الأØد 23 مايو 2021 – 7:35 Ù…
أثناء Øضورى Ø¥Øدى جلسات لجنة التعليم بمجلس النواب، سمعت تشبيها لطيÙا من Ø¥Øدى المشاركات أثار Ø£Øزانا بقدر ما أثار الابتسام. هذه السيدة شبّهت وزير التعليم Ø¨Ø¬Ø±Ù‘Ø§Ø Ø¹Ø§Ù„Ù…Ù‰ يقوم بعملية جراØية خطيرة ÙÙ‰ مستوص٠Øكومى ضعي٠التجهيزات، وهو ما يعنى أن العملية Ù…Øكوم عليها بالÙشل لعدم تواÙر الإمكانات اللازمة لإجرائها، بصر٠النظر عن عبقرية الجراØ.
عكَس هذا التشبيه Øالة الإØباط التى أصابت أولياء الأمور من إمكانية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ…ØŒ Øتى إن ما أثارته استراتيجية Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ù…Ù† آمال عند بداية الØديث عنها عام 2017 قد تلاشت، أو بدأت ÙÙ‰ التلاشى، بÙعل العثرات والإخÙاقات التى واجهتها، سواء كانت عثرات تكنولوجية أو إخÙاقات تعليمية تتعلق باستمرارية ضع٠المناهج وعدم القدرة على تطبيق التعليم المبنى على المهارات كما وعد الوزير.
استراتيجية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ…
ركزت استراتيجية Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙ‰ أعلنها وزير التعليم على الاهتمام بمرØلة رياض الأطÙال وتدريب المعلمين ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØªÙ‰ التدريس والتقييم من خلال الاعتماد على اختبارات تقيس القدرات وتغيير نظام القبول بالجامعات، بØيث لا يعتمد الالتØاق بالكليات والجامعات على نتيجة امتØان الثانوية العامة ÙˆØدها. كما أولت الاستراتيجية أهمية خاصة لتكنولوجيا المعلومات من خلال إتاØØ© أجهزة تابلت للطلبة وتدشين بنك المعرÙØ© المصرى عام 2016 لتنويع مصادر التعليم المتاØØ© أمام الطلبة.
وكان من الطبيعى أن تصطدم هذه الخطة Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ÙŠØ¯ من العراقيل، لعل أهمها ضع٠الإمكانيات، بما ÙÙ‰ ذلك ضع٠التجهيزات الموجودة بالمدارس، خاصة تواÙر الإنترنت ومعامل الكمبيوتر، وعدم جاهزية المدرسين والمدرسات وإدارات المدارس للتعامل مع المنظومة الجديدة.
وأدت سنوات غياب الدولة وانسØابها من مجال تمويل وإدارة التعليم إلى ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ أمام الدروس الخصوصية لملء الÙراغ الذى Ø£Øدثه هذا الغياب. واستشرت ثقاÙØ© عامة تقدس الشهادات والامتØانات بغض النظر عن قيمتها ÙÙ‰ تطوير مهارات الطلبة، وهو ما تطلق عليه أدبيات التعليم المقارن Ù…ØµØ·Ù„Ø Â«Ø¯Ø§Ø¡ الشهادات» diploma disease.
ومع انتشار الدروس الخصوصية والثقاÙØ© المجتمعية التى تجد Ùيها الطريق الوØيد للØصول على تعليم مناسب، بصر٠النظر عن جودته، ظهرت Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠØ© مستعدة للدÙاع عن Ù†Ùسها، سواء كانت هذه Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù†Ø§Ø¨Ø¹Ø© من مركزية طباعة ملايين الكتب المدرسية كل عام أو الاعتماد على الدروس الخصوصية بأرباØها المليونية… إلخ. ورغم عدم وجود دراسات Øول تأثير هذه الجماعات، إلا أن النÙوذ الذى تØظى به والموارد المتاØØ© لديها قادرة على تشكيل وتضخيم العقبات التى تواجه طريق الإصلاØ.
ورغم هذه التØديات، Ùقد Øققت استراتيجية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… ÙÙ‰ سنواتها الأولى نجاØات لا يمكن إنكارها، يأتى على رأسها تØسن ترتيب مصر ÙÙ‰ عدد من المؤشرات الدولية الخاصة بالتعليم. إلا أن الإخÙاقات لا تخطئها العين، منها التأخر ÙÙ‰ توزيع أجهزة التابلت وتعذر استخدامها، وتعثرت عملية تأدية الامتØانات، وظهر الارتباك بين أولياء الأمور ÙˆÙÙ‰ المدارس، بل ÙˆÙÙ‰ سياسات الوزارة Ù†Ùسها، واستمر الØال على ما هو عليه من تÙشى الاعتماد على الدروس الخصوصية وغياب دور المدرسة خاصة ÙÙ‰ مرØلة التعليم الثانوى.
ومع هذه الإخÙاقات ارتÙعت الأصوات المÙنادية بالرجوع عن الإصلاØات، والعودة إلى المساØات الآمنة التى نعرÙها ÙÙ‰ «سناتر» الدروس الخصوصية ÙˆÙÙ‰ Ø£Øضان التعليم التلقينى الذى لا يربطه بالتعليم سوى الاسم.
أبواب لم يطرقها الإصلاØ
ينبغى التعامل مع الأصوات المتشككة ÙÙ‰ استراتيجية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… باعتبارها دعوة لإعادة النظر ÙÙ‰ المسكوت عنه ÙÙ‰ استراتيجية الإصلاØØŒ والتÙكير ÙÙ‰ طرق أبواب لم تطرقها الاستراتيجية ÙÙ‰ تصميمها الأوّلى، عسى أن يؤدى هذا إلى Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø± وعودة قدر من الثقة ÙÙ‰ النظام الجديد.
إن أهم ما اÙتقدته استراتيجية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… Øتى وقتنا الØالى هو السياسة، ويتمثل هذا الاÙتقاد ÙÙ‰ غياب الØوار المجتمعى الشامل Øول الإصلاØØŒ وهو الأمر الذى Ø£Ùقده الدعم اللازم لاستمراريته. ورغم أن وزارة التعليم أكدت أن Øوارا مجتمعيا موسعا قد سبق الإعلان عن استراتيجيته الإصلاØية، إلا أن الكثيرين من أولياء الأمور والمدرسين والمدرسات وخبراء التعليم لم يسمعوا عن هذا الØوار. ولم يتسن الوصول إلى تÙاصيل الاستراتيجية إلا من خلال وثيقتين أصدرهما البنك الدولى لتقييم ما أسماه البنك «مشروع دعم Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… ÙÙ‰ مصر» Supporting Egypt Education Reform ProjectØŒ والذى اشتمل على قرض بقيمة 500 مليون دولار لدعم الإصلاØ.
ولا يمكن أن نلوم وزارة التعليم ÙˆØدها على غياب الØوار المجتمعى، بالنظر لضع٠القنوات المؤسسية الرئيسية لإدارة الØوار، ويأتى على رأسها الأØزاب السياسية.
وينبغى الإشارة هنا إلى أن وسائل الإعلام والمؤتمرات ÙˆØدهما لا تكÙيان لإدارة Øوار مجتمعى، Øيث ينبغى التواصل مع المستÙيدين مباشرة وإشراكهم ÙÙ‰ عملية صنع وتنÙيذ السياسات لضمان الدعم اللازم لمشروع إصلاØÙ‰ بهذا الØجم.
وارتبط بغياب السياسة الاÙتقار إلى منظومة متكاملة Ù„Øوكمة قطاع التعليم ÙˆÙÙ‚ التوجه الإصلاØÙ‰. وتشير الØوكمة ÙÙ‰ Ø£Øد أبسط تعريÙاتها إلى Ø´ÙاÙية المعلومات ووجود آليات لمØاسبة مقدمى الخدمة. ÙˆÙÙ‰ ساØØ© الدروس الخصوصية، ØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù„ÙˆÙ…Ø§Øª للطلبة الباØثين عن مدرسات ومدرسين خصوصيين من خلال Ù†ØµØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø²Ù…Ù„Ø§Ø¡ والأقارب ووسائل التواصل الاجتماعى. وتعمل المناÙسة بين المدرسات والمدرسين ÙÙ‰ سوق الدروس الخصوصية على ضمان مستوى ملائم من التدريس ينسجم مع اØتياجات النظام القائم. أما ÙÙ‰ نظام التعليم الرسمى، Ùما تزال الØوكمة معتمدة على الرقابة المركزية لوزارة التعليم، مع ضع٠المعلومات المتاØØ© لأولياء الأمور والرأى العام عن أداء المدارس والمدرسين والمدرسات.
ويتطلب تØقيق الØوكمة توسيع Ùرص الرقابة المجتمعية بواسطة مؤسسات المجتمع المدنى، إضاÙØ© إلى توسيع مساØات الاختيار أمام أولياء الأمور من خلال توÙير بدائل تعليمية عن طريق التوسع ÙÙ‰ إنشاء مدارس جديدة بالتعاون مع شركاء التنمية، أو من خلال مبادرات Øكومية مثل «Øياة كريمة»، وتوÙير Ù…Ù†Ø Ø¯Ø±Ø§Ø³ÙŠØ© للطلبة المتÙوقين لاختيار المدرسة التى يريدون الالتØاق بها، مع ضمان إتاØØ© الÙرصة للØراك الجغراÙÙ‰ عن طريق توÙير سكن ورعاية للطلبة المتÙوقين.
باب ثالث Ùات على استراتيجية Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø£Ù† تطرقه يتعلق بÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ أمام المبادرات والمبادرين الراغبين ÙÙ‰ المشاركة بدور ÙÙ‰ مسيرة Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ…ØŒ خاصة من الشباب. ويمكن إتاØØ© الÙرص أمام شباب رواد الأعمال، لا سيما من خريجى وخريجات الكليات العلمية والتطبيقية مثل كليات الهندسة، للعمل ÙÙ‰ مجال التعليم، وإنشاء مشروعات صغيرة تقدم خدمات داعمة لطلبة المدارس ÙÙ‰ استجابتهم للمنظومة التعليمية الجديدة تØت إشرا٠وزارة التعليم. ومن شأن مثل هذه المبادرات أن تشكل بديلا للدروس الخصوصية أقرب للÙكر الإصلاØÙ‰ الذى تتبناه الوزارة.
أخيرا، لم تطرق استراتيجية Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¨Ø§Ø¨Ø§ رابعا وهو باب اللا مركزية، رغم أن استراتيجية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… اشتملت على قدر من اللامركزية برز من خلال العمل على إنهاء الاعتماد المطلق على الكتاب المدرسى وإتاØØ© مصادر متنوعة للتعلم عن طريق بنك المعرÙØ© المصرى. ولكن تبقى الاستراتيجية ÙÙ‰ جوهرها شديدة المركزية، ولا نكاد نرى أو نسمع عنها إلا من خلال الوزير، الأمر الذى يجعل الاستراتيجية ÙÙ‰ تصميمها وتنÙيذها قاهرية بامتياز، ولا تهتم بالقدر الكاÙÙ‰ للظرو٠خارج القاهرة والمØاÙظات الكبرى، بل ولا Øتى ÙÙ‰ المناطق الÙقيرة بالقاهرة والمØاÙظات الكبرى.
ومن ثم يجب توسيع مساØØ© عمل منظمات المجتمع المدنى للمشاركة عن طريق توÙير الدعم للطلبة والإدارات المدرسية والتواصل المستمر مع أولياء الأمور لتعريÙهم بالخطاب الإصلاØÙ‰ للوزارة. ويمكن أن يلعب شابات وشباب المتطوعين والبرنامج الرئاسى دورا رئيسيا ÙÙ‰ هذا الجهد.
***
وصل Øال التعليم المصرى ÙÙ‰ مطلع الألÙية إلى Øالة من التدنى لم يكن بالإمكان التغاضى عنها، ÙˆØلت مصر ÙÙ‰ ذيل المؤشرات الدولية لجودة التعليم، وانتشرت الأمية Øتى بين طلبة المدارس ممن وصلوا إلى الص٠الثالث الابتدائى، وجاءت نتائج الطلبة المصريين دون المتوسطات العالمية ÙÙ‰ الاختبارات القياسية الدولية. ولا يمكن الØكم على استراتيجية Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ù„ÙŠÙ… من منطلق Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£Ùˆ الÙشل، ولكن ينبغى الØكم على قدرة هذه الاستراتيجية على Ø¥Øداث تØسينات منطقية ÙÙ‰ مجالات Ù…Øددة من قبيل تØسين أداء الطلبة ÙÙ‰ الاختبارات الدولية وتخÙيض نسب التسرب من التعليم وزيادة نسب الانتقال من مرØلة تعليمية إلى أخرى ومشاركة أولياء الأمور ÙÙ‰ العملية التعليمية.
ومن الأÙضل لنا أن Ù†Øاول ونØقق بعض النجاØØŒ على ألّا Ù†Øاول على الإطلاق.