اعتمد الدين الإسلامي عقيدة وقيما وأØكاما ÙˆÙكرا ومنهجا وثقاÙÙ‡ÙŽØŒ على مصدرين أساسيين، هما القرآن الكريم كلام الله المنسوب مباشرة إلى ذاته العليّة، وهو مطلق الÙهم عام النÙع لا يبلى جديده، والØديث النبويّ الشري٠كلام النبي Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلم!- ÙˆØكمته التي خصّه الله بها، وهو إمّا أن يكون قولا أو Ùعلا أو سلوكا أو إقرارا، والذي أمر النبي أتباعه أمرا صريØا واضØا بالعمل وبالاقتداء به؛ لذا يجب أن نؤكّد أنّ Ø£Ùعال النبي لا تعني بالضرورة أنّها كلّها سنّة أمر المسلمين بتقليدها وانتهاجها.
ولأنّ Ù…Øمّدًا نبيّ معلّم عظيم الÙكرة سامي Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙˆØ Ø·Ø§Ù‡Ø± الجسد تقيّ النÙس لا ينطق عن هوى، Ø£ØµØ¨Ø Ù„ÙƒÙ„Ø§Ù…Ù‡ الشري٠من القداسة ما لقداسة شخصه الكريم، صلى الله عليه، وسلّم! ويلزم الدارس والباØØ« ÙÙŠ علم الØديث النبوي أن يراعي الآتي:
أولا التأكّد من صØّة الØديث، لأن دراسة الØديث النبويّ الشري٠ليست Ùقط من قبيل الØكي، أو مجرد التعرّ٠على ما كان عليه النبي أو ماذا قال أو ماذا Ùعل ÙÙŠ المواق٠المختلÙØ© التي تعرّض لها عبر تاريخ Øياته، بل هي بالأساس تهد٠إلى تعرّ٠المنطق والمنهج النبوي ÙÙŠ التÙكير والإدارة واتخاذ القرار؛ لذا كان من الØكمة تركيز الجهود البØثيّة Ùيما تأكّدت صØّته من الأØاديث النبوية، Ùˆ ذلك لعدم إهدار الوقت Ùˆ الجهد، أو إساءة الÙهم نتيجة تصديق خبر كاذب مغلوط عن رسول الله.
ثانيا استØضار المشهد الإنساني والصورة الكاملة والظر٠والمناسبة والموضوع والتاريخ، التي ذكر Ùيها Øديث النبي؛ وذلك لأن Øديث رسول الله ÙÙŠ الغالب الأعمّ هو نتيجة الانÙعال النÙسي والÙكري والوجداني للنبي Ù…Øمد تجاه موق٠أو Øدث معين، لذا Ùإن الÙهم الصØÙŠØ Ù„Ù…Ø¯Ù„ÙˆÙ„ الØديث الشريÙØŒ مقيّد بÙهم الأØداث والظرو٠والمناسبات والدواعي الإنسانية، التي ذكر Ùيها، وذلك أيضا لأن رواية الØديث هي بالأساس عمل إنساني قام به جلساء النبي وأصØابه ورÙاقه، وليست نصا Ù…Øددا دقيقا أوصى النبي بØÙظه كما هو الØال ÙÙŠ القرآن العظيم، ويعيبها اختلا٠الرواية من راو لآخر، من Øيث الزيادة أو النقصان، وأØيانا اختلا٠اللÙظ الذي ينتج عنه اختلا٠المعنى المراد تبليغه، لذا Ùلا يجوز أن يؤخذ كلام النبي ÙˆØديثه (متن الØديث)ØŒ نصًّا مستقلا (مقتطعًا مجتزأً )ØŒ منÙصلًا عن السياق والقصّة الإنسانيّة الواقعيّة التي ورد Ùيها، ولأن الاقتطاع والاجتزاء (الاكتÙاء بالمتن)ØŒ يمكن أن يجعل من الØديث النبوي نصًّا مطلق الÙهم عام النÙع كالقرآن العظيم، لأنّ هناك Ø£Ùعالا مخصوصة للنبي يجب علينا ألا نقلدها.
ثالثا تصني٠مضمون الØديث النبوي من خلال تØديد هدÙÙ‡ التعليمي، يقول الله: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”Ø› يهد٠الØديث النبوي الشري٠بالأساس إلى ØªÙˆØ¶ÙŠØ ÙˆØªØ±Ø³ÙŠØ® Ù…Ùهوم العقيدة الإسلامية (التوØيد)ØŒ ÙÙŠ عقول وقلوب المؤمنين، كما يعمل على ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…Ø¹Ù†Ù‰ وصور العبادة المقصودة ÙÙŠ الآية الكريمة؛ لذا يمكن تصني٠الأØاديث النبويّة من Øيث هد٠ومضمون الخطاب العلمي للØديث كالآتي:
1) Ø£Øاديث العقيدة، هي الأØاديث التي تختص Ø¨Ø´Ø±Ø ÙˆØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ù‚ÙŠØ¯Ø© الإسلامية، وهي تشمل Ø£Øاديث وص٠الله -سبØانه، وتعالى!_ ويوم القيامة والآخرة والØساب والجنة والنار ومآلات المØسنين والمسيئين، كما تشمل أيضا Ø£Øاديث العظات والأخبار عن الأمم السابقة والأØداث اللاØقة. ويقصد بالعقائد جملة المعلومات الدينية الغيبيّة التي يؤمن بها متبعو هذا الدين دون أن يمكنهم إثباتها أو تØقيق الاستدلال العلمي على صØتها.
2) Ø£Øاديث الشعائر الدينية، وهي جملة الأØاديث التي تختص Ø¨ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø§Ø¦Ø± الدينية من Øيث التوقيت والكيÙية وطريقه الأداء، ويقصد بالشعائر الدينية عبادة الله ÙÙŠ الله، وهي الأقوال والأÙعال المخصوصة التي يقصد من ورائها طاعه الله والتقرب إليه، ولا يقصد من أدائها تØقيق منÙعة لأØد من خلق الله. وتشمل الشعائر الدينية: الطهارة، والصلاة، والصيام، والØج، وذكر الله، والدعاء.
3) Ø£Øاديث المعاملات الإنسانية، ويقصد بالمعاملات عباده الله ÙÙŠ الأشياء، وهي جملة الأقوال والأÙعال التي يقصد من ورائها طاعه الله مع تØقيق مناÙع لخلق الله، وهي تختص Ø¨ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Øقوق والواجبات لكل من الأÙراد والجماعات داخل المجتمع الإيماني وضبط الØدود الÙاصلة بينهما، والتي بدورها تنقسم إلى المضامين الآتية:
Ø£) مضمون قيميّ، إذا كانت بالØديث موعظة عامّة، يعلّم Ùيها النبي أتباعه من المؤمنين ويرشدهم إلى القيم الأخلاقية العليا، كأن ÙŠØضّ على الأمانة والصدق والإخلاص ÙÙŠ القول والعمل والتعاون والمساواة بين الناس…
ب) مضمون قانوني وتشريعي، ÙŠÙˆØ¶Ø Ùيه النبي للناس Ø£Ùرادا أو جماعات قواعد التعامل Ùيما بينهم والØدود والØقوق والواجبات، ويكون عادة بصيغة العموم. ويجب أن نشير إلى أنه عند التطبيق العملي والواقعي للقانون، يختل٠الØكم القضائي قليلا أو كثيرا من Øالة إنسانية تخضع لهذا القانون إلى أخرى، طبقا لاختلا٠أØوال الناس وزمانهم ومكانهم.
ج) مضمون قضائي، أي أن يكون الØديث النبويّ Øكما قضائيّا، أي أنه ÙŠÙصل ÙÙŠ واقعة ومنازعة وقضية Ù…Øددة ÙˆØالة إنسانيّة بعينها معروضة على النبي، ÙˆÙيه يقضي النبي، ويØدد تØديدا دقيقا، الØقوق والواجبات لكل من الأطرا٠المتنازعة ÙÙŠ القضية المعروضة عليه، ويمكننا أن نستÙيد من قضاء رسول الله ÙÙŠ القضايا التي تشابه هذه القضية ÙÙŠ Øياتنا، ولا يمكننا بØال أن نعد الأØكام القضائية التي يقضي بها النبي ÙÙŠ بعض الØالات، قانونًا عامًّا لكل الناس على اختلا٠الزمان والمكان والأØوال، لأن ÙÙŠ ذلك تضييقًا كبيرًا عليهم.
د) مضمون شخصي، أي أن خطاب النبي ÙÙŠ Øديثه موجّه بأمر أو نهي إلى شخص بعينه أو مجموعة بشرية بعينها أو أهل زمان أو مكان بعينهم. ويجب على الدارس للØديث أن ÙŠØدد ما إذا كانت الخصوصيّة ÙÙŠ مضمون الØديث مقصورة على المخاطب به نص الØديث، أم تتعداه إلى غيره من المسلمين
على اختلا٠الزمان والمكان والØال والمستوى (الÙرد والجماعة والقبيلة والإقليم والدولة والأمة).
هناك شيء معرو٠بين العلماء اسمه الاستشارة الاجتماعيّة الخاصّة. لكل مشكلة من المشكلات التي تعترض الإنسان عدد كبير من الØلول، تناسب الÙرد صاØب المشكلة لكن بدرجات متÙاوتة، Ùيختار المستشار الاجتماعي لصاØب المشكلة Øلا يناسبه هو، وليس من المÙترض أن يناسب غيره إذا وقع ÙÙŠ المشكلة Ù†Ùسها؛ Ùهل كان الØديث الذي قاله النبي لأØدهم مشورة شخصيّة ونمطًا ومنهجًا أمر المسلمين جميعا باتباعه.
ذلك مبلغ علمي، والله أعلي أعلم!