(أعتذر إلى الله من الخطأ والشطط والزلل)
الØمد لله ربّ العالمين!
الإلØاد كلمه تعني لغويّا وضع الموتى ÙÙŠ اللّØد، واصطلاØا تعني إنكار الألوهيّة والدّين بالكليّة، أي إن الØياة الدنيا من وجهة نظر الملØدين ماهي إلا “أرØام تدÙع Ùˆ قبور تبلع”Ø› Ùلا إله ولا دين ولا آخرة ولا Øساب ولا ثواب ولا عقاب، “لا شيء”! الإلØاد عمل سياسي بامتياز، لأنه ناتج بالأساس عن Øالة من سوء الÙهم Ù„Øقيقه الدين والدولة، وناتج كذلك عن التداخل والتÙاعل الخاطئ وغير الرشيد بين سلطة الدين وسلطة الدولة. الإلØاد تعبير عن Øالة الهزيمة التي Ù„Øقت بالدين ÙÙŠ معركته مع السياسة، والتي لا تعني أبدا أنّه خسر الØرب. يقولون: لا سياسة ÙÙŠ الدين ولا دين ÙÙŠ السياسة، يظن الكثيرون منّا عامّة وخاصّة أنّ هذه المقولة صØÙŠØØ© وواقعيّة ومÙيدة، لكن تاريخ الاØتياجات الإنسانيّة الماديّة والمعنويّة أثبت أنّ العكس هو الصØÙŠØØŒ والعبارة المناسبة من وجهه نظري: “إنّ لكل سياسة دينًا، وإنّ لكل دين سياسة”ØŒ وهذا ما سنØاول إثباته لاØقا. ولكي Ù†Øقّق Ùهما دقيقا لمشكلة الإلØاد، يجب علينا أولا أن Ù†Øاول Ùهم معاني المصطلØات الآتية: الدولة، السياسة، الدين، ثم Ù†Øاول Ùهم العلاقة بين كل هذه المÙردات، ثم Ù†Øاول إيجاد تصوّر دقيق ÙŠØقّق انضباط العلاقة بينها لتØقيق Ù†Ùع البشريّة.
الدولة إقليم يعيش عليه مجموعة من البشر، بينهم ترابط ثقاÙÙŠ أو اجتماعي أو اقتصاديّ ثمّ تاريخيّ. استطاع هذا الترابط أن يقنع هذه المجموعة البشريّة بوØدة الهد٠والمصير، واقتنع كل Ùرد من هذه المجموعة البشريّة بأنه يتوجّب عليه أن يتنازل عن جزء من Øريّته وماله Øتى يتسنّى له أن ÙŠØاÙظ على ما تبقى له من Øريّة ومال؛ لذا يلزم الدولة أن تقيّد قوانينها وتصرÙاتها بإطار Ùوقيّ من القيم الأخلاقيّة العليا Øتي يشعر المواطن بالرضا والاطمئنان عند تعظيم سلطة الدولة (سلطه القانون) Ùوق سلطة Ù†Ùسه ورغباته وطموØÙ‡ الشخصي.
السياسة علم ÙˆÙÙ† استخدام الإمكانيات والموارد المتاØØ© ÙÙŠ الدولة ماديّة ومعنويّة وبشريّة، لتØقيق الأهدا٠المخطّطة. إنها جملة الإجراءات والتصرÙات التي يتّخذها السياسيّون Ø£Ùرادا أو جماعات بهد٠الوصول للسلطة والمØاÙظة على البقاء Ùيها. ويشترط عند تØديد الأهداÙØŒ أن تكون متوازنة مع الإمكانيات المتاØØ© ÙÙŠ الدولة ومتّسقة مع الظرو٠المØليّة والإقليميّة والدوليّة. والسياسي شخص عالم بإمكانيات الدولة، وبالأهدا٠الØقيقيّة المطلوب تØقيقها، وبالطريقة والأسلوب الأمثل لتØقيق هذه الأهداÙØŒ والمتمثّل ÙÙŠ تمكنه من وضع خطة واضØØ© ومرنة وقابلة للتنÙيذ لتØقيق هذه الأهداÙ. وهو أيضا عالم بالمخاطر والتØديّات والتهديدات التي تواجه الدولة، والتي يمكن أن تؤثر بالسلب على بقائها. وتلزم السياسي بالإضاÙØ© لمهاراته Ùˆ ÙƒÙايته الشخصيّة مجموعة من المعاونين والخبراء والمستشارين على درجة عالية من الكÙاية والإخلاص. ويلزمه كذلك سلطة القانون، التي هي جملة القواعد والإجراءات والتصرÙات التي تضمن انضباط المجتمع Ø£Ùرادا وجماعات لأداء كل منهم دوره بدقّة للØÙاظ على الدولة ÙˆÙ„Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø®Ø·Ù‘Ø© التنميّة. ويجب أن يتوÙّر لدى الÙرد والجماعة داخل Øدود الوطن أو خارجه الاقتناع العقلي والرضا والقبول النÙسي بسلطة الدولة وسياده القانون. ولكي يتØقق ذلك يجب على الØاكم وهيئه Øكمه أن يكونوا مقنعين للشّعب من Øيث ÙƒÙايتهم المهنيّة، وأنهم أهل ثقة من Øيث نزاهتهم الأخلاقيّة. وليس هذا Ùقط، بل يجب على الدولة أن تقوم بتعليم الشعب وتثقيÙÙ‡ ليزداد إيمان الÙرد بالدولة وأهميّه بقائها، وتØصينه أيضا من الأنشطة الهدامة التي يقوم بها عدو الدولة الخارجي وخلاياه النائمه داخل الإقليم؛ لذا لزم اتخاذ كل الإجراءات والتدابير التي تØقق السيطرة على Ø£Ùكار وعقول Ø£Ùراد الشعب وميولهم النÙسيّة، وجعلها ÙÙŠ التوجّه المناسب الذي ÙŠØقّق الخطّة التنمويّة للدولة، ومنع العدو الداخلي أو الخارجي من تØقيق السيطرة على الشعب.
الدÙّين من الدَّين. والدَّين هو ذلك الشيء المستØÙ‚ على المَدين للدَّائÙÙ†. والله هو الدَّيَّان، أي صاØب الØÙ‚ الأصيل على العبيد. الدَّين هو الأمانة. الأمانة هي التوجّه الصادق المخلص إلى الله بالعبادة والشعور له بالامتنان والØمد، ثم هي أداء الØقوق للمخلوقين كما يجب.
أراد الله أن يخلق مخلوقا مميّزا عن غيره من المخلوقين، Ùكان الإنسان. وجعل الله بينه وبين الانسان علاقة خاصّة مميّزة. أراد الله من الإنسان أن يتوجّه إليه بالعبادة ويسدد الدّين المستØÙ‚ عليه، لكن بإرادة Ù†Ùسه الØرّة وبقدرته الخالصة على الاختيار. إن الله وهب الإنسان الØريّة التي تعني بالأساس القدرة على الاختيار. ولأنّ الله عادل وهب الله الإنسان أعظم شيء يمكنه أن يسهّل له أداء مهمّته ÙÙŠ الØياة الدنيا، لقد وهب الله الإنسان العقل، بشرط تØريره من سيطرة النÙس وشهواتها ÙˆØماقاتها، وبشرط ألّا يتجاهل عداء الشيطان أيضا، وأمره أن يديم النظر والبصر والمشاهدة والتأمّل والتÙكّر والتدبّر ÙÙŠ Ù†Ùسه والكون من Øوله، لأنّ هذا هو الطريق الصØÙŠØ Ø§Ù„Ù…ÙˆØµÙ‘Ù„ إلى الله. ولأنّ الله عادل أرسل إلى الإنسان عددا كبيرا من الأنبياء، ليساعدوه على الوصول إلى الله، وليعلّموه أيضا كي٠يؤدي الدّين المستØÙ‚ عليه إلى الله. وتتلخّص رسالة السماء إلى أهل الأرض ÙÙŠ أن الله أراد من الإنسان أن ÙŠØقق النجاØØŒ وأراد له السعادة ÙÙŠ الدنيا والآخرة؛ Ùأمره بالصلاة ليØقق استدامة التواصل بينه وبين الله، كما أمره بالعمل الجاد والدَّأَب ÙˆØسن الخلق وعدم الظلم لتكون Øياته Ø£Ùضل. لكن هناك أخطاء Øدثت، الكثير من الأخطاء التي وقع Ùيها الناس العاديون، أخطاء كارثيّة Øدثت من التلاميذ. التلاميذ هم ورثة علم النبوة والمسؤلون عن تبليغ علم الأنبياء إلى الناس بعد ÙˆÙاة الأنبياء. إنّ كثيرًا من الناس رغم ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø³Ø§Ù„Ø© الموجّهة من الله إليهم، لم يستطيعوا التØكّم ÙÙŠ رغباتهم وشهواتهم ÙˆØبّهم للسيطرة والتعالي والمعاندة؛ Ùأنكروا Øقّ الله عليهم، رغبة منهم ÙÙŠ التØلل من أي قيد يقيّد رغباتهم أو ÙŠØدّ من انطلاق شهواتهم، Ùخرجوا من الدين، وكان الإلØاد! وتطاول بعض الناس على الله Ù†Ùسه، Øتّى ادّعى لنÙسه الألوهيّة!
أخطاء التلاميذ
أولا أخطاء ورثة علوم النبوّات القديمة
كان الإنسان القديم جاهلًا جدا وساذجًا إلى Øد بعيد، لا يعلم من أمور الدنيا إلا أقل القليل Ùقط. بالكاد كان يعلم كي٠يكسب قوت يومه، وكي٠يقيم Øوائط بيته، وكي٠يØاÙظ على بقاء نوعه، والنابه منهم يعلم كي٠يظلم غيره:
وَالظÙّلْم٠مÙنْ Ø´Ùيَم٠النÙÙ‘ÙÙوس٠ÙÙŽØ¥Ùنْ تَجÙدْ ذَا عÙÙَّة٠ÙÙŽÙ„ÙعÙلَّة٠لَا يَظْلÙÙ…Ù
التلاميذ أو الكهنة ÙÙŠ المعابد وبلاط الملوك هم Ùقط من كانوا يعلمون الكثير من علوم الدنيا كالØساب والهندسة والÙلك والصناعة والكيمياء وغيرها، إضاÙØ© إلى علم النبوات الموروث. وتتلخص أخطاء ورثة علوم النبوات القديمة Ùيما يأتي:
1) الخطأ ÙÙŠ تقريب المÙهوم للناس العاديّين. أراد التلاميذ تعليم الناس معنى الله والملائكة والخير والشر والدنيا والآخرة والØساب والمكاÙأة والعقاب والجنّة والنار وقصّة الخلق، Ùاضطّروا إلى تقريب الصورة والمÙهوم إلى عقل المواطن العادي بإعطائه الأمثلة، لكن اتسعت الهوّة بين الأصل والمثال؛ ÙتØول “الله” إلى “أبولّو” أي “أبو الآلهة”ØŒ وصار الملائكة هم آلهة الخير والبØار والأنهار والجبال والأمطار…ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø´ÙŠØ·Ø§Ù† هو إله الشرّ. ثم زادت رغبة التلاميذ ÙÙŠ مزيد من التقريب Ùكانت الصور والتماثيل والمنØوتات، ثم كانت الØكايات والأØاديث والقصص الخياليّة والخراÙيّة الساذجة، Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØ ØµÙات الإله وقدراته، بغرض تقريب المÙهوم لعقول البسطاء والعامة. وعلى الجانب الآخر من الدنيا بنÙس الطريقة تقريبا Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù„Ù… بوذا والمعلم كونÙوشيوس آلهة تعبد من دون الله، وكأنّ الخطأ شيء غريزي ÙÙŠ الإنسان.
2) كذلك تØولت الطقوس والشعائر الدينيّة الإيمانيّة، إلى كرنÙالات ومهرجانات واØتÙالات ترضي كاÙØ© الأذواق، ليØقّق الكهنة مزيدا من السيطرة على النÙوس والعقول وجني المزيد من المال.
لقد ساعدت أخطاء علماء الديانات السماويّة القديمة على ضياع قيمة الدّين، وعملت بقوّه على نشر وترسيخ الإلØاد بين طبقات كثيرة من البشر.
ثانيا أخطاء علماء اليهوديّة الموسويّة
لم يستطع علماء اليهود أن يتصوّرا عالميّة الدعوة الموسويّة التي تهد٠بالأساس إلى إعادة وتصØÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ù„Ø§Ù‚Ø© بين الله والناس وتØقيق العدل ونشر الخير، وظنّوا أنّ اليهوديّة ديانة Ù…Øصورة ÙÙŠ أبناء النبي إسرائيل وعائلته، ووصÙوا الناس من غير اليهود بالأميّين؛ Ùعملوا على ترسيخ العنصريّة والاستعلاء من أبناء النبي اسرائيل المتديّنين على باقي البشر الوثنيّين. وتتلخص أخطاء علماء اليهوديّة الموسويّة Ùيما يأتي:
1) العنصريّة، التي نتج عنها مبدأ أن بني اسرائيل هم شعب الله المختار. ولم يكت٠علماء اليهود بذلك، بل عملوا على رÙض ومØاربة الديانات السماويّة الأخرى لتظل سلطتهم الروØيّة باقية بغير مناÙس.
2) الاستباØØ© والاستØلال اللذان نتج عنهما مبدأ “ليس علينا ÙÙŠ الأمييّن سبيل”ØŒ الذي يقضي باستØلال اليهود لأموال وأعراض ودماء غير اليهود (الأميّين).
لقد ساعدت أخطاء العلماء اليهود على ضياع قيمة الدّين، وعملت هذه الأخطاء بقوّة على نشر وترسيخ الإلØاد بين طبقات كثيرة من البشر.
ثالثا أخطاء علماء المسيØيّة
لم يستطع الكثير من علماء المسيØيّة أن ÙŠÙهموا Øقيقة وجوهر المعجزة الإلهيّة ÙÙŠ خلق السيّد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹ÙŠØ³Ù‰ بن مريم. لم يستطيعوا Ùهم أنّ الله قادر على خلق إنسان بدون أب رجل. لم يستطيعوا Ùهم أنّ الله قادر على أن يجعل الأنثى تØمل وتلد دون أن يلقØها ذكر. وتتلخص أخطاء علماء المسيØيّة Ùيما يأتي:
1) الخطأ ÙÙŠ تقريب المÙهوم. وص٠علماء المسيØيّة السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ø£Ù†Ù‘Ù‡ ابن الله، واستعاروا من القصص الوثنيّة القديمة مصريّة ويونانيّة ما يستطيعون به تقريب Ù…Ùهوم معجزة خلق السيّد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù„Ù„Ø¹Ø§Ù…Ù‘Ø© والبسطاء.
2) الخطأ ÙÙŠ التقديس. بعد أن Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¥Ù„Ù‡Ù‹Ø§ أو ابن إله كان لزاما أن ÙŠØµØ¨Ø ÙƒØ¨Ø§Ø± التلاميذ رسل الإله، وازداد Øجم الخطأ والانØرا٠عن الجادة بعد اعتناق الإمبراطور الروماني المسيØيّة الجديدة بغرض أن ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø§Ø³Ø© هالة تØيط به وبإمبراطوريّته المترامية الأطراÙ. وإلى هنا لم تكتمل بعد المصيبة التي أصابت دين السيّد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹ÙŠØ³ÙŠ بن مريم، Ùزاد الخطأ والانØرا٠عن ذلك بعد أن أصبØت الكنيسة الكاثوليكيّة هي Ù†Ùسها الدولة، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‚Ø³ المقدّس هو الØاكم، ÙŠØكم بأمر الإله، ويجب على الرعيّة أن تعد أوامره ÙˆØيًا من السماء، مما جعل الثورة على هذا الØاكم هي بالضرورة ثورة على الدين، وجعل الدولة الØديثة والقوى السياسيّة الجديدة مضّطرة لأن تØارب الدين والمسيØيّة والأخلاق ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت بنÙس القوّة التي تØارب بها سلطة الØاكم المقدّس (الكنيسة). لقد ساعدت أخطاء علماء الدين المسيØÙŠ على ضياع قيمه الدّين، وعملت هذه الأخطاء بقوّه على نشر وترسيخ الإلØاد بين طبقات كثيرة من البشر.
رابعا أخطاء علماء الإسلام
قبل الإسلام كانت الإنسانيّة تعج بمجموعة من الأخطاء التي لا يمكن السكوت عنها؛ Ùكان لزاما ظهور دين جديد ÙŠØتوي كل الأÙكار القديمة، ويظهرها للناس بصورة صØÙŠØØ© يمكن تقبّلها، ويمكّن الإنسان من أن يجعل Øياته أكثر سعادة. أرسل الله النبي Ù…Øمدًا -صلى الله عليه، وسلّم!- ومعه القرآن ليصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ù…Ùاهيم القديمة عن الله والدين، ويعلّم الناس كي٠تكون Øياتهم Ø£Ùضل، لكن لم يستمر الأمر كما أراده النبي Ù…Øمد، وكانت هناك الكثير من الأخطاء التي تتلخّص Ùيما يأتي:
1) الجمود Ùˆ التØجّر. لقد ظهر الإسلام ÙÙŠ بداية عصر الانطلاق البشري Ù†ØÙˆ العلم والتقدّم المادي؛ Ùكان لزاما على العلماء والخلÙاء المسلمين أن ÙŠØدثوا التطوّر ÙÙŠ القوانين والنظم الإداريّة ÙÙŠ الدولة الإسلاميّة بما يناسب كل عصر جديد، لكن هذا لم ÙŠØدث بالشكل الكاÙÙŠØŒ Ùˆ لم ÙŠØدث ÙÙŠ التوقيت السليم. إنّ التØجّر والجمود كانا نتاج عدم Ùهم الكثيرين من علماء المسلمين Ùهما دقيقا للÙكرة الإسلاميّة. إنّ الÙكرة الإسلاميّة تتضمّن مجموعة من العناصر:
أ) الله،
ب) العقيدة الإسلاميّة،
ج) القيم الأخلاقيّة العليا،
د) القوانين والشرائع،
هـ) الأØكام القضائيّة،
Ùˆ) التصرّÙات الشخصيّة المعيشية اليوميّة للنبي Ù…Øمد التي تناسب المواق٠المختلÙØ©ØŒ
ز) اجتهادات كبار الصØابة والعلماء التي تختل٠طبقا لاختلا٠أØوال الناس وزمانهم.
هناك Ù…Ùاهيم ثابتة لا تتغيّر باختلا٠الزمان والمكان، هي الله والعقيدة الإسلاميّة والقيم الأخلاقيّة العليا. أمّا الشريعة والقوانين Ùيمكن أن تتطوّر بشكل ما طبقا لتغير الزمان Ùˆ المكان، وطبقا لتغيّر Ø£Øوال الناس واØتياجاتهم وأولوياتهم. وأمّا بالنسبة للأØكام القضائيّة التي قضى بها النبي Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلّم!- ÙÙŠ قضايا عرضت عليه أو تصرÙاته ÙÙŠ المواق٠المختلÙØ© وكذلك اجتهادات العلماء وآراؤهم، Ùهي تÙعدّ مرشدا للمشرّع الإنساني ÙÙŠ وضع القوانين. لكن النظم الإداريّة وآليّة العمل بالدولة يجب أن تتطوّر بسرعة التطوّر الØادث ÙÙŠ ثقاÙØ© الناس ومتطلباتهم المعيشية. لقد وصل الجمود ببعض علماء الإسلام أن عدوا التصرÙات المعيشية النبويّة ومظهر الØياة أيّام النبي Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلّم!- هي قوانين لازمة التطبيق؛ Ùبدلا من أن ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§Ø³Ù„Ø§Ù… كما كان متوقعًا منه هاديا للإنسانية ÙÙŠ انطلاقتها ناØيه التطوّر، جعل منه بعض أبنائه مظهرا من مظاهر الجمود والتخلّÙ.
2) الخطأ ÙÙŠ التقديس. لقد أخطأ المسلمين Ù†Ùس أخطاء الأمم السابقة، Ùسعى قسم منهم إلى تقديس بعض الولاة والØكّام، وسعى قسم آخر إلى تقديس بعض العلماء والÙقهاء والمÙكّرين، وذلك بتقديس علمهم وآرائهم التي أثبت الواقع المعيش أنّ Ùيها جوانب من الخطأ، أو أنّها أصبØت لا تلائم التطوّر الØادث للإنسان ماديّا ومعنويّا. وعمل قسم ثالث من المسلمين (الشيعة) على تقديس بعض الشخصيّات التاريخيّة الإسلاميّة ليؤكّد Øقّه المقدّس ÙÙŠ خلاÙØ© المسلمين وتولّي أمرهم. لقد وضع بعض علماء الدين الإسلامي المسلمين وغيرهم من الناس بين أمرين Ø£Øلاهما مر؛ Ùإمّا قبول آرائهم وتصوّرهم عن الإسلام والØكم وإمّا التكÙير والمواجهة! لقد ساعدت أخطاء بعض علماء الدين الاسلامي على ضياع قيمة الدّين، وعملت هذه الأخطاء بقوّة على نشر وترسيخ الإلØاد بين طبقات كثيرة من البشر.
كان يتوجّب على علماء الدين السماوي، الاكتÙاء بدورهم ÙÙŠ ØªÙˆØ¶ÙŠØ ÙˆØªÙسير ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¯Ù‘ÙŠÙ† للناس عامّة وخاصّة، لضمان استقامة الجميع على الجادة، ليØققوا Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ الدنيا والنجاة ÙÙŠ الآخرة، لا أن يطوّعوا الدين أو يطوّعوا تÙسيره لخدمة الأØداث السياسيّة المتغيّرة.
ونتيجة لجهل بعض السياسييّن بالدين وأهميّته ÙÙŠ Øياة الإنسان وضرورته ÙÙŠ Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© Øاربوا الدين والأخلاق والÙضيلة، واخترعوا Ø£Ùكارا هزيلة كالشيوعيّة ÙÙŠ الشرق واللّيبراليّة ÙÙŠ الغرب، لتكون دينا بديلا أو بديلا عن الدين، لتملأ الÙراغ الروØÙŠ لدى المواطنين بعد Ù…ØÙˆ الدّين؛ Ùضلوا، وأضلّوا!
إنّ الدّين ÙŠØتاج إلى سياسة اللّين والإقناع والØكمة والموعظة الØسنة، للوصول إلى عقول وقلوب الناس وهدايتهم إلى لله الØÙ‚. والسياسة تØتاج إلى قيم وأخلاق الدّين الØقّ، Øتى لا ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¯Ù†ÙŠØ§ غابة يأكل Ùيها القوي الضعيÙØŒ ÙˆØتي لا تضيع Øقوق الÙقراء Ùˆ الضعÙاء، وذلك على مستوى الأÙراد والجماعات والدول.
ويمكننا الجزم بأن الإلØاد ناتج عن تلك الØرب الضروس بين علماء الدين المتطلّعين إلى ملك الدنيا من خلال سيطرتهم على قلوب المؤمنين، ورجال السياسة المتطلّعين إلى السيطرة على عقول وقلوب الناس دون مناÙس. وهذه المعركة بالأساس ناتجة عن جهل أو سوء Ùهم لدى كلا طرÙÙŠ الصراع Ù„Øقيقه الدين والدولة وطبيعة العلاقة بينهما. إن الدولة تØتاج إلى دين يضبط تصرÙاتها، والدين ÙŠØتاج إلى دولة تØمي وجوده من عبث العابثين من أهل الÙجور Ùˆ الÙساد. إن خو٠دول الغرب والشرق من انتشار الإسلام بين شعوبها إنّما هو ناتج عن Ùهم خاطئ لمÙهوم الخلاÙØ© الإسلاميّة، وادعاء البعض زورا Øقّه المقدّس ÙÙŠ قيادة المسلمين ÙÙŠ كل بلاد الدنيا؛ Ùكما سعى السياسي الغربي إلى هدم المسيØيّة ونشر الإلØاد كي ÙŠØاÙظ على ملكه وسلطانه من سطوة الكنيسة، يسعى الآن إلى Ù…Øاربة الإسلام وتشويهه؛ لذا يجب علينا:
1) أن نعلن عن Ù‡Ùدنة بين علماء الدين ورجال السياسة،
2) ثم Ù†ÙˆØ¶Ù‘Ø Ø£Ù†Ù‡ “كل ميسّر لما خلق له”ØŒ
3) وأنّه كما يتوجّب على رجال السياسة تØقيق Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠ والØÙاظ على الدولة، يلتزمون كذلك بضمان تØقيق السّكينة الروØيّة لأÙراد الشعب.
Ùˆ الله أعلم، ØÙظ الله مصر والمصرييّن!Â