التصريف في القرآن الكريم للدكتور عبد السلام حامد

أليس التصريف بهذا المعنى وجهًا من وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه؟

بصيرة عن معنى “التصريف في القرآن”:
قال المولى عز وجل: “وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا [سورة الإسراء: 89]ØŒ ومثل ذلك مواضع أخرى.
إنه مفهوم يستحق التأمل والتدبر! والمقصود به إجمالًا تكرير القول بأساليب مختلفة والتعبير عن المعنى الواحد بصور شتى، وتبليغ الرسالة بألوان البيان المتعددة المناسبة لأفهام الناس وعقولهم وأحوالهم أيًا كانت وكانوا؛ تذكيرًا وتأكيدًا.
تقرأ معظم سور القرآن، فتجد فيها الوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والأخبار والأمثال وغير ذلك، بل تكاد ترى في جُلّها المحاور الكلية الخمسة للقرآن العظيم، وهي: التوحيد، والكون الدال على خالقه، والقصص القرآني، والبعث والجزاء، والتربية والتشريع، تجد هذه المعاني بالتفصيل المناسب للسياق أو اللمحة الخاطفة، وتكاد تلامسها بشغاف قلبك، وصفاء ضميرك، ورحابة تنزّلات نفسك في أرجاء حروفه وبركات كلمه وأنواره، وفي الوقت نفسه وأنت ترى هذا التكرار والتصريف للمعاني والأغراض في السور المختلفة، تحس باختلاف أسلوب السورة الواحدة وامتيازها عن أسلوب غيرها وتفاوتها تفاوت تكامل وانسجام لا تفاوت تناقض وتضارب. إنه نمط عجيب فريد في الجمع بين استقلال الجزء عن الجزء أو السورة عن السورة مع تكامل الكل معًا في نسق واحد يهيمن عليه تماسك البناء الواحد وتعاضده!
أليس التصريف بهذا المعنى وجهًا من وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه؟
سبحان من قال عن كتابه الكريم:” قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ Ø£ÙŽÙ† يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء: 88].

Related posts

Leave a Comment