مُطعم الحمام

من حيث نظرت إلى هذه الحمامة وجدتها حزينة؛ مات هذا الصباح جارنا من فوقُ بجزيرة الروضة الحاج أحمد الذي سميته في هاتفي اختصارا مُطعِم الحمام، وهو كان مطعم الأحياء جميعا، من يعرف ومن لا يعرف: أما الحمام فكنا نصحو كل صباح بمظاهرة حمَاميّة على بَسْطة شبابيكنا، يتنازع فيها الحمامُ الحَبَّ أسرابا أسرابا لا ندري من أين تأتي! وأما الناس فكان هو يغتنم مناسباتهم فيهديهم فيها ما لم يعد أحد يهديه أحدا! ولو رأيته ما ألقيت له بالا! وهكذا أهل الله من قديم، ولو أقسموا على الله لأبرَّ أقسامهم! رحم الله…

Read More

كلمة لجار الله الزمخشري في كتاب سيبويه

“ناهيك بكتاب سيبويه الذي هو الكتاب، يطلق فلا تضله الألباب، وهو الديوان الأقدم، والميزان الأقوم، والقانون الذي هو لكل محتذ مثال، والمعقل الذي هو لكل منضو تمثال، وكأنه الرأس الذي هو رئيس الأعضاء، والراز الذي بيده مطمر البناء، والإمام الذي إن نزلت بك شبهة أنزلتها به، وإن وقعت بك معضلة أوردتها على بابه، والحكمة التي قيدت بها الفلاسفة؛ فهي حاجلة فراسفة:حشا غامضات سيبويه كتابه وأحر بأن تعتاص تلك وتشتدّاإذا وقع الأحبار فيها تحيروا فلم يجدوا من مرجع القهقرى بدّاآخران:ألا صلى الإله صلاة صدق على عمرو بن عثمان بن قنبرْفإن كتابه…

Read More

واحَرَّ قلباه، لسعود بن حمد بن عبدالله الظفري

وَاحَرَّ قَلْبَاهُ لَا قَلْبٌ وَلَا حَجَرٌ يَحْنُو عَلَيْنَا وَلَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ إِذْ مَسْرَى الرَّسُولِ غَدَا يَدُوسُهُ الرِّجْسُ وَالشَّيْطَانُ وَالْقَذَرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ يَا عَمَّاهُ غَزَّتُنَا تَعِيثُ فِيهَا كِلَابُ النَّارِ وَالْكَدَرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ يَا أُمَّاهُ عِزَّتُنَا تَئِنُّ إِذْ خَيْلُهَا يَغْتَالُهَا الْخَوَرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ قَدْ شَاخَتْ عُرُوبَتُنَا وَسَيْفُ يَعْرُبَ فِي الْأَغْمَادِ يَعْتَصِرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مَا قَامَتْ قِيَامَتُهُمْ أَمَا يَرَوْنَ لَهِيبَ الذُّلِّ يَسْتَعِرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ لَيْسَ الْجُوعُ يَقْتُلُنَا بَلْ سَيْفُ يَعْرُبَ لَمَّا جَاءَ يَعْتَذِرُ وَاحَرَّ قَلْبَاهُ وَالْقَسَّامُ حِينَ بَدَا صَاحَ الْبُغَاثُ بِأَحْلَامٍ بِهَا فَجَرُوا وَاحَرَّ قَلْبَاهُ هَلْ فِي دِيْنِهِمْ عَوَرٌ أَمْ…

Read More

من قصائدي القديمة، لكريم التركماني تلميذي المصري النجيب

دعيني ولا تطلبي الحب مني…فللحب آليت ألا أغني وألا أهيم بأي فتاة….وألا أُُسَاقَ لخَفْقِ التمني حَفِيٌّ بك القلبُ لكنني …إذا لم يُطِعني سألقيه عني يصيح: أصبنا الغمامَ الذي…سيدرأ عنا الجفاف المُعَنِّي كفانا، لقد جبت كل الصحاري…من القطر -أقسمت- لا تحرمَنِّي فأزجره: ليس هذا بقطر…ولكنه سيل دمعٍ بعيني أما قلتها قبلها مرة….أبحت حماي وقرَّحت جفني رأيت الهوى وردة حلوة…وكم من يقين مليء بظن بَدَتْ دون شوك ترى غصنها….يباهي بحمرتها كل غصن دعتك إليها بـ”إني أحبك… إني أريدك إني وإني” فَطِرْتَ إليها وفارقتني…. أصيح: تأنَّ، وما من تأنِّ ذهبتَ فقالت: ترى حمرتي؟……

Read More

نصر الله والفتح، للسيف العيسري

“حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا…” ** لا تملُّوا من نصرِ غزَّة كلَّا كاد وجهُ الصباح أن يتجلَّى كلَّما أنَّ في القطاع جريحٌ أشرق النصرُ من عُمانَ، أطَلا أسهمٌ صُوِّبت على الظلمِ حتَّى ظُنَّ أنَّا هناكَ نثخنُ قتلا ذاكَ سهمُ الدعا يسيل غزيرًا من قلوبٍ بالله توثِقُ وَصْلا وسهامُ الإنفاقِ تنمو طوالًا ربَّما تُبْلِغ الأحبةَ فضلا وإذا #قاطعَ_الجميعُ فإنَّا قد قطعنا عن المعادِينَ سُبْلا إنَّ جندًا لم يُخلفوا الله وعدًا أرخصوا للجهادٍ روحًا وأهلا وأسالوا دماهمُ كي يردُّوا عِزَّةً أشْرِبتْ ضياعًا وذُلّا إنَّ جندًا في غزَّة…

Read More

 بمناسبة 70 عامًا على صدورها، مجلة القافلة الثقافية في جلسة حوارية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، تقرير الدكتور سمير محمود

قبل أكثر من قرن من الزمان، بمناسبة اجتماع لمناقشة قانون إنشاء أول نقابة للصحفيين تحت التأسيس بمصر في عام 1912ØŒ ألقى أمير الشعراء أحمد شوقي (1868- 1932)ØŒ قصيدة مطلعها: لِكُلِّ زَمانٍ مَضى آيَةٌ * وَآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُّحُفْ لِسانُ البِلادِ وَنَبضُ العِبادِ * وَكَهفُ الحُقوقِ وَحَربُ الجَنَفْ مات شوقي وعاشت قصيدته إلى اليوم، لكنني لا أدري بعد قرن كامل ويزيد، هل رُفعت الأقلام وجفت الصحف، بعد احتضار عديد من أعرق الصحف والمجلات واختفاء وتوقف البعض الآخر في معظم بلدان العالم! ولست متأكدًا لو أن شوقي بيننا اليوم، في عصر الذكاء…

Read More

في حضرة أستاذنا الحبيب الدكتور أحمد كشك

ظهيرة الثلاثاء الماضي ٢٣/Ù¤/١٤٤٥ (Ù§/١١/٢٠٢٣)ØŒ زارنا في كلية دار العلوم من جامعة القاهرة، أستاذنا الدكتور أحمد كشك عميد الكلية الأسبق، فَطِرْنا إليه زَرافاتٍ ووُحْدانًا، نسلم عليه ونقبل يديه ونحمل رجليه، لنجتمع به في مكتب الدكتور أحمد بلبولة عميد الكلية، ونتحلّق حوله تحلّقَ طلاب الفن والعلم في الزمان الأول حول شيخهم، غير أننا كنا المتكلمين وكان المستمع، كلُّ يبوح بما يفعم قلبه له من محبة ثابتة وتقدير كبير -وكان مما قلته آنئذ ولم تحفظه هذه الصورة، أنه كان وهو الأستاذ الكبير يرعاني رعاية التلميذ، وأنني كنت وأنا التلميذ الصغير أثقل عليه…

Read More

مذياع

أوائل سبعينيات القرن الميلادي العشرين -ولأَكُنْ في السابعة مثلا- مررت في قريتنا بشباك مفتوح وفيه مذياع -وكان جدار الشباك من العرض بحيث يتسع له- فدفعت المذياع، فأسقطته عبثا كان يَلذّ لي آنئذ كثيرا؛ فخرج لي صاحب المذياع -ولعلني قطعت عليه شريط الأخبار!- يركض فأركض، وأركض فيركض، حتى استسلم لعجزه! بلغت دار جدي -وكنا في زيارته الصيفية- متقطع الأنفاس ألهث، ففزع لي أبي، ولم يكد حتى دخل علينا المذياع بصاحبه يصخب ويعتب؛ فجذبه منه أبي، وأمسك بيد هاون يريد أن يدقه له بها مثلما يدق الفول للعجول، فمنعه بعض الحاضرين، ولكنه…

Read More