الØمد لله رب العالمين!
الله ذات، غيب، اختصّ لذاته بكمال الجمال ÙÙŠ الأسماء والصÙات. الألوهية هي الهيمنة والعلو والاØاطة والقدرة، وأكبر مظاهرها الخلق. الرجولة (الذكورة)ØŒ هي امتداد متواضع لصÙات الألوهية بما Ùيها من شهامة وابتداء بالمعرو٠والÙضل. الربوبية هي العناية والرعاية والتنظيم والترتيب وأكبر مظاهرها تقدير الأرزاق. الأنوثة (الأمومة)ØŒ هي امتداد متواضع لصÙات الربوبية؛ لذلك كانت للرجولة (الذكورة) المكانة العليا ÙÙŠ Ù†Ùوس البشر على طول تاريخهم، Øتى إن المرأة Ù†Ùسها تعلي شأن الرجل وتتمني عاده أن يكون أكثر أبنائها ذكورًا. والمرأة السويّة ترتاع إذا شاهدت ذكرا متخنثا، كما أنها تزدري المرأة المسترجلة.
الرجل العادي السوي والمرأة العادية السوية
يلزم الرجل العادي قدر من الاستعلاء والجرأة والإقدام لمواقعة المرأة. وتذكر الأساطير ذلك الÙارس الذي يخط٠Ùتاته على Øصانه ويأسرها ÙÙŠ قلعته ويتخذها زوجة وأمًا، وهي تسعد بجرأته وترضى أن تكون أسيرته؛ ÙالØياة الجنسيّة الطبيعية تستلزم قدرا من القوة والجرأة من الذكر، وقدرا من الخضوع والاستسلام من الأنثى. إنّ الترتيبات النÙسية لدى الرجل والمرأة الضروريّة لتكوين الأسرة، أن الرجل هو السيد المطاع العالي القدر والمكانة، وأن المرأة هي الوزير المخلص والأمين والمعين لهذا القائد والربان على أن يصلا بالأسرة إلى غاية وجودها. أمّا إذا ما كانت الزوجة مساوية للزوج ÙÙŠ المكانة النÙسيّة ÙÙŠ الأسرة أو تعلوه، Ùسيكون ذلك شذوذا لا تستقر معه الØياة الزوجية! الأسرة هي ÙˆØدة المجتمع الأولى، ولكل Ùرد Ùيها اهتمامه وأولياته؛ Ùالأب اهتمامه الأكبر بأبنائه ثم عمله ثم زوجته. والأم اهتمامها الأكبر بزوجها ثم أبنائها ثم عملها. أما الأبناء Ùاهتمامهم الأكبر بمستقبلهم ثم أمهم ثم أبوهم. الاهتمام هو الانشغال الذهني وقصد المنÙعة. ومكان المرأة خل٠زوجها، ÙŠØميها وهي تقويه وتدÙعه للأمام. ومكان الأب خل٠أبنائه، يدÙعهم للمستقبل الذي يراه ببصيرته ÙˆØسه الأبوي. والأبناء ÙÙŠ صغرهم ينظرون تØت أقدامهم كي لا يتعثروا، وبمرور الزمن ومع اكتساب الخبرات ينظرون للأÙÙ‚ البعيد ليأخذوا المجتمع كله بأيديهم؛ يقول الله: “وما منّا إلّا له مقام معلوم”. وقد تترسخ اَØيانا ÙÙŠ Ù†Ùوس بعض الرجال صÙات التواضع والرØمة والØياء واللط٠والوداعة، بالقدر الذي لا يمكنه من مواقعة الأنثى؛ Ùلا يرغب ÙÙŠ خدش Øيائها ولا Øياء Ù†Ùسه، ويÙضّل أن يعيش ÙÙŠ سلام Ù†Ùسي مع المجتمع رجالًا ونساءً وأطÙالًا، ويجد معاشرة الأنثى أمرا شاقا على Ù†Ùسه، ويسمى مثل هذا الرجل “الØصور”.
ÙلسÙØ© الشذوذ
إنّ الله الذي خلق Ùسوي وقدّر Ùهدى، جعل لكل من الذكر والأنثى من الصÙات ما يكÙيه ويلزمه لأداء دوره ÙÙŠ الØياة، Ùالمرأة يستهويها اندÙاع الرجل وهجومه وشجاعته، وتستنكر عليه الØياء والخجل Øتّى شدة التهذيب. والرجل يستهويه خضوع المرأة واستكانتها Øتى لو اÙتعلت ذلك. وأي زيادة أو نقصان عما Ùطر الله الناس عليه ÙŠÙعدّ شذوذا وانØراÙا عن المنهج السوي القويم.
صور الشذوذ الجنسي
1) الذكر يقهر الأنثى. إذا زادت الرغبة ÙÙŠ الاستعلاء والاستكبار والهيمنة عند الذكر، طمع ÙÙŠ Ø¥Øداث قدر أكبر من القهر للأنثى، Ùيرغب ÙÙŠ مواقعتها بالدبر، وعندها ÙŠÙتقد الزوجان الØب والتناغم والتÙاهم، وتنØصر علاقتهما ÙÙŠ الإشباع الجنسي Ùقط، Ùإذا تهاونت المرأة وتضاءلت أمام Ù†Ùسها وأمام الذكر قبلت مواقعته لها ÙÙŠ الدبر.
2) اللّواط (الÙاعل). إذا زادت الرغبة عند الذكر ÙÙŠ التعبير عن استعلائه وتكبّره وتجبره، أتى ذكرا مثله، وليس ÙÙŠ هذا الÙعل أي شعور اجتماعي أو عاطÙÙŠ كالذي بين الذكر والأنثى، هو إشباع رغبة Ù†Ùسيّة مريضة Ùقط، وتØقيق لجنون العظمة.
3) اللّواط (المÙعول به). إذا زاد Ø¥Øساس الذكر بالضآلة والصغر والاستسلام وازدراء النÙس، تواضع قدره أمام Ù†Ùسه، وشعر بالرغبة ÙÙŠ أن ÙŠØتويه Ø£Øدهم ويهيمن عليه؛ Ùيرتضي لنÙسه النمط الأنثوي، ويقبل أن يؤدي دور الأنثى لذكر آخر، Ùربما ذهب لأبعد من ذلك، Ùيعمد لإخÙاء معالمه الذكورية التي تشوشّ عليه ترتيباته النÙسية الجديدة، وربما أيضا ارتدى ملابس أنثوية.
4) السØاق (الÙاعل). إذا تمردت الأنثى على Ù†Ùسها وعلى مكانتها وتطلّعت Ù†Ùسها إلى التعالي والاستكبار، ورأت ÙÙŠ Ù†Ùسها القدرة على اØتواء غيرها- بØثت عن أخرى تؤدي معها دور الذكر، وربما عملت على إخÙاء معالمها الأنثويّة، وارتدت ملابس الذكور.
5) السØاق (المÙعول بها). إذا تملّك الأنثى الشعور بالخو٠والضع٠والخجل أكثر من الطبيعي، قبلت أن تنزوي ÙÙŠ علاقة بأنثى مثلها؛ Ùهي لا تجرؤ على مواجهه ذكر، ولا ترغب ÙÙŠ Ø¥Øداث تغير ÙÙŠ ترتيباتها النÙسيه.
أسباب الشذوذ الجنسي
أولا أخطاء التربية
إنّ القهر النÙسي والإهانة والعن٠الذي يتعرض له بعض الأطÙال وعدم الرØمة ÙÙŠ معاملتهم، كل ذلك يجعل منهم جيلا من الشواذ؛ ÙالطÙÙ„ المعذّب تتجه Øياته إلى Ø£Øد اتجاهين:
1) الشذوذ الÙاعل القاهر. وذلك كون الإنسان الطبيعي يسعى لاستكمال نقصه بضع٠ما كان يقع عليه من ظلم؛ Ùيسعى المقهور إلى أن يكون قاهرا، والمظلوم إلى أن يكون ظالما، ولا يكتÙÙŠ باسترداد Øقه ومكانته المÙترضة اللائقة به Ùقط؛ ÙيبØØ« عن طر٠آخر يمارس عليه القهر والظلم، ويثبت تعاليه والقدرة على الانتقام من مكانته السابقة ÙÙŠ Ø·Ùولته.
2) الشذوذ المÙعول به. إذا اقتنع الطÙÙ„ بمهانة Ù†Ùسه وضآلته ولم تكن له الهمّة على استرداد قدره ومكانته، ارتضى مكانة الأنثى استمرارا لوضع قائم.
ثانيا العادات الاجتماعية
تطورت ÙÙŠ بعض المجتمعات العلاقات الجنسيّة، ولم تكن لهذه العلاقات الجنسية أطر مقدّسة أو Øكيمة لضبطها؛ ÙØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø´Ø°ÙˆØ° والشيوع الجنسي Ùيها أمرا عاديا ومقبولا وغير لاÙت، وربما يلجا البعض لممارسة الشذوذ للÙت الانتباه وادّعاء الØريّة أو ادّعاء التطوّر السلوكي، Ùتنشأ أجيال من الشواذ وهم لا يرون خطأ ÙÙŠ سلوكهم هذا إلا عند اختلاطهم واتصالهم بمجتمعات وثقاÙات أخرى.
ثالثا الخلل الكيميائي (الهورموني)
الكيمياء هي سر الوجود، ولأي خلل ÙÙŠ التركيبة الكيميائيّة داخل جسم الإنسان أثره Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ سلوكه وانÙعالاته؛ Ùإذا زادت أو قلت كمية الهورمونات الذكورية أو الأنثوية، ظهر أثرها ÙÙŠ سلوك الذكور تخنثا أو تجبرا زائدا، ÙˆÙÙŠ سلوك الإناث نعومة زائدة أو استرجالا.
أسباب Øدوث الخلل الكيميائي
1) عوامل خلقيّة موروثة ÙÙŠ جسم الإنسان.
2) تعرّض الÙرد لإشعاع ما أو غازات ومواد كيميائية، تعمل على Ø¥Øداث خلل هرموني أو Ù†Ùسي، مما يدÙع الأÙراد المصابين بها للشذوذ. وببعض الأدوية والأطعمة والأشربة ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ§Ø¦Ø Ù‡Ø±Ù…ÙˆÙ†Ø§Øª ضارة، تعمل على Ø¥Øداث خلل ÙÙŠ Ø¥Ùراز الجسم للهورمونات. قيل إن القوات الأمريكية ÙÙŠ Ø£Ùغانستان، قامت بإطلاق غازات Øربية لنشر الشذوذ الجنسي ÙÙŠ المجاهدين الأÙغان، وأظنّ أنّ انتشار الشذوذ الجنسي ÙÙŠ Ø£Ùغانستان مرتبط بالأساس بنشر غازات كيميائية. ولقد ثبت Øقا استخدام إسرائيل لبعض المواد الكيميائية الداخلة ÙÙŠ صناعة بعض أنواع اللبان ÙÙŠ مصر، لعمل توترات واضطرابات جنسية للشباب والÙتيات. ولقد ثبت أن ØÙقن منع الØمل المستخدمة بمصر تزيد هورمونات الذكورة، Ùتجعل الأنثى Ø£Øيانا تتمرد على أنوثتها، Ùتنشأ المشكلات الزوجية. إن Øوالي 80 % من Øالات الطلاق بمصر Øديثا، ربما يرجع لمستØضرات منع الØمل الكيميائية، التي Øظر استخدامها ÙÙŠ الغرب، وما زالت مستخدمه لدينا! وقد لوØظ ÙÙŠ الÙترة الأخيرة زيادة السلوك الذكوري للÙتيات ÙÙŠ مصر إلى الØد الذي شوهدت Ùيه أناث تهاجم الذكور ÙÙŠ شجار عنيÙØŒ مرورا بقيامهن بمغازلة الشباب، وصولا إلى اغتصابهم! وربما كان انتشار لظاهرة تØرش الشباب الجنسي بالÙتيات أسباب كيميائية كتلوث الهواء أو مياه الشرب أو كثره تناول الأطعمة الغنية بالمواد الكيميائية المصنّعة.
Ùكرة العلاج المقترØØ©
أولا العلاج النÙسي
1) الطر٠الÙاعل، يجب أن نزيد عنده الخو٠من الله والتواضع له، ونزيده رقة وتعاطÙًا ورØمة، ونذكّره بانتقام الله وعقوبته له -إن أتبع Ù†Ùسه هواها، ومات على ذلك، ولم يتب إلى الله!- ونوجب عليه أن ÙŠØµØ§Ù„Ø Ù†Ùسه ومجتمعه.
2) الطر٠المÙعول به، يجب أن نعيد له ثقته بنÙسه، ونغرس Ùيه الجرأة والشجاعة والإقدام والتمرد على الواقع المؤلم والثورة على الضع٠والاستكانة والانتقام بشكل أو بآخر ممن ظلموه أو تجاهلهم، وأن يرÙع رأسه؛ Ùهو ÙÙŠ ملك الله، يعيش ÙÙŠ مملكته، ويجب عليه أن يصنع لنÙسه Øاضرا ومستقبلا يليق به. ويجب أن نعلّم المربّين والآباء والأمهات أن رسول الله أمرنا بالعط٠على الأبناء واØترامهم وتدليلهم ولاسيما ÙÙŠ السنوات السبع الأولى من Øياتهم، ثم ÙÙŠ السنوات السبع التالية يؤدب الطÙÙ„ بØزم وانضباط دون قسوة أو عنÙØŒ ÙˆÙÙŠ السنوات السبع الثالثة يعامل على أنه رجل يتØمل المسؤولية، ويٌجعل له مكان ومكانة، كي ينشأ إنسانًا سويا صالØا مصلØا.
ثانيا العلاج الهورموني
ÙŠØدده الأطباء مع توعيه المستهلكين للسلع الغذائية أو الاستهلاكية التي تؤثر علي توازنهم الهورموني. وقد توص٠للطر٠السالب بعض الأدوية العشبية التي تعتمد على ØÙقن الشرج بمزيج من عصير الثوم والبصل أو زيوتهما، وتعطى للطر٠الموجب المهدئات.
ثالثا العلاج المجتمعي
يلزم الÙرد السوي مجتمع سوي؛ Ùإذا أصرّ المجتمع على سلوك شاذ وإجبار الأسوياء على مشابهتهم والانسجام معهم، لزم الهجرة منه وتركه. كذلك يجب إعادة الترابط والتجمّع الأسري، وأن يكون الأب والأخ أقرب للÙرد من أصدقائه، وألا ÙŠÙترك الصغير للمجتمع الخارجي إلا بعد التأكّد من قدرته على أن يعيش بمÙرده ومواجهه أخطاره. ولابد من التواصل المستمر بين Ø£Ùراد الجماعة الأسوياء Ù„Øماية بعضها من هجمات الانØرا٠والمنØرÙين. ونؤكد أنه ما من داء إلا أنزل الله له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله- وأن الندم يغسل الذنوب، وأن الصدقة تطÙئ غضب الله كما يطÙئ الماء النار، وأنّ الله “يداÙع عن الذين آمنوا”Ø› Ùليس ÙÙŠ المجتمع الإيماني شواذ أو مرضى Ù†Ùسيون، وأنّ الشريعة والقيم والأخلاق الإسلاميّة -وكذلك الشرائع السماوية عموما- هي المنهج الضامن Ù„Øياة سويّة للأÙراد والجماعات، والله أعلم!