الØمد لله رب العالمين!
لم تهدأ يوما الØرب بين الشرق ببراءته وسذاجته والغرب بوقاØته وشراسته! لقد انتصر المسلمون على اليهود ÙÙŠ Øروبهم العسكرية، ولكن استطاع اليهود تغيير إستراتيجيتهم وأسلوب Øربهم، وهاجموا الإسلام من الداخل، ويمكننا القول إنّهم انتصروا على المسلمين، ودمروا دولة الإسلام من الداخل؛ Ùقد كان عبد الله بن سبأ نموذجًا ÙŠÙˆØ¶Ø ØªØºÙ„ØºÙ„ اليهود ÙÙŠ الدولة الإسلامية مجتمعا ÙˆÙكرا ÙˆÙلسÙØ© ÙˆØكما. لقد كانت شرعيّة الØكم ÙÙŠ الدولة الإسلامية هي الشرعية القرشيّة عموما، ثم نشأ خلا٠بين عمومية الشرعية القرشيّة وخصوصيّة الشرعيّة القرشيّة الأمويّة أو العلوية أو العلوية الÙاطمية؛ Ùكانت الخلاÙØ© الرشيدة ثم الخلاÙØ© الأموية ثم الخلاÙØ© العباسية ثم الخلاÙØ© الÙاطمية. Ø£Ø±Ø¬Ù‘Ø Ø£Ù† نشأة الإسلام السياسي الØديث ترجع إلى زمن خلاÙØ© أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعلى يد الخوارج تØديدا؛ Ùقد أخذ الصراع بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين معاوية بن أبي سÙيان شكلا قاسيا مؤلما أدمى قلوب المؤمنين منذ نشأته Øتى الآن، ولا يمكن أن ننكر أو نتغاÙÙ„ عن Øقيقة اشتراك طرÙÙŠ النزاع ومسؤوليتهما عن ظهور الأÙكار المتطرÙØ© ÙÙŠ العالم الإسلامي. لقد Øاول أهل العراق استنساخ Øالة الهجرة ÙÙŠ التاريخ الإسلامي؛ Ùأقنعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالهجرة إليهم ÙÙŠ العراق، وبعد أن تم لهم ما أرادوا خرجوا عليه، وقتلوه بØجة أنّه لا يطبق تعاليم الاسلام، ووصل بهم الأمر أن ÙƒÙّروه وهو من هو! قصد الخوارج من ذلك الانØرا٠بشرعية الØكم ÙÙŠ الدولة الإسلامية عن الشرعية القرشية إلى الشرعيّة الإصلاØيّة. ÙˆÙÙŠ العصر التركي العثماني استمد الأتراك العثمانيون شرعيتهم ÙÙŠ قيادة الدولة الإسلامية ابتداءً من شرعية الإنجاز (ÙØªØ Ø§Ù„Ù‚Ø³Ø·Ù†Ø·ÙŠÙ†ÙŠØ©)ØŒ ثم سعى السلاطين العثمانيون ÙÙŠ تأكيد شرعيتهم من خلال شرعيّة الأمر الواقع وشرعية الوصاية على Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ÙŠ.
كان للمخابرات الإنجليزية خلال القرن التاسع عشر إلى منتص٠القرن العشرين دور عظيم ÙÙŠ القضاء على خصوم الإمبراطورية الإنجليزية، أدّته Ø¨Ù†Ø¬Ø§Ø Ù…Ù†Ù‚Ø·Ø¹ النظير؛ Ùها هي تØرض العرب على الانÙصال عن الخلاÙØ© التركيّة العثمانيّة ومØاربتها، تعبث بالعقول الØمقاء تارة، وتشتري الذمم الخربة تارة أخرى، وتنهي الخلاÙØ© الإسلاميّة، ثم قسّمت العالم الإسلامي بينها وبين أخواتها! وبسطوع نجم “الخلاÙØ© الإنجليزيّة” أدرك عبد العزيز آل سعود أنّه وجد المعين على إنشاء دولته التي اتّسعت Øتى شملت نجدًا والØجاز والأØساء، ولم يبق من جزيرة العرب إلا ما لم يمكنه أخذه. كان له ما أراد، وكان للإنجليز ومÙÙ† بعدهم الأمريكان الولاء٠والتبعيّةÙ! تبنى عبد الله آل سعود ومÙÙ† بعده عبد العزيز آل سعود شرعيّة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ÙŠ لتكون الشرعية المؤسّسة Øكم آل سعود لجزيرة العرب، Ùكانت الدولة السعوديّة الأولى والثانية، ÙˆØ¨Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© السعودية الثانية ÙÙŠ الظهور رغب آخرون ÙÙŠ تكرار التجربة!
تواطأ العثمانيون والإنجليز على إضعا٠مصر Ù…Øمد علي، Øتى كان الاØتلال الإنجليزي لها نهاية القرن التاسع عشر. كان على مصر ملك Ùاسد، قدّم للاØتلال التسهيلات والتنازلات على Øساب المصلØØ© الوطنية ليØمي بقاءه على العرش؛ Ùرسخّ الاØتلال الإنجليزي وجوده بنشر قواعده الÙكريّة والثقاÙيّة والسياسيّة والعسكريّة ÙÙŠ ربوع مصر. أراد الاØتلال الإنجليزي البقاء طويلا ÙÙŠ مصر والسودان، وتØسّبا لمستجدات الأمور عمل الاØتلال على غرس بذور أنظمة سياسية موالية له؛ Ùكان Øزب الوÙد، وكانت جماعة الإخوان المسلمين! أنشا الاØتلال Øزب الوÙد ÙƒØزب سياسي شعبي علماني على النمط الغربي. وعمل Øزب الوÙد على تبني Ùكرة الاستقلال عن التاج البريطاني، وذلك لتØقيق السيطرة على Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ÙŠ الساذج إلى الاستقلال عن بريطانيا واØتوائه وجعل Ùكرة الاستقلال لا تخرج عن إطار العبث السياسي! وأنشأ جماعة الإخوان المسلمين جماعة دينية أصوليّة تكÙيريّة متشددة لاستقطاب ذوي التوجه الديني الأصولي، وقدّم لها الدعم، وسهل لها التدريب والتنظيم والانتشار؛ ذلك لضمان السيطرة على الطر٠الآخر من النهر السياسي المصري! ساعد الاØتلال الإنجليزي الشاب Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Øسن البنا على تنÙيذ تصوره للØكم الجديد ÙÙŠ مصر؛ Ùكوّن Øسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، وأدواته الدين والمال والأتباع والاعوان؛ Ùكانت الجماعة من Øيث التنظيم كأنها نسخة شبه مطابقة لتنظيم الإخوان الماسون الإنجليزيّة اليهودّية!
مدرسه دار العلوم طلابها يثورون على الزي الأزهري (العمامة، والقÙطان)ØŒ ويطالبون بتغييره إلى الØÙلة الإÙرنجّية والطربوش، Ùهل يمكن القول إنّ الÙكر الغربي استطاع اختراق Øصن العربيّة ÙÙŠ القاهرة؟ تخرّج Øسن البنا ÙÙŠ مدرسه دار العلوم، ومن قبلها ÙÙŠ مدرسة التصو٠الØصاÙية التي Ùيها يخضع المريد لسلطة وهيبة الشيخ -“كالميّت بين يدي مغسّله”- كما كان يخضع المسلمون الأوائل لرسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- أو يزيد! استلهم Øسن البنا من الملك عبد العزيز آل سعود Ùكرته -وربما خطواته- ÙÙŠ إنشاء دولته المنشودة، Ùهاجر إلى شرق مصر (مدينة الإسماعيلية)ØŒ Øيث لا مناÙس له أو معارض ولا منتقد من رجال الÙكر والثقاÙØ© والدين والسياسة ممن كانت تعج بهم القاهرة وقتها -Ùليس ÙÙŠ الإسماعيلية سوى معسكرات الاØتلال الإنجليزي ومخابراته النشطة المتلهّÙØ© دائما للمتعاونين المخلصين، والعمال والÙلاØين البسطاء وقليل من موظÙÙŠ الدولة المتعطّشين إلى العلم والمعرÙØ© والمخلصين لدينهم ولتاريخ أمّتهم- Ùأخذ يدعو إلى الإسلام، ويعلم مبادئه السمØØ©ØŒ ولم ينس أن يدعو أيضا إلى اتّباعه ومبايعته خليÙØ© للمسلمين! Ùكان مما يقول لأتباعه: المؤمن شخص آمن بدعوتنا وصدّق بقولنا وأعجب بمبادئنا ورأى Ùيها خيرا اطمأنت إليه Ù†Ùسه وسكن له Ùؤاده؛ Ùهذا ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا Øتى يكثر به عدد المجاهدين ويعلو بصوته صوت الداعين- Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªÙˆØµÙŠÙ Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø§Ø¦ÙŠ لتنظيم الإخوان المسلمين، أنه تنظيم سري عنصري مغلق يسعي للوصول إلى السلطة بأي طريقة أو وسيلة! تبنى Øسن البنا وخلÙاؤه من بعده المنهج الشيعي المعرو٠(التقيّة)ØŒ الذي ÙŠØ¨ÙŠØ Ù„Ø£ØµØابه الكذب والغش والخيانة ومخالÙØ© ثوابت العقيدة وركائز الشريعة للوصول إلى غايتهم العظمى وهي Øكم مصر! كان Øسن البنا يتقمّص شخصيّة رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- تارة، ويقلد شيوخ الطرق الصوÙية تارة أخرى، Øتى كثر أتباعه ومريدوه، ليعطي لنÙسه الØÙ‚ المقدّس ÙÙŠ إمامة المسلمين. وما إن اقتربت دعوته من القاهرة Øتى اصطدمت بØائط صلب من تراث ثقاÙÙŠ وجيش عريق وشعب ناقد Ùذّ، Ùظهرت دعوته وكأنها عبث Ø·Ùولي مثير للشÙقة أكثر منه للاهتمام! جمع Øسن البنا ÙÙŠ شخصه كلا من السلطة السياسيّة والسلطة الدينيّة الدعويّة الإصلاØيّة، وكوّن داخل جماعته Ùريق اغتيالات للتخلص من المعارضين المزعجين! كانت الظرو٠كلها مهيّأة أمام Øسن البنا؛ Ùالقوة العسكرية ÙÙŠ يد الإنجليز المرØّبين به الداعمين له، والملك Ùاسد ضعي٠تضاءلت شعبيته بعد اعتناق أمّه الملكة نازلي المسيØيّة وزواج أخته من شاب مسيØÙŠØŒ والساØØ© السياسيّة والثقاÙيّة ÙÙŠ القاهرة مليئة بالصراعات والانقسامات؛ ÙالأØزاب مشغولة بمهاجمة القصر تارة ونÙاق الإنجليز واستجدائهم تارة أخرى، والشباب تائه يبØØ« عن قائد ملهم! لم يكن من الممكن أن يقبل المثقّÙون المصريّون بهذا العبث (تنظيم الإخوان المسلمين)ØŒ اللّهم إلا هذه الÙئة من البسطاء والمØدودي الثقاÙØ© والمنتÙعين، هؤلاء Ùقط هم الذين يقبلون بالالتØاق بهذا التنظيم! وطبقا لما هو وارد ÙÙŠ كتابات Øسن البنا ورسائله كان ينوي إقامه دولة مركزية هرمية شموليّة سلطويّة عنصريّة، مع إلغاء الأØزاب وتوجيه المجتمع تجاه تØقيق طموØÙ‡ الخارجي (الخلاÙØ© الإسلاميّة)! لم يؤمن Øسن البنا ولا Ø£Øد من أتباعه بشرعيّة الانتخاب وتداول السلطة، ولا بشرعيّه الØاكم Ø§Ù„Ø£ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„Ø£Ù‚Ø¯Ø±Ø› Ùهم يوهمون أنÙسهم بأنهم هم Ùقط Øراس العقيدة، ولهم ميراث النبّوة، ولا ÙŠØÙ‚ لأØد أن ينازعهم Ùيه! والمستغرب ÙÙŠ الأمر أنهم ليسوا أهل Øكم أو علم ÙˆÙكر أو سياسة؛ Ùلم يكن Øسن البنا Ù…Ùكرا مثل جمال الدين الأÙغاني أو الشيخ Ù…Øمد عبده! زعم المÙكر عباس العقاد أن Øسن Ø£Øمد عبد الرØمن Ù…Øمد البنا الساعاتي منØدر من أصول يهوديّة مغربيّة؛ من Øيث لقب الساعاتي لقب مهنة، ومهنة الساعاتي كانت مقصورة عندئذ على اليهود!
اعتمد Øسن البنا ÙÙŠ إنشاء تنظيمه على ثلاث تجارب سياسية:
الأولى التجربة الماسونيّة
ÙÙŠ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين انتشرت ÙÙŠ مصر المØاÙÙ„ الماسونية؛ Ùربما تأثّر Øسن البنا بالتنظيم الماسوني العالمي، يظهر ذلك جليا ÙÙŠ تنظيم كوادر الاخوان ورتبهم ودرجاتهم داخل تنظيمهم الشبه العسكري، ÙˆÙÙŠ قسم البيعة والولاء الشديد للÙكرة والتضØية من أجلها والتآمر على الدولة والنظام الØاكم Ùيها أيا كان، والشعور العام لدى Ø£Ùراد الجماعة بالاستقلال والخروج على الدولة ومعاداتها؛ Ùقد ترسّخ ÙÙŠ أذهان أتباع Øسن البنا أنهم المØتكرون للعلم والخطاب الإسلامي على رغم سذاجة مستواهم الثقاÙÙŠ والÙكري، وأنهم الوØيدون دون غيرهم رسل الإسلام، وأن علماء مصر هم علماء السلطان، يجب عدم الوثوق بهم! واتهموا كل الأنظمة الØاكمة بالكÙر والإلØاد Øتى يسوÙّغوا الانقلاب عليهم! ويظهر أيضا ÙÙŠ البعد العالمي ÙÙŠ أدبياتهم (أستاذية العالم)ØŒ ومØاولتهم التشبّه باليهود ÙÙŠ تاريخهم، وتنمية الإØساس بالاضطهاد وعداء المجتمع، ÙˆÙÙŠ السريّة والغموض والتقوقع على الذات! ولم يقتصر Ù†Ùوذ الجماعة على مصر، بل انتشر وامتدّ إلى جميع الدول التي أمكن للاØتلال تقديم دعمه وعونه لها Ùيها!
الثانية التجربة السعودية
خرج عبد الله آل سعود على الخلاÙØ© العثمانية، وأسس دولته شرق جزيرة العرب؛ Ùأمر الخليÙØ© العثماني واليه على مصر Ù…Øمد علي باشا بالقضاء عليه، Ùكان له ما أراد. كان تبني ابن سعود Ù„Ùكرة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ÙŠ وتجديد الالتزام بتعاليم الإسلام لشعب الجزيرة، هو الÙكرة المؤسّسة المعلنة، وأساس شرعية الÙØ§ØªØ Ø§Ù„Ø¬Ø¯ÙŠØ¯ ودولته الجديدة. واستعان بالشيخ Ù…Øمد بن عبد الوهاب رمزًا للÙكرة الإصلاØية وواجهة. لكن Øسن البنا تÙوق على ابن سعود، Ùتبني دور Ù…Øمد بن عبد الوهاب مصلØًا ومجددًا دينيًّا ودور ابن سعود قائدًا سياسيًّا ÙˆØاصدًا لغنيمة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ÙŠ كليهما!
الثالثة التجربة التركية العثماني (الإنكشاريّة)
أراد Øسن البنا أن ينشئ جيشا من الشباب المخلص المتÙاني له المؤمن به؛ Ùكان لزاما عليه أن ينتقي منتسبي الجماعة من بين الأطÙال ولاسيما من الأØياء والقرى الÙقيرة، ليتم غرس مبادئ الÙكر الديني والتنظيمي لأعضاء الجماعة من الصغر، والتي من أهمها “أنت لا شيء دون الجماعة، والجماعة دونك لا ينقصها شيء”!
الاعتماد على دعم أجنبي
كانت مصر طوال Øياة Øسن البنا تØت Øكم الاØتلال الانجليزي، Ùنشأ تنظيم الإخوان المسلمين تØت سمع وبصر ورعاية وعناية ودعم المخابرات الإنجليزية؛ Ùلا عجب أن نجد أن المؤسّسين الأوائل للتنظيم كانوا عمّالا ÙÙŠ معسكرات جيش الاØتلال الإنجليزي بالإسماعيليّة. كان دور المخابرات الإنجليزيّة النشط جدا ÙÙŠ العالم الاسلامي مبعث ثقة واطمئنان للشاب Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Øسن البنا، ÙˆÙرصة سانØØ© لكل منهما ÙÙŠ معاونة الآخر، مما أشعره أثناء عمله الدعوي السياسي بالقوة التي بدت ÙÙŠ أسلوب تعاليه على ملك مصر والسودان Ùاروق الأول! كانت معاونة المخابرات الإنجليزيّة قديما ثم المخابرات الأمريكيّة Øديثا أساس بقاء الجماعة واستمرارها؛ Ùقد أراد الشاب Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Øسن البنا الوصول إلى السلطة، وأراد الإنجليز -وكذلك الأمريكان- نظاما سياسيّا عميلا. مع الأس٠راقت تجربة Øسن البنا لكثير من الطموØين خارج إطار الجماعة؛ Ùكانت التنظيمات الجهاديّة (التكÙير والهجرة)ØŒ والجماعة الإسلامية وكل التنظيمات التي تتخذ من الدعوة الإسلامية والصØوة الإسلامية شرعية للوثوب على السلطة؛ Ùمن عباءة Øسن البنا Ùكرا أو تنظيما خرجت كل التنظيمات الإرهابيّة التكÙيريّة ÙÙŠ العالم كله؛ Ùلم تعد مصيبة مصر والعالم الاسلامي منØصرة ÙÙŠ تنظيم الإخوان المسلمين؛ Ùها هو تنظيم القاعدة يشقي العالم الاسلامي كله بنزواته ÙˆØماقاته! بدت جماعة الإخوان المسلمين للشعب المصري تنظيمًا عصابيًّا إجراميًّا لا يعنى إلا بالوصول إلى السلطة والتشبّث بها، ولا يعنيه الوطن ÙÙŠ شيء، يستهين بترابه وشبابه وتاريخه وثروته وكأنها عمل غير صالØ! لقد آذى Øسن البنا مصر كما لم يؤذها Ø£Øد من قبل؛ ÙسامØÙ‡ الله إن كان مسلما، وإن كان غير ذلك يكÙيه ذلك!
إن المشكلة ليست ÙÙŠ Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ عودة الوØدة الإسلامية ÙÙŠ أي شكل Øتى الخلاÙØ© الإسلامية، لكنها ÙÙŠ القناعة المتواصلة عبر السنين لدى Øسن البنا وأتباعه من بعده أنهم هم Øراس العقيدة والمتØدثون باسم الإسلام، وليس بمسلم من لم يبايع Øسن البنا أو خليÙته، وأن الخلاÙØ© Øقهم وميراثهم، مما جعل الÙرد بتنظيم الاخوان يعاني من جنون العظمة! المشكلة تكمن ÙÙŠ قناعة بعض الناس بأن له الØÙ‚ المقدس ÙÙŠ زعامة المسلمين عامة والمصريين خاصة! لم يستطع الكثيرون من المسلمين أن ÙŠÙرقوا بين قيادة ورئاسة وإمارة رسول الله للمسلمين التي تستند على الØÙ‚ المقدس والتنصيب الإلهي له، وباقي الØكّام والولاة الذين ينصبهم الناس ويعزلونهم كما علمنا رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- وصاØباه الشيخان أبو بكر وعمر! ألم يقل الرجل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠØ± عمر بن الخطاب: لو أنّي أعلم Ø£Øدا من الناس أقدر مني على هذا الأمر لوليته؟ Ùالولاية ليست Øكرا على Ùئة، أو Øقا مقدسا لأØد من الناس أو لطائÙØ© من الطوائÙØŒ وهي كذلك ليست إرثا متوارثا، بل هي أمانة وتكليÙØŒ يكل٠بها القوي الأمين القادر على تØقيق العدل وسيادة القانون والمØاÙظة على الدولة وتماسكها.
تنبأ Øسن البنا لأتباعه أنهم سو٠يلاقون من قومهم الأذى والإهانة، مما جعل الÙرد بتنظيم الإخوان يمتلئ صدره بمشاعر التØÙز والكراهية؛ Ùإذا اصطدم بالمجتمع Ùإنه يأخذ موق٠المهاجم للØÙاظ عن المكانة المقدسة الموهومة التي وهبه إياها أستاذه Øسن البنا!
إن تاريخ الإخوان يتلخص ÙÙŠ جمع الأموال ومهاجمة الأنظمة الØاكمة والمجتمع، مما أدى إلى ترسخ مشاعر الكراهية ÙÙŠ Ù†Ùسه تجاه الدولة بمؤسساتها وتجاه المجتمع بجميع أطياÙه، والتي أصبØت الآن هي العامل الرئيسي لبقاء الجماعة وتماسكها! لم تكن المشكلة قطÙÙ‘ ÙÙŠ سيد قطب Ù†Ùسه، لم تكن المشكلة قطÙÙ‘ ÙÙŠ مؤلÙاته أو توجهاته الÙكرية والنÙسية أو طموØاته السياسية، ولكنّي أرى أنّ المشكلة الكبرى تكمن ÙÙŠ ÙلسÙØ© جماعة الإخوان المسلمين، هذه الجماعة التي أسّست ونظّرت وأØلّت الإرهاب والخروج على الدولة! لقد كانت الجماعة Ùكرا ونشأة جاذبة لكل الشخصيات المعقّدة السوداويّة الكارهة لنÙسها والØاقدة على المجتمع والمتعطشة للسلطة والشهرة والزعامة؛ لذا تجد أن كل من انطبقت Ùيه هذه الشروط عضو بارز ÙÙŠ الجماعة، Øتى لو كان Øديث الالتØاق بها! ونلØظ أنّ كل أعضاء الجماعة من العلماء الأسوياء سارعوا بتركها والابتعاد عنها والتبرؤ منها Ùور تأكدهم من أن جماعة الإخوان المسلمين ما هي إلا تنظيم عنصري سادي لا يهد٠إلا إلى الوصول إلى السلطة وقهر معارضيه، ويسعى للسلطان من وراء القرآن؛ Ùلقيت الجماعة من السلطات والمجتمع كل Ù†Ùور وازدراء! لقد كانت Ø£Ùكار Øسن البنا مزيجًا من الهرطقة الÙكريّة والانتهازيّة السياسيّة، مع قليل من تعاليم الإسلام التي Øددت واختيرت بعنايه، بØيث لا يكون Ùيها ما يمكن أن يعارض تعاليم Øسن البنا! ولم يكن من الممكن أن يتقبل المصريون هذا العبث، اللّهم إلا تلك الÙئة من السذّج والمØدودي الثقاÙØ©!
ربما كان القصر قد اØتاج إلى دعم الإخوان المسلمين لمواجهة خصومه السياسيّين -لكن Ùور أن خرجت الجماعة عن الخط المرسوم لها قتل Øسن البنا!- وربما كان السادات قد اØتاج إلى تنظيم الإخوان لمواجهة بقايا نظام جمال عبد الناصر، وربما كان Øسني مبارك يدعم الإخوان ÙˆÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بالنمو لدعم Ùكرة توريث السلطة، وربما كان الدعم الأمريكي لهم نظير خدمات يؤدونها للدولة الأمريكية قبل وصولهم للسلطة وبعده، والØقيقة التي لم يكن يتوقعها Ø£Øد أنّ تنظيم الاخوان المسلمين كان ضعيÙا هشّا بدرجة تجعله لا يستطيع مواجهة الواقع المصري، ناهيك عن ترويضه أو تطويعه؛ Ùكان السقوط أسرع مما تخيّل Ø£Øد ÙÙŠ العالم لا ÙÙŠ مصر ÙˆØدها! كان يجب أن يبقي Ùكر Øسن البنا لا تنظيمه Ùقط بعيدا عن الاصطدام بالقاهرة Ùكرا ومÙكرين وثقاÙØ© ومثقÙين وشعبا ومؤسسات!
إن تاريخ الإخوان من منذ إخوان عبد العزيز آل سعود Øتى إخوان Øسن البنا، هو تاريخ من التكبّر والنزق والغشم والاندÙاع، لكن كون الجزيرة العربية وقت عبد العزيز آل سعود مجتمعات بدائية انعزالية متÙرقة أدّى إلى Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¢Ù„ سعود ÙÙŠ إنشاء دولتهم، لكن الأمر ÙÙŠ مصر مختلÙØ› Ùمصر بعلمائها ومÙكريها كانت أكبر من الالتÙات إلى هذا الغلام الذي نادى لنÙسه بخلاÙØ© المسلمين!
خلاصه القول ÙÙŠ ÙلسÙØ© جماعة الإخوان المسلمين أنها تنظيم سري عنصري أخطبوطي مغلق، أسسه الأستاذ Øسن البنا، ليكون أشبه بتنظيم البنّائين الماسوني؛ Ùيسعى إلى السلطة بأي طريقة ووسيلة! أرى أن الإخوان كمن “خلطوا عملا صالØا وآخر سيئا”: Ùأما العمل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ùهو نشر الأخلاق الØسنة والÙضيلة وتعري٠الناس بالإسلام وتبسيط الشريعة للأÙهام (تبسيط الÙقه) وإعادة التراث الإسلامي للمسلمين ÙÙŠ Ø£Øاديثهم ومعاملاتهم Øتى أزيائهم واØتÙالاتهم بعد أن كاد التغريب ÙŠÙني الإسلام من عقول وقلوب المسلمين. ولكن لمّا كثر أعضاء جماعتهم ظهر عملهم السيئ المتمثل ÙÙŠ الاشتغال بالعمل السياسي بØماقة، أي بنÙس القواعد والمنطق والأسلوب الغربي الملØد من كذب وخداع ومداراة وغش. وقد تبنوا المنهج الشيعي المعرو٠بالتقيّة، الذي ÙŠØ¨ÙŠØ Ù„Ø£ØµØابه الكذب والغش والخيانة ومخالÙØ© ثوابت العقيدة وركائز الشريعة للوصول إلى غايتهم العظمى (Øكم مصر)! لم يهتم قادة الإخوان كما هو Ù…Ùروض وواجب على المسلم، بمعاونة قيادة الدولة وبذل Ø§Ù„Ù†ØµØ ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø±Ø´Ø§Ø¯ لها بلين وصبر ودأب، لكنّهم أخذوا بمواجهة ومØاربة الأنظمة ÙˆÙضØها -وربما اتهموها بالباطل- مما جعل هذه الأنظمة التقليديّة ÙÙŠ تÙكيرها تتخذ الإخوان أعداء لها لا إضاÙØ© وعونا! انتهج الإخوان برنامج عمل وأهداÙًا سياسية خاصة بهم بمعزل عن التوجه العام للدولة (مشروعًا إسلاميًّا عالميًّا)ØŒ مما أربك القيادة السياسية، وجعلها تزايد عليهم ÙÙŠ مجالات مناÙسة أخرى لجذب المؤيدين، كقومية عبد الناصر العربية، واستغراق السادات ÙÙŠ المØلية، واستغراب لمبارك؛ Ùاشتغلت مصر باهتمامات أخرى عن المصلØØ© الوطنية! ولأن الجميع تقريبا لا ÙŠÙهم أن ÙلسÙØ© الØكم ÙÙŠ مصر أنه نظام هرمي بيروقراطي عسكري تزاوجت Ùيه سلطة الدولة وسلطة المجتمع، أي لا يمكن وجود مشروعين سياسيين أو Ùكرتين تنمويتين أو توجهين طموØين أو قمّتين للسلطة أو ولاءين ÙÙŠ الدولة ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه، تبدو الجماعة للمتأمل شبه دوله وشبه عسكريّة وشبه دعوّية وشبه خدميّة اجتماعية وشبه Øزب سياسي! ترددت الجماعة بين امتهان السياسة والعمل على تØقيق الشريعة؛ Ùلا هي نجØت ÙÙŠ العمل السياسي، ولا هي تÙرغت لتØقيق الشريعة ونشر الÙضيلة! عمل قادة الجماعة على ترسيخ الشعور العام لدى Ø£Ùرادها بالاستقلال والخروج على الدولة -وربما عادَوها Ø£Øيانا- ورسخوا ÙÙŠ أذهان Ø£Ùرادها -وربما باقي أطيا٠الشعب- أنهم Ù…Øتكرون العلم والخطاب الإسلامي، وأنهم رسل الاسلام الوØيدون دون غيرهم، وأن علماء مصر ما هم إلا علماء السلطان، يجب ألا نثق بهم! واتهموا كل الأنظمة الØاكمة بالكÙر والإلØاد Øتى يجدوا المسوغ النÙسي والشعبي للانقلاب على الدولة! أخذ المرشد قائد الجماعة من أتباعه البيعة بالولاء والإخلاص له دون الدولة خليÙØ© للمسلمين؛ Ùنشأت معضلة الولاء للدولة مع الولاء للجماعة، ولأنه لا يمكن أن يجتمع ولاءان متعارضان ÙÙŠ قلب مصري تعمّقت الغربة وعدم القدرة على التÙاهم والتناغم والاتساق بين الجماعة وكل الأنظمة التي مرت بها، وبينها وبين المثق٠العادي، مما جعل من Ù…Øاربتها قدر كل Øاكم الذي لا يجد صعوبة ÙÙŠ إقناع الشعب به، وأصبØت الجماعة منذ أن أنشأها Øسن البنا -سامØÙ‡ الله!- شوكة ÙÙŠ ظهر مصر، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù„Ø²Ø§Ù…Ø§ على السلطة خاصة والشعب عامة الاختيار بين الجماعة ومصر؛ عسى الله أن يتوب علينا وعليهم، ويØÙظ مصر والمصريين!