مُطعم الحمام

من حيث نظرت إلى هذه الحمامة وجدتها حزينة؛ مات هذا الصباح جارنا من فوقُ بجزيرة الروضة الحاج أحمد الذي سميته في هاتفي اختصارا مُطعِم الحمام، وهو كان مطعم الأحياء جميعا، من يعرف ومن لا يعرف: أما الحمام فكنا نصحو كل صباح بمظاهرة حمَاميّة على بَسْطة شبابيكنا، يتنازع فيها الحمامُ الحَبَّ أسرابا أسرابا لا ندري من أين تأتي! وأما الناس فكان هو يغتنم مناسباتهم فيهديهم فيها ما لم يعد أحد يهديه أحدا! ولو رأيته ما ألقيت له بالا! وهكذا أهل الله من قديم، ولو أقسموا على الله لأبرَّ أقسامهم! رحم الله جاري مطعم الحمام، وطيب ثراه، وعظم فيه أجرنا وأجركم، وعوضه بكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

Related posts

Leave a Comment