مشكلات تدريس علم الصرف 7

مشكلات تدريس علم الصرف
(الطالب)
7

إهمال الفروق اليسيرة بين الصيغ الملتبسة يستسهل بعض طلاب علم الصرف تعميم بعض الصيغ؛ فيدخل فيها ما ليس منها، استهانة بما بينها من فروق يسيرة، ولا يدرون ما ينشأ عن ذلك من تضييع المعاني الصرفية!

من ذلك خلطهم أبواب الفعل الثلاثي المجرد فإذا باب النصر باب الكرم، كما في نطقهم الفعل شعر- وإذا باب الكرم باب النصر، كما في نطقهم الفعل سهل- وإذا باب الفرح باب الضرب، كما في نطقهم الفعل حمد.
ولو عرفوا أن صيغة فعل المفتوحة العين مرصودة للأعمال الحركية، وصيغة فعل المضمومة العين مرصودة للطبائع الثابتة، وصيغة فعل المكسورة العين مرصودة للأحوال المستمرة- لكرهوا الخلط الذي يضيع عليهم مثل هذه الفروق المعنوية اللطيفة!

عدم الاستعانة بتصريفات المادة بعضها على بعض
لو حضرت الطالب تصريفات مادة ر ق ب المختلفة ما خطرت له في اسم فاعل الرقابة كلمة مراقب إذ مراقب هو اسم فاعل المراقبة فأما اسم فاعل الرقابة فهو راقب. ولو حضرته تصريفات مادة ح ب ب المختلفة ما خطرت له في اسم فاعل الحب كلمة محب إذ محب هو اسم فاعل الإحباب المهمل من الاستعمال فأما اسم فاعل الحب فهو حاب.

عدم الاستعانة بتصريفات الكلمات المشابهة على الكلمة الحاضرة
ينبغي لطالب علم الصرف العربي أن يحمد الله كثيرا على نعمة هذه اللغة الشاعرة؛ إذ يستطيع كلما صعب عليه تصريف كلمة -ولا سيما أن تكون معتلة أو مضعفة- أن يقيسها على شبيهاتها -ولاسيما أن تكون صحيحة سالمة- فكثيرا ما تجري مجراها.
من ذلك جمع كفيف الذي يظنه أكثر الطلاب أكفاء مثل أجزاء، وهو أكفاء مثل أصدقاء؛ فلو ذكروا أن كلمة كفيف كصديق على وزن فعيل الذي يجمع على أفعلاء (أكفاء=أصدقاء) لا أفعال، وأن كلمة أكفاء ككلمة أجزاء على وزن أفعال الذي يجمع عليه فعل (كفء=جزء) لا فعيل- ما تلبثوا في تمييز بعضهما من بعض.

إهمال حفظ الأمثلة المختلفة المتكاملة
وأنى للطالب أن يراعي ذلك كله إذا كانت حصيلته من متن اللغة العربية مثل هواء النفاخة إذا شيكت تمزقت بددا! ألا إنه لمفتقر إلى أن يتملأ منه بما يتحمله، ولو لم يجد غير أن يمر في طوايا لسان العرب لابن منظور والوسيط للمجمع المصري، لوجب عليه أن يفعل؛ فكيف والكلام العربي جنة متن اللغة الفيحاء، يتفيأ منها ما لم يخطر للمعجميين ولا المجمعيين ببال، ثم يكون أسبق به إلى الصواب من المحتكمين إلى قواعد علم الصرف!

Related posts

Leave a Comment