مظاهر العبادة، في 8 مارس 2017، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

للعبادة ثلاثة مظاهر:

أولا= التأليه
إنّ الله -جلّ في علاه!- اطّلع على الوجود المطلق، فلم يجد لذاته العليّة نظيرًا ولا ندًّا، بما اشتملت عليه ذاته العلية من صفات الهيمنة والتعالي والإحاطة والقدرة؛ فجعل نفسه بنفسه إلهًا، وأمر الخلائق أن تتخذه إلهًا، وأن تتوجّه إليه بالعبادة، بشعائر محددة بوصف، ومعاملات محددة بقيم، والله أعلم!
ثانيا= التقديس
هو درجة ومكانة معظّمة يهبها الله لا غيره، لبعض المخلوقين. ويكون التقديس لمكان أو زمان أو كلام أو بشر. فمقدّسات الإسلام هي:
1) أماكن مقدسة: الحرم المكي، والحرم المدني، والحرم المقدسي فقط.
2) أيام مقدّسة: يوم عرفة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، وعشر ذي الحجة الأُولى.
3) كلام مقدّس: القرآن الكريم، والحديث القدسي، ودونه صحيح الحديث النبوي الشريف.
4) بشر مقدّسون: النبيّ محمد، وإخوانه من أنبياء الله، وليس معهم أحد من الناس.
ويكون للمقدّسات من ظواهر التعظيم والتقدير والخشوع والاحترام والتوقير وبواطنها، ما يفوق غيرها من أشباهها.
ثالثا= الاحترام والتوقير
هما درجة ومكانة من التوقير والتبجيل، تكون باختيار الناس، وتكون لأماكن العبادة والمدارس وميادين التدريب والمشافي…ØŒ ولكل مكان تُعمل فيه الصالحات، ولأيام النصر والنجاح والفرح والميلاد، ولكتب العلم واجتهادات العلماء -وان أخطأوا- ولشخوص الولاة والآباء والعلماء والمصلحين والمحسنين.
ونؤكد أن العبادة هي كل عمل صالح قصد به وجه الله، وأن الخطأ في تحديد الإنسان للمحترم من الأماكن والايام والأشخاص لا يوقعه في ضرر كبير. ومظهر الاحترام التهذيب واللباقة وحسن اختيار الألفاظ، أي الأدب في الكلام والسلوك (الإتيكيت). وجوهر الاحترام وجود قانون عادل وواضح ومُرضٍ يحدد الحقوق والواجبات. والمحافظة على الحقوق والواجبات إنما هي بألا يأخذ الإنسان أكثر من حقه، ولا يُعطِي أقل من الواجب المفروض عليه.

Related posts

Leave a Comment