القصيدة العمودية الإحيائية الجديدة: البنية ورؤية العالم (شعراء مصر نموذجا)، للدكتور رضا العربي

“عمَّقَت القصيدة العمودية الإحيائية الجديدة بغناها الفني والمعرفي، تجذُّرها التاريخي متصلا بحداثتها الخاصة الراسخة، مشتبكة بزمنها وبتاريخها، واقفة بوعي بموقعها، كاشفة عن وعي بالتحدي الذي يمثله الاستمرار في المستقبل، ويؤكد هذا الغنى جدارتها بهذه المكانة التي بدأت تحتلها مصريا وعربيا. وهذا ينبه بقوة إلى أهمية إنقاذ هذا الشعر من رهانات أيديولوجية مالية عولمية، تروج نمطا سطحيا من الأفكار الاستهلاكية، يطمس الاختلافات، وينمّط التطلعات، ويوجه الأحلام، ويجعل الإنسان العربي المسلم تابعا للأنساق الاستهلاكية العالمية وما يدعمها من أنماط رأسمالية تسعى إلى محو خصوصية وجوده لا إلى مجرد الهيمنة عليه، من خلال وكلاء محليين”!

إلى هذه الخلاصة انتهى الدكتور رضا العربي، من سفره الضخم -571 صفحة- “القصيدة العمودية الإحيائية الجديدة: البنية ورؤية العالم (شعراء مصر نموذجا)”ØŒ الذي شرفني بالتنويه بي فيمن يحملون راية هذه القصيدة. وتبنى فيه مفهوما “بنيويا تكوينيا”ØŒ يحتفي بدلالة النص الكلية في إطارها المرجعي الاجتماعي، ويتيح له أن يتدرج من تحليل “التفاعل النصي”ØŒ ثم “البنية الموسيقية”ØŒ ثمت “التصوير الفني”ØŒ إلى “رؤية العالم”. لا أنكر أثر ما بيننا من محبة، ولكن ينبغي ألا أنكر كذلك، أنني ارتحت من هذا السفر الضخم، لناقد مخلص حريص واع بنّاء، فجلست إليه جلوس المطمئن إلى تحصيل المتعة والمنفعة، تحت راية الأصالة والنباهة.

Related posts

Leave a Comment