في رحاب السيدة للسيد شعبان جادو

من بعيد وجدته نعم هو ذلك الفتى ØŒ ترددت كثيرا ØŒ لم أشأ أن أصافحه فينكرني Ø› صرت كبير صبية الحارة ØŒ أقوم بدوره تماما ØŒ أمتلك حكايات ØŒ صرت أمتلك مهارته في القص بل لقبت ب”الراوي”!

عرفته منذ طفولتنا تلك التى درجت بنا في حي صغير من أحياء القاهرة القديمة ، قلعة الكبش ، بنايات حجرية ، جزء من جبل المقطم ، نسكن كيفما اتفق ، نلعب ونجري لا يحدنا فاصل ، ولا يمنعنا باب ، البيوت أشبه بمتاهة ، إن دخلت بيتا فأنت خارج في جهة لا تعلمها فقط ستجد نفسك في زقاق أو سرداب ، ربما تجد إمام الشيعة المختفي وأتباعه له رصد ، أو أظنك ستلقى أبا رجل مسلوخة ؛ هكذا كان الكبار يخوفننا من تلك البيوت المهجورة ، شيء واحد كان يشغله ؛ أن يكون كاتبا !
يختفي فترة ثم نجده وقد أتى بكتاب ، يحدثنا عن أماكن جديدة ، يضرب لنا أمثلة من عالم نجهله ، يخبرنا عن تلك البنايات التى تسكن جوار النهر ، يحدثنا عن صاحب القصر !
أعترف أنه كان يجيد الحكي ØŒ يمتلك مفردات لا أعلمها ØŒ يأتي بها غاية في الجمال ØŒ بصف بذلك الفم الممتليء نضارة ما يعجز ” دافنشي ” أن يصور بريشته ØŒ كان ماهرا في الحكي ØŒ حين كنا نجلس – أطفال الحارة – يسلب عقولنا ØŒ نرحل معه ØŒ نتجول في أقبية الزمن ØŒ كنا نبكي أحيانا ونطرب كثيرا ØŒ قرر أن يترك ” قلعة الكبش ” عجبنا له هل وقع على كنز ØŸ
من سيخدرنا بتلك الحكايات ؟
هل أحب ابنة صاحب القصر ؟
لم يجب عن أسئلتنا الصامتة ، أتى يوم وأيام ، أصبحنا بلا راو ، غامت ذاكرتنا ، سرقنا الغول من براءة الطفولة ، أحدنا صار حدادا ؛ يا لهول المطرقة التى في يديه ، لكنه بصنع من الحديد آلات للقتل !
صار يصنع سكينا بل قل سيفا ؛ يأتي جند الأتابك ؛ يعطونه بعض دقيق ؛ جراء السيف !
والآخر يعمل خبازا ، كان لديه حوض حجري كبير ، يأخذ من الحداد ما أعطاه الأتابك ، فيعجنه ، كلما أحسن العجن بقدميه يتحول لون الدقيق إلى حمرة ، يأتي الفران
يحمي ببقايا صحف يأتي بها ” بهدول ” خلسة من أروقة المجاورين بالأزهر ØŒ حتى أنت ” بهدول ” تخادع تنتهب الكتاب ØŒ يبيع الخباز تلك الأرغفة المخلوطة بالحمرة ﻷهل الله !
حين اقترب مولد ” السيدة زينب ” ذهبنا نتجول ØŒ كنا مشدوهين ØŒ الناس كأنما اليوم قيامة ØŒ تلك أتت ببطة كانت وهبتها للسيدة وآخر جاء بفأسه وحماره Ø› لينظف أمام السيدة ØŒ وهذا القادم من عمق الصعيد ØŒ نعم ربما من قنا ØŒ جاء بسلال من تمر يوزعها نفحة ØŒ حتى الجدات الكبيرات يمسكن بدقيق ويخلطنه بماء من قربة ØŒ أحضرنها معهن ØŒ كن لا يثقن في ماء قلعة الكبش ØŒ يصنعن ” الرقاق المغطس ” في السمن الفلاحي Ø› وآخر يبدو أنه فلاح يوزع ” الفول النابت ” لا أحد هنا يبيع ØŒ الكل يهب نفحة لأجل ” السيدة ” حقا ما أطهر هؤلاء !
من بعيد وجدته نعم هو ذلك الفتى ØŒ ترددت كثيرا ØŒ لم أشأ أن أصافحه فينكرني Ø› صرت كبير صبية الحارة ØŒ أقوم بدوره تماما ØŒ أمتلك حكايات ØŒ صرت أمتلك مهارته في القص بل لقبت ب ” الراوي ” !
ابتدرته بالتحية ØŒ أنكرني في البداية ØŒ نظرت فوجدت صاحب القصر يرمقني في نظرة كلها تجهم وحنق ØŒ نعم كان ثوبي ممزقا ØŒ وحذائي Ø› لا حذاء إلا خرقة بالية من بقايا خيمة ممزقة من مخلفات أهل ” تلا” كنت مذهولا ØŒ آه لو يعلم صاحب القصر أني أعلم ” سره “!

Related posts

Leave a Comment