينبغي ÙÙŠ هذه الناØية أن نذكر أن النظرية ذاتها مستنتجة من تطبيقات واسعة سابقة عليها، ولذلك Ùهي ÙÙŠ الØقيقة تكثي٠واختزال لعدد مهول من الجزئيات. وهذا هو معنى قابليتها للتطبيق على جزئيات أخرى مهولة تالية لها.أظن أنني Øين أعمل قليلا ÙÙŠ مجال النظرية، وكثيرا ÙÙŠ مجال التطبيق، أستجيب ÙÙŠ ذلك لما هو طبيعي ومعتمد ÙÙŠ تاريخ المعرÙØ© ÙÙŠ الإنسانيات والعلوم على السواء.
الصوت المتÙرد
*يتهمك بعض المشتغلين بالنقد الأدبي أنك ثابت على ما آمنت به ÙÙŠ النقد،وظللت طيلة أربعين عاما ÙˆÙيا للنص الأدبي ÙˆØده، وقد قال بعضهم عنك ÙÙŠ مؤتمر من المؤتمرات- وكنت Øاضرا- “إن د.Ù…Øمود الربيعي اتخذ لنÙسه Ù†Ùقا ÙÙŠ الأرض†ولعله كان يشير إلى هذا المعنى، هو أنك صوت متÙرد،ورددت أنت عليه ÙÙŠ لهجة با بعض الاØتجاج قائلا:â€Ø¥Ù†Ù†ÙŠ ظننت أنني ابتنيت لي كوخا صغيرا Ùوق الأرضâ€.وأنا Ø£Øسب أن هذا الكوخ الصغير كان ينبغي بعد أربعين سنة من العمل المتواصل، أن يكون قرية كبيرة إن لم يكن مدينة بأكملها، Ùما ترى أنت ÙÙŠ Øصاد هذه السنوات الغالية من سنوات العمر.
– ملاØظاتك صØÙŠØØ© ØŒ والسبب ÙÙŠ ذلك أن النهج الذي أسير عليه ÙÙŠ النقد الأدبي، ويسير عليه قليلون غيري، نهج Ùيه كثير من †الذاتية†وهو نهج يهد٠إلى خلط التØليل النصي بطبيعة الإبداع الأدبي ذاته.وأنت تقرأ النص قراءة ابتكارية Ùكأنك أبدعته،أو كتبت نصا موازيا له،وليس كل Ø£Øد مؤهلا للكتابةâ€Ø§Ù„نقدية الإبداعية†على هذا النØو،، ولا أريد أن يتسرب إلى ذهنك –أو ذهن القراء- أنني Ø£Ù…Ø¯Ø Ù‡Ø°Ù‡ الطريقة أو أقلل من شأنها، وإنما أصÙها ÙØسب، وهي عندي Ù…Øتاجة إلى قدر كبير من الخبرة باللغة والخبرة بصيغ البناء الÙني، والخبرة بإنتاج الدلالات، وليس كثيرا أبدا على ناقد الأدب أن تتواÙر Ùيه Ùيه هذه الخبرات،بل إني لأعدها تقع ÙÙŠ الØد الطبيعي-إن لم يكن ÙÙŠ الØد الأدنى- لمؤهلات كل ناقد جدير بهذه التسمية، لكنني لا أقول إن هذه الطريقة الوØيدة التي التى يكون ما عداها خارجا عن Øدود التناول الأدبي،وكل ميسر لما خلق له،وقيمة كل امريء ما ÙŠØسنه،وعلى ذلك Ùالعبرة ÙÙŠ مجال عملنا بالصدق والاجتهاد،وعدم ادعاء ما ليس للمرء وعدم اØتكار الØقيقة.
*يشكو كثير من من المشتغلين بالأدب والنقد الأدبي ÙÙŠ Øال انØسار،وأنه غير مواكب للأعمال الأدبية الكبرى،ويرى بعضهم أن الأعمال الأدبية Ù†Ùسها ÙÙŠ Øال انØسار لأن النقدالأدبي كذلك،Ùأيهما تابع للآخر أو أن النقد الأدبي Ùرع ÙˆØده؟Ùهو كما يرى البعضâ€Ø¥Ø¨Ø¯Ø§Ø¹ موازâ€.وهل اهتمام بعض النقاد بالإبداع القديم هروب من مواجهة الإبداع الØديث أو موق٠منه واØتجاج عليه وتوجيه له،وأنت Ø£Øد الذين كتبوا عن بعض النصوص القديمة ولك بالمتنبي ولوع خاص،وكتبت أيضا عن بعض القصائد الØديثة، وهل على الناقد أن يكتب عن كل شيء أو يختار،مع أن الكتاب المØدثين يغضبون من النقاد لأنهم لا يلاØقونهم بالكتابة عن كل ما يقولون،Ùما رؤيتك الخاصة لهذه القضية المتشابكة؟
– أواÙÙ‚ على هذه الÙكرة كل المواÙقة،وأراها لصيقة بالنقطة السابقة، كما أراها جديرة بأن تخرج النقد الأدبي من كثير من أزماته،وتØÙظ عليه هويته ÙÙŠ عالم تتصارع Ùيه القوى الثقاÙية وتسعى إلى الهيمنة،وبعضها ÙŠÙعل ذلك بطريقة غاية ÙÙŠ الÙجاجة،Ùإذا استطعنا أن نجعل من نقد الشعر ÙÙŠ الأدب العربي مثلا إبداعا مكملا للإبداع الشعري ÙˆÙعلنا ذلك ÙÙŠ بقية الأنواع الإبداعية الأخرى،ثم تقدمنا خطوة Ùجعلنا لأعمال كل مبدع ذي قيمة نقدا مكملا لهذه الأعمال- نكون قد أنجزنا إنجازا مدهشا ÙÙŠ النقد الأدبي، أما إذا بقينا على ندخل على النص بنظريات متعالية مستردة غالبا من تراث الغرب الغالب، أونتناوله له بطرائق صدئة عÙÙ‰ عليها الزمن،بنثر الشعر أو تلخيص Ø£Øداث الروايات وما أشبه،Ùإننا سنظل ندور ÙÙŠ Øلقة Ù…Ùرغة،ولن نصل إلى نتيجة مرضية ÙÙŠ أمر النقد الأدبي،بل إنني أقول إن النتيجة ستكون ابتلاع النقد الأدبي ÙÙŠ دوامة الØمى المتصاعدة للنقد الثقاÙÙŠ والعولمة وما بعد الكولونيالية،وما أشرت إليه من قبل.
قيمة المرء Ùيما ÙŠØسنه
*أنت Ù…Øب للشعر وقارئ جيد له، وكنت ÙÙŠ شبابك شاعرا مبدعا، ومن هنا Ùإنك تابعت Øركة الشعر الØر،وما أثارته لدى النقاد بين مؤيد ومعارض،وكان العقاد يخشى على الشعر العربي من الشعر الØرأو شعر التÙعيلة،وكان يرÙضه تماما،وقد استقرت Øركة الشعر الØر،واستمرت لكنها نسلت شيئا جديدا سمي “قصيدة النثرâ€Ø§Ù„تي تتخلى عن عن كل قواعد الشعر المعروÙØ© من الوزن والتقÙية،وتعتمد ÙØسب على “الشعريةâ€Ø§Ù„تي ليس لها معيار ÙˆØ§Ø¶Ø ÙŠØكمها،وأنا لم أقرأ لك شيئا من قبل ÙÙŠ هذه القضية،ألا ترى أنه آن الأوان لبيان رأيك ÙÙŠ هذا الموضوع؟
– لقد قلت منذ قليل إنني أثق ÙÙŠ المقولة التي تقول إن قيمة المرء Ùيما ÙŠØسنه،وأنا لا Ø£Øسن الدخول ÙÙŠ Øلبة الصراعات والمهاترات، وهي بØمد الله ÙˆÙيرة ÙÙŠ عالمنا،وبخاصة ÙÙŠ Ù…Øيط ما يعر٠بالØياة الثقاÙية،لذا Ùإنني عاز٠عن الإدلاء برأي ÙÙŠ قضايا النقدâ€Ø§Ù„ساخنةâ€ÙˆØ£Ùضل توÙير الجهد والوقت للعمل ÙÙŠ النطاق الذي أعتقد ÙÙŠ جدواه،لكني مع ذلك لا أتردد ÙÙŠ الإعلان عن رأي صراØØ© كلما دعت الضرورة إلى ذلك وكلما كان الجو ملائما،وقد دعوت من قبل إلى مائدة مستديرة يناقش Ùيها المعنيونصيغ الشعر المزدØمة ÙÙŠ المجال من “موزون مقÙÙ‰â€Ø¥Ù„Ù‰ “شعر تÙعيلةâ€Ùما استجاب لي Ø£Øد،كما أهبت بنقاد قصيدة النثر أن ÙŠØلو لنا التناقض البادي ÙÙŠ التسمية Ùلم ÙŠØÙÙ„ بالرد علي Ø£Øد. ÙˆØ£Ø³ØªØ±ÙŠØ ÙÙŠ كل الأØوال إلى المقياس التالي: إنني على استعداد للاستماع إلى كل من لديه صيغة جديدة يدعو لها إذا كان على معرÙØ© Øقة بالصيغة القديمة،وعنده أسبابه التي من أجلها يخرج عليها،لكني لست على استعداد مثلا إلى من لا يستطيع قراءة Ø£Øمد شوقي ولذلك Ùهو ÙŠØ±ØªØ§Ø Ø¥Ù„Ù‰ أن يبدأ الشعر الØديث Ø¨ØµÙ„Ø§Ø Ø¹Ø¨Ø¯Ø§Ù„ØµØ¨ÙˆØ±ØŒØ£Ùˆ من لا يستطيع تمييز الموزون من المختل من الشعر،ولذلك Ùهو يدعو إلى “قصيدة النثرâ€.
*قدمت سيرتك الذاتية للقارئ ÙÙŠ جزأين الأول بعنوان “ÙÙŠ الخمسين عرÙت طريقي†وتناولت Ùيه سنوات النشأة والتكوين ÙÙŠ مراØÙ„ الدراسة،والبعثة العلمية للدكتوراه ÙÙŠ لندن،وسنوات التدريس الأولى ÙÙŠ دار العلوم وجامعة الجزائر وجامعة الكويت والجزء الأخير بعنوانâ€Ø¨Ø¹Ø¯ الخمسينâ€ÙˆÙ‡Ùˆ مكون من ثلاثة Ùصول أساسية أولها عن وكالة كلية دار العلوم والثاني عن تجربة العمل ÙÙŠ الجامعة الأمريكية والثالث عن الØياة الثقاÙية وما Ùيها،وكان التركيز Ùيه على ما تنكره منها، وذيلت هذا الجزء بØديث عن عدد من الشخصيات ÙÙŠ Øياتك وكانت صياغته- من وجهة نظري – صياغة أدبية عالية ÙÙŠ لغة مكثÙØ© مشØونة بالشجن. والذي يدور بذهني الآن أن الذي يقدم سيرته الذاتية للناس يهتم بهم اهتماما عاليا Ùيها بالذي يربطه بهم،Ùغذا كان سياسيا، يهتم بالقضايا السياسية التي عاشها وشارك Ùيها،وكذلك الأمر غذا كان مصلØا اجتماعيا، أو Ùنانا أو شخصية عامة من أي نوع،لكن يظل ما يربط الكاتب بجمهور قارئيه هو الخيط الساسي الذى ÙŠØتاج القارئ إلي تجلية جوانبه عند كاتبه.والقضية الآن هي:أين النقد الأدبي ÙÙŠ سيرتك الذاتية،بمعنى كي٠تسلل إلى عقلك اتجاه دون آخر،وكي٠قبلت ما قبلت،ورÙضت ما رÙضت،وكي٠تألÙت خيوط ها المنهج عندك ÙÙŠ نسيج Ù…Øكم غير متناقض؟
– ظننت أن ذلك ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ سيرتي الذاتية – بجزأيها- كل الوضوØ،وهو وإن لم يكن مجموعا برمته ÙÙŠ مكان واØد Ùإن تجميعه لا يعز عليك أو على غيرك من القراء.إن سيرتي الذاتية سيرة تعليمية،لذلك تجد Ùيها عناصر تكويني،ونظرتي إلى الØياة،كما تجد Ùيها نظرتي إلى مهنتي،ومجمل المادة التي تتكون منها كتبي وأبØاثي، وقد يكون “النقد الأدبيâ€Ùيها خاÙتا لكنâ€Ù†Ù‚د الØياةâ€- ونقد الأدب داخل Ùيه- لا يمكن أن يكون خاÙتا،وقد لا يكون لازما أن نقرأ Ùيها السطور،وما بين السطور،كما أنه قد يكون لازما أن نستنطق المواقÙ،وقد كتبت لي مربية مصرية Ùاضلة- قرأت الجزء الثاني من السيرة المعنون “بعد الخمسينâ€Ù‚ائلة إنه مما يكمل موقÙÙŠ النقدي عزوÙÙŠ عن الظهور كثيرا ÙÙŠ وسائل الإعلام المرئية،مÙسرة ذلك بأنني لم أرد أن أجعل من Ù†Ùسي:†Ùرجة يتÙرج عليها الناس،ÙÙ„Ùت نظري إلى عنصر ÙÙŠ شخصيتي لم أكن قد تنبهت إليه من قبل.على أن التØولات الذهنية والروØية ÙÙŠ Øياتي واضØØ© ÙÙŠ سيرتي،وأعد إن شئت قراءة الÙصل المعنون †لندن ..سنوات التØول الكبير ÙÙŠ Øياتي†من كتاب†ÙÙŠ الخمسين عرÙت طريقيâ€ÙÙيه إجابة –أرجو أن تكون شاÙية- على تساؤلك.
نقاد الأدب …نقاد الØياة
*نقول إن “نقد الأدب†داخل Ùي†نقد الØياة†وهذا يعد تسليما بما يسمى “النقد الثقاÙÙŠâ€Ù…Ù† بعض جوانبه، هل هذا الÙهم صØÙŠØØŸ
– لا أرى أن القول بأن “النقد الأدبي †Ùرع من “نقد الØياة†يعد تسليما بما يسمى “النقد الثقاÙي†إنما ذلك يعد تسليما بأن الØياة معنى كلي معرÙÙŠØŒ والنقد الأدبي Ùرع معرÙÙŠ من Ùروع ذلك الكل،وأنت Ù…Øتاج إلى إعمار الكون ÙÙŠ كل ناØية من نواØيه إلى امتلاكâ€Ø¹Ù‚لية ناقدة†تستوعب ما هو كائن، لكنها لا تأخذه على على علاته،وإنما تقلبه على كل وجوهه، وتستخرج كل اØتمالاته،وترضي كل بدائله،بعقل مجرد،ونÙس Øساسة قادرة على السبر،ومتقبلة للآخر،ومؤهلة لصياغة ما تجده من Øقيقة ÙÙŠ دقة ووضوØ،يستوي ÙÙŠ ذلك أن يكون الموضوع Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø§Ø¯Ø© المتناولة جغراÙية الأرض،أو تاريخ البشرية،أو علم الزراعةأو الاقتصاد أوالاجتماع أو الأدب أوالÙيزياء،أو الهندسة أو الطب أو الكمبيوترأو ما إلى ذلك من Ùروع المعرÙØ© اللامتناهية.ذلك أمر ÙÙŠ لازم إدراك معنى رؤية الØياة بعين ناقدة،وهو شيء مختل٠عن القول بÙكرة ما يسمى بالنقد الثقاÙÙŠ ،أي رؤية النص الأدبي معتمدا بالضرورة ÙÙŠ صورته ومعناه على السياق الذي أنتجه، وبخاصة سياقه الثقاÙي،واعتراضي لا يتجه إلى المصطلØ- Ùأنا غير معني به- وإنما يتجه إلى تطبيقه الذي غالبا ما يتنهي إلى تضخيم Ù…Ùردات علوم أخرى واختزال عناصر النص الأدبي إلى أقصى Øد وهذا عندي ظلم ما بعده ظلم .
*من المÙترض أن يؤدي التعليم والبØØ« العلمي ÙÙŠ كل Ùروع المعرÙØ© إلى تكوينâ€Ø§Ù„Ùكر النقدي†بمعنى القدرة على على النظر والاختيار والØكم واتخاذ القرار ÙÙŠ جميع مناشط الØياة،ومن النقاد من يرون اتساع Ù…Ùهوم النقد الأدبي Øتى يشمل نقد الØياة كلها،وسؤالي الآن: أترى أن التعليم الجامعي الآن يساعد على تكوين الÙكر النقدي؟ وهل ترى أن الذين يتØولون إلى نقد الØياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية -وهم أصل نقاد أدب أو من المÙروضأن يكونوا كذلك- هم نقاد أدب؟
– لقد ودع التعليم الجامعي ÙÙŠ الوطن العربي كله الخلق والابتكار منذ زمن بعيد،وهو من يوم أن Ùعل ذلك ك٠عن عن أن يكون عنصرا Ùعالا ÙÙŠ تكوين العقل “الناقد†أي ناقد. ولقد كان مرجوا أن ÙŠØقق هذا التعليم هدÙÙ‡ الطبيعي بتكوين عقلية ناقدة بصيرة تØلل الØياة- ÙÙŠ شتى جوانبها- لتعيد تركيبها برؤية إيجابية تصل بها إلى صيغة ملائمة للعصر،ولكن هذا الهد٠أÙلت من التعليم منذ أن رضي أن يخبئ رأسه ÙÙŠ الرمال،ويØÙ„ “التلقينâ€Ù…ØÙ„ التعليم Ùˆâ€Ø§Ù„معلوماتâ€Ù…ØÙ„ “المعرÙة†وبوسع كل واØد أن يعطى شهادته ÙÙŠ ضوء هذه الأعداد الغÙيرة الهائمة على وجوهها والتي تØشر Øشرا ÙÙŠ أماكن تنقصها كل المقومات اللازمة،والتى تكÙÙŠ ÙÙŠ نهاية الأمر باستظهار قشورâ€Ø§Ù„معلوماتâ€ÙˆÙ„ا أقول Øتى “قشور†المعرÙة إن البØØ« عن العقلية النقدية ÙÙŠ هذا الجو الذي وصÙته-ولست بعيدا أبدا عن واقعه- يعد ضربا من خداع النÙس،أو هو نوع من مطاردة السراب!
*ما الذي تراه من أجل أن يكون نظام التعليم عندنا مساعدا على تكوين “العقلية النقديةâ€ØŸ
– نظام التعليم Ù…Øتاج إلى ثورة Øقيقية، ذلك أن عناصر “التلقينâ€Ùˆâ€Ø§Ù„تكديسâ€Ùˆâ€Ø§Ù„استظهارâ€Ùˆâ€ØªÙ‚ديس الامتØاناتâ€ØŒÙ‚د كرست ،ونشأت Øولها أسوار تØميها،منها عادات المتعلمين Ø§Ù„Ø¶Ø§Ø±Ø©ØŒÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù„Ù…ÙŠÙ†ØŒÙˆØ£Ù‡Ø¯Ø§Ù Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠÙŠÙ†ØŒÙˆØ¹Ù„Ù‰ ذلك Ø£ØµØ¨Ø â€œØªÙكيكâ€Ù‡Ø°Ø§ الوضع القائم أمرا ÙÙŠ غاية الصعوبة،ويزيد ÙÙŠ أمر هذه الصعوبة أنك Ù…Øتاج إلى قوة قوامها ÙÙŠ Øدها الأدنى مبان تعليمية ملائمة،ومعلمون أكÙاء بأعداد كاÙية،ومناهج صالØØ© للتكوين السليم،ورقابة دائمة مستمرة على العمل.ÙˆÙصل كامل بين الأهدا٠التعليمية والأهدا٠الشخصية،وأمور أخرى كثيرة تجري أمور التعليم لدينا Øاليا ÙÙŠ تيار معاكس لها كلية. Ùإذا أضÙت إلى هذا أن الأجيال التي تتدÙÙ‚ إلى العمل بشكل دائم تكونت على النظام الØالي ذاته تبينت أن كل أسلØتك Ù…Ùلولة،كما ØµØ Ø¹Ù†Ø¯Ùƒ أن Ùاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.وأشك ÙÙŠ أنه توجد مجرد النية Ù„ÙØªØ ØµÙØØ© جديدة تغير المسار الØالي للتعليم،وآس٠لأن إجابتي عن سؤالك هذا متشائمة تماما.
بين Ù…Øمود شاكر والسعيد بدوي
*كنت مقربا من الأستاذ Ù…Øمود شاكر ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه أنت صديق Øميم للدكتور السعيد بدوي،ولهما موقÙان متباينان ÙÙŠ النظر إلى إلى اللغة العربية Ùكي٠وازنت ÙÙŠ علاقتك بهذين القطبين المتناÙرين؟
– Ù…Øمود شاكر والسعيد بدوي عالمان لغويان عربيان يختلÙان ÙÙŠ طريقتهما إذ ينزلان معترك الØيا،وÙÙŠ منهجهما الإجرائي ÙÙŠ المعرÙة،لكنني وقد صØبتهما شطرا طويلا أرى أنهما متÙقان ÙÙŠ استراتيجية المعرÙة،وذلك أن بنيتهما بنية كلاسيكية، عربية أصيلة،ثم إن كليهما يتص٠بقدر هائل من من الاكتراث بالآخر،وتØمل العمل البØثي الشاق والثبات على المبدأ والجهر بالرأي،وعلى ذلك Ùهما يسبØان معا ÙÙŠ التيارات العميقة البعيدة ذاتها، وهما لا يقبلان المصالØØ© Ùيما لايقبل المصالØة،وقد ينشأ عن ذلك جÙوة مع الآخر ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة. لم Ø£Øاول التقريب الشخصي بينهما على الرغم من صØبتي شبه الدائمة للسعيد بدوي،وترددي المتكرر على مجلس Ù…Øمود شاكر،وذلك لعلمي أن ما بينهما من صدع على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø ÙŠØµØ¹Ø¨ جبره،لكنني ÙÙŠ جميع الأوقات والأØوال عرÙت لكل قدره الرÙيع ÙÙŠ الناØيتين الشخصية والعلمية وتأثرت Øياتي بهما إلى Øد كبير،عبرت عن قدر Ù…Øدود منه ÙÙŠ بعض منه ÙÙŠ بعض ما كتبت،وبقى قدر غير Ù…Øدود يغمر ذكرياتي ÙˆØاضري.وأنا مدين لهذا القدر بكثير من الأÙكار التي تلتمع ÙÙŠ ذهني،وبكثير من من ساعات البهجة التي ترطب Øياتي.رØÙ… الله Ù…Øمود شاكر وأطال ÙÙŠ عمر السعيد بدوي.