إظهار الحق، لرحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي (الكتاب الذي مكن أحمد ديدات من مناظرة غير المسلمين)

الجزء الأول

إظهار الحق، لرحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي (1)

الجزء الثاني

إظهار الحق، لرحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي (2)

الجزء الثالث

إظهار الحق، لرحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي (3)

الجزء الرابع

إظهار الحق، لرحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي (4)

Related posts

One Thought to “إظهار الحق، لرحمت الله بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي (الكتاب الذي مكن أحمد ديدات من مناظرة غير المسلمين)”

  1. درس بالمسجد الحرام وتخرج على يديه العديد من العلماء وأسهم في تطوير مسيرة التعليم في المملكة
    رحمت الله الكيرواني.. مؤسس المدرسة الصولتية بمكة
    https://www.alriyadh.com/1568122

    مسيرة كفاح ونضال تضمنتها حياة الشيخ رحمت الله بن خليل الرحمن الكيرواني، فهو مؤسس المدرسة الصولتية بمكة المكرمة، وأحد أشهر علماء الهند، ومن أسرة لها باع طويل بالعلم والحكمة والطب، عرّض نفسه وماله وأرضه لأخطار الإنجليز، حيث كان من أوائل المناهضين للاستعمار الإنجليزي، وجاهدهم بقلمه وماله ونفسه، وكبّدهم خسائر فادحة فرصدوا مبالغ طائلة لمن يدلي بمعلومات عنه، فلجأ إلى مكة المكرمة، وقام بالتدريس في المسجد الحرام، وتخرّج على يديه العديد من العلماء والأساتذة، من داخل البلاد وخارجها وأحدث -رحمه الله- نقلة نوعية في مسار التعليم ومناهجه، وحوّله من التعليم التقليدي، إلى المعاصر ودراسة علوم الفلك والطب والهندسة، وسافر بطلب من سلاطين الدولة العثمانية فأكرموه، وقدروا مكانته العلمية ونضاله ضد المستعمر الأجنبي في الهند، وتقلد عددا من المناصب الهامة، وحظي بثقتهم، وأنزلوه منزل العلماء والمقربين كما ألّف مجموعة من الكتب والرسائل وفي مقدمتها (إظهار الحق) الذي تناول فيه خمسة مسائل رئيسية، واقتنت دار الإفتاء والبحوث العلمية بالمملكة نسخة من كتابه، ويشار إلى أن الملك عبدالعزيز زار المدرسة الصولتية وتفقد فصولها وأقسامها، وأثنى على القائمين عليها وقال عنها: (إن الصولتية هي أزهر بلادي) إضافة إلى إشادة العديد من أهل العلم والأساتذة بدور الصولتية في النهضة التعليمية بمنطقة الحجاز.

    نستعرض جزءاً من سيرة الشيخ محمد رحمت الله وأبرز المحطات التي مر بها خلال حياته، لا سيما تأسيسه لمدرسة الصولتية في مكة المكرمة وبقاء أبنائه وأحفاده في هذه البلاد كأحد علمائها ومشايخها الذين كان لهم -ومن قبلهم والدهم- دور بارز ومهم في مسيرة التعليم في المملكة وتخريج عدد من الرواد وكبار المسؤولين في المملكة.

    ولد الشيخ محمد رحمت الله بن خليل الرحمن الكيرواني الهندي الحنفي سنة 1233هـ، في العهد المنغولي، بحي (دربار كلان) ويعني الحي الكبير، في قرية كيرانة التابعة لمحافظة (مظفر ناجار) بالهند، في بيئة علم وطب وأدب وحكمة، وفي أسرة واسعة الثراء اشتهرت بمكانتها المرموقة وتقلد أفرادها المناصب العليا في الهند، حيث كان والده خليل الرحمن عالما معروفا، وكذلك فقد اشتهر أجداده بالطب ومنهم الحكيم الطبيب عبد الكريم (المعروف بحكيم بينا) والحكيم محمد حسن خليل الرحمن، وعبد الرحيم خليل الرحمن ويذكر أنه لما مرض الإمبراطور جلال الدين محمد أكبر، ولم يفلح الأطباء في استشفاءه وعلاجه، فطلب من جده عبد الكريم وابنه الحكيم محمد حسن المساعدة والإسهام في علاج الإمبراطور، فكتب الله له الشفاء، فقربهما الملك منه ومنحهما أرضا واسعة بمقاطعة كيرانه، ووثقت هذه الأرض بمرسوم سلطاني، وأطلق على الحكيم عبد الكريم لقب (شيخ الزمان) وأصبح طبيبا خاصا للإمبراطور، وعلى إثر هذا التكريم فقد انتقلت الأسرة من (باني بت ) Panipat)ØŒ وهو تقسيم إداري لدولة الهند تتبع لـ(كيرانه)ØŒ وشيّدت الأسرة القصور والبوابات الكبيرة، وتوسعت القرية وازدادت نشاطا، وأصبحت أكثر تنظيما حيث أقيمت فيها دور القضاء والهيئات الحكومية وعودا على نشأة الشيخ رحمت الله الكيراوني – رحمه الله – فقد تلقى تعليمه باكرا على يد والده، وممن حوله من أفراد العائلة، وحفظ القرآن الكريم وهو في الثاني عشر من عمره، ودرس كتب الشريعة الإسلامية واللغة العربية، وأتقن اللغة الفارسية ثم سافر إلى دلهي طلبا في الاستزادة من العلم، ودرس بمدرسة الأستاذ محمد حيات، ونال مزيدا من العلوم وتفوق على أقرانه، بعد ذلك انتقل إلى مدينة “إلىلكهنو” ودرس على العديد من العلماء والشيوخ، ومنهم الشيخ إمام بخش الصهبائي، الذي درس عليه وأتقن آداب اللغة الفارسية، كما درس الطب على يد الطبيب المعروف آنذاك محمد فيض، ودرس أيضا على الشيخ سعد الله المراد آبادي وأصبحت لديه خبرات تراكمية وعلم غزير، والتف طلبة العلم حول دروسه، وازداد الإقبال على حلقاته، مما دعاه لتأسيس مدرسة شرعية في كيرانه، وقد تفرغ للرد على الحملة التنصيرية، الأمر الذي شغله عن مواصلة تدريسه لطلبته، وقد تخرج من مدرسته الكثير من مؤسسي المدارس في الهند، وكبار المدرسين والكتّاب، وقد ألّف رحمه الله كتبا كثيرة في الرد على التنصير، وصد نفوذ الإنجليز.

    انتفاضته ضد الإنجليز

    كان للشيخ رحمت الله الكيرواني دور كبير في مناهضته المستعمر الإنجليزي، ومن أوائل الداعين والمؤسسين للثورة الهندية سنة 1857 هـ، وكان في مقدمة من دعا إلى الجهاد، ووجوب الحرب على الإنجليز المحتلين يقف إلى صفه جمهور من العلماء، الذين أفتوا بوجوب الجهاد وصد المستعمر، فجاهد رحمه الله بنفسه وماله، وحث الناس على ذلك، وقام بوضع الخطط وإقامة التحالفات بمساندة عدد من العلماء والأستاذة منهم د/محمد وزير خان، ومولوي فيض أحمد بدايوني، وكذلك العلامة إمداد الله الفاروقي وكان للشيخ دور بارز في قيادة مجاهدي (شاملي وكيرانه) حيث تحرك الشيخ من معسكره في (نجيب آباد) إلى دلهي ومعه نحو مئتي جندي، وأعدّ رحمه الله عدة النصر فقام بتنظيم فرق الجهاد، وتوزيع الأسلحة البسيطة التي كانت متوفرة بين أيديهم والتي لا تقارن بأسلحة الإنجليز، وبالرغم من ذلك فقد أبلى المجاهدون بلاء حسنا، وخاضوا معارك عنيفة مع الإنجليز وبعد فشل الثورة صب غضب الإنجليز على القياديين والعلماء ومن له شأن ونفوذ ومكانة اجتماعية والمتسببين في قيام الثورة، فكانوا ينكلون بهم ويسومونهم سوء العذاب، وينصبون لهم المشانق، ويبحثون عنهم في كل مكان، وبلا شك كان في مقدمتهم رحمت الله الكيراوني، الذي كان له دور كبير في دحض وصد هجمات المستعمر الأجنبي.

    الإنجليز يرصدون ألف روبية هندية لمن يأتي بالشيخ حيا أو ميتا

    وبعد أن يئس الإنجليز من التفتيش عن الشيخ رحمت الله، ومن معه في قرية كيروانه، اتجهوا إلى (بنجيت) للبحث عنه، فطلب العمدة من الشيخ رحمت الله القيام بعملية تمويه، فارتدى زي الفلاحين وخالطهم، وبعد فشل الإنجليز في العثور على الشيخ، من خلال حملات التفتيش المكثفة والتي طالت كل منزل وقاموا باعتقال مجموعة من الشبان كرهائن، ولما لم يفلحوا قاموا باعتقال العمدة بتهمة إخفاء الشيخ رحمت الله، وأعلنوا عن جائزة مقدارها ألف روبية هندية لمن يأتي بالشيخ حيا أو ميتا، لكن بلا جدوى، فخرج الشيخ متنكرا باسم مصلح الدين، ووصل سوارت ثم بومباي، ومن ثم ظهر على زورق شراعي إلى الميناء اليمني (مخا)، ثم سافر برا إلى مكة المكرمة فوصلها سنة 1278 هـ .

    تدريسه في المسجد الحرام

    التقى الشيخ رحمت الله بن خليل الكيرواني، في مكة بالحاج إمداد الله الذي سبقه في الوصول إلى البيت الحرام، فطافا معا بالبيت العتيق ثم اصطحبه إلى سكنه، وتعرّف على كبار أهل العلم ومنهم الشيخ أحمد بن زيني دحلان إمام وخطيب المسجد الحرام آنذاك، الذي أعجب بعلمه الغزير وحجته في الأدلة والبراهين، فدعاه إلى منزله واستضافه، وشرح الشيخ رحمت الله ما يلاقيه المسلمين في الهند من الجور والتعذيب على أيدي المستعمرين الإنجليز ثم أجازه بالتدريس في المسجد الحرام كما طلب الشيخ دحلان من الشيخ رحمت الله أن يترجم للعربية (مسائل المباحث الخمسة) كما أحضر الشيخ رحمت الله كتب الرياضيات والهندسة وعلم الفلك والمناظرات الدينية إلى مكة بهدف تدريسها واطلاع الطلبة وأهل العلم على العلوم العصرية، حيث أن التدريس في المسجد الحرام كان يقتصر على العلوم الدينية واللغة العربية، وقام رحمه الله بتدريس (حجة الله البالغة في حكمة التشريع) و(شرح الجغميني في علم الفلك) وكذلك (مقدمة ابن خلدون) وكان يقوم بالتدريس في داره، وأثمرت هذه الجهود عن تخرج الكثير من العلماء والقضاة وكبار الموظفين على يديه وهناك الكثير ممن تلقوا العلم علي يديه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الملك الشريف حسين بن علي الهاشمي مؤسس الدولة الهاشمية بالحجاز، والعلامة الشيخ أحمد أبو الخير مرداد المدرس بالمسجد الحرام وشيخ الخطباء والعلماء، وكذلك قاضي القضاة الشيخ عبد الله سراج مفتي الحنفية وشيخ العلماء بمكة ورئيس مجلس الوزراء بالدولة الهاشمية، والعلامة الشيخ أحمد الدين جكوالي مؤسس مدرسة مظهر العلوم بكراتشي، وأمين محمد علي مرداد المدرس والإمام والخطيب بالمسجد الحرام ونائب رئيس محكمة مكة، وغيرهم .

    تأسيس المدرسة الصولتية

    لم يكن التدريس منظما آنذاك، وكان التعليم على الطريقة القديمة، ويقتصر وجوده في المسجد الحرام، وفي الكتاتيب، وكانت تدرّس علوم الدين واللغة العربية، فقام الشيخ رحمت الله الكيرواني رحمه الله، باستحداث أول مدرسة وفق النظام التعليمي الجديد، على نفقته الخاصة سنة 1285 هـ، في محيط الحرم بباب الزيادة، ثم نقلها إلى دار أحد أثرياء الهند المقيمين بمكة المكرمة (المعروفة بدار السقيفة عند مطلع جبل هندي بمحلة الشامية، وعرفت بمدرسة الشيخ رحمت الله أو المدرسة الهندية)ØŒ وتوافد الطلاب على المدرسة الجديدة واكتظت بطلبة العلم، وفي عام 1289هـ، قدمت إلى الحج امرأة هندية من (كلكتا ) تدعى(صولت النساء بيغم)ØŒ وكانت تسمع بالشيخ رحمت الله، فتوصلت إليه وكانت تنوي إنشاء رباط في مكة المكرمة لسكنى الحجاج وحفظ أمتعتهم، فأخبرها الشيخ رحمت الله بكثرة الأربطة، وأن أبناء مكة بحاجة إلى مدرسة، وفوضّت الشيخ بالأمر كله، فاشترى الأرض بمحلة (الخندريسة) وأشرف على بنائها، وقام بتدشينها كأول مدرسة نظامية في الحجاز بجوار البيت الحرام وكان ذلك في منتصف شعبان من عام 1290هـ، وانتقل الطلاب والمعلمون إليها في الرابع عشر من محرم سنة 1291هـ، وأقيم حفل كبير حضره جمهور من العلماء وكبار الشخصيات، ابتهاجا بافتتاح أول مدرسة نظامية إلا أن القنصلية الإنجليزية حاولت إغلاق المدرسة، بمخاطبتهم للوالي العثماني، وأوضحوا له أنها تشكل حركة أجنبية تعمل داخل البلاد، ولكنهم لم يفلحوا وصدهم الشيخ رحمت الله عن مغزاهم، بحيث يبتعد الطلاب والمدرسين عن الأمور السياسية والخلافات المذهبية، والعصبيات القومية، مما ساعد على استمرار المدرسة كما كان هناك مكان خصص للطلاب الفقراء والغرباء في المدرسة يوفر لهم السكن ويقدم لهم الطعام دون مقابل وتخرج من المدرسة الصولتية العديد من طلبة العلم الذين تقلدوا مناصب عليا في بلدانهم، وأسسوا مدارس دينية ودور لحفظ ودراسة علوم القرآن الكريم، كما كلف -رحمه الله- محمد سعيد ابن أخيه علي أكبر بإدارة المدرسة وزار الملك عبدالعزيز – رحمه الله – هذه المدرسة العريقة، في 28 جمادى الآخرة سنة 1344 هـ، وبرفقته الشيخ محمد نصيف والشيخ يوسف ياسين، وتفقد أقسامها وأثنى على القائمين عليها قائلا: (إن الصولتية هي أزهر بلادي) ثم تعاقب على إدارة المدرسة أبناء وأحفاد محمد سعيد، كما( تمت معادلة شهادة المتخرجين التي تمنحها هذه المدرسة واعترف بها الأزهر بتاريخ 17/7/1964Ù…ØŒ وهي تعادل الثانوية العامة وتؤهل المتخرجين للالتحاق بالجامعات السعودية والكليات الأزهرية)ØŒ كما أشاد عبد الوهاب أحمد عبد الواسع وكيل وزارة المعارف السعودية بالمدرسة الصولتية وقال:(وإذا أردنا أن نقرر واقع الحركة التعليمية رغم سوءه، فإن بداية القرن التاسع عشر كانت بداية إرهاصات تعليمية ظهرت في الأفق على يد أبناء البلاد وبعض الجاليات الإسلامية وأهمها المدرسة الصولتية بمكة).

    تنقلاته بين مكة والدولة العثمانية

    في سنة 1280 هـ طلب السلطان عبدالعزيز خان الاستفسار عن قصة الثورة الهندية، وأرسل إلى شريف مكة عبدالله بن عون بهذا الخصوص، فأخبر بوجود الشيخ رحمت الله في مكة، فطلبه واستضافه السلطان واستقبله بموكب رسمي في رجب سنة 1280هـ، وأنزله بالقصر الهمايوني، ورفعه وجل مكانته، حيث شرح له الشيخ حقيقة الثورة الهندية، ولما علم السلطان بالحقائق أنزل عقابه بالمنصرين وأغلق مراكزهم، وطلب من الشيخ تأليف كتاب في الرد على النصرانية فألف كتابه (إظهار الحق)ØŒ كما طلب منه أن يحدثهم عن المناظرة ودور العلماء، والمجازر التي ارتكبها الإنجليز بحق المسلمين بالهند وقام السلطان بإكرام الشيخ وقرّبه منه وحرص على أن يلتقي به كل مساء، ومنحه الخلعة السلطانية والوسام المجيدي من الدرجة الثانية، وشغل عددا من المناصب العليا، حيث عينه السلطان عضوا بمجلس الوالي بمكة، وكان يحضر اجتماعات المجلس الأعلى لشؤون الدولة مع رئيس الوزراء خير الدين باشا التونسي، وشيخ الإسلام أحمد أسعد المدني، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة، وكان يتقاضى راتبا شهريا قدره خمسمائة مجيدي ثم بعد ذلك طلب من السلطان السماح له بالعودة إلى مكة المكرمة لمواصلة تدريسه، فأذن له وقام بتوديعه بنفسه ولما عيّن عثمان نوري باشا واليا على الحجاز سنة 1299 هـ، قام الإنجليز بإطلاق الوشايات وإقناع الوالي بأن المدرسة الصولتية، إنما هي حركة للإطاحة بالخلافة العثمانية والمعروف أن الوالي عثمان باشا كان رجلا عسكريا شديد البأس، فاشتد الخلاف بينه وبين الشيخ رحمت الله الكيراوني، وعلم بذلك السلطان عبدالحميد الثاني، فأرسل في طلب الشيخ، وحضر إلى دار الخلافة فاستقبل بالحفاوة والتكريم ومنحه السلطان عبدالحميد الخلعة الملكية الذهبية والوسام المجيدي، كما منحه لقب (فايا حرمين شريفين) – أي ركن الحرمين الشريفين – وألبسه عباءة هذا اللقب، كما منحه الشيخ أحمد أسعد المدني (سند رؤوس) من المشيخة الإسلامية، وهي وثيقة شرف وامتياز، ثم رغب في العودة إلى مكة وودعه السلطان وداعا رسميا، وكان في مقدمة مستقبليه الوالي عثمان نوري حيث اعتذر للشيخ رحمت الله عما بدر منه وبعد فترة من مكوثه بمكة المكرمة أصيب الشيخ رحمه الله بضعف في بصره، ولما علم السلطان بذلك طلبه للعلاج فعاد مرة أخرى لدار الخلافة عام 1304هـ، يرافقه تلميذه (عبدالله جي) الذي أشاد بتكريم السلطان عبد الحميد لهما، وذكر(أنهما كانا يفطران مع السلطان ويصليان معه العشاء والتراويح) وطلب السلطان أمهر الأطباء الذين قرروا بعد الفحوصات إجراء عملية جراحية بعد شهرين، إلا أن الشيخ رفض الانتظار، واستأذن السلطان بالعودة إلى مكة المكرمة، وبعد فترة قام أحد الأطباء بإجراء عملية جراحية لعينيه لكنها لم تنجح، واستعان بحفيده محمد سعيد – المدير الثاني للمدرسة الصولتية – لقراءة الكتب والرسائل الواردة إليه، كي يمليه الرد على أصحابها.

    مؤلفاته

    للشيخ رحمت الله الهندي عدة مؤلفات باللغة العربية والفارسية والأردية، ومنها إظهار الحق، وهو من أهم مؤلفاته، الذي تضمن المسائل الخمس (التحريف، والنسخ، والتثليث، وحقية القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وله عدة طبعات ومنها طبعة الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض، ومن مؤلفاته أيضا البروق اللامعة، وتقليب المطاعن، وأحسن الأحاديث في إبطال التثليث، وغيرها العديد من المؤلفات والرسائل .

    وفاته

    توفي الشيخ رحمت الله الكيرواني في مكة المكرمة بتاريخ 22 من شهر رمضان لعام 1308 هـ ودفن في المعلاة مقبرة مكة المكرمة بالقرب من أم المؤمنين السيدة خديجة، عن عمر يقارب خمساً وسبعين سنة رحمه الله رحمة واسعة.

Leave a Comment