الصقر الأبيّ، لشريف رأفت

[إلى الصقر المحلق في سماوات الفن والأدب، الشاعر أولا ثم اللغوي النحوي العروضي الناقد، أستاذنا الدكتور محمد جمال صقر في عيد ميلاده الخمسين].

خمسون عاما لم تزل صقـرا ** وجمالُ رُوحك يُشبه السِّحـرا

ومحمَّــدًا في كـلّ مـا تـأتي ** تـأتي المكــارمُ كـلُّـهــا تَـتـرى

مـتـألِّـقًـا متـوَهِّـجًـا شــغـفًـا ** تـرتــدُّ عـنـهُ عيـوننـا حَـيـرى

وإذا تـحــدَّث وَدَّ مـســتمِـعٌ ** لو ظلّ فيـضُ حديثِـهِ شـهـرا

وكـأنّـهُ خَـمــــرٌ يُـقَـــطِّـرُهُ ** في رُوحنـا ، وكـأنّهــا سَــكْـرَى

ولقـد تراهُ مُحَـلِّـقًـا شِـعـرًا ** في “سَـمرؤوتَ” يُعانقُ الشِّـعرَى

ولقـد تراه مُـروِّضًـا شُـرُدًا ** بيـن الـمـعـــاني مـبـدعًــا نـثْـرا

وإذا تُلـحُّ علـيهِ مُـعـضـلـةٌ ** لـم يســتـطـع نومًـا ولا صــبرا

حتى يُـمـزِّقَ جيشَـها بَـدَدًا ** ويُـحيلَ ليـلَ شـكـوكهـا فـجـرا

بـعـزيـمـةٍ كالنّـارِ أشــعـلهـا ** قـلـبٌ عَـصِـيٌّ لـم يــزلْ حُـــرَّا

وبـديـهـةٍ كالسـيف أرهـفهـا ** عـقــلٌ يُسـابقُ عُـمــرَهُ فِكـرا

ولقـد يُداعـبُ غيرَ مُـكتَرثٍ ** مَـرَحَ الشـباب بحكمـةٍ كُبـرى

خمسون وَلَّـت، وَبْلُهـا عَـمَـمٌ ** ولأرجــونَّ لـمـثلـهــا ذُخــرا

في كل أرضٍ دربُهـا شَـكِسٌ ** تَخطو فيُشـرق جَدبُهـا زَهـرا

وتَضـوع من قُطرٍ إلى قُطرٍ ** تَغـذو العقـول وتنشر العطرا

والــدارُ -يا للــدّارِ- بـاكيـةٌ ** لم تحـتمـلْ بُـعـدًا ولا هـجــرا

ولقـد أرى قاعـاتِهـا خُرْسًـا ** لـولا قـليـلٌ يقـبـضُ الجـمــرا

لكن يُلَـطِّـفُ شـوقَهـا فَـرَقٌ ** مـمّـا أصاب “حماسـةً” غَـدرا

وكأمِّ موسَـى غالبت وَلَـهًـا ** واسـتبدلت بذراعـهـا النّـهــرا

إنّا لفي زمن الألَى انتكسوا ** من لم يَمُت قتلًا يَمُـت قهـرا

يا سـيِّدي والشِّـعـرُ مُعـتلِجٌ ** في أضلعي لم يَنطفئْ جَمـرا

لكن تُكـدِّرُهُ الهـمـوم ، وما ** أنـفـكُّ أجـرعُ كأسَــهـا الـمــرَّا

فاصفـح إذا لم ترقَ قافيتي ** أنَّى يُلاحـقُ أعــرجٌ صقــرا!

#شعر Sherif Raafat
20/3/2017

Related posts

Leave a Comment