هو آلة Øزينة رصينة، كتب عليها كبر Øجمها شيئا من الوقار والثبات، رغم أنها تتأقلم مع كل أنواع الموسيقى تقريبا. لا يزال الأصل الدقيق للآلة موضع نقاش إلا أنها انضمت للأوركسترا ÙÙ‰ منتص٠القرن السابع عشر، وصار لها مقطوعات خاصة خلال العصر الرومانسى، ثم استخدمت ÙÙ‰ موسيقى الجاز مع نهايات القرن التاسع عشر، وكان أول وجود لها ÙÙ‰ التسجيلات عام 1925. رØت أتأمل صور عازÙØ© الكونترباص الÙلسطينية الشابة، بنت القدس، مريم العÙÙŠÙى، التى جابت وسائل التواصل الاجتماعى من Øوالى أسبوع، بعدما اعتقلتها قوات الاØتلال الإسرائيلى لمشاركتها ÙÙ‰ الاØتجاجات التى اندلعت بسبب Ù…Øاولات طرد بعض سكان ØÙ‰ الشيخ Ø¬Ø±Ø§Ø Ù…Ù† بيوتهم، طمعا ÙÙ‰ السيطرة على موقع آخر استراتيجى داخل القدس الشرقية. الابتسامة الهادئة للعازÙØ© كانت تØمل الكثير من الإصرار والتØدى والسخرية والعذوبة. صارت تشبه آلة الكونترباص التى تعزÙها، ÙÙ‰ ثباتها وبلاغة تعبيرها داخل الأوركسترا، Ùهى العمود الÙقرى للÙرقة الموسيقية وأهم أصوات الباص Ùيها، أى أغلظ الأصوات وأخÙضها طبقة.
عادةً ÙÙ‰ الموسيقى الشرقية، يقتصر دورها على الجمل الإيقاعية النغمية ومصاØبة آلات الإيقاع، وهو دور Ù…Øورى لإشعار العازÙين بالثبات والتØكم ÙÙ‰ سرعة اللØÙ† وليتمكن المطرب من الغناء بثقة، هذه الثقة Ù†Ùسها التى تØدثت بها مريم العÙÙŠÙÙ‰ إلى الجندى الإسرائيلى عندما ألقى القبض عليها وأخذت تناقشه بالإنجليزية عن أسباب اعتقاله لها والاعتداء عليها بالضرب وسØلها على الأرض بمنتهى العنÙØŒ لأنها تعترض ضمن آخرين على قرارات صدرت مؤخرا من Ù…Øاكم إسرائيلية تقضى بإجلاء عائلات Ùلسطينية من المنازل التى شيدتها عام 1956. وبعد تكبيلها بالأصÙاد، سمعنا ÙÙ‰ الÙيديو المنتشر على الإنترنت صوتا مجهولا يسألها عن اسمها، ÙصاØت «مريم»، وكأننا ÙÙ‰ Ùيلم، وكأن قصة Øب جديدة على وشك أن تولد ÙÙ‰ أجواء الØرب، ÙÙ†ØÙ† بصدد أيقونة Ùلسطينية جديدة مثلها مثل عهد التميمى التى وقÙت بشجاعة ÙÙ‰ مواجهة جنود الاØتلال عام 2012 وصÙعت Ø£Øدهم بالضÙØ© الغربية رغم صغر سنها، Øينها انتشرت اللوØات الجدارية لصورتها ÙÙ‰ كل مكان.
دائما أبدا البعد الدرامى للصورة هو سر قوتها، وعندما يتØول شخص ما لأيقونة ينطوى ذلك على مزيج من التلقائية والنية المبيتة. ÙÙ‰ Øالة مريم العÙÙŠÙÙ‰ شعرنا أن موسيقاها طهرت هواء المدينة المØتضرة من دنس من أعطوا Ù†Ùسهم الØÙ‚ ÙÙ‰ النهب، كأن عزÙها يعذب الشياطين. قارنت بينها وبين لوØات شاجال التى رسمها بدءا من عام 1910 والتى كرست Ùكرة عاز٠الكمان اليهودى المطارد التائه بين البلدان وهو يعز٠ألØانا شجية Øزينة للهرب من الواقع البائس للقرى الروسية وقتها أو ليتØول إلى كائن Ø´ÙاÙØŒ Ù…Øلق، بعيدا عن الجيتو اليهودى ÙÙ‰ مدن أوروبا الشرقية. أعطى شاجال لعاز٠الكمان اليهودى بعدا دراميا مقصودا Ùصار أيقونة تعبر العصور وعوالم الأØياء والأموات، وكأنه قادر على البعث بموسيقاه، وهو المعنى ذاته الذى كرره وأكد عليه العديد من الشعراء والكتاب اليهود.
توقÙت كثيرا عند الÙارق بين الآلتين وهما من عائلة واØدة، وتريات تÙعز٠بواسطة قوس، لكن الكمان Ø®Ùي٠يسهل Øمله والتجول به، ÙÙ‰ Øين الكونترباص ثابت جهير، لا يتØرك بسهولة من مكانه، لكل خصوصيته وطبيعته، وهو ما لا يمكن تجاهله، كما لا يمكن التغاضى عن ØÙ‚ الشعوب ÙÙ‰ الØياة، عن موسيقى هؤلاء التى يقول لسان Øالها: «أنا لا أريد مجرد البقاء Øيا أريد أن أعيش».
تأتينا تÙاصيل أكثر عن مريم Ùنعر٠أنها عازÙØ© ÙÙ‰ Ùرقة بنات القدس التى تأسست عام 2013 لتقديم الÙÙ† التراثى Ø¨Ø±ÙˆØ Ù…Ø¹Ø§ØµØ±Ø©ØŒ وهى أيضا عضوة ÙÙ‰ أوركسترا Ùلسطين للشباب الذى نشأ عام 2004 بمبادرة من معهد إدوارد سعيد الوطنى ÙÙ‰ رام الله ليجمع الموسيقيين الشباب الÙلسطينيين من أنØاء العالم ليعزÙوا معا. يلتقون سنويا ÙÙ‰ دورة مدتها أسبوع، تتبعها جولة موسيقية، ويتم كل عام اختيار بلد مختل٠لاستضاÙØ© هذه الدورة، وتدعو الأوركسترا، إضاÙØ© إلى أعضائها الثمانين، Øوالى عشرة ضيو٠من مؤسسات موسيقية أو Ùرق شابة تنتمى إلى البلد المضيÙ. أنغام هؤلاء تعلو Ùوق الصمت المطبق الذى Ø£Øاط بالقضية الÙلسطينية ÙÙ‰ الآونة الأخيرة، Ùكل ما ÙŠØدث لم يجد صدى، ما وجده هو الصمت Ùقط، وكأن الشعب تØول جميعه إلى غير مرئيين. نزاع بلا نهاية، وقضية تخلى العالم عنها بشكل Ù…Øسوب أو بداÙع السأم والتعب.
Øلم الدولة الÙلسطينية تبخر، Ø±Ø§Ø Ø£Ø¯Ø±Ø§Ø¬ الرياØØŒ والآمال التى عقدها البعض على اتÙاقات أوسلو ÙÙ‰ تسعينيات القرن الÙائت صارت هباء منثورا. لم يتبق من كل ذلك سوى كومة صغيرة من الرماد والركام، وصور لأبطال يقاومون، وأغان تراثية نرددها ÙÙ‰ Ù„Øظات الضع٠والشجن.