دين الفصاحة

“من يقرأ صدر التاريخ في الإسلام ويعتبر حوادثه ويتدبر آثار القرآن في قبائل العرب، يَرَ أن شدة الإيمان كانت عند شدة الفصاحة، وأن خُلوص الضمائر كان يتبع خُلوص اللغة، وأن القائمين بهذا الدين والذين أفاضوه وصرفوا إليه جمهور العرب وقاتلوهم عليه وجمعوا أُلفتهم وقوّموا أَوَدَهم، إنما كانوا أهل الفصاحة الخالصة من قريش إلى سُرّة البادية، وأن الفتن إنما استطارت في الجزيرة استطارة الحريق، فيمن وراء هؤلاء إلى أطراف اليمن؛ فكانوا قوما مَدخُولين مَنقُوصين، وما كان ضعف اعتقادهم إلا في وزن الضعف من لغتهم! وقد أسلفنا في غير هذا الموضع أن غربة الدين ما تزال تتبع غربة العربية”ØŒ

مصطفى صادق الرافعي (1356= 1937).

Related posts

Leave a Comment