كابوس للسيد شعبان جادو

حين تأتيك تلك العين ØŒ ضع يدك اليمنى على قلبك ØŒ أطلب منه أن يقويك ØŒ أسرع بالصحو ØŒ أمسك بالخيط المعلق فوقك Ø› تنفتح أمامك كوة ØŒ سيتدلى منها مصباح ومفتاح…

لا أدري تفاصيل الحلم ، لكن ثمة أطياف منه تعاودني في يقظتي ، ربما هي أضغاث ، أو لعلها بعض أماني تراودني كل آونة ، أن تأتي السنبلة الخضراء وتحدثني ؛ لو أخبرت أحدا بهذا ، لوصمني بالجنون !
كانت تلك السنبلة تلبس ثوبا قمريا ، كبرت حتى وجدت حباتها مثل حمل الجمل ، الرجال الأقوياء كانوا يحملونها وهم في تعب ، نادت علي ؛ أن أمسك بها ، هممت أن أحملها على كتفي وأجري بها بعيدا ، لكنها عين متوهجة تتوقد شرا ، حين هممت اقتربت ، كلما أصررت تزداد توحشا ، لها أنياب توشك أن تغرزها في جلدي ، خفت منها ، حاولت أن أختفي ، تتشمم عرقي ، اقتربت أكثر ، أنفاسها اللاهثة مثل فحيح أفعى تلتف حول رقبتي ، كريهة مثل شيطان الخرابة التى تحيط بقريتي من كل الجهات ، السنبلة تقذف بها الريح الهوجاء ، وضعتها تلك العين الشريرة بين أظافرها ، بدأت تساومني ، الحبات تتقزم ،تصغر مثل رمال الصحراء ، لا ضير أن بقي لها لون الصفرة ، علامة النضج ، حين قبلت بشرطها ، أن أرفع الراية البيضاء ، أن أهتف ، أن أتقيأ في وعائها ، هي لم تطلب مني غير أن أقطع كفي ، أو أن أتخلص من أصابعي الأربعة ، هي لا تحب تلك الأصابع ، تقبل بكل شيء ، تفتح لي خزانة النهر ، أنال منها وسام العهر ، أعني الفخر ، سيان عندها عهر وفخر ، لي ما أتمنى ، لن تنفخ في أمنيتي ، وعدتني الأصفر من النساء ؛ أمحو من ذاكرتي تلك الفكرة ، الوحش يكره الأفكار ، تململت في رقدتي ، أحس بأن مسمارا يدق في قلبي ، حاولت أن أغير نومتي ، استحضرت آية الكرسي ، هممت أن أغلق فمي ، بل نويت أن أصحو ، بدأت أحرك يدي ،جواري كوب ماء ، أشعر بالعطش ، تذكرت أنه مثقوب ، بل بقاياه تسربت حين وضعته قبل النوم ، الحجرة باردة ، هل أنا في العالم الآخر ؟
تحيط بي الحقول التى يوما ما تجولت فيها ، الساقية المطمورة ، والبقرة الصفراء ، والجميزة المتفحمة ، أشجار السرو مائلة !
الأغطية وقت النوم لا تبقى تلعب بها الشياطين ، تتركنا أشبه بالمومياء ، ما أجد من الدفء ما يعيد إلي الحياة ! هي تقترب مني ، تمسك بتلك الأصابع تضعها في موضعها ، أعطتني السنبلة الخضراء ، بدأ النبض يتدفق في الشريان الملامس لها ، كلما أمسكت بتلك السنبلة ؛ تبتعد تلك العين الشريرة ، تغازلني ، بل تعرت مثل بغي ، استعذت بالله من فعلها ، استحضرت كل معاني الطهر ، لا أدري لم جاء إلي عبدالله بن حذافة السهمي ؟
أحقا أتقوى به ؟
إنه مجرد حلم ثقيل ، الحائط غاب عن حسي ، النافذة في غير موضعها ، الحجرة دون باب ، أترنح في كل اتجاه ، دوار شديد ، الفزع يستبد بي ، لو بقيت هكذا ربما تلتهمني ، سأقاوم ، أطلب العون ، نعم هو يوما كان ينصحني ، حين تأتيك تلك العين ، ضع يدك اليمنى على قلبك ، أطلب منه أن يقويك ، أسرع بالصحو ، أمسك بالخيط المعلق فوقك ؛ تنفتح أمامك كوة ، سيتدلى منها مصباح ومفتاح ، ضع المفتاح في أقرب حائط ، ستجد أمامك الباب ، أخرج منه ، لا تتردد عليك بالسير في هذا الممر ، لا تلتفت شمالا ؛ العين به !
فجأة سمعت صوت المؤذن !

Related posts

Leave a Comment