سيطر الهدوء على بيت Ø£Øمد إلا من بعض المناوشات اللÙظيّة التي يأتي بها Ù…Øمود لأخته تقى المترقّبة لما ستؤول إليه نتيجة تصØÙŠØ Ø§Ø®ØªØ¨Ø§Ø±Ø§ØªÙ‡Ø§ للدبلوم العامّ، لقد تجمّعت الأسرة الصغيرة Ù€ ماعدا الأب Ù€ ÙÙŠ الصالة الواسعة إلا Ù…Øمودًا، Ùإنّه عاك٠على جهاز الكمبيوتر ÙÙŠ الصالة الأخرى يتابع أخبار العالم وخصوصًا الأخبار الرياضيّة مع استماعه لبعض الأناشيد الØماسيّة.
كانت الأسرة كلّها قد تابعت عصر أمس تصØÙŠØ Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø§Øª تقى عن أسئلة Ùرع المطالعة من اختبار اللغة العربيّة عبر موقع إلكترونيّ Ùعّلته الوزارة هذا العام؛ ليستطيع كلّ طالب وأسرته أنْ يتابع تصØÙŠØ Ø§Ø®ØªØ¨Ø§Ø±Ø§ØªÙ‡ مباشرة بÙضل Ø´Ùرة إلكترونية ورسائل هاتÙيّة نصيّة تنبّهه عند بدء سØب ورقة إجابته من المØتوى الإلكترونيّ العامّ، ليقوم الطالب بعدها بدخول الموقع وإدخال رقمه السريّ واسمه، ممّا يمكّنه من متابعة تصØÙŠØ Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø§ØªÙ‡ Ùقط.
كانت وجوه المصØÙ‘Øين لا تظهر على الشاشة، وإنّما تظهر أياديهم Ù€ التي تكون مرتعشة Ø£Øيانًا Ù€ وهي تمسك بزرّ التØكّم لتختار الدرجة التي يراها المصØÙÙ‘Ø Ù…Ù†Ø§Ø³Ø¨Ø© للإجابة التي تظهر أمامه، وعندما انتهى المصØÙÙ‘Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ من تقدير درجات الطالبة تقى ÙÙŠ Ùرع المطالعة، ظهر على الشاشة كلام مكتوب هو ” أنجز المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ‘Ù„ تقدير درجات Ùرع المطالعة، وبانتظار القيام بالمهمّة Ù†Ùسها من المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø±”ØŒ وعندما انتهى المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø± من القيام بالمهمّة Ù†Ùسها ظهر على الشاشة أيضًا كلام مكتوب هو: ” أنجز المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø± تقدير درجات الطالبة ÙÙŠ Ùرع المطالعة، ولأنّ هناك اختلاÙًا ÙÙŠ تقدير درجة Ø£Øد الأسئلة بين المصØÙ‘ØيْنÙØŒ Ùإنّ تقدير درجة ذلك السؤال سيÙØوّل إلى المØÙƒÙّم ليØسم الأمر”.
كان هذا المشهد هو ما آلت إليه Ø£Øداث مساء الأمس، وقد تبيّن للأسرة أنّ إجابات تقى عن أسئلة Ùرع المطالعة قد صØÙ‘Øها معلمون وليس معلمات؛ لأنّ مراكز التصØÙŠØ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ù„Ù…Ø§Øª تعمل صباØًا، وليس مساءً، وهذا ما جعل Ù…Øمودًا يستغلّ الÙرصة ليثير قلق أخته، بأنْ ذكر لها أنّ المعلمين متشدّدون، ولن يرØموا من لا يأتي بإجابة نموذجيّة متكاملة، بينما أخذ الأب يطمئنها، ولكنّه أظهر تخوّÙًا من التعب والإرهاق الذي سيصيب المصØÙ‘Øين، وختم كلامه لها بأمل أن يكون المØÙƒÙّمون ÙÙŠ قمّة تركيزهم؛ ليقوموا بتصويب أخطاء المصØÙ‘Øين غير المقصودة.
أظهرت تقى كثيرًا من الغضب على المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø± لأسئلة Ùرع المطالعة؛ لأنّه قدّر لها درجة صÙر للسؤال الرابع من أسئلة Ùرع المطالعة، بينما كان المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ قد قدّر لها درجتين لذلك السؤال، لقد كان مجموع درجاتها ÙÙŠ Ùرع المطالعة خمس عشرة درجة على Øسب تقديرات المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ‘Ù„ØŒ وهي درجة كاملة غير منقوصة، ولذا Ùهي ظلّت تترقّب يوم أمس أن ÙŠÙØوَّل ذلك السؤال المختل٠ÙÙŠ تقدير درجته إلى المØÙƒÙّم، ولكنّ ذلك الأمر لمّا يتØقّق بعد.
ØµØ¨Ø§Ø Ù‡Ø°Ø§ اليوم كان المشهد Ù†Ùسه تقريبًا يسيطر على بيت Ø£Øمد، Ùتقى هي أوّل من تسمّر أمام تلك الشاشة، وشرعت ÙÙŠ ÙØªØ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ø¹ الإلكترونيّ للتصØÙŠØ Ù‚Ø¨Ù„ الموعد بنص٠ساعة، أي ÙÙŠ الساعة السابعة والنصÙØŒ Ùهي لا تعتمد على الرسائل النصيّة التي تخبرها بشروع Ø£Øد المصØÙ‘Øين ÙÙŠ تصØÙŠØ Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø§ØªÙ‡Ø§Ø› لأنها لا تثق كثيرًا ÙÙŠ شركة الاتصالات، وتظنّ أنّ تلك الرسائل النصيّة ربّما تتأخر، والتØقت بها الأمّ وأبناؤها الثلاثة، بينما كان Ù…Øمود كعادته ÙÙŠ الصالة الأخرى المÙتوØØ© على الصالة الكبرى، يستمع إلى بعض الأناشيد من جهاز الكمبيوتر، وبين Ùينة وأخرى يرسل رسائل هجوميّة إلى تقى بأنْ يقول لها: خلاص درجتين عادن طارن، يعني درجتي Ùرع المطالعة، وهي تردّ عليه: بعده شيء Ù…ØÙƒÙّم هيرجّع لي Øقّي، لأنّه ذاك المصØÙ‘Ø ÙŠÙ…ÙƒÙ† مرهق وما مركÙّز.
عند الساعة الثامنة صباØًا، وهو الوقت الرسميّ لبدء التصØÙŠØ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Øيّ، ظهرت على الشاشة جملة: ” ÙÙŠ انتظار قيام Ø£Øد المصØÙ‘Øين أو المØÙƒÙّمين بتصØÙŠØ Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø§ØªÙƒ “ØŒ ظلّت هذه الجملة تتراقص على الشاشة بين ظهور واختÙاء لمدّة نص٠ساعة، ثمّ تغيّر المشهد، Ùظهرت يد تمسك بشدّة بزرّ التØكّم، وظهرت على شاشة جهاز التصØÙŠØ Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø© تقى عن السؤال الرابع من أسئلة Ùرع المطالعة، وظهرت عبارة أسÙلها: ” قام Ù…ØÙƒÙّم Ùرع المطالعة باختيار ورقة إجابتك لمراجعتها “ØŒ أخذت الأستاذة المØÙƒÙّمة تمرّر المؤشّر على إجابة تقى ذهابًا وإيابًا، وكأنّها تقرأها ببطء وتأني؛ لتستطيع التوÙيق بين تقديرين متباعدين للدرجات، كانت تقى Øينها ÙÙŠ ترقّب وقلق، ماذا ستÙعل هذه الأستاذة؟ وأيّ التقديرين ستختار؟ لماذا تأخرت؟ ماذا تنتظر إذن؟ هيّا.
تØرّك المؤشّر إلى الجانب الأيمن من الجهاز، Øيث المربّع الذي Ùيه الدرجات، واختار التقدير الأعلى منها، لقد Øكمت الأستاذة المØÙƒÙّمة بأنّ إجابة الطالبة تقى صØÙŠØØ© مكتملة، وتستØÙ‚ درجتين كاملتين متّÙقة ÙÙŠ ذلك مع المصØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ØŒ وهكذا أصبØت درجات تقى مكتملة ÙÙŠ Ùرع المطالعة.
تنهّدت تقى بقوّة، وقالت: الØمد لله، بينما انطلق Øمد كالصاروخ؛ ليخبر Ù…Øمودًا بما Øدث، وشرعت الأمّ تتصل بأØمد الموجود ÙÙŠ متجره الخاصّ ببيع الجواهر؛ لتبشّره باكتمال درجات ابنتهما ÙÙŠ Ùرع المطالعة.
ترك Ù…Øمود مكانه، والتØÙ‚ بالجماعة ÙÙŠ الصالة وهو يخاطب تقى قائلًا: هذا سؤال المطالعة وكنتي مجاوبة خطأ، ولكن ساعدوش، Ùكي٠عاد بقيّة الÙروع؟ أكيد هناك أخطاء كثيرة، Ùأجابته تقى بقوّة وثقة: هآي، أصلًا بقية الÙروع أسئلتها واضØØ© ومجاوبة عليها كلّها إجابات نموذجية، وما Ø£Øد يستطيع ينقّص عليّ درجة واØدة.