د. حسن نافعة لـ”رأي اليوم”: أنظمة عربية عديدة تعتبر حماس عدوا مبينا.. “طوفان الأقصى” أعادت الاعتبار لكل من يحمل السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي.. المقاومة حسمت الجولة الأولى لمصلحتها لكن الحرب لم تنته بعد.. حذار من التقاط قطعة الجبن من نفس المصيدة

د. حسن نافعة لـ”رأي اليوم”: أنظمة عربية عديدة تعتبر حماس عدوا مبينا.. “طوفان الأقصى” أعادت الاعتبار لكل من يحمل السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي.. المقاومة حسمت الجولة الأولى لمصلحتها لكن الحرب لم تنته بعد.. حذار من التقاط قطعة الجبن من نفس المصيدةالقاهرة ـ “رأي اليوم” – محمود القيعي:قال د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه لا يخالجه أدني شك في أن المقاومة الفلسطينية سوف تنتصر في النهاية, لأن هذا هو منطق التاريخ.وأشاد بعملية ” طوفان الأقصى ” مؤكدا أنها أشبه بمعجزة أعادت الاعتبار ليس لحماس فحسب ولكن لكل من يحمل السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لا يخالجه أدني شك في أن المقاومة الفلسطينية سوف تنتصر في النهاية, لأن هذا هو منطق التاريخ.وأضاف في حوار مع “رأي اليوم” أن المشروع الصهيوني برغم أن لديه قدرات وإمكانات هائلة, وربما لا يكون لهذا المشروع مثيل أو سوابق تاريخية مماثلة, خاصة من حيث الانتشار والتعقيد والقدرة على التأثير, لكنه في النهاية مشروع استعماري استيطاني عنصري, وبالتالي لا مستقبل له في القرن الحادي والعشرين، مؤكدا أنه لن يستطيع أحد أبدا أن يهزم شعب في بسالة وإصرار الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه كاملة غير منقوصة.نافعة لديه يقين أن الانتصار الفلسطيني لن يتم بالضربة القاضية، وإنما سيحدث بالتراكم وجمع النقاط، مؤكدا أن القضية الفلسطينية, ومنذ لحظة ولادتها الأولى كانت قضية عالمية وإقليمية، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني وصل الآن إلى ذروة صعوده وبدأ مرحلة الهبوط .نافعة يوقن بأن القضية الفلسطيني لن تحل إلا بهزيمة المشروع الصهيوني, ويرى أن مرحلة الحسم النهائي قد بدأت بالفعل.وإلى نص الحوار:

https://www.raialyoum.info/%d8%af-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d9%86%d8%a7%d9%81%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d9%80%d8%b1%d8%a3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a3%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d8%af/

* لا تزال دوافع عملية طوفان الأقصي غامضة  للكثيرين، ولا تزال حماس هدفا  لسهام  أعدائها.. كيف ترى الأمر؟ وهل من خيارات أخرى للشعب الفلسطيني سوى المقاومة؟

اسمح لي أن أختلف مع هذا التقييم. فالدوافع وراء عملية طوفان الأقصى ليست غامضة وإنما هي واضحة وضوح الشمس في كبد النهار. فحماس هي أكبر فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة, سواء من حيث عدد المنتسبين إليها أو من حيث مستويات التنظيم والتدريب والتسليح التي يتمتع بها ذراعها العسكري. ولا شك أنها كانت تدرك أن القضية الفلسطينية دخلت مرحلة التصفية النهائية, خاصة منذ تشكيل حكومة نتانياهو الأخيرة, أكثر الحكومات تطرفا وعنصرية في تاريخ إسرائيل. فقد زادت من سرعة ومعدلات الاستيطان بشكل غير مسبوق, ونقلت مهمة الإشراف على الأراضي المحتلة من الجيش إلى وزير الأمن, ما يعني ضمها عمليا دون إعلان رسمي, وكان لديها خطة ممنهجة للسيطرة التدريجية على المسجد الأقصى, تستهدف تقسيمه زمنيا ومكانيا تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل مكانه. على صعيد آخر, كانت حماس تدرك أن الحاضنة العربية الرسمية للقضية الفلسطينية تتراخي مع تزايد أعداد الدول العربية المشاركة في اتفاقيات أبراهام, بل إن السعودية نفسها, بلد الحرمين الشريفين, كانت قاب قوسين أو أدنى من بدأ عملية التطبيع مع إسرائيل. ولو كانت هذه الخطط قد واصلت مسارها المرسوم من جانب إسرائيل, لتحولت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى أدوات بيروقراطية عاجزة عن تغيير واقع الاحتلال, وبالتالي لا لزوم لها.لذا كان من الضروري أن تثبت وجودها وجدواها عبر فعل غير تقليدي يسهدف دفع القضية الفلسطينية نحو صدارة جدول أعمال النظامين الإقليمي والدولي على السواء, وهو ما نجحت فيه حماس بامتياز.إذن الدوافع كانت موجودة, لكن العملية التي قامت بها حماس, وأطلقت عليها “طوفان الأقصى”, لم تكن عملية تقليدية وإنما كانت عملية مبهرة على كافة المستويات السياسية والأمنية والاستراتيجية والجيوسياسية, بل تكاد من فرط إتقانها تبدو أقرب إلى المعجزة, وهو ما يفسر حجم ردود الأفعال التي أطلقتها وحولتها إلى الحدث الأول على الصعيد العالمي.أما السهام الموجهة إلى حماس فكانت متوقعة. فلحماس خصوم كثيرون يتعاملون معها كامتداد لجماعة الإخوان, أي كخصم سياسي, وليس كأحد أهم أعمدة المقاومة الفلسطينية المسلحة. وأظن أن عملية “طوفان الأقصى” أعادت الاعتبار ليس لحماس فحسب ولكن لكل من يحمل السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي. لذا لا أظن أن السهام الموجهة لحماس حاليا ستنال منها, فالعكس هو الصحيح, لأن أغلب هذه السهام موجه من خصوم للقضية الفلسطينية في الوقت نفسه, ومن أناس يتبنون أطروحات قريبة من الأطروحات الأمريكية والإسرائيلية.أما الشعب الفلسطيني فيبدو ملتفا لا حول حماس فحسب وإنما حول المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها, ويدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن المقاومة المسلحة باتت خياره الوحيد. والدليل على ذلك ما أظهره سكان غزة من صمود منقطع النظير في وجه الهمجية الإسرائيلية وما أظهره من بطولات لا تقل روعة عما قامت به حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية طوال فترة حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على القطاع!

*كيف تقيّم الموقف الحالي بكل احتمالاته وتداعياته؟

لا شك عندي أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من إذلال الجيش الإسرائيلي وتعريته وإثبات أنه قابل للهزيمة وليس الجيش الذي لا يقهر. وقد حاولت إسرائيل التغطية على هزيمتها العسكرية الساحقة في هذه الجولة من المواجهات المسلحة بالترويج لفكرة شيطانية مفادها أن ما جرى لها يوم 7 أكتوبر يشبه تماما ما جرى للولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر عام 2001, وذلك في محاولة بائسة لإنقاذ سمعة الجيش الإسرائيلي. ولأن الولايات المتحدة تبنت هذه الرواية, بل وأسهمت في صنعها والترويج لها, فقد انساق الرأي العام الغربي لبعض الوقت وراء هذه الفكرة وصدق شعار “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها” لتبرير حرب الإبادة التي قررت إسرائيل شنها على قطاع غزة, غير أن ذلك لم يدم طويلا, فسرعان ما أدرك الرأي العام العالمي أن عملية “طوفان الأقصى” لم تأت من فراغ, وأن إسرائيل دولة محتلة وأن الشعب الفلسطيني يتعرض للقهر منذ عشرات السنين وهو الذي يدافع عن نفسه ويحارب من أجل التحرر والحصول على حقه في تقرير مصيره, وبالتالي فهو الضحية وليس الجلاد أو الإرهابي. ولأن رد الفعل الإسرائيلي على هذه العملية اتسم بالهمجية وبالخروج على كل القواعد القانونية والأخلاقية للشعوب المتحضرة, فسرعان ما أدرك الرأي العام العالمي أن أن إسرائيل هي المجرم الحقيقي, وهو ما يفسر المظاهرات المليونية التي اندلعت في معظم عواصم العالم تعاطفا مع الشعب الفلسطيني.لذلك فإن ما جرى يوم 7 أكتوبر الماضي يعد نقطة تحول كبرى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, وسوف يختلف ما بعده كليا عما كان قبله.غير أن تفاعلات الحدث لا تزال مستمرة ولم تنته فصولها بعد, ومن ثم فمن المبكر إجراء تقييم كامل لكل احتمالاته وتداعياته. صحيح أن المقاومةالفلسطينية حسمت الجولة الأولى لمصلحتها, لكن الحرب لم تنته بعد, ويمكن توقع أي شيء من جانب إسرائيل والولايات المتحدة ؛لأن ما يجري حاليا في منطقة الشرق الأوسط سيكون له تداعيات ليس على المنطقة فحسب وإنما على النظام العالمي كله ،ولن يقل أثره عن الأثر الذي تحدثه الحرب في أوكرانيا والتي لم تنته فصولها أيضا.

*ما توقعاتك  لقادم الأيام  بعد  انتهاء الهدنة؟

الوضع مفتوح على كل الاحتمالات. فالمقاومة الفلسطينية تمسك الآن بزمام المبادرة من خلال إدارتها لملف المحتجزين والأسرى, وهو ملف بالغ الأهمية. لذا أرجّح أن يتم تمديد الهدنة لفترات أخرى, لاعتقادي أن الشارع الإسرائيلي سيواصل ضغطه كي يتم الإفراج عن باقي الرهائن بنفس الطريقة, وبالتالي سوف يصعب على نتانياهو استئناف القتال قبل تحرير الرهائن, وذلك لأسباب عدة. فهو يدرك أنه لن يستطيع تحرير الرهائن بالقوة المسلحة, وهو ما ثبت بوضوح خلال حربه الهمجية التي شنها على المدنيين طوال الأسابيع الماضية دون أن تلحق الأذى بالمقاتلين, كما يدرك أيضا أن العالم كله, بما فيه الولايات المتحدة, لا يرغب في استئناف القتال خوفا من اتساع نطاق الحرب وتحولها إلى حرب إقليمية قد تخرج عن نطاق السيطرة. لذا يتوقع أن يتم التمديد المتكرر للهدنة وأن يتيح هذا التمديد فسحة من الوقت تسمح بالبحث عن مخرج سياسي, قد يأخذ شكل الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للبحث عن تسوية نهائية للصراع.وإذا حدث ذلك أظن أن المؤتمر الدولي المزمع عقده سيكون مضطرا هذه المرة للبحث عن أفق جديد للتسوية من خلال نهج جديد يختلف عن النهج المستخدم حتى الآن, ما سيصب حتما لصالح الطرف الفلسطيني والقضية الفلسطينية. ومع ذلك علينا ألا ننساق وراء الأحلام, خاصة وأنه يتوقع أن لا يستسلم نتانياهو بسهولة, لأنه يدرك أن مستقبله السياسي سينتهي بتوقف القتال نهائيا, ومن ثم يمكن أن نتوقع منه أي شيء للهروب إلى الأمام, بما في ذلك تسخين جبهة الشمال مع حزب الله أو الانتقام من أنصار الله في اليمن, أو أشياء أخرى من هذا القبيل.وعلى أي حال, ففي تقديري أن موقف إدارة بايدن هنا سيكون حاسما, خاصة وأنها ستنغمس في معركة الانتخابات الرئاسية خلال الأشهر القليلة القادمة, ومن ثم يتوقع أن تعمل على التهدئة وليس على التصعيد.ولأن الأوضاع لا تزال في حالة سيولة حتى هذه اللحظة, فليس من المستبعد أن تصبح مفتوحة على كل الاحتمالات.

*كيف ترى موقف الدول العربية من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل؟ وهل ترجح  أن ثمة اتفاقا  على الصمت أو  الردود الباهتة؟

كان العجز العربي الرسمي واضحا بصورة فاضحة منذ اندلاع الأزمة حتى الآن وما زال عاجزا عن التأثير الفعلي على مسارها. ولولا احتفاظ الشعوب العربية والاسلامية ببعض الحيوية واستمرار احتضان معظمها للقضية الفلسطينية لانكشف العجز العربي أكثر ولوصل التخاذل العربي إلى حد التواطؤ الفعلي والانحياز السافر لإسرائيل.وعلينا أن نتذكر أن العديد من الأنظمة العربية يتعامل مع حركة حماس باعتبارها خصما أو عدوا مبينا، وبالتالي يتمنى أن تختفي كليا وفورا من المعادلات السياسية في المنطقة.وأظن أنني لا أبالغ إن قلت بعض هذه الأنظمة كان يتمنى في قرارة نفسه أن تنجح إسرائيل في القضاء عسكريا وسياسيا على حماس, ولولا خوفها من ردة فعل شعوبها لما ترددت في إدانة حماس علنا وتوجيه اللوم لها باعتبارها المسؤول عما حل بسكان قطاع غزة وبالمنطقة. غير أن الشعوب العربية تدرك, لحسن الحظ, أن المعركة الراهنة ليست معركة حماس أو الفصائل الفلسطينية وإنما هي معركة الشعب الفلسطيني كله وأن الانتصار فيها سيكون للقضية الفلسطينية وليس لفصيل بعينه.

*وأي دولة تراها استثناء في  موقفها؟

موقف دولة الإمارات كان الأكثر لفتا للأنظار, وبالتالي ربما يكون هو الاستثناء الأكثر وضوحا. فقد اتسم هذا الموقف بالخلط بين رؤيتها لحماس كجزء لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين ومسؤوليتها كدولة عربية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مصالح الشعب الفلسطيني كشعب واقع تحت الاحتلال الأجنبي.لذا أعتقد أنه موقف يصعب تبريره, ومن ثم فهو يحتاج إلى تفسير, ولا أريد أن أزيد هنا لأن الوقت ليس وقت تبادل العتب أو المناكفات ويحتاج إلى تكاتف العرب أجمعين, شعوبا وحكومات.

*ماذا لو انتصرت المقاومة؟!

لا يخالجني أدني شك في أن المقاومة الفلسطينية سوف تنتصر في النهاية, لأن هذا هو منطق التاريخ.صحيح أن لدى المشروع الصهيوني قدرات وإمكانات هائلة, وربما لا يكون لهذا المشروع مثيل أو سوابق تاريخية مماثلة, خاصة من حيث الانتشار والتعقيد والقدرة على التأثير, لكنه في النهاية مشروع استعماري استيطاني عنصري, وبالتالي لا مستقبل له في القرن الحادي والعشرين, ويقيني أنه لن يستطيع أحد أبدا أن يهزم شعب في بسالة وإصرار الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه كاملة. لكن الانتصار لن يتم بالضرورة بالضربة القاضية وإنما سيحدث بالتراكم وجمع النقاط.وفي تقديري أن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة, وليس حماس فقط, ستخرج من الجولة الحالية فائزة بأكبر عدد من النقاط!!!

*كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية  بعد Ù§ أكتوبر؟

القضية الفلسطينية, ومنذ لحظة ولادتها الأولى كانت قضية عالمية وإقليمية في الوقت نفسه, وليس فقط محلية. لذا أعتقد أنها لن تحل جذريا إلا إذا طرأت تحولات عميقة على كل الأطراف التي أسهمت في تعقيد هذه القضية, وعلى كل المستويات, وأقصد هنا الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني والأوضاع الإقليمية والعالمية, وهو ما يحدث الآن فعلا. فالكيان الصهيوني وصل الآن إلى ذروة صعوده وبدأ مرحلة الهبوط تحت تأثير تناقضاته البنيوية التي لن يستطيع تجاوزها بأي حال من الأحوال, والشعب الفلسطيني يبدأ الآن مرحلة جديدة من النضج والصعود بعد أن أدرك أنه ترك يواجه مصيره وحيدا، وأن عليه أن يعتمد على نفسه في المقام الأول. وأظن أن ما جرى في 7 أكتوبر يثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن هذا الشعب لن يستسلم أبدا ولن يقبل الهزيمة مهما كانت التضحيات المطلوبة, وبالتالي فهو قادر على تحقيق الانتصار في نهاية المطاف.أما المنطقة الحاضنة للصراع فتشهد بدورها تحولات جذرية, وهي الآن منقسمة إلى محورين: أحدهما يسعى لتثبيت الأمر الواقع والقبول به ويحاول منع تغييره, والآخر يقاومه ويسعى لتغييره. ولأن الشعب الفلسطيني لم يعد أمامه من خيار آخر سوى الانخراط في محور المقاومة, يتوقع أن يرتبط مصيره في النهاية بمستقبل هذا المحور.وأخيرا يلاحظ أن النظام الدولي, والذي ظلت الولايات المتحدة تهيمن عليه منفردة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي, يشهد تحولات عميقة تدفعه نحو تعددية قطبية يتوقع أن تنعكس إيجابا على القضية الفلسطينية وسلبا على المشروع الصهيوني. ولأن القضية الفلسطيني لن تحل إلا بهزيمة المشروع الصهيوني, أعتقد أن مرحلة الحسم النهائي قد بدأت بالفعل, لكن الطريق لا يزال طويلا.

*بم تفسر هذا الانحياز المكشوف من أوروبا وأمريكا لإسرائيل؟ ألم يخشوا من سقوط الأقنعة؟

انحياز أوروبا وأمريكا لإسرائيل ليس جديدا. فأوروبا هي التي تبنت مطالب الحركة الصهيونية منذ البداية, سعيا للتخلص من اليهود أنفسهم أولا, ثم للتخلص من عقدة ذنب الاضطهاد الذي مارسته ضدهم, ثانيا, وأخيرا لكي تقيم حاجزا يفصل بين المشرق والمغرب العربي ويحول دون ولادة دولة كبرى في هذه المنطقة تحل محل الامبراطورية العثمانية التي كانت على وشك الانهيار عند نشأة الحركة الصهيونية. وحين تراجعت مكانتها ولم تعد أوربا قادرة على تولي مركز الصدارة في النظام الدولي, تولت الولايات المتحدة مهمة تثبيت دعائم المشروع الصهيوني وضمان تفوقه نيابة عنها. وكلاهما, أوروبا والولايات المتحدة لا يخشى من سقوط الأقنعة لأنهما سعيا في كل الأوقات لتحقيق مصالحهما حتى لو تناقضت كليا مع القيم والقواعد الأخلاقية والقانونية التي يدعان أنهما يدافعان عنها.

* أخيرا..ما تقديرك لحسابات مكسب Ù§ أكتوبر  وخسارته؟

من الصعب الآن الحديث عن حسابات المكسب والخسارة, لأن ما جرى يوم 7 أكتوبر ما زال يتفاعل بشدة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية, لكن الصورة ستتكشف رويدا رويدا خلال الأسابيع القليلة القديمة. وإذا لم ينجم عن هذه التفاعلات نشوب حرب إقليمية شاملة, وتم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار, أظن أن عجلة حل القضية الفلسطينية ستبدأ في الدوران, وحينها ستدخل المنطقة في مرحلة جديدة تماما ربما تكون أخطر من المرحلة الحالية. وعلينا أن ننتبه إلى حقيقة أن قوى إقليمية ودولية كثيرة ستحاول عرقلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل حقيقي وجذري للقضية الفلسطينية وستعمل بدأب على ابتداع صيغة جديدة لإدارة الصراع وليس حله. لذا علينا أن نتجنب التقاط قطعة الجبن Ù…Ù† Ù†ÙØ³ Ø§Ù„مصيدة.

Related posts

One Thought to “د. حسن نافعة لـ”رأي اليوم”: أنظمة عربية عديدة تعتبر حماس عدوا مبينا.. “طوفان الأقصى” أعادت الاعتبار لكل من يحمل السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي.. المقاومة حسمت الجولة الأولى لمصلحتها لكن الحرب لم تنته بعد.. حذار من التقاط قطعة الجبن من نفس المصيدة”

  1. كان أستاذنا الدكتور أحمد إبراهيم درويش هو الذي نبهنا في صفحة دار العلوم الاجتماعية، على مقال الدكتور نافعة، ثم توالت على المقال التعليقات كما تقرؤون، وقبل كل تعليق اسم صاحبه:
    أ.هاشم عبد الراضي:
    “مقال د. حسن نافعة ..راااائع .. Ùˆ فيه تحليل وعمق سياسي يليق بقامته الأكاديمية في تخصصه ØŒ رغم أن أفكاره الأيديولجية على المستوى الشخصي قد لا تتوافق مع أفكار الكثيرين منا ..
    لكن عرض بامتياز لتحليل الموقف و سبر أغوار بعض خصوم حماس الذين يوجهون سهامهم لها بوصفها الجناح العسكري للإخوان ( و هذه قد تكون حقيقة مؤكدة ) و أن هذه النظرة من الخصوم و هذه السهام سياسية ..
    و أن من يوجهون سهامهم تغافلوا عن كونها رمزا جادا و عمليا لمقاومة الاحتلال .. و بالتالي في ظل تراجع الدور العربي الذي بدأ ينخرط الكثيرون منهم في تيار التطبيع . صارت حماس هي الحركة الوحيدة التي أخذت على عاتقها تحرير فلسطين ، بينما خبا دور الطوائف الفلسطينية الأخرى . بل تضامنت كل الطوائف معهم و تراجعت الانقسامات الداخلية.
    â–ª أقول : Ùˆ قد ثبت منذ الأمس أن حماسا ليست ذات أهداف برجماتية تجلب عليها سهام الخصوم ØŒ بدليل أنهم في صفقتهم – التي تمت برعاية مصر ( أم العرب ) Ùˆ قطر Ùˆ أمريكا – لم تنحصر مطالبتهم بإخراج المساجين التابعين للمقاومة .. بل شملت الصفقة إطلاق سراح المساجين من أبناء فلسطين دون النظر لانتماءاتهم ( فتح – منظمة التحرير – كتائب القسام – حماس ) .
    ▪ أنا قمت بمشاركة هذا المقال بعدد من أصدقائي المهتمين بالقضية .
    â–ª Ùˆ سيظل دور مصر رائدا في قضايا الدول العربية بصفة عامة ØŒ Ùˆ القضية الفلسطينية بصفة خاصة”.
    أ.د.عبد الرحمن سالم:
    “تحليل عميق للموقف الراهن ØŒ وقد أثبتت حماس أنها تعبر عن أشواق الأمة العربية والإسلامية كلها ،كما كسبت احترام العالم وتعامله بهذا الصمود الاسطوري ØŒ وقد قرأت في إحدى مظاهرات لندن لافتة كتب عليها Ø›
    Courage is made in Palestine
    الشجاعة تصنع في فلسطين . والمتوقع في الفترة القادمة ان يحاول نتنياهو أن يكثف هجماته ليحقق انتصارا زائفا على النساء والأطفال والمرضى والمصابين ،ولكن إسرائيل تكتب نهايتها لان وجودها ضد التاريخ وضد الجغرافيازضد المنطق .انها ورم خبيث في جسد الأمة يستحيل  التعايش  معه”.
    أ.د.طه عبد العليم:
    “وماذا عن الدمار الذي أصاب 60Ùª من بيوت غزة وبنيتها التحتية؟!
    وماذا عن إهدار دماء 15000 من أهل غزة، أكثر من نصف هذا العدد من الأطفال والنساء؟! أم أن إراقة دماء هؤلاء المساكين هي سهلة وبسيطة علي القلوب، وحرمة دماء المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة؟!
    وماذا عن 32000 جريح، وكثير منهم جراحاتهم خطيرة، وبترت أطرافهم؟!
    وماذا عن جثث الآلاف الموجودة تحت الهدم والركام؟
    وماذا عن تهجير حوالي مليون من أهل غزة من بيوتهم، مشردين، مشتتين؟
    ويا تري ماذا سيحدث من قتل وتشريد لفلسطيني غزة بعد الهدنة وتبادل الأسري؟
    فما المصلحة الشرعية الكبري، وما الردع الذي حققته هجمات 7 أكتوبر ضد العدو الصهيوني المجرم؟ هل يعد ذلك انتصارا حقيقيا؟ ولو كان انتصارا فهل حقق الأهداف المرجوة في دحر اليهود وانتزاع أرضنا المغتصبة؟
    أسئلة مشروعة.
    كل ما يمكن توقع تحققه أن تعود دولة الكيان الصهيوني إلي طاولة المفاوضات، لإقامة دولة فلسطينية باهتة، في مساحة ضيقة من فلسطين، ومهددة ومحاطة بقوة ترسانة السلاح الصهيوني. وقد تنهار في أي وقت من الأوقات، لأي سبب من الأسباب.
    كفانا كلام سياسة.
    صراعنا مع اليهود صراع عقيدة، ولن يهدأ اليهود ومن يعاونونهم ويساندونهم من الصهيونية العالمية ولن يتخلوا عن اعتقادهم التوراتي بأن فلسطين هي أرض الميعاد، وأنها موطنهم التاريخي، وأنها تمتد من النيل إلي الفرات.
    الحقيقة الغائبة: لن تتحرر فلسطين والقدس ولن تعود إلي المسلمين إلا إذا عاد المسلمون إلي دينهم الحق الذي رضيه الله تعالي للعالمين، أي يفهمونه فهما صحيحا، ويطبقونه، ويعيشون به في شتي مناحي الحياة كما فهمه الصحابة وطبقوه، وعاشوا به، فمكن الله لهم في الأرض، وفتحوا الدنيا بهذا الدين العظيم.
    وهذه الحقيقة يؤيدها آيات القرآن والأحاديث الصحيحة، والسنن الإلهية، وفهم العلماء لأحكام الجهاد (المنضبط)ØŒ والسياسة الشرعية وعلي سبيل المثال – في هذه المساحة المحدودة – الحديث الصحيح حديث ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم، قال: (إذا تبايعتم بالعينة [نوع من الربا]ØŒ ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر [إشارة إلي الانشغال بالدنيا عن الآخرة، وليس المراد ترك تعمير الأرض]ØŒ وتركتم الجهاد في سبيل الله [الجهاد المنضبط بأحكامه]: سلط عليكم ذلا [ومثاله تسليط اليهود وحلفائهم] لا ينزعه عنكم حتي ترجعوا إلي دينكم)ØŒ وفي لفظ: (حتي تراجعوا دينكم).
    وما الدين الذي إذا رجعنا إليه (أي طبقناه كما أنزله الله علي رسوله) رفع الله الذل عنا، وأنزل النصر علينا؟ هل هو الدين الذي تفهمه الفرق والجماعات المعاصرة، كل بحسب هواه، وطريقته؟
    إنه دين الإسلام العظيم الذي كان عليه المسلمون الأوائل من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فهما، وعملا، عقيدة، وشريعة، وأخلاقا، وسلوكاً.
    وهيهات، هيهات أن يحدث هذا إلا إذا تربي المسلمون علي دين الإسلام، علما، وفهما، وعملا، واستقامة عليه.
    هذا هو الطريق – وإن كان طويلا – هو طري الصلاح والإصلاح، والنصر علي الأعداء، والتمكين في الأرض.
    وأعداؤنا يفهمون ذلك جيدا، فعملوا بالليل والنهار ولا يزالون – عبر مؤسساتهم الجبارة، وبكل وسيلة – علي إبعاد المسلمين عن فهم دينهم الحق، والاستقامة عليه، ليسهل السيطرة عليهم، وعلي عقولهم، وهويتهم, وليسهل إضعافهم، والتفريق بينهم، وقد نجحوا كثيرا في تحقيق أهدافهم، (والله غالب علي أمره)ØŒ Ùˆ(لله الأمر من قبل ومن بعد).
    ومعذرة علي التعليق، فالموضوع يفرض نفسه”.
    أ.د.محمد جمال صقر:
    “إلحاحك يا دكتور طه دليل إخلاصك وصدقك إن شاء الله وأنك لا تريد بما تكرره إلا الخير
    وقد ذكرتُ في أثناء قراءة كلامك هذا سؤالا سئله رسول الله صلى الله عليه وسلم أيصلي الرجل الفاسد فقال نعم تصلحه الصلاة
    والجهاد في الإصلاح مثل الصلاة فهو كفيل بمعالجة كل تلك الأدواء الإيمانية التي نبهت عليها
    يعالجها بتلك الدماء الزكية
    وقد رأينا كيف تدرج الغزيون ونحن معهم بما أصابهم في سبيل الله فما ضعفوا وما استكانوا في مدارج الإسلام والإيمان والإحسان والرضا حتى صار العالم كله يتحول عن غيرهم إليهم ويتخذهم حنانا يأوي إليه وأساسا للمستقبل يبني عليه
    ورحم الله أستاذنا الطاهر مكي فقد كان يرى الحرب هي علاجنا نحن المصريين الوحيد
    قد تثقل القلب
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالح ولا تتوخ الهرب
    لا تصالح على الدم حتى بدم
    لا تصالح ولو قيل رأس برأس
    أكل الرؤوس سواء
    أقلب الغريب كقلب أخيك
    أعيناه عينا أخيك
    وهل تتساوى يد سيفها كان لك
    بيد سيفها أثكلك”!
    أ.د.آدم أحمد آدم:
    “أحسنت ا.د محمد صقر .
    وان كان لكل هذه المناقشات والجدال فائدة عملية فهى القلق المشروع على أبنائنا الطلاب في الكلية ..كيف يقدم لهم التاريخ الاسلامى في ضوء الانغلاق الفكرى للبعض ..هل يقدم حكايات سردية أم يتم ربطه بالعلوم الحديثة مثل :
    – التخطيط الاستراتيجى
    – التوازن العسكرى
    – الافكار خارج الصندوق
    – استثمار النجاح العسكرى في التفاوض السلمى
    – الرأى العام وأثره في تغيير مواقف الحكومات
    – علاقة الحروب بالاقتصاد .
    – دور الإعلام الحديث (وسائل التواصل الاجتماعى) في تغيير الصورة الذهنية …الخ
    ولله الأمر من قبل ومن بعد
    ولله الأمر من قبل ومن بعد”!

Leave a Comment