عبور عابر، لحليمة الفارسية تلميذتي العمانية النجيبة

*《ملاحظة: القصد من القصيدة تجسيد موقف ومشاعر لا أكثر》؛ وماذا بقي بعد الموقف والمشاعر! كل الشعر في جوف المواقف والمشاعر، ولكن أيان وأين وأنى… لا فض فوك -يا ابنتي العزيزة الغالية- ولا كان شانئوك!

قالَ: السّلامُ
وقلتُ في نفسي: سعادَةْ
كيفَ يُشبِهُ ذلكَ الفردُ السماء!
والحقولَ السّالِفات
والبيانَ الراكِدَ
المركونَ في وسْطِ ابتهالٍ وحدَهُ في ثوبِهِ المشبوهِ والفارِع
وسَلّمَ بابتساماتٍ وعينينِ استمدّ النورَ من قبوِ الحضور
ثمّ حوّل نفسَهُ للجانبِ الأيمن
ويَعْبُرُهُ ابتسام
مثل ابتسامِ العالَمين!

ومضيتُ في أمري
أوجّهُ ناظري للبابِ مفتوحًا
أرى فيهِ البيانَ الضخْمَ أوّل ما أرىٰ
يستصرخُ العزفُ الفريدُ بِداخلي
ويقولُ ويلي! ما أرى؟!
يا ليتَ لي مثلَ الجناحِ أطاوِلُ الأفلاكَ في الإصغاءِ
في فِعلِ الوَرَى
والعزفُ في ضلعي تَفرّدَ أو تجلّى في الحقيقةِ والثّرى

في بيتِنا
صوتُ المُغنينَ الطّرَب شيءٌ حرامٌ
أو يجوزُ على حِدَهْ!
في غرفةٍ محكومَةٍ بالكبتِ والحرمانِ والفوضى قليلًا،
عندَ موقِدِنا المُحَدَّثِ في ضجيجِ الشّايِ والزعتر،
دائمًا تُمحى الحناجِرُ حينَ تُحْمى الحنجرَةْ
والنّفسُ في شدَقٍ وبهجَةْ
في انتشاء
وأردد الأنغامَ في ‘فيروزَ’ أو ‘فايا’
وأحلمُ أن أسيرَ على الطحالبِ والوريقاتِ الدوائر
فوقَ سطحِ البركةِ المشودِ جُرحُ الماءِ فيها
والأزاهِر

ثمّ ترجِعُني التفاصيلُ الكثيرةُ عالمًا ما كانَ يومًا عالَمي
بل رُجِّحَ الأمرُ استقرّ على -أخيرًا- أن يكونْ
قد كانَ ليلًا ما
ثقيلًا خائفًا مُستوعبًا حقلَ الأمان
لا يخَفّفُ حدّةَ الوقعِ المُخادعِ
ليسَ إلّا ساترًا أو حاجزًا أو مدفأةْ
نامتْ وما .. ما حققتْ شرطَ المدافئِ والعيونِ الناعسات
سلّمَ الصقرُ الهوينا
ثمّ مدّدَ في البيانِ سلامَهُ وجناحَهُ
عجبًا!
تراهُ الصقرَ لكنْ مُرسِلًا غارَ الحَمامْ!
.
.
ح ليمة الفارسية
ث-١١/٤/٢٠١٧

Related posts

Leave a Comment