واحَرَّ قلباه، لسعود بن حمد بن عبدالله الظفري

وَاحَرَّ قَلْبَاهُ لَا قَلْبٌ وَلَا حَجَرٌ
يَحْنُو عَلَيْنَا وَلَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ إِذْ مَسْرَى الرَّسُولِ غَدَا
يَدُوسُهُ الرِّجْسُ وَالشَّيْطَانُ وَالْقَذَرُ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ يَا عَمَّاهُ غَزَّتُنَا
تَعِيثُ فِيهَا كِلَابُ النَّارِ وَالْكَدَرُ 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ يَا أُمَّاهُ عِزَّتُنَا
تَئِنُّ إِذْ خَيْلُهَا يَغْتَالُهَا الْخَوَرُ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ قَدْ شَاخَتْ عُرُوبَتُنَا
وَسَيْفُ يَعْرُبَ فِي الْأَغْمَادِ يَعْتَصِرُ 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مَا قَامَتْ قِيَامَتُهُمْ
أَمَا يَرَوْنَ لَهِيبَ الذُّلِّ يَسْتَعِرُ 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ لَيْسَ الْجُوعُ يَقْتُلُنَا
بَلْ سَيْفُ يَعْرُبَ لَمَّا جَاءَ يَعْتَذِرُ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ وَالْقَسَّامُ حِينَ بَدَا
صَاحَ الْبُغَاثُ بِأَحْلَامٍ بِهَا فَجَرُوا 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ هَلْ فِي دِيْنِهِمْ عَوَرٌ
أَمْ إِنَّهُمْ يَا تُرَى مِنْ إِفْكِهِمْ سَكِرُوا 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ لَوْ صَامَتْ مَنَابِرُهُمْ
لَكَانَ فِي صَوْمِهَا الْإِحْسَانُ وَالظَّفَرُ 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ وَالْقَسَّامُ فِي دَمِهِ
نَبْضُ الْكَرَامَةِ لَكِنْ لَاتَهُمْ نَصَرُوا 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ لَيْلُ الْبُؤْسِ يَكْتُبُنَا
حِكَايَةً عَجَزَتْ عَنْ وَصْفِهَا الصُّوَرُ 
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ كَانَ الْأَمْسُ يُنْشِدُنَا
مَفَاخِرًا صَافَحَتْهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ كَانَ الْأَمْسُ فِي يَدِهِ
سُيُوفِ عِزٍّ بِهَا الطُّغْيَانُ يَنْكَسِرُ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ إِنَّ الْيَوْمَ يَذْبَحُنَا
بِذُلِّ يَعْرُبَ وَالْأَمْجَادُ تَحْتَضِرُ
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ إِذْ تَبْكِي طُفُولَتُنَا
وَلَا مُجِيبَ وَلَا سَمْعٌ وَلَا بَصَرُ

Related posts

Leave a Comment