الجامعة مصنع الأÙكار وساØØ© تداولها وتعليمها ونقلها للأجيال. وهى مؤسسة تستند إلى تراث من القيم التى تمكنها من أداء مهامها بكÙاءة، والترقى بØالها، ÙˆØال المجتمع الذى تخدمه. لكن الجامعة، مثل معظم المؤسسات ÙÙ‰ بلادنا، تÙعانى مشكلة ÙÙ‰ القيم التى تÙشكل هويتها الأصيلة. Ùقد غابت بعض القيم، أو تشوهت، وظهرتْ قيم أخرى مخاطرها كارثية على مستقبل الجامعة والوطن ككل. بعض هذه القيم تخص الطالب، وأخرى تخص الأستاذ، وثالثة تخص الإدارة الجامعية، ورابعة تخص المجتمع الØاضن للجامعة، وخامسة تخص النظام العام ÙÙ‰ المجتمع ككل.
https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=25102017&id=9c666d7a-39b1-4136-9725-37bcefb91224
ÙÙ‰ هذا المقال سو٠أتØدث عن بعض القيم الأخلاقية التى تخص الأستاذ، أراها Ù…Ùتقدة إلى Øد كبير.
أولى هذه القيم هى قيمة النزاهة، وهى القيمة الأكثر غيابا من الجامعات العربية ÙÙ‰ ظنى.
والنزاهة تعنى أن الأستاذ ÙŠÙشكل رأيه، ومواقÙه، وقراراته الأكاديمية، استنادا إلى معطيات موضوعية، عقلانية، عادلة، غير متأثر بهواه الشخصى، أو مصالØه، أو الضغوط التى يمكن أن تÙمارس عليه. وقد تأملت٠على مدى عشرين عاما كي٠يصنع أساتذة الجامعات قراراتهم.
Ùوجدت٠بعضهم يميل إلى Øيث توجد مصلØته الشخصية الضيقة، مضØيا بكل المبادئ، وكل القيم. ورأيت منْ يميلون مع أهوائهم، Ùما واÙÙ‚ هواهم ساندوه، وما عارضه عاندوه، ومن يعشقون كلام النÙاق المعسول، ويمنØون المناÙÙ‚ ما ليس Øقا له، ÙÙŠØجبونه عن مستØقه الذى ÙŠØترم Ù†Ùسه، ويØÙظ كرامته، وأبصرت٠آخرين لا ÙŠÙعلون إلا ما يرون Ùيه إرضاء للسلطة، طمعا أو رهبة. بالطبع، هناك Ù†Ùر قليل من أساتذة الجامعة يتمسكون بقيمة النزاهة الأكاديمية، ويÙعلونها على أية مصلØØ©ØŒ أو هوى، أو تØزب؛ وهؤلاء هم من ÙŠÙعطون للجامعة أملا ÙÙ‰ البقاء.
***
ثانية هذه القيم هى قيمة الاتساق، وتعنى أن تكون Ø£Ùعال المرء مطابقة لأقواله ÙÙ‰ السر والعلن. وقد رأيت٠كي٠يتشدق بعض الأساتذة بالقيم Øتى يظن من يستمع إلى كلامهم أنهم ملائكة تسير على الأرض، ÙÙ‰ Øين يعلم من يعايشهم أن الÙجوة بين القناع والØقيقة Ùاجعة.
أخيرا كتب أستاذ مرموق عن تردى الوضع ÙÙ‰ جامعته، ملقيا اللوم على الطلاب الكسالى، المÙتقدين للاستعداد والإرادة، Ù…Ùظهرا Ù†Ùسه ÙÙ‰ صورة الغيور على مستقبل الجامعة، والوطن، على الرغم من أن من Øوله يعلمون أنه يقدم صورة مشوهة للأستاذ الجامعى الذى لا يكترث بطلابه، أو بالجامعة؛ Ùيتغيب عن معظم Ù…Øاضراته، ويدرس طلابه ما لا يتصل بموضوع مقررهم، ويوبخهم، ويهينهم، غير مدرك أن الإهانة لا تنقل معرÙØ©ØŒ ولا تÙكسÙب خبرة. ويتØقق الاتساق بين القول والعمل Øين يتخذ المجتمع موقÙا صارما إزاء غياب مصداقية الكلمات ÙÙ‰ كل مجال، ÙˆØين ÙŠØµØ¨Ø Ù„Ù„ÙƒÙ„Ù…Ø© اØترامها، وتقديرها، ويتوارى الاØتÙاء بالكذب، ويÙدرك أنه أصل الشرور.
ثالثة هذه القيم هى المروءة. وهى قيمة جامعة لعدد من الصÙات؛ منها أن يع٠الأستاذ لسانه وقلبه عن الخوض ÙÙ‰ أعراض زملائه، Ùلا يجلدهم بسوط لسانه إن غابوا، ويمدØهم بما ليس Ùيهم إنْ Øضروا. وأنْ يترÙع عن الصغائر، ويØÙظ لمكانته كرامتها، Ùلا ÙŠÙهين Ù†Ùسه لأجل عرض زائل، وأن ÙŠÙعين المغلوب على أمره، إنْ استطاع، Ùإنْ لم يستطع Ùلا يكون عونا لقاهريه.
***
أخيرا تأتى قيمة التواضع. وأعنى بها أن ÙŠÙقدر الإنسان Ù†Ùسه باعتدال؛ Ùلا يرÙع Ù†Ùسه Ùوق قدره، ولا ÙŠÙنزلها أقل من قدرها. ويعنى هذا أيضا أن يعتر٠الأستاذ دوما أنه عَلÙÙ… شيئا وغابتْ عنه أشياء، ويدرك أن الÙرق بينه وبين طالب أو زميل أقل إنجازا هو Ùارق مؤقت، Ùطالب اليوم هو أستاذ الغد، والزميل الذى لم ÙŠÙقدم إنجازه بعد، ربما Ø£Øدث ثورة معرÙية ÙÙ‰ المستقبل القريب. إن الØÙاظ على قيمة التواضع هو الدواء الناجع لجرثومة الولع بالذات، التى تكاد تبطش بكثير من الأساتذة، ÙتØولهم إلى ذوات منتÙخة، لا تقبل مساسا بها، وتكاد توشك على الانÙجار نتيجة الإعجاب القاتل بالذات.