شاركت خلال العشر سنوات الماضية ÙÙŠ مؤتمرات عربية وعالمية Øول مستقبل الصØاÙØ© الورقية المطبوعة، التي شهدت على مدي العقدين الآخرين من الألÙية الثالثة Øالات اختÙاء بتوق٠بعضها عن الصدور نهائيًا، ودمج البعض الآخر، وتØول غالبيتها إلى صيغ رقمية على هيئة مواقع إلكترونية ومنصات وبوابات ومدونات، وتدور عجلة الزمن ومعها أجوب ÙÙŠ العواصم العربية بØكم العمل، لأتابع مشاهد من عملية التØول والموت البطيء لصØاÙتنا الورقية، وقد كنت ببيروت Øين توقÙت صØÙŠÙØ© السÙير ÙÙŠ 2017 بصدور العدد الأخير منها بعد مسيرة امتدت 42 عامًا، ولم أتعجب كثيرًا Øين قررت صØ٠عربية عريقة أن بعض أيام الأسبوع لا لزوم لها ولا جديد تØت شمس العالم Ùيها، Ùقلصت صدورها إلى خمسة أيام Ùقط ÙÙŠ الأسبوع وإن ظلت تص٠نÙسها بالصØ٠اليومية!
ورغم معاناة الصØاÙØ© عالميًا، نجØت عدة صØÙ ÙÙŠ دخول عصر الذكاء الاصطناعي وصØاÙØ© الربوتات مثل “الجارديان” Ùˆ”يواس ايه توداي” Ùˆ”النيويورك تايمز”ØŒ بينما آثرت صØ٠أخرى التØول إلى نسخة PDF مجمدة ومع ذلك تص٠نÙسها بالصØ٠الإلكترونية، ÙÙŠ وقت برزت ÙÙŠ عالمنا العربي عدة صØ٠رقمية ومواقع ومنصات وبوابات Ùائقة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªÙ…ÙŠØ² يتم تØديثها على مدار الساعة، ومنها بوابة العين الإخبارية الإماراتية وعكاظ السعودية ومصراوي والقاهرة24 واليوم السابع المصرية.
1
ÙÙŠ مصرنا الØبيبة، بجرة قلم متسرعة أطلقت الهيئة الوطنية للصØاÙØ© رصاصة الرØمة على الصØ٠المسائية وقررت تØويلها إلى ما أسمته بالصØ٠الإلكترونية، لأرى أمام عيني صØÙŠÙتي “الأهرام المسائي” والتي شهدت ميلادها قبل أكثر من 30 عاما! وقد اختÙت نسختها الورقية بصدور العدد الورقي الأخير ÙÙŠ 14 يوليو 2021 ومعها صØÙŠÙØ© المساء – الأقدم- والأخبار المسائي، لتودع مصر تجربة الصØ٠المسائية الورقية بعد 65 عامًا من انطلاقها، Øيث صدرت المساء ÙÙŠ 1956.
لن أنصب سرادق عزاء ولن أتØدث عن نماذج التØول الرقمي لكبريات الصØ٠العالمية التي تبنت نماذج أعمال “بينزنس مودلز” متطورة باستمرار، Ùقد سبق وأشرت لذلك ÙÙŠ مقاله مطوله نشرتها صØÙŠÙØ© الشروق تØت عنوان “الصØاÙØ© الورقية ÙÙŠ العمر بقية” نشرت ÙÙŠ عام 2017.
لا أعتبر طي صÙØØ© “الصØ٠المسائية” وإهالة التراب عليها مناسبة للعويل ولا هي مدعاة للتهليل واعتبار التØول لنسخ إلكترونية هو معجزة من المعجزات الإلهية كما ذهب الكاتب الأستاذ سمير رجب!
الأمر لا يخص الصØ٠المسائية التي اختÙت نسخها الورقية، ولا يؤرقني الشكل الذي تصدر عليه الصØ٠سواء ورقية أو PDF او نسخ إلكترونية أو مواقع ومنصات يجرى تØديثها على مدار الساعة، Ùتلك أوعية للÙكر والرسالة تتغير بتغير العصور، لكن ما يؤرقني هو الإجابة عن سؤال ظللت أردده بقوة ÙÙŠ عدة عواصم عربية وعالمية وهو: لماذا تصدر الصØÙ ÙÙŠ مصر؟ ولمن تصدر هذه الصØÙØŸ
السؤال يذكرني برواية إرنست همينجوي “لمن تقرع الأجراس” الصادرة 1948ØŒ ÙالÙكرة الأساسيّة التي تدور Øولها الأØداث ÙÙŠ الرواية هي الموت، والصراع بين الرغبة بالموت أو البقاء من أجل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…ØŒ وتبدأ Ø£Øداثها بالبطل روبرت جوردن والذي أوÙكلت إليه مهمة تÙجير جسر ÙÙŠ إسبانيا، ÙˆÙÙŠ هذه الأثناء يقع بØب Ùتاة إسبانية تدعى ماريا ويبدأ الصراع الداخلي ما بين الØب وبين أداء المهمة الموكلة إليه، وتبدأ الأسئلة العجيبة والمتخبطة ÙÙŠ الذهن عن قيمة الØرب ودورها أمام الأخلاق والمشاعر والقيم، ÙˆÙÙŠ الرواية تظهر رغبة الانتØار التي كانت موجودة عند البطل، ولكن دائمًا ما يتراجع عنها ÙÙŠ كلّ مرة، وهذا يرتبط بعنوان الرواية لمن تقرع الأجراس، إذ ÙŠØªÙ‘Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الأجراس ما هي إلا الأÙكار التي تدور ÙÙŠ ذهن الإنسان وتغير من اتجاهاته.
2
نعم تخسر غالبية الصØ٠المصرية خسائر تقدر بمئات الملايين، لكن دعونا Ù†ØµØ§Ø±Ø Ø£Ù†Ùسنا ونØÙ† نكتب السطر الأخير على الورق وعنه، Ùخسائر الصØ٠ليست السبب الوØيد للموت البطيء الذي تشهده، Ùقد جرى خنق الصØ٠بÙعل Ùاعل Øتى Ùقدت Ø£Øد أبرز ضمانات ورهانات بقائها وهي ضمانة الØرية، Ùإذا اÙتقدت الصØÙ Øريتها وصارت تكتب ما تمليه عليها السلطة، ÙˆÙÙ‚ تعليمات Ù…Øددة تØركها مجموعات الواتساب ويتم الإرسال من جهاز “سامسونج”ØŒ Ùلا عجب أن تتشابه وتتكرر عناوين الصØ٠مرارًا، ولا غرابة ÙÙŠ غياب المناÙسة أو التناÙسية الصØÙية؟ إذ صارت غالبية الصØ٠المصرية نسخ مكررة من بعضها، Øتى أصبØت عبئًا على الجميع؛ السلطة التي ضاقت بخسائرها كما ضاقت بهذه الأصوات الخرساء التي لا تجيد سوى “الجعير”ØŒ والقارئ الذي Ùقد الثقة والمصداقية وهرب إلى منصات التواصل الاجتماعي المجانية الأسرع والأوسع انتشارًا وإن اÙتقدت للصدق والدقة والموضوعية.
ثاني ضمانات ورهانات البقاء هي المهنية والاØتراÙية المÙقودة ÙÙŠ معظم الصØÙ- مع استثناءات قليلة – Ùقد اختÙت الأقلام الØقيقية ÙÙŠ مقابل صعود أكثرية من الهواة المباركين لكل الخطوات والقرارات والسياسيات، لتختنق المواهب وتستبعد أو تØاصر أقلام المØترÙين، ويتوق٠غالبية أصØابها كمدًا، ويكتÙÙŠ البعض بالتنÙيس عبر صÙØته الشخصية على الÙيسبوك، ويصاب قطاع عريض من أصØاب الأقلام المؤثرة باكتئاب Ùيلوذ بالصمت ويكتÙÙŠ بالانزواء بعيدًا عن القول والÙعل والأضواء والكتابة وصناعة التغيير والتأثير، ولتعتزل صÙوة الأقلام المصرية بعيدًا عن مناخ يضج بالنÙاق والأكاذيب والتغييب والإلهاء ومعارك Ø§Ù„Ø±Ø¯Ø ÙˆØªØµÙية الØسابات الشخصية ،وسيرك التهام الخصوم ÙˆØصار الأصوات المعارضة للقطيع، وبشكل يسيئ للوطن ولا يخدم قضاياه.
3
أهمل جمع كبير من الصØÙيين أهملوا مواقعهم وأدوارهم وتÙرغوا للعمل ÙÙŠ الÙضائيات والأعمال الخاصة وغيرها، ÙˆÙÙŠ ظل ضغوط الØياة وصعوباتها وأعبائها المادية التي باتت Ùوق الطاقة، ÙˆÙÙŠ ظل غياب ضمانة أخرى من ضمانات البقاء تتعلق بالاستقرار المالي والوظيÙÙŠØŒ عبر تأمين دخول عادلة وكريمة للجماعة الصØÙية ÙŠØµØ¨Ø ÙƒÙ„ شيء مباØًا؛ إذ بقت الجماعة الصØÙية هي الأدنى ÙÙŠ سلم الرواتب، الأÙقر ÙÙŠ سلم المعاشات!
يرتبط بالنقطة السابقة ضمانة أخرى غائبة تتعلق بنموذج الإدارة والتمويل والملكية، وتلك الضمانة الغائبة تØدد إيرادات ومصروÙات هذه الصØ٠الموصوÙØ© تجاوزًا بالإلكترونية والتي تبدو ÙÙŠ تØولها الÙجائي، كأجنة ومسوخ مشوهة لكيانات جاوز بعضها الستين.
ولنا ÙÙŠ صØÙŠÙØ©”نيويورك تايمز” ذات المØتوى المدÙوع شاهدا ودليلا، وبإجمالي مشتركين Ùاق المليونين، لتÙرض هذه التجربة قبل سنوات Ù…Ùهوم جدران الدÙع Paywalls على صناعة الصØاÙØ©ØŒ طوق نجاة ÙÙŠ مواجهة طوÙان الغرق والموت، Ùليست كل المقالات والكتب والدراسات الإلكترونية متاØØ© بالمجان، هناك ملخصات Ùقط بجاذبيات ÙÙŠ العرض وتسهيلات تسويقية ÙÙŠ الدÙع، تغريك باقتناء الكتاب والدراسة كاملة، وكما أن القارئ يبØØ« عما يهمه ويجذبه، ÙالمØتوى أيضا يعر٠قارئه ويعر٠طريقه إليها دائما وأبداً.
نموذج عالمي آخر للخسائر والتØولات تمثله صØÙŠÙØ© “الاندبندنت” البريطانية التي كانت قد صدرت ÙÙŠ 1986 وبسبب خسائرها قلصت Øجمها إلى القطع النصÙÙŠ “التابلويد” ÙÙŠ عام 2003ØŒ وبتراكم خسائرها أعلنت ÙÙŠ 26 مارس من عام 2016 هي وشقيقتها الاسبوعية التي تصدر يوم الأØد “إندبندنت أون صنداي” التوق٠عن الصدور ÙÙŠ طبعتها الورقية مكتÙية بالطبعة الالكترونية، بعد 35 عامًا من الصدور الورقي ليسدل بذلك الستار على Øقبة مهمة ÙÙŠ تاريخ الصØاÙØ© البريطانية المكتوبة بل وتاريخ الصØاÙØ© ÙÙŠ العالم.
مثال آخر صØÙŠÙØ© الجارديان البريطانية التي نجØت ÙÙŠ تجاوز خسائرها البالغة عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، بسبب دخول شركات الخوارزميات الØاسوبية على Øياتنا الثقاÙية والاقتصادية والاجتماعية، والتهامها المخصصات الإعلانية، ورغم ذلك نجØت الجارديان ÙÙŠ ÙÙŠ تدشين نموذج جديد مستدام للتمويل الذاتي خارج نطاق تأثير الممولين الكبار الذين ÙŠÙرضون رؤيتهم على المØتوى. وهذا النموذج الجديد يستÙيد أيضًا من الدعم المادي الذي يقدمه Ù†ØÙˆ مليون قارئ للصØÙŠÙØ© عبر تبرعات شهرية منتظمة، جنبًا إلى جنب مع الاشتراكات والإعلانات.
خذ مثالًا عالميًا ملهمًا، Øيث تركز صØÙŠÙتا “التايمز†و†الواشنطن البوست†الآن على الاشتراكات –الرقمية ÙÙŠ معظمها- والتي أصØبت تجلب من المال أكثر مما تجلب الإعلانات، تÙقدم تجربة الصØÙŠÙتين ÙÙŠ هذا المجال دروسا لصناعة الصØÙ ÙÙŠ أمريكا، ويعتمد نهج “الاشتراك أولا†على استغلال سوق وطنية ودولية كبيرة تتكون من مئات الملايين من القراء المتعلمين باللغة الإنجليزية، وتØويل جزء من هؤلاء إلى زبائن يدÙعون مقابل المØتوى. وبوجود عدد كاÙ٠من المشتركين الرقميين –يعتقد مارك تومبسون، الرئيس التنÙيذي لصØÙŠÙØ© “نيويورك تايمزâ€ØŒ أن صØÙŠÙته يمكن أن تصل إلى 10 ملايين قارئ، صعودا من مليونين يومياً- Ùإن نموذج “الاشتراك أولاً†يمكنه أن يولّÙد، (نظرياً)ØŒ أرباØاً أكثر مما اعتادت أن تجلبه نماذج العمل المعتمÙدة على الإعلان المطبوع.
المثال السابق يجعلنا Ù†Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ø¤Ø§Ù„: هل وضعت الهيئة الوطنية للصØاÙØ© تصور لإعادة هيكلة شاملة للصØاÙØ© المصرية تتضمن نماذج أعمال “Business Model” مناسبة لهذه الصØ٠المتØولة لضمان الاستمرار والاستقرار المالي لها ولمن يعملون بها؟!
من بين الضمانات ورهانات البقاء التي سقطت بÙعل غياب الØرية، وبÙعل الاستسهال والتقصير من جانب قطاع كبير من الصØÙيين– تتعلق بالمØتوى الذي ظللنا نردد كالببغاوات لسنوات طويلة كليشيه أجو٠وأن ” المØتوى هو الملك”ØŒ لكن Ù…Øتوى غالبية صØÙنا المصرية الورقية لم يعد ملكًا ولن يكون ÙÙŠ ظل غياب كل ضمانات ورهانات البقاء، Ùخلال السنوات العشر الأخيرة على سبيل المثال، لم تعد الصØ٠تثير قضية ولا تتصدى لمشكلة ÙتØلها أو تØرك Ùيها ساكنًا، ولم تعد تستبق لتكش٠Øقائق أو تÙØ¶Ø Ùساد، ولا هي تراقب أو تØاسب أو تتØدث بلسان القراء جموع المواطنين، بل أصبØت نشرات باردة تشبه الوجبات المعلبة والمØÙوظة، التي تضم كل مكسبات اللون والطعم والرائØØ© الØكومية، مع بعض مما تقذ٠به وكالات الأنباء العالمية، ونسبة معÙتبرة من Ù†Ùايات شبكات التواصل الاجتماعي!!
اهتزت الوظيÙØ© الإخبارية للصØ٠الورقية تمامًا، ولم تعد قادرة على الصمود أمام السرعة الرهيبة والتكلÙØ© الصÙرية لشبكات التواصل الاجتماعي، التي بدأت تتØول إلى ماكينات ضخ وإنتاج وتداول أخبار ومعلومات وشائعات وأكاذيب على السواء.
4
اختÙت الأصوات والأقلام المعارضة الغيورة على الوطن، التي يمكن بمعارضتها ÙÙŠ هذا التوقيت المهم من عمر الدولة المصرية، أن تخلق Øالة من الاصطÙا٠الوطني المستنير، القائم على Øقائق ومعلومات ووقائع وأرضيات مشتركة، لا على الاجتهادات الشخصية الممزوجة بالمبالغات والأكاذيب، Ùتلك الأقلام الوطنية تشتبك بجرأة ÙˆØرية مع قضايا الوطن المصيرية، لتصنع رأيًا عامًا يناوئ Øالات الاستقطاب السياسي الراهنة، خذ مثالًا صارخًا بقضية “سد العطش والخراب الأثيوبي”ØŒ ÙˆØاول أن تجد معي إجابات قاطعة على عشرات الأسئلة، التي لا تنطلق من اللØظة المرتبكة الراهنة، وإنما تمتد Ø£Ùقيًا لعشر سنوات مضت ومنها:
- ما الدور الذي لعبته الصØاÙØ© المصرية ÙÙŠ الكش٠عن تبعات بناء وملء السد الأثيوبي؟
- هل اØترمت الصØ٠المصرية ØÙ‚ القارئ ÙÙŠ المعرÙØ©ØŒ وتناولت بشÙاÙية وجرأة بالتقصي والتØقيق دور التمويل العربي ÙÙŠ المشروعات الأثيوبية ومشروع سد العطش والخراب على وجه التØديد وأثر ذلك على علاقات هذه الدول مع مصر؟
- هل تطرقت الصØ٠المصرية بالعمق والتØليل للمطامع والطموØات الجامØØ© للتنين الصيني ÙÙŠ عمق الجنوب المصري بهضبة الØبشة، وهل Øللت الدور الروسي أو الأمريكي أو الإسرائيلي ÙÙŠ السد؟ وهل كشÙت استباقيًا طبيعة Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„ÙŠØ© التي عكستها جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي أعادت مل٠السد للتÙاوض من خلال الاتØاد الأÙريقي، وكشÙت هشاشة علاقات مصر الدولية، وأظهرتنا بلا Øلي٠ÙÙŠ هذه القضية المصيرية الØساسة؟
- ماذا عن الأقلام والأصوات الموصوÙØ© بالوطنية التي هللت لسنوات وباركت وبررت لأثيوبيا تطوعيًا ضرورات السد لمشروعات التنمية وبشكل لم تÙعله الصØ٠الأثيوبية Ù†Ùسها؟ وماذا عن الأقلام التي خاطبت الرأي العام المصري وهونت من قيمة السد، وبالغت ÙÙŠ الØديث عن اختلالات Ùنية وهندسة إنشائية ÙÙŠ جسم السد تبشر Øسب ظنونهم بوقوع السد من تلقاء Ù†Ùسه، وكأن مشروعًا بهذه الضخامة ÙÙŠ المساØØ© والتمويل وسنوات البناء والملء، يشبه البيوت الرملية التي يشيدها أصØاب هذه الأقلام على الساØÙ„ الشمالي خلال عطلتهم الصيÙية!
- لن Ø£Ø·Ø±Ø Ø£Ø³Ø¦Ù„Ø© إضاÙية Øول أقلام اكتÙت Ø¨Ø§Ù„Ø±Ø¯Ø ÙˆØ§Ù„Ø´ØªÙ… والدعاء على أثيوبيا تارة، وانتظار الطير الأبابيل لهدم السد تارات أخرى، وبالقدر Ù†Ùسه تقرع أقلام أخرى طبول الØرب بلا هوادة.
5
إننا أمام Ù…Øنة مهنية شاملة، Ù…Øنة تتجاوز اختÙاء الصØ٠المسائية المصرية بجرة قلم متسرعة، إلى نهاية النهاية التي تمهد لمذبØØ© دمج وغلق العديد من الصØ٠والمجلات، وبيع وخصخصة بعض الأصول؛ ولعل من إيجابيات تلك المØنة أنها كاشÙØ© لكل تناقضات المرØلة الراهنة، Ùبينما تØتضر الصØÙØŒ نتوسع ÙÙŠ تأسيس كليات وأقسام الإعلام الØكومية والخاصة، دون أن يشغلنا السؤال عن مصير الخريجين ÙˆÙرص العمل التي تنتظرهم، وهو ما ينبئ يومًا Ø¨Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ø¤Ø§Ù„ Ù†Ùسه ودون مواربة: متى تغلق كليات الإعلام أبوابها؟!
وبينما تودع مصر صØاÙتها المسائية الورقية، لم تÙØªØ Ø§Ù„Ù‡ÙŠØ¦Ø© الوطنية للصØاÙØ© Øوارًا مع الجماعة الصØÙية ÙÙŠ أمر يمس صميم عملها، بينما وقÙت قلعة الØريات نقابة الصØÙيين ÙÙŠ موق٠المتÙرج، ولم تشر الهيئة الوطنية للصØاÙØ© من قريب أو بعيد إلى خطط التطوير والتدريب والتأهيل للصØÙيين، استعدادًا للعمل ÙÙŠ صØ٠توص٠بالإلكترونية مجازًا، والتناقض الصارخ أنه Øتى وقت قريب لم تكن نقابة الصØÙيين تعتر٠أو ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø¶Ù… الصØÙيين العاملين ÙÙŠ المواقع الإلكترونية إلى عضويتها، Ùهل سيتبع هذا التØول الظاهري الشكلي، تØول جوهري موضوعي ÙÙŠ قواعد قبول الصØÙيين الإلكترونيين – إن جاز التعبير – ÙÙŠ عضوية النقابة؟!
وبينما تصارع الصØ٠المصرية قاطبة ÙÙŠ معركة البقاء، انÙجرت أنبوبة بØوث أكاديمية بالعشرات تØلق ÙÙŠ Ùضاءات بعيدة تمامًا عن واقع الصØاÙØ© المصرية، لتناقش تقنيات وتطبيقات الذكاء الصناعي ومدى قبول الصØÙيين المصريين للعمل بها ÙÙŠ صØÙهم التي تØتضر، لا من أجل Ø·Ø±Ø Ù‚Ø¨Ù„Ø© Øياة جديدة لها، وإنما لأنها موضة وصرعة بØثية تشبه التريند الذي علينا جميًعا أن نركبه، دون أن ننسى ترديد “دعاء الركوب”!
إننا أمام Ù…Øنة مهنية شاملة، ÙÙÙŠ وقت ترÙع Ùيه الدولة شعار الجمهورية الجديدة، لا تخبرنا صØاÙتنا على وجه اليقين عن أي جمهورية تتØدث؟ هل هي جمهورية العلم والمعرÙØ© والتعليم الذي Ù†Øاول النهوض به بعد أن تذيلنا مؤشرات تصنيÙÙ‡ العالمية، أم جمهورية الÙنون والآداب والقوى الناعمة، أم جمهورية الاقتصاد المتوازن والاستقرار المالي والبناء والاستثمار والتنمية أم ماذا؟ لابد أن نعر٠ولابد أن تجيب الصØاÙØ© عن ذلك، Ùلا ÙŠØµØ Ø£Ù† تØلق بخيالك ÙÙŠ سماء “التØول الرقمي” ÙˆÙضاءاته اللامØدودة، بينما تقبع صØÙÙƒ ÙÙŠ مقبرة ” التØلل الورقي” التي تجاوزها الزمن، Ùما بين “التØلل والتØول” سنوات كاشÙØ© لمØنة الصØاÙØ© المصرية وأØزانها، التي ستدÙع Ùاتورتها كل الصØ٠والصØÙيين تباعًا، وليس Ùقط الصØاÙØ© المسائية!