إلى والدي لمعاوية الرواحي

قلبان في جوفي حزينٌ دامعٌ
والآخر المنذور للصلواتِ

خذ دمعةً أخرى، وهاتِ حياتي
إني سئمتُ ولادتي ومماتي
إني سئمتُ مسيرنا ومصيرنا
وتعبتُ من حبري ومن كلماتي
إني سئمتُ نداءُ شوقٍ موجعٍ
نهك الفؤادَ وجاءَ بعدَ فواتِ
إني سئمتُ القلبَ يزهقُ نفسَه
بأبٍ يمزِّقُه دمُ الخفقاتِ
ماذا أقولُ الآن إني متعبٌ
ماذا أقولُ وأنتَ في أبياتي
أألوم أن أبكي زمانًا ميتًا
ننعاه في صمتٍ بلا أصواتِ
أأغيبُ في موتٍ أتيت ترومُه؟
أم أكتوي بالنارِ والجمراتِ؟
أم أكتفي باليأس أرقب خنجراً
قد جاءَ مسلولاً يريد نجاتي؟
ماذا تريدُ فقل بربِك مرةً
صدقاً أمام الله قبل الذاتِ
ماذا تريد وفي فؤادكَ جمرةٌ
والريح تذكيها مع النفخاتِ
هل أنتَ تدري أم ظلامك دامسٌ
أم ضاع صوتي في صدى الصرخاتِ
هل غاب عنك الأمس أم أُنسيتَه
أم غامت الذكرى مع الغيماتِ
يا سيد الماضي الأليم قصيدتي
روحي الشرود وقبلتي وصلاتي
قلبان في جوفي حزينٌ دامعٌ
والآخر المنذور للصلواتِ
أطفأتُ في عيني ظلاماً دامساً
والليل معجزتي ودرب نجاتي
والحب أسئلتي ودربي غامضٌ
نفسي رمادُ ترابَها ودواتي
لا أرضَ لي إلا خواء شاسع
وجعلتُ بيتي في صميم رفاتي
لن تصلح الأشعارُ عُمراً تالفاً
أو لحظة دفنت مع اللحظاتِ
لا شيءَ يجمعنا سوى أحزاننا
لا شيء يكسرنا سوى لاءاتي
عمري ذوى ورثاء عمري بسمةٌ
جفّت وماتت بعدها بسماتي
قد حان يا أبتي أوانُ وداعِنا
إني سئمتُ النصل والطعناتِ
إني وجدتُ اليأس بيتاً كافياً
من بعد ميناءٍ بلا مرساةِ
ورضيتُ بالقدر الجميلِ ولو أتى
موتاً جميلاً في رداء حياةِ
في القادم المجهولِ وعدٌ صادقٌ
وأنا أصدِّقُ هذه مأساتي

معاوية الرواحي
عنبر تسعة/ سجن الوثبة
– أبوظبي 24 أغسطس 2015

Related posts

Leave a Comment