تعليق الدكتور رضا العربي:
https://www.academia.edu/s/a165eca07f?source=work
“طريÙØ© ولامعة تلك الكتابة بأعمق ما ÙÙŠ المØبة من غور، وما ÙÙŠ البصيرة من نور!
خصوصية المعرÙØ©ØŒ وخصوصية المكابدة، وخصوصية المسير ÙÙŠ تØصيل Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø!ØŒ Ùلله درك من نبيء بصير واصل
ولله درك إذ تختم بذروة القول، وأنت لم تبرØها طوال كتابتك الØادة كما يليق، اللطيÙØ© كما يليق، Ùدامت لك هذه العطايا، ودام ÙØªØ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ„Ù‰ عليك”!
السورة المنزلة العالية، Ùˆ”سورة الشعراء” كذلك Ø¥Øدى سور القرآن الكريم كتاب الإسلام العربي المبين. أتØدث إلى كل مشغول بالشعر ÙÙŠ كلمتي هذه، عن أركان سورة الشعراء الأربعة:
1) إيمان الشعراء،
2) Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø±Ø§Ø¡ØŒ
3) إخلاص الشعراء،
4) إنصا٠الشعراء.
Ùˆ”المشغول بالشعر” Ø£Øب ما أنادي به طالب الشعر، وطالب الشعر عندي هو الشاعر، كما طالب النقد هو الناقد، ولن يزال المرء٠شاعرًا ما طلبَ الشعر، كما لن يزال المرء٠ناقدًا ما طلب النقد!
أنظر ÙÙŠ نداء المشغول بالشعر، إلى مجال الأشغال اليدوية الذي جÙلنا Ùيه جميعا صغارا، موØيا بكونه منسوجا من الشّÙعر، قد اختلط بلØمه ودمه!
مقام الشعر
تعال إلينا ÙˆØيدا ودَع تØت رجلك Ù†Ùسكْ
على درجات التَّخلي تÙØلي بما شئتَ كأسكْ
وتبني بنا ما تشاء وتبعث باليوم أمسكْ
المقام مكان، والمقام مكانة؛ Ùˆ”المكان إذا لم يؤنث لا يعول عليه”! ربما ظَننتَ أن تأنيث المكان ÙÙŠ عبارة ابن عربي هذه هو أن تÙليّنه للتمكن وتÙذلّÙـله للتوطن، على أسلوب العرب Ùيما يؤنثون مما يعالجون، Øتى إذا ما اطلعت على أن تأنيث المكان ÙÙŠ العبارة هو أن يصير للكائن مكانةً، Ø£ÙسØت له كما Ø£ÙØ³Ø Ù„ÙƒØ› Ùتداخلتما، وتمكن كلٌّ من صاØبه!
ربما ظَننتَ أن الزمان زمان الرواية، ينبغي لك أن تÙر إليها من الشعر، Øتى إذا ما اطلعتَ على أن القارئ إذا قرأ الرواية Ùإنما يبØØ« Ùيها عن الشعر؛ Ùتلبَّثتَ ÙÙŠ مقام الشعر مليًّا، وظهر Ùيه إيمانك، وبه إصلاØك، وله إخلاصك، ومنه إنصاÙÙƒ- لان لك لينَ الØبيب Ù„Øبيبه -Ùˆ”إذا عزّ أخوك Ùهنْ”!- وائتلÙتما ائتلاÙÙŽ الخليلين يقول كلٌّ منهما للآخر: يا أنا!
إيمان الشعراء
لم يكن أبو تمام -231=845- ليقول ÙÙŠ الشعر:
“ولكنه صَوب٠العقول إذا انجلَت سØائب٠منه Ø£Ùعقبَت بسØائبٔ،
لولا أن الشعر عنده هو لسان إيمان الشاعر، وكل إناء بما Ùيه ينضØ! وإنما ترجØ٠كلمة٠الإيمان هنا غيرَها، من Øيث ينبغي أن يترسخ ÙÙŠ رÙوع الشاعر رأيÙÙ‡ ÙÙŠ Ù†Ùسه ÙˆÙÙŠ الناس ÙˆÙÙŠ الكون، بتØصيل علم الوجود الذي تتجلى به جهات٠Øركة٠الثلاثة٠الثلاث٠(جهة٠المÙنْ أي المبدأ، وجهة٠الباء أي المسير، وجهة٠الإÙلى أي الغاية)ØŒ ولا يتركَ Ù†Ùسه للآراء العارضة التي لا يقر له معها قرار.
ربما ظننتَ أن تØصيل ذلك من شأن العلماء المشتغلين ÙˆØدهم بالاكتشا٠والوص٠والتÙسير والتوقع والتØكم –ومنهم الÙلاسÙØ©- ولو اطلعتَ على توÙيق الشعراء من ذلك إلى ما لم ÙŠÙÙˆÙÙ‚ إليه العلماء٠أنÙسÙهم لأَكذبتَ ظنَّك، ولأضÙتَ إلى سبيل تØصيل الØقيقة التي يعرÙونها، سبيلا أخرى يعرÙها الشعراء٠وØدهم، منهجÙها التذوق الذي ÙŠÙÙˆÙÙ‚ به كلّ٠من ÙˆÙهب موهبتَهم الاستشعارية.
يسعى الشعراء سعي السالكين قبلهم -مهما كانت أزمنتهم وأمكنتهم- ويصØبون غيرهم، ويتأملون أنÙسهم ومن Øولهم وما Øولهم، ويستنبطون كنه المبدأ والمسير والغاية، ويتملَّؤون بما استنبطوا؛ Ùلا ÙŠÙيض إلا به شعرÙهم، لا، ولا ÙŠÙ…ØªØ§Ø Ø¥Ù„Ø§ منه، ولا يدور إلا عليه، عÙوا لا قصدا، وقصدا لا عÙوا، Øتى إنهم ليÙنسبون إلى إيمانهم، مهما Ù‡Ùَت منهم Ù‡ÙواتÙهم، ومهما اشتطَّت بهم شهواتÙهم!
Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø±Ø§Ø¡
Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ù…Ø¶Ø§Ù Ù‡Ù†Ø§ إلى Ùاعله لا Ù…Ùعوله!
ربما اعترضتَ بضرورة تØصيل Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø Ù‚Ø¨Ù„ Ù…Øاولة الإصلاØØŒ اØتجاجا بمثل قول أبي العتاهية -213=826-:
“لن تÙØµÙ„Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ÙŽ وأنت Ùاسد٠هيهاتَ ما أبعدَ ما تكابدٔ!
وعلى رغم أن Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙŠÙƒØ§Ø¯ لا يظهر إلا بالإصلاØØŒ تتكÙÙ„ Ø¨Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ أثناء Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§Ø¨Ø¯Ø©Ù Ø§Ù„ØªÙŠ ذكرها أبو العتاهية، على هَدي جواب السؤال الثقاÙÙŠ المشهور “أيجوز أن ÙŠÙصلÙØ Ù‚Ø¨Ù„ أن يَصلØØŸ”ØŒ بأنه ÙŠÙŽØµÙ„Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØŒ وهو معنى المشاركة الذي ÙÙŠ المكابدة.
إن للشعر على الشاعر أن ÙŠÙنير به الناسَ بصيرةً ويقوّمهم مسلكًا Ùيزيدهم إنسانيةً -مهما تعاكست عليه الأØوال ØÙبا أو بÙغضا ورÙضًا أو سَخَطًا!- وهذا سØر بيانه المعروÙØ› إذ لا يخلو من Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ø¯Ø Ù…Ø¹ Ø§Ù„Ù…Ù…Ø§Ø¯Ø Ø´ÙŠØ¡ÙŒØŒ على ألا يَصدر الشاعر٠ÙÙŠ مدØÙ‡ إذا Ù…Ø¯Ø ÙˆÙ‚Ø¯ØÙ‡ إذا قدØØŒ إلا عن إرادة الإصلاØ.
ومن ذكر إيمان الشعراء ذكر زهرةَ النار الناشبةَ ÙÙŠ أرواعهم، وما عبيرها الÙÙˆØ§Ø Ø¥Ù„Ø§ الإصلاØÙØŒ الذي ينتشر منها Øتى يملأ المكان من Øولها، Ùمن دخله عندئذ تملّأَت به أقطار٠نÙسه -وإن لم يطلبه- Ùازدهر وازدان أو ازدجر واستقام!
إخلاص الشعراء
يرتع الشاعر كل مرتع، من Ù†Ùسه وممن Øوله وما Øوله؛ Ùلا يربأ بنÙسه عن شيء، ولا يربأ بنÙسه عنه شيءٌ، Øتى إنه ليتعرض Ø£Øيانا لتهمة التكسب (الانتÙاع المادي)ØŒ ويوشك أن ÙŠÙÙ†ÙÙ‰ بها من مجتمع الشعراء، لولا نباهة بعض من وق٠من نقاده على أنه إنما ÙŠÙ…Ø¯Ø Ù…Ù† ÙŠØب أن يكونه ويهجو من يكره أن يكونه ويذكر أو يتذاكر وينسى أو يتناسى؛ وهذا أبو تمام -231=845- يقول:
“ولولا خلالٌ سنَّها الشعر٠ما دَرى بÙناة العÙلا Ù…ÙÙ† أين تÙؤتى المكارمٔ!
إن إخلاصك الشيءَ هو أن تÙخْليه مما ليس منه، وإن إخلاص الشعراء الشعرَ هو أن ÙŠÙخلوه مما ليس شعرا. ومهما اÙترقنا ÙÙŠ تعري٠الشعر اجتمعنا على أنه كلام Ùني! ولن يكون الشعر Ùنا Øتى يَختصَّ من التÙكير والتعبير بما ليس لغيره من أنواع الكلام، ولن يكون كلاما Øتى يَعمّه من التÙكير والتعبير ما يَعمّ٠غيره من أنواع الكلام؛ ومن ثم ينبغي أن تختلط ÙÙŠ الشعر أخلاط٠التÙكير والتعبير الخاصة بأخلاط التÙكير والتعبير العامة!
وإنما Øَطَّ Ù…ÙÙ† بعض الشعراء أنهم اقتصروا ÙÙŠ شعرهم على الأخلاط العامة -Ùجعلوه كلاما Ùقط- أو على الأخلاط الخاصة؛ Ùجعلوه Ùنا Ùقط. ولم يخل شاعر، لا كبير ولا صغير، منذ هلهَلَ الشعر العربي عديٌّ، من أن يهÙÙˆ هذه الهÙوة، Øتى إن بعضهم ليخÙيها من ديوانه! وإنما يمتاز كبار الشعراء من صغارهم، بغلبة Ù‡Ùوات هؤلاء ونَدرة Ù‡Ùوات أولئك!
إنصا٠الشعراء
الإنصا٠مضا٠هنا أيضا إلى Ùاعله لا Ù…Ùعوله، والمنص٠هو من يعطي من الØÙ‚ كما يأخذ؛ ÙالØÙ‚ عنده أبدًا نصÙان: Ø£Øدهما له، والآخر لغيره، ومن أخذهما كليهما أو أعطاهما، لم ÙŠÙنصÙ!
ÙˆÙÙŠ مقام الشعر يذكر الشاعر Ù†Ùسه والناس والكون من Øوله، ولا يخلو ذكر٠أØد هؤلاء الثلاثة من منازعة:
إن ÙÙŠ الكون ما يأنس إليه وما يستوØØ´ منه، Ùإذا ذكره كان كما قال البردوني-1420=1999-:
“بلادان٠داخله هذه جنينٌ وهذي عجوزٌ طريØةْ”ØŒ
ÙŠØب الØديثة، ويكره القديمة، ولكنه ÙŠÙŽØرسهما جميعا!
ثم إن ÙÙŠ الناس من يأنس إليه كذلك ومن يستوØØ´ منه، Ùإذا ذكرهم كان كما قال المتنبي-354=965-:
“وربما Ø£ÙشهÙد الطعامَ معي من لا ÙŠÙساوي الخبزَ الذي أكلهْ”ØŒ
ÙŠØب الشجاع، ويكره الجبان، ولكنه ÙŠÙطعمهما جميعا!
ثمَّتَ إن ÙÙŠ Ù†Ùسه ما يأنس إليه كذلك وما يستوØØ´ منه، Ùإذا ذكرها كان كما قلتÙ:
أقسّÙÙ… جÙسمي لي نصيبٌ وللبلوى نصيبٌ على ألّا نَصير إلى الشكوى،
ÙŠØب السلامة، ويكره البلاء، ولكنه يَقبلهما جميعا!
منتهى السورة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
“والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم ÙÙŠ كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا ÙŠÙعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالØات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”Ø›
صدق الله العظيم!
تعليق الدكتور رضا العربي:
https://www.academia.edu/s/a165eca07f?source=work
“طريÙØ© ولامعة تلك الكتابة بأعمق ما ÙÙŠ المØبة من غور، وما ÙÙŠ البصيرة من نور!
خصوصية المعرÙØ©ØŒ وخصوصية المكابدة، وخصوصية المسير ÙÙŠ تØصيل Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø!ØŒ Ùلله درك من نبيء بصير واصل
ولله درك إذ تختم بذروة القول، وأنت لم تبرØها طوال كتابتك الØادة كما يليق، اللطيÙØ© كما يليق، Ùدامت لك هذه العطايا، ودام ÙØªØ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ„Ù‰ عليك”!