الله ذات غيب اختص لذاته بكمال الجمال ÙÙŠ الأسماء، والصÙات. الألوهية هي القدرة والهيمنة والتعالي والإØاطة والعطاء والهبة، وأبرز مظاهرها الخلق؛ Ùبألوهيته –سبØانه، وتعالى!- خلق المخلوقات هبة منه ÙˆÙضلا. الربوبية هي التنظيم والترتيب والعناية والرعاية، وأبرز مظاهرها رعاية الخالق للخلق وتقدير أرزاقهم وأقواتهم وشؤون Øياتهم ورØمته بهم وعنايته. وكما كانت الألوهية ابتداء بعطاء كانت الربوبية رعاية واعتناء.
كانت امرأه عمران عقيما لا تلد، Ùنذرت لله -إن رزقها بولد- أن تهبه للمعبد خادما لله، Ùقالت: “ربّ إني نذرت لك ما ÙÙŠ بطني Ù…Øررا Ùتقبل مني”ØŒ ÙÙوجئت بأنها ولدت أنثى، Ùقالت: “رب إني وضعتها أنثى”. لقد خاطبت الله بقولها: “ربّ”ØŒ ظنا منها أن إنجاب الأبناء من أمور الرزق، وأن الله رزقها بابنتها؛ Ùقال الله: “والله أعلم بما وضعت”ØŒ أي إن الله بصÙØ© الألوهية، خلق، وإنجاب الأبناء لا يعتبره من أمور الرزق التي تختص بها صÙات الربوبية.
ومن قصة النبي زكريا نجده يتوسل إلى الله بصÙات الربوبية، ليهبه ابنا صالØا، بقوله: “رب هب لي من لدنك ذرية طيبة”ØŒ Ùجاء التصØÙŠØ Ù…Ù† الله على لسان الملائكة: “إن الله يبشرك بيØيى”Ø› Ùتعجب النبي زكريا من البشرى، وقال يسأل الله: “رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامراتي عاقر”. ولأن القضية ما زالت عند الله قضية هبة وخلق، قال الله: “كذلك الله ÙŠÙعل ما يشاء”.
دعا النبي زكريا ربه قائلا: “رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني Ø®Ùت الموالي من ورائي”ØŒ إن النبي زكريا كان يعاني من الكبر والضعÙØŒ وكان يريد من الله العناية والرعاية له عند كبره ÙˆØÙظا للدين بعد ÙˆÙاته؛ لذا كان النبي زكريا يسأل الله بصÙاته الربوبية أن يهبه ابنا، Ùلما قال الله له: “إنا نبشرك بغلام اسمه ÙŠØيى”ØŒ تعجب من أن يكون له ابن وهو ÙÙŠ مثل سنه وامراته عاقر، قال: “رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا”Ø› Ùرد الله بقوله: “كذلك قال ربك هو علي هين”. لما كانت القضية عند الله هي كبر النبي زكريا Ùˆ مرض زوجته، أجابه بصÙØ© الربوبية التي من خصائصها العناية والرعاية بالخلق، ÙØ£ØµÙ„Ø Ø²ÙˆØ¬Ù‡ØŒ وعالجها، وشÙاها، وبث Ùيه من القوة ما يعينه على إتيانها.
ومن قصه مريم ابنة عمران أنها تأتيها الملائكة تبشرها بابنها المسيØ: “يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ù† مريم”Ø› Ùتتعجب مريم من ذلك، Ùتقول: “رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر”ØŒ ولأن القضية هنا هي قدرة الله على خلق إنسان من أنثى دون ØªÙ„Ù‚ÙŠØ Ø°ÙƒØ± نسب الÙعل إلى “الله”ØŒ أي إلى صÙات الألوهية، Ùيرد الله عليها بقوله: “كذلك الله يخلق ما يشاء”ØŒ تأكيدا لأن الله بألوهيته يخلق ما يشاء، وليس هذا مجال عطاءات ربوبيه.
Ùˆ عندما كانت مريم تصلي، وجاءها الملك رسول الله ليخبرها: “إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا”Ø› Ùتعجبت من ذلك، وقالت: “أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا”. إن القضية الآن هي قضية ربوبية؛ لقد خاÙت مريم من الÙضيØØ© Ùˆ الإهانة، وأنها ستكون منبوذة من المجتمع، ولن ترعاها النساء من أهلها ÙÙŠ Øملها ووضعها صغيرها؛ Ùكان الجواب عليها بصÙات الربوبية: “كذلك قال ربك هو علي هين”ØŒ أي إن ربها سو٠يرعاها، ويعتني بها، وذلك بالآتي: “قد جعل ربك تØتك سريا”ØŒ “وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا”ØŒ “Ùكلي واشربي وقري عينا”. Ùˆ تكÙÙ„ رب العالمين عنها بالرد على الخصوم والمتهÙمين: “Ùإما ترين من البشر Ø£Øدا Ùقولي إني نذرت للرØمن صوما Ùلن أكلم اليوم إنسيا”ØŒ “Ùأشارت إليه”.
ومن قصة النبي إبراهيم، عندما جاءت الملائكة تبشر سارة زوجه بأنها ستلد ابنا، تعجبت: “قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا”ØŒ “Ùأقبلت امرأته ÙÙŠ صرة Ùصكت وجهها وقالت عجوز عقيم”ØŒ لقد كانت المشكلة عند امرأة النبي إبراهيم هي عقمها وكبرها وكبر زوجها، Ùردت الملائكة عليها: “”كذلك قال ربك”ØŒ أي إن Ø´Ùاءها وإعادة العاÙية لها ولزوجها من عطاءات الربوبية.
هذا و الله أعلم، ونعتذر إلى الله من الخطأ والزلل!