مكية الكمزارية

لم أكد أحلّ عُمان أوائل زيارتي الرابعة عام 2012ØŒ حتى دعتني نائلة البلوشية تلميذتي العُمانية النجيبة، إلى برنامجها الإذاعي “حديث الروح”ØŒ فأجبتها حَفِيًّا ساعتين كاملتين، بأن أقص من أمري على المستمعين، ما يوقنهم بسهولة تحصيل ما حصَّلتُ، على كل محب مقبل مجتهد. ثم لم تكد تفتح باب المشاركة حتى جاءني من وراء بضعة عشر عاما، صوتٌ يذكرني -وإن لم أنس قط- فتاة حكيمة ودودًا لبيقةً مُتَمَلِّئة بتراث أهلها الثري الفريد، كانت في مساكن الطالبات تقضي بين المشرفات، وفي مكاتب الأستاذة تتأنق بعربية فصحى في لهجة خاصة! ولقد أسرَّ إليَّ قريبا أحد نجباء تلامذتي، أنها كانت مشرق محبته هو وسائر زملائهما، فلم يقع عندي سرُّه هو وزملائهما إلا على مثله! ولم تكن تلك الأعوام لتمر بها في مدينتها المطمئنة إلى نصيبها الفذ من بحر عُمان، إلا محتفلة باجتهادها المتنامي وعيا وعزما وتصميما وبناء ووفاء، تتابع وتراعي وتحافظ وتقارن وتفاضل، حتى استحقت ما توالى عليها من وجوهِ تكريمٍ يغري بعضها بعضا. وإني لأتطلع من على أكتافها هي وجيلها، إلى مستقبل عُماني يتزايد بهم ثراؤه وغناؤه وبهاؤه، تلميذتي النجيبة مكية الكمزارية.

Related posts

Leave a Comment