أولا: العبث الÙاطمي
استمرت الدعوة الÙاطميّة سرًّا وجهرًا، واستطاع عبيد الله المهدي وهو رجل يدّعي أنه من أبناء الإمام علي بن أبي طالب ÙˆÙاطمة بنت رسول الله، أن ينشئ الدولة الÙاطميّة ÙÙŠ المغرب العربي، التي اتّسعت Ùيما بعد لتشمل المغرب العربي وشمال Ø¥Ùريقية ومصر والسودان والشام والØجاز. Øكم العبيديّون (الÙاطميّين)ØŒ مناطق Ù†Ùوذهم بشرعيّة الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العلويّة الÙاطميّة، منكرين أن الإمام الØسين استخل٠الإمام Ù…Øمد بن الØÙ†Ùيّة أخاه من غير السيدة Ùاطمة بنت النبي Ù…Øمد، وكانت العاصمة القيروان بتونس، ثم انتقلت إلى القاهرة بمصر. اعتمد الخلÙاء الÙاطميّون كالعباسيّين، على غير العرب ÙÙŠ الجيش ودواوين الØكم، واعتمدوا على العبيد من الترك والديلم والزنج، وذلك لأن قيادة العبيد كانت أسهل من قيادة العرب، ولأن هؤلاء العبيد لا تربطهم أي علاقة بهذه الشعوب التي يديرون شؤونها، وليست بينهم أي عاطÙØ© Ùيكون إخلاص العبيد المطلق لسادتهم (الØكّام). وعمل الخلÙاء القرشيّون العلويّون الÙاطميون من ثم كالعباسيّين، على تغيير الدين الإسلامي ونشر عقيدة التشيّع وتقديس الإمام علي وتكÙير صØابة رسول الله إلاّ من آمن منهم بأØقية الإمام علي ÙÙŠ خلاÙØ© رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- وذلك للتأكيد على Øقهم المقدّس ÙÙŠ قيادة الدولة الإسلامية، وانتهى بهم الأمر إلي تأليه أنÙسهم! وانتشرت ملل الكÙر والزندقة كالدرزيّة والعلويّة والإسماعيليّة والبهرة وما لا يعلمه إلا الله من Ùرق البغي والخروج. استطاع ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† الأيوبي (الكردي)ØŒ أن يقضي على الدولة الÙاطميّة، ÙˆØكم الأيوبيّون مصر والأقاليم التابعة لها من خلال شرعيّة الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العباسيّة، وانقسمت الدولة الإسلاميّة إلى دويلات ÙŠØكمها عرب أو عجم، لكن الجميع كانوا يقرون بتبعيّتهم -ولو كانت شكليّة أو اسميّة- لشرعية الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العباسيّة. كثر العبيد بدواوين الدولة والØيش Øتى تØوّلت الدولة الإسلاميّة إلى دولة العبيد، وانتهت الدولة الأيوبيّة، وتلتها الدولة المملوكيّة ÙˆØكم العبيد المماليك مصر وغيرها من خلال شرعية الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العباسيّة.
ثانيا: العبث العثماني
بعد Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£ØªØ±Ø§Ùƒ العثمانيّين للعالم الاسلامي، استطاعوا أن ينتزعوا الخلاÙØ© من الخليÙØ© القرشي العباسي Ù…Øمد الثالث المتوكل على الله، وتنازل عن الخلاÙØ© الإسلامية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³Ù„Ø·Ø§Ù† العثماني سليم الأول، وانتقلت عاصمة الدولة الإسلامية من القاهرة إلى إستانبول. تقبّل العالم الإسلامي هذا التØول نتيجة ضع٠وÙساد الخلاÙØ© العبّاسيّة وعدم ثقة الناس Ùيها، وكذلك للإنجاز التاريخي للسلطان التركي العثماني، والمتمثل ÙÙŠ ÙØªØ Ø§Ù„Ù‚Ø³Ø·Ù†Ø·ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©ØŒ الذي كان من أعظم طموØات الشعوب الإسلامية وقتها، وما ورد Ùيه من Ø£Øاديث نبويّة ØªÙ…ØªØ¯Ø Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠØ± الÙØ§ØªØ Ù„Ù„Ù‚Ø³Ø·Ù†Ø·ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© وجيشه، وأصبØت الدولة التركية العثمانية تØكم المغرب العربي وشمال Ø¥Ùريقية ومصر والسودان والØجاز والشام والعراق والقسطنطينيّة وشرق أوروبا بشرعية الخلاÙØ© الإسلاميّة التركيّة العثمانيّة، وعاصمتها إستانبول. لقد كانت الدولة العثمانّية أشد إضاعة للإسلام وبلاء على المسلمين من سابقاتها؛ Ùقد كان الأتراك العثمانيون أهل غدر وخيانة وكبر واستعلاء كما هم التتار والمغول! كان الØكم التركي العثماني للأمة الإسلاميّة أشبه بالاØتلال الأجنبي منه بولاية الأمر، Ùقد كان الأتراك ÙŠØتقرون المسلمين والعرب، ويتكبّرون عليهم، ويسومونهم ألوانًا من العذاب، وأهملت الولايات، وأضعÙت عن قصد منهم أو عن غير قصد، وأصبØت أكثر عرضة للاØتلال من أمم كانت تتربص بالشرق منذ آلا٠السنين، وكانوا كذلك ÙŠØتقرون اللغة العربيّة، ولا يتكلمون بها، ولا يستخدمونها ÙÙŠ دواوينهم، كما استØدث الأتراك العثمانيّون نظام الالتزام، ÙˆÙيه يلتزم كل وال من ولاة أقاليم الدولة الإسلامية بأن يدÙع للØاكم العثماني مبلغًا من المال ضرائب ثابتة القيمة، ثم ÙŠØصل بمعرÙته ما يشاء من الضرائب من الناس؛ Ùكان الظلم، وكان القهر، وكان العسÙØŒ ولا Øول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم!
ثالثًا: العبث الإيراني
كانت إيران تابعة للدولة الإسلاميّة الكبرى، تدين بالإسلام على المذهب السنّي، وعقب تتويج إسماعيل الصÙوي ملكا على إيران، أعلن المذهب الشيعي الاثنا عشري مذهبا رسميا للدولة، واستØضر علماء التشّيع من جبل لبنان ÙÙŠ Ù…Øاوله لإيجاد دين جديد وشرعيّة جديدة للØكم الجديد. اتخذ إسماعيل الصÙوي مجموعة من الخطوات والإجراءات، من شأنها خلق Ùجوة دينية وعقديّة بين شعب إيران (Ùارس)ØŒ وباقي شعوب الأمة الإسلاميّة، منها:
1) أنه تم العبث بأذاة الصلاة الذي أقرّه رسول الله، وذلك بإضاÙØ© جملة “أشهد أن عليًّا وليّ الله”ØŒ إلي الأذان.
2) أنه تم عمل مجالس العزاء ÙÙŠ عاشوراء (الشعائر الØسينية).
3) أنه أمر بسب الخلÙاء أبي بكر وعمر وعثمان، كما أمر بقتل علماء السنّة.
4) أنه جعل “Ù‚ÙÙ…” مدينة مقدّسة للشيعة.
5) أنه أمر بتطوير المراقد المقدسة للأئمة من آل البيت وجعلها مزارات يقصدها الناس.
Øكم الصÙويّون إيران بشرعيّة الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العلويّة الÙاطميّة الÙارسيّة؛ Ùبدخول آخر الأئمة الاثني عشر السردابَ وتغيّبه عن ممارسه مهام الخلاÙØ©ØŒ ÙŠØكم Øكام إيران (Ùارس) القوميون البلاد من خلال كونهم نوابا للخليÙØ© المغيّب المهدي المنتظر خروجه من السرداب (البدروم)ØŒ لا بديلا عنه. وكانت عاصمة الدولة الصÙوية الإيرانية مدينة تبريز، ولكن بمرور الوقت تØوّل الØكم ÙÙŠ إيران إلى ملكيّة وراثيّه علمانيّة، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø°Ù‡Ø¨ الشيعي لا يعدو كونه موروثًا ثقاÙيًّا ÙˆÙلكلورًا خاصًّا بالشعب الإيراني. وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1980ØŒ وبدعم من أوروبة المعادية للإسلام Øكم الإمام الخوميني مرشد الثورة الإيرانية إيران بشرعيّة الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العلويّة الÙاطميّة الÙارسيّة، وسعت الخلاÙØ© الإيرانيّة لنشر دعوتها وبسط Ù†Ùوذها على العالم الإسلامي، لكن ظلّت العقيدة الشيعّية Øبيسة المنتÙعين بها.
رابعًا: العبث المصري
ظلّت مصر تØت سلطان الØكم العثماني مدة طويلة من الزمن، وسمة Øالها التØول من سيئ إلى أسوأ. استطاع الÙرنسيّون بقيادة نابليون بونابرت اØتلال مصر والسودان، ÙˆØاولوا اØتلال Ùلسطين، Ùانتشرت الÙوضى، وزاد الانهيار. ثم جاء المنقذ، Øكم Ù…Øمد علي باشا مصر من خلال شرعية الخلاÙØ© الإسلامية التركية العثمانية، واتّسعت مملكته لتشمل مصر وبرقة والسودان والØجاز والشام، وكانت عاصمته القاهرة. عمل Ù…Øمد علي على بناء مصر الØديثة، وكان أهم خطواته لتØقيق ذلك القضاء على المماليك وتطوير الزراعة وبناء جيش قوي Øاول به أن يعيد الخلاÙØ© الإسلامية إلى مصر مرة أخرى، ÙØارب الخلاÙØ© التركية العثمانية، وكاد أن ينتصر عليها، لولا تØال٠الخلاÙØ© التركيّة والإنجليز المسيØيّون البروتستانت، الذي قضى تماما على Ø·Ù…ÙˆØ Ù…Øمد علي ÙÙŠ الخلاÙØ©. وبعد ذلك اØتل الإنجليز (الملائكة) مصر!
خامسًا: العبث المسيØÙŠ الأوروبي بدولة الإسلام
هاجم الإنجليز أرض الإسلام طمعًا ÙÙŠ ثرواتها، وأدركوا أن قوه المسلمين والدولة الإسلامية تكمن ÙÙŠ الثقاÙØ© والشريعة الإسلاميّة؛ Ùهي مصدر قوتهم وبها ساد السلام الاجتماعي بينهم رغم ظلم Øكامهم، وبها تØول التتار من أعداء للمسلمين إلى قوة للإسلام تداÙع عن أرضه وتنشره ÙÙŠ أرض جديدة؛ Ùعملوا على إلغاء العمل بها، ÙˆØاولوا أن يختزلوا الإسلام ÙÙŠ بعض شعائر وطرق صوÙيّة. وأدرك الإنجليز أيضا أن قوّة الدولة الإسلامية تكمن ÙÙŠ مصر، Ùكان الاØتلال الإنجليزي لمصر بمواطأة الخلاÙØ© التركيّة العثمانيّة. وبانهيار الخلاÙØ© التركية العثمانية Øكم الإنجليز الخليج العربي ومصر والسودان، ÙˆØاولت إنجلترة عن طريق عملائها الدعوة لشرعيتها الÙاسدة الخلاÙØ© المسيØية البروتستانتية الإنجليزية! كما سعى الإنجليز لإÙساد ما تبقى من الإسلام عقيدة وشريعة والعمل على إخراجه من عقول وقلوب المسلمين ÙÙŠ كل البلاد الإسلامية التي اØتلوها ÙÙŠ مشارق الأرض ومغاربها،
وذلك بنشر الÙسوق والÙجور والانØلال الأخلاقي، ونشر التلوث الثقاÙÙŠ ÙÙŠ الدولة الإسلامية وإØلال الثقاÙØ© الأوروبية التاÙهة Ù…ØÙ„ الثقاÙØ© الإسلامية العريقة. وبÙشل معظم Ù…Øاولات الاØتلال الإنجليزي ÙÙŠ تغيير دين الشعوب الإسلامية إلى المسيØيّة أو إقناعها بشرعيتها ÙÙŠ Øكم الأمه الإسلامية، عمل الاØتلال على نشر Ùكرة القومية والعرقية والعنصرية والتعصب الديني، لتكون شرعيّة جديدة للØكم وبديلا عن الشرعيّة الإسلاميّة العربيّة القرشيّة أو غيرها.
مصير الخلاÙØ© الإسلامية
بانهيار الخلاÙØ© الإسلاميّة ÙÙŠ إستانبول Øاول ملك مصر أن ينصب Ù†Ùسه خليÙØ© للمسلمين، لكن الÙكرة لم تلق نجاØا. ÙˆÙÙŠ مصر أيضا بدعم من المخابرات الإنجليزيّة Øاول الداعية الإصلاØÙŠ Øسن البنا أن يعيد الثقاÙØ© الإسلامية لأذهان المصريين ويØارب الثقاÙØ© الأوربية التي طغت على مصر وبخاصة القاهرة والإسكندرية بعد سنوات طويلة من الاØتلال الانجليزي البروتستانتي. لم تقتصر دعوة Øسن البنا على Ø¥Øياء الثقاÙØ© الإسلاميّة، لكنّه نصّب Ù†Ùسه خليÙØ© للمسلمين، وأخذ البيعة من أتباعه، Ùˆ لكونه مجهول النسب ولاستهجان الÙكرة من عموم العلماء والمثقّÙين والمÙكرين ÙÙŠ مصر، قام بتعديل اللقب من خليÙØ© المسلمين إلى “المرشد العام”ØŒ وانتشرت دعوته ÙÙŠ كثير من البلاد الإسلامية والأوروبية. استطاع جمال عبد الناصر أن ÙŠØكم مصر، وعمل على نشر القومية العربية، وأهمل Ùكرة الخلاÙØ©ØŒ وأصبØت شرعيّة الØكم من خلال انتخاب رئيس قومي Ù…Øلّي. وبعد قيام ثورة يناير 2011 Øاول أتباع Øسن البنا أن يؤسسوا لشرعيّة الخلاÙØ© الإسلاميّة السنيّة المصريّة برئاسة المرشد العام أو عامله على مصر، لكن لم يقتنع الشعب المصري بهم، ولÙظهم! Ùˆ الآن يبدو واضØا الصراع بين كل من مصر وتركية وإيران، على الخلاÙØ© الإسلاميّة وقيادة العالم الإسلامي. إيران تسعى جاهدة إلى انتزاع الخلاÙØ© الإسلامية من خلال نشر هرطقة المذهب الشيعي الذي يدّعي Ø£Øقيّة الإمام الÙارسي ÙÙŠ زعامة الأمة الإسلاميّة. تركية تسعى جاهدة إلى استرداد مكانتها المسلوبة من خلال مجموعة من التصرÙات الساذجة التي يقدمها قادتها وباستخدام عملائها ÙÙŠ مصر وسورية لإقناع العالم الإسلامي بكÙايتها وأØقيتها ÙÙŠ قيادته بعد أن طردتها أوروبة المسيØيّة من Øساباتها. مصر (أرض الخلاÙتين)ØŒ تسعى جاهدة إلى “خساره” مكانتها الأصيلة ÙˆØقها التاريخي ÙÙŠ الخلاÙØ© الإسلاميّة، الذي كان الجهلاء الذين Øكموها بعد Ù…Øمد علي ÙŠÙرّطون Ùيه، باستثناء الرئيس السادات الذي Øاول تØقيق هذا الØلم (استعادة الخلاÙØ© الإسلاميّة)ØŒ لكن كانت يد العملاء أسرع Ùتم اغتياله!
دعائم الØÙ‚ المصري ÙÙŠ الخلاÙØ© الإسلامية
1) مصر Øاضنة أهل البيت علماء وأعلامًا، وبها كانت دولة آل البيت -إن جاز أن نسمّيها بذلك- الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة العلويّة الÙاطميّة.
2) القاهرة عاصمة الخلاÙتين العبّاسيّة والÙاطميّة.
3) لمصر إلى الآن ريادة العالم الإسلامي ÙÙŠ العلم والÙقه والÙكر الإسلامي، بأزهرها الشري٠وعلمائها الأÙذاذ؛ Ùشيخ الأزهر هو شيخ الاسلام بلا منازع.
4) لمصر تاريخ طويل ÙÙŠ الدÙاع الØقيقي عن الإسلام وأهله ضد أعدائه، ابتداء من التتار والمغول، ومرورا بالÙرنجة والصليبيّن، وانتهاء بالإنجليز وبني إسرائيل.
5) Øينما Ø§Ù…ØªØ¯Ø Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله -صلى الله عليه، وسلم!- مصر، لم ÙŠÙ…ØªØ¯Ø Ø²Ø±Ø¹Ù‡Ø§ ولا شجرها ولا مدرها ولا Ùيضان نهرها، لكنه Ø§Ù…ØªØ¯Ø Ø¬Ù†Ø¯Ù‡Ø§Ø› Ùهي كنانه الله ÙÙŠ أرضه، ÙˆÙÙŠ رباط إلى يوم القيامة.
Ùˆ مما تقدّم أدّعي أن لجيش مصر Øقا تاريخيا وإرثا مستØقا ÙÙŠ اعتلاء الخلاÙØ© الإسلامية، والله أعلى وأعلم!