تربية الأبناء 8 أكتوبرØŒ 201617 يونيوØŒ 2021 Ù…Øمد جمال صقر كانت ريم أسرع من براء، ثم صار براء أسرع منها، وكانت سرى أسرع من رهام، ثم صارت رهام أسرع منها، ولا يدومون على Øال! ولكنهم إذا راجعوا الآن تلك الكتب، وعثروا على تعليقاتهم، بَشّوا لها كلهم جميعا، بَشاشَتَهم للأØباب الزائرين! – بلغنا أن لكم ÙÙŠ تدريب أبنائكم على القراءة، منهجا خاصا؛ Ùهلّا تكرمتم ببيانه!سؤال سÙئÙلْتÙÙ‡ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øد 17/6/2001Ù…ØŒ على منصة Ù…Ø³Ø±Ø ÙƒÙ„ÙŠØ© دبي الطبية، بعقب Ù…Øاضرتي “اللّÙغَة٠الْعَرَبيَّة٠اعْتÙقادٌ ÙˆÙŽØَياةٌ”- مكتوبا بخط النسخ الجميل؛ Ùأثارني إلى ذكريات Øميمة Øبيبة!ولله عندي الآن خمس نعم لا ينقضي شكرÙها، ولا التمتع٠بذكرها Ù…Ùرَتَّبَةً: (ريم، بَراء، رÙهام، سÙرى، ÙÙرات)ØŒ ثلاث بنات (ريم، رÙهام، سÙرى)ØŒ وابنان اثنان (بَراء، ÙÙرات)- ولا الولع٠بسيرتها!لم تكن الكتب ممتنعة عليهم بØصن Øصين، بل مرتبة على الجدران من تØت إلى Ùوق ÙÙŠ رÙÙˆÙها المÙتوØØ©ØŒ Ùˆ بينها أجلس دائما على مكتبي قارئا أو كاتبا، Øتى كان من لوازم رسائلي عندئذ، إضاÙØ© “بَيْنَ الْكÙتÙبٔ، إلى التاريخ- Ùكانت مأوى أجسامهم وأرواØهم، ÙŠÙŽØْبونَ إليها صغارا، ويمسكون بكعوب ما يستطيعون من كتب أقرب الرÙو٠إليهم، ويَجÙرّونها؛ ÙÙŽØ£ÙسْرÙع٠إلى وضعها بأيديهم ÙÙŠ أماكنها، ونهيهم عن جَرّÙها، Øتى تعلموا أن يعيشوا بينها Øياتهم كلها جدها وهزلها، من غير أن يعبثوا بها.ثم لما اطمأننت إلى مجالستهم أَتَØْت٠لهم بعض الكتب والمجلات المصورة، وساعدتهم على تقليب صÙØاتها، Øتى استطاعوا ذلك ÙˆØدهم؛ Ùكانوا يمشون إليها Ù…ÙتَعَثّÙرينَ، يجذبونها من على رÙÙˆÙها، إلى Øيث ÙŠÙقَلّÙبونها وكأنهم سيقرؤونها، مثلما Ø£ÙقَلّÙب وأقرأ!ثم لما قدروا على الكلام رَتَّبْت٠لهم ÙÙŠ كراسات صغيرة، نصوصا كاملة من القرآن والØديث والشعر، سورا وأØاديث وقصائد، كنت Ø£ÙØÙÙ‘Ùظهم إياها وأَسْمَعÙها منهم بين يَدَيْ مقدمة لازمة:“بÙسْم٠اللّهÙØŒ وَالْØَمْد٠لÙلّهÙØŒ وَالصَّلاة٠وَالسَّلام٠عَلى رَسول٠اللّهÙØŒ وَبَعْدÙØ› Ùَأَنَا Ø£ÙŽØÙ’Ùَظ٠الْقÙرْآنَ الْكَريمَ وَالْØَديثَ الشَّريÙÙŽ وَالشّÙعْرَ النَّÙيسَ؛ Ùَأَنَا عالÙمَة٠النّاس٠وَأَديبَتÙÙ‡Ùم٠الْمÙقَدَّمَة٠-أَوْ عالÙم٠النّاس٠وَأَديبÙÙ‡Ùم٠الْمÙقَدَّمÙ- Ø¥Ùنْ شاءَ اللهÙØŒ تَعالى”!ثم لما قدروا على القراءة رَتَّبْت٠لهم مجموعات الكتب المناسبة Ù…ÙتَصاعÙدَةً، من كتب العريان، وبرانق، والإبراشي، وابن جَنّات، Ùˆ”كل شيء عن” المترجَمة إلى العربية- إلى كتب الندوي، ورأÙت الباشا، وخالد Ù…Øمد خالد- ثم إلى كتب عبد الØليم Ù…Øمود، والغزالي، والبوطي- ثم إلى كتب “مكتبة الأسرة”ØŒ Ùˆ”هل تعلم لماذا”ØŒ Ùˆ”موسوعة العلوم والتكنولوجيا”- ثم إلى كتب المازني، والعقاد، ومØمود Ù…Øمد شاكر، Ùˆ… Ù…Øمد جمال صقر -!- ثم إلى كتب شيكسبير الإنجليزية الخالصة، وكتب العيسى وجويدة والشرقاوي المترجمة إلى الإنجليزية- ثم كتب معاجم العربية (الوجيز، والوسيط، ولسان العرب)ØŒ والإنجليزية (المورد) – ثم دلتهم الكتب بعضها على بعض! بل كثيرا ما صØبوني إلى المكتبات ولا سيما ÙÙŠ معرض القاهرة الدولي، Ùاختاروها!وكنت أغريهم بتلوين صور الكتب غير الملونة :– اللّي ÙŠÙخَلَّصْ ÙƒÙتابْ ÙŠÙلَوّÙÙ†ÙÙˆ!سعيدا بذكاء أصØاب هذه الكتب، الذين مكنوني من ذلك، بطبع صورها Ù…Ùرغة غير ملونة!ثم علمتهم تكرار قراءة الكتب، والتعليق عليها من أواخرها، برقم كل قراءة، وتاريخها، مع توقيعاتهم :– تمت الأولى -أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة…- مساء السبت (…) هـ=(…) Ù…ØŒ ريم، براء، رهام، سرى.Ùكانوا يمضون ÙÙŠ القراءة اللاØقة أسرع مما مضوا ÙÙŠ السابقة، ويستÙيدون منها أكثر، ويسألون Ùيها أقل، ÙÙŠÙرØون بها أشد، ويتناÙسون :– براء، انت ÙÙŠ المره الكام؟– التانيه.– أنا ÙÙŠ الرابعه!– رهام، انت ÙÙŠ المره الكام؟– الأولى.– أنا ÙÙŠ التانيه!كانت ريم أسرع من براء، ثم صار براء أسرع منها، وكانت سرى أسرع من رهام، ثم صارت رهام أسرع منها، ولا يدومون على Øال! ولكنهم إذا راجعوا الآن تلك الكتب، وعثروا على تعليقاتهم، بَشّوا لها كلهم جميعا، بَشاشَتَهم للأØباب الزائرين!ثم صرت أطالبهم بالتعبير ÙÙŠ أسطر قليلة، عما Ùهموه من الكتاب – ثم بالتعبير عما عاشوه ÙÙŠ بعض المناسبات، وأعلق لهم على هذا وذاك، وأكاÙئهم بما ÙŠØبون، Øتى تَقَدَّسَتْ لديهم القراءة والكتابة!ثم غرست لهم القراءة الØرة، ÙÙŠ برنامج أعمالهم اليومية:1 الصلاة.2 ورد القرآن الكريم.3 مذاكرة دروس اليوم المدرسية.4 إنجاز واجبات اليوم المدرسية.5 مذاكرة مادة مدرسية كاملة.6 ورد القراءة الØرة.7 معالجة عمل الØاسوب.8 مشاهدة مادة Ù…ÙتَلْÙَزة.ولم يكونوا أنشط منهم إذا جالسوني، وكنت٠من إخوان العزلة؛ Ùكنت أصبر مضطرا، Øتى رأيت أن Ø£Øمل Ù†Ùسي على التÙكير بينهم ÙÙŠ أَعْوَص٠أبØاثي؛ ÙÙÙرÙÙ‚ÙŽ لي Ùيه عما لم يكن ÙÙŠ البال!ولقد انÙØªØ Ù„Ù‡Ù… بالقراءة الØرة، باب الأسئلة الكثيرة المستمرة، التي كانت تقطع عليَّ تÙكيري؛ ÙتستÙزني إلى إسكاتهم Øتى Ø£Ùرغ، أو إلى تعليمهم كي٠يجيبونها هم ÙˆØدهم- مثلما تستÙزني إلى إجابتها :– بابا!– نعم!– إيه الكلمة دي؟– دي ” أَقْبَلَ”.– معناها إيه؟– معناها “جÙهْ”.– ودي؟– دي “قَدÙÙ…ÙŽ”.– معناها إيه؟– معناها “جÙهْ”.– “قَدÙÙ…ÙŽ” زي “أَقْبَلَ”!– مش زيها قوي، لكن عامله زيها!– بابا!– يا نعم!– يعني إيه “قَدÙÙ…ÙŽ صَديقَه عَلى Ù†ÙŽÙْسÙÙ‡”ØŸ– “قَدَّمَ صَديقَه عَلى Ù†ÙŽÙْسÙÙ‡”!– لأ، “قَدÙÙ…ÙŽ صَديقَه عَلى Ù†ÙŽÙْسÙÙ‡”!– وَرّيني!– Ø£ÙŽÙ‡Ùهْ!– لأ، الكسرة اللي تØت الدال دي غلط!– وعرÙت إزاي من غير ما تشوÙØŸ– عشان اتعلمت قبلكو! وكل ما تقروا تتعلموا، وتبقوا زيي وأØسن مني كمان!ثم كبروا، وكبرت أسئلتهم، وصعبت، Øتى أشكلت Ø£Øيانا؛ Ùلم أكن أَسْتَØْيي من إجابة Ù…ÙØْرÙجÙها دينيةً أو سياسيةً أو جنسيةً، ولا أدعي علم ما لا أعلم منها، بل أتمتع بإنكار علمه، ليعلموا أن العلم لمن اجتهد ÙÙŠ سبيل تØصيله، لا لمن أوتي مقام الراعي! وأتمتع بتعري٠العلماء لهم، وتقديمهم على Ù†Ùسي، ليعلموا أن Ùوق كل ذي علم عليمًا بَذَلَ ÙÙŠ طلبه أعظم مما بَذَل غيره، ينبغي أن يؤتى دون غيره، ويستÙتى، ويعتمد رأيه ÙˆØده.ولقد مَيَّزَتْهÙمْ قراءاتهم منذ أَوَّليَّتÙÙ‡Ùمْ، Øتى لاØظها زملاؤهم:– إنت عارÙÙ‡ -يا ريم- ان الكتب اللي بتقريها بتأثر عليك!– إزاي يعني؟– بتخليك تÙكري ÙÙŠ Øاجات غريبه!وأساتذتهم :– تعال -يا براء- قول لسعادة الموجه انت قريت لمين!– قريت للمازني، والعقاد،….– يا سلام!وجَرَّأَهÙمْ منذ أَوَّليَّتÙÙ‡Ùمْ كذلك، مَقام٠القراءة الذي Ù‚Ùمْنا Ùيه جميعا معا:– إيه ده، يا رهام!– إيه Ùيه إيه؟– إنت بتكلمي الأستاذ كده إزاي!– إيه! زي ما بكلم بابا.